دلدول:جزء من المعاناة المستمرة
22-07-2009, 12:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن بلدية دلدول التي لم يك ليعرفها الكثير إلا من خلال تناقل وسائل الإعلام لأخبار غير سارة عنها، أن المواطن اليوم يعيش فيها بكل راحة وسعادة.وأن كل شيء فيها على مايرام.عفواً بل أغلب مايرومه الإنسان فيها ليس على مايرام.
1- إن جئت إلى شبكة الإتصال والمواصلات وجدت دلدول تحقق الرقم القياسي فيها.
إن الطريق المؤدي من أوقروت إليها على مسافة 28كم لهو أسوء طريق بالولاية على الإطلاق وربما احتل المرتبة نفسها مقارنة بطرق أخرى بسائر الولايات. ورغم أن الأشغال به جارية منذ بضعة أشهر إلا أن الكوارث التي كانت تنجم عنه سابقاً بقيت كما هي بل ربما ازدادت.
إن الطريق ذاته وحتى بعد انطلاق الأشغال به ظل مصدر رعب وقلق للمواطن من ناحية حوادث المرور المتكررة به.فمرة بسبب الأحفار الموجودة به ومرة بسبب عدم تهيئة طريق الإنحراف تهيئة لا ئقة: كأن لا يرش بالماء أو تكون به أحفار وأحجار هو الآخر.ومرة أخرى بسبب غياب إشارات المرور خاصة تلك الدالة على وجود انحراف بهذه النقطة أو تلك.
ورغم أن المواطن عانى ولايزال يعاني وينتظر بشوق وترقب لانتهاء مشروع الطريق الذي سينسيه متاعبه إلا أنه ليس متأكد بشأن الطريق التي سيستعملها إذا ما كانت طريق عادية أو ممتازة.
إن أهل دلدول لهم قصة أسطورية مع هذا الطريق بالذات وباقي الطرق البلدية.فهم يعيشون بين إشاعات ،من شهور قبل الإنتخابات المحلية الأخيرة إلى اليوم .
tapaisفمن طريق كله
إلى طريق عادي وفقط.ثم إلى 18 كم فقط.أي أن 10كم الموجودة قبل الوصول إلى دلدول والتي هي كارثة الكوارث بالأرواح التي تسببت في فقدانها وكذا المركبات التي اتلفتها تبقى غير ملفته للإنتباه.ثم طغت في الأيام السابقة الإشاعة الأولى واليوم يسمع الناس عن طريق من آخر طراز ولا يدرون كم طوله ولا من أين يبدأ ولا أين ينتهي.خاصة وأن الطرق الرابطة بين القصور لا تقل سوءاً
من الطريق الولائي وبالتالي الإشاعات كثيرة ولا مجال لمعرفة ما يجري حقيقة في هذه البلدية.
وللعلم فإن شبكة الطرق المحلية في البلدية قد مر عليها أكثر من 10 سنين حتى جائتها مشاريع التجديد في هذا العام ولم يمر شهر على انطلاقتها بعد.أي أنها لازالت تراوح مكانها.
فمن أجل اصلاح رادار الهاتف الذي اسقطته الرياح فيما سبق توجب على المواطن انتظارقرابة 5 سنوات حتى يصلح. ولأنه كان يخدم الهاتف الثابت والبريد وكذا موبيليس فقد ظلت المنطقة شبه معزولة طوال عام او عامين على الأقل.في وقت كانت موبيليس هي الشبكة الوحيدة الموجودة في المنطقة.
ورغم كل هذا فإن الرادار أعيد تجديده لكنه لا يعمل وتنقصه أجهزة وبالتالي زبائن موبيليس في معاناة مستمرة.
2- وإن جئت الى قطاع الصحة، وجدت أن الحوامل يعانين الأمرين. لا لشيئ إلا لأنهن يضطررن إلى قطع كلومترات مشياً على الأقدام ذهابا وأيابا من اجل الوصول إلى المركز الصحي.بل أغلب المواطنون يعانون من هذه الناحية.فبمجرد اصابتك بشوكة أو لسعة عقرب وغيرها تفكر في الذهاب إلى المركز الصحي وليس إلى العيادة التي ربما هي مغلقة أو حتى إذا كانت مفتوحة فإنها لا توفر لك أبسط الامور.
3- وإن جئت إلى قطاع الإدارة المحلية وجدت أن أول ما يعانيه المواطن هو قطع المسافات الطويلة من اجل الحصول على وثائق إدارية. وربما يعود خائباً .فيا ترى لماذا؟
الإجابة أن بعض الآفات التي تنحصر في المدن قد وجدت سبيلها إلى مثل هذه المناطق المعزولة. كالتأخر عن الإلتحاق بمنصب العمل أو ترك المنصب من أجل قضاء بعض الوقت في المقهى أو قضاء مصلحة هنا او هناك وترك المواطن ينتظر ويضيع وقته.
ومن ما يلاقيه المواطن بعض الأحيان من ردود هو أن المكلف بالإمضاء غير موجود أو اذهب واعمل نسخ من هذه الوثيقة أو تلك حتى نلبي طلبك لأنه لا توجد استمارات فارغة.
وإذا قصدت دار البلدية في الصيف فأياك أن تقصدها مساءاً ولو فعلت فستواجه الصعوبات نفسها أو على الأقل ستزعج أناس وتحرمهم من القيلولة تحت المكيف الهوائي ثنائي التيارين.
إن سبب معاناة أهل دلدول وعدم تنمية بلديتهم هو مقر البلدية الواقع في المدخل.فعوض أن يتوسط المقر قصور البلدية ويكون سببا في ربط بعضها البعض فهو يقدم خدماته لفئة قليلة من الناس المجاورين له. وتبقى غالبية الناس تدفع ثمن ما يمكن اعتباره خطأ قرار وضع البلدية في مكانها الحالي سنة 1984.فمن مجموع 10 قصور هناك 3 فقط يمكنها أن تستفيد وتتمتع بخدمات المرافق العمومية.
وإذا ما تسائلت اخي لماذا قرار وضع البلدية هو خطأ؟ ولماذا هو أساس المشكلات؟ فيكون الجواب كالتالي:
1- المكان الذي توضع به البلدية يتحكم في المشاريع والمرافق التي تأتي بعده.وهذا ما حدث في دلدول بالضبط. فالمشاريع والمرافق التالية الذكر كلها تجاور البلدية ومتمركزة في مكان واحد:
المركز الصحي
مكتب البريد
المتوسطة الاولى بالبلدية
الصيدلية
المخبزة
المركز الثقافي
المكتبة البلدية
المحلات التجارية: مشروع المائة محل
المجمعات السكنية...
2- أصلاً المنطقة الموجود بها مقر البلدية الحالي هي منطقة صغيرة المساحة،محدودة من أغلب الإتجاهات بأملاك خاصة أو رمال.
3- يوجد خبر يرجى التحقق منه ويتداوله الكثير من الناس أن مقر البلدية في خارطة البلدية هو معين في مكان غير المكان الموجود فيه وأن كل ما في الامر هو تحويله الى المكان السابق الذكر بتدخل من أناس ذوي مصالح ونفوذ في ذاك الوقت.
ومع ذلك فما هو آت أسوء بكثير مما سبق ذكره.
انطلقت مؤخراً مجموعة من المشاريع الهامة بالبلدية.منها مقر جديد للبلدية و مشروع مائة محل سكني على جانب الطريق أوقروت دلدول بالاتجاه نحو أوقروت.وبهذا فهما يزيدان في معاناة المواطنين.فبدل من أن تقرب الإدارة والمرافق إلى المواطن، ما يحدث في دلدول هو العكس تماماً.
وللعلم فإن المائة سكن السابقة الذكر تم تقسيمها على القصور بحسب النسمة ثم تم الرجوع عن هذا الاجراء الذي رحب به المواطنين ولا شك هو في صالحهم.
إن جوهر الإشكال هو في هذه النقطة.والآن التوسع في مقر البلدية يتجه إما نحو أوقروت أو باتجاه الكثبان الرملية مثلما هو حاصل لمشروع سكنات يوجد خلف المركز الصحي.
4- وإن سئلت عن الصرف الصحي بدلدول، فالجواب أنه هناك قناة رئيسية تضم مجموعة من القصور لكن لاأحد يستفيد منها باستثناء بعض المحظوظين من الناس والقاطنين بمقر البلدية وهم ثلة قليلة من الناس. وللعلم فإن هذا المشروع تطلب عدة سنوات لإنجازه. في حين ان هناك مجموعة أخرى من القصور محرومة من الصرف الصحي بتاتا ولا يوجد بها الآن لا مشروع ولا غيره.
وحتى يكتمل الفهم والشرح،فإن غياب الصرف الصحي ببعض القصور كان أحد السببين الرئيسيين في تحويل مشروع المائة سكن إلى البلدية.فهل هذا معقول وما هو ذنب المواطن هنا؟
أما السبب الثاني فهو وجود مشكلة الأراضي بالقصور.
إن هذا الحديث ماهو إلا طوراً واحداً من أطوار سرد يوميات ومعاناة المواطن الدلدولي.
يمكن للمرء ان يتسائل في الآخيرإلى متى يظل المسؤولون عاكفون عن مطالب وانشغالات مواطنيهم.؟ وبلدية كهذه وبمواصفاتها السابقة تقدم نموذج عماذا.؟
التعديل الأخير تم بواسطة kadiadi ; 22-07-2009 الساعة 04:31 PM