القنابل الذكية
25-05-2009, 11:14 AM


القنابل الذكية



بدأ استخدام القنابل الموجهة في الفترة الأخيرة من الحرب الفيتنامية، وقد اعتبر ذلك خطوة هامة في الحروب الجوية. حيث تقوم القنابل بتوجيه نفسها باتجاه الهدف مما يزيد من مستوى دقتها.

بالإمكان إرشاد هذه القنابل باستخدام أجهزة ليزر، أو وسائل كهروضوئية، أو أخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء، أو بنظام تحديد إحداثيات المواقع في العالم GPS.

ويمكن اعتبار هذه الصفحات دليلا لكيفية عمل الأنواع الرئيسية من هذه القنابل، ولمعرفة مسببات إخفاقها.



التوجيه بالليزر

يمكن توجيه قنابل مثل بيفوي 2 و3 (Paveway II and III) باستخدام أشعة ليزر بذبذبات مشفرة تنعكس على الهدف.

كما يمكن توجيه الليزر من الطائرة المهاجمة إلى طائرة أخرى أو فرقة عسكرية على الأرض- على مسافة قد تزيد على 10 أميال (16 كيلومترا). وتعكس أشعة الليزر الهدف مشكلة مخروطا مقلوبا.

وتسقط الطائرة المهاجمة القنبلة في المخروط. وتتعرف القنبلة على المخروط وتهبط فيه وتقوم بتوجيه نفسها نحو مركزه (حيث الهدف) باستخدام زعانف ديناميكية هوائية.

وما أن يتم "تصويب" أجهزة الليزر على الهدف، حتى تحافظ على وضعها حتى لو تحرك الهدف أو مصدر الليزر من مواقعها. ولكن تحتاج القنبلة "لتحديد" الهدف - أي أن يظل مضاء بأشعة الليزر في جميع الأوقات حتى تقترب من الضرب وإلا فإنها ستضل طريقها.

وبإمكان الغيوم والدخان والضباب أو حتى المطر الغزير عرقلة أو حجب رؤية المخروط المنعكس الباهت مما يؤدي إلى إصابة القنبلة "بالعمى".





JDAM

قنبلة JDAM الأمريكية والتي تعنى ذخيرة الهجوم المباشر المشترك (American Joint Direct Attack Munition) عبارة عن طقم ذيلي تبلغ قيمته 21 ألف دولار أمريكي يحول القنابل التقليدية "الغبية" إلى أسلحة ذكية يمكن استخدامها حتى في الطقس الرديء. ويزعم أن دقتها في التصويب تقل عن 10 أمتار عن الهدف. ولها نظام إرشاد ذي قصور ذاتي مدعوم بنظام تحديد مواقع عالمي بالأقمار الصناعية.

(1) ويتم تحميل موقع الهدف في السلاح قبل الإقلاع أو وهو محلق أما بواسطة طاقم الطائرة أو تلقائيا بواسطة نظام التهديف الخاص بالطائرة.

(2) ويتلقى السلاح قبل إطلاقه معلومات من الطائرة عن موقعه وسرعته حتى يعلم موقعه من الهدف.

(3) وبعد إطلاقه يهبط بنفسه إلى أسفل. وفي حال انقطعت عنه إشارات نظام تحديد المواقع العالمي بالأقمار الصناعية أثناء هبوطه

(4) فإنه يتحول للعمل على نظام إرشاد القصور الذاتي.

ويمكن إلقاء أكثر من سلاح واحد في نفس الوقت ضد أهداف مختلفة





LANTIRN

يمكن إلحاق معدات ملاحة وتهديف مختلفة بالطائرة لتعزيز قدراتها. ولنظام LANTIRN الذي يعنى "أشعة مادون الحمراء للملاحة على ارتفاع منخفض والتهديف في الليل" "low altitude navigation and targeting infrared for night" المبين هنا على طائرة ف-16، خدود ملاحية مع رادار يتتبع التضاريس (1) ومستشعر يعمل على الأشعة دون الحمراء (2) والتي تسمح للطيار للطيران على ارتفاع محدد مسبقا بين بين الهضاب والأودية و أن يرى ما أمامه حتى في الطقس الرديء. كما يوجد خد تهديف ثان مجهز بمستشعر يعمل على الأشعة مادون الحمراء التي تظهر الهدف للطيار على شاشة تلفزيونية. كما يحتوي على معدات ليزر (4) تقوم بوظيفتين: تحدد الهدف للأسلحة الموجهة بالليزر (انظر القسم 2) أو تقيس بعد مسافة الهدف، وتنقل المعلومات إلى نظام الطائرة الذي يتحكم بإطلاق الأسلحة لإعطاء المزيد من الدقة في إلقاء القنابل التقليدية الغبية. وتبلغ تكلفة الأخاديد مجتمعة 4.5 ملايين دولار.





ليست ذكية بالمرة

حتى وأن عملت جميع الأنظمة على أحسن وجه، يبقى على طاقم الطائرة إتقان مهارات كبيرة لتوصيل هذه الأسلحة إلى وجهتها، غالبا ما يكون ذلك في ظروف صعبة وخطيرة.

فالصواريخ لا تستطيع التفريق بين دبابة وجرافة. لذا يتعين على العسكريين تحديد ذلك.

لجميع الأسلحة خطوط محددة "شروط للإطلاق" لا تستطيع خارجها على الأرجح إصابة الهدف المقصود. فالقنبلة الموجهة بالليزر (1) يتعين إطلاقها على ارتفاع وسرعة وزاوية تمنحها فرصة معقولة لتتبع مخروط الإرشاد الضوئي.

وإذا فقدت الأسلحة الذكية صوابها (2) مما يعنى فقدها القدرة على التصويب على الهدف فإن القدرة على التحكم بها تصبح معدومة.

يستغرق السلاح بعض الوقت للوصول إلى الهدف. وإذا كان الهدف جسر لسكة الحديد ووصل قطار يحمل مدنيين بينما الصاروخ في طريقه إلى الهدف فإنه ليس بوسع طاقم الطائرة عمل أي شيء لتدارك الموقف.