تسجيل الدخول

لم أعد أفهم أي مقاومة يتحدث البعض عنها ويمعنون في التشدق بها عندما يتعلق الأمر بالنظام السوري...هذا الأخير لم يطلق خلال عشرات السنوات الفارطة رصاصة واحدة على العدو الصهيوني ولم يقم بحركة مقاومة وحيدة بغرض استرجاع الجولان المحتل، ومع ذلك لا يجد غضاضة في تسويق نفسه على أنه نظام مقاومة وصمود وتصدي، فأي مقاومة يقصد هذا النظام الموغل في الاستبداد؟ نظام أصبح يثبت كل يوم في ساحات المظاهرات التي يتهاطل عليها السوريون يوميا من أجل المطالبة برحيله أنه قبل كل شيئ ظاهرة وحشية ووجه مقيت بالغ البشاعة كنا نعتقد أن الوحشيين والسفاحين على شاكلته قد انقرضوا في مثل هذه المراحل المتقدمة من التطور التي تعيشها الانسانية....والواقع أن نظام بشار الأسد لم يكن يوما نظام مقاومة كما هو اليوم، لكنه للأسف يقاوم جماهير شعبه بالتقتيل من أجل البقاء على رقابهم مهما كان الثمن، ويستبسل في التصدي لكن لرغبة الشعب ليس في الكرامة فحسب إنما في الحياة نفسها.

والله انا من زمان اقول انه لا فرق بين مايسمى بمحور الممانعة ومحور الاعتدال فقط في لعب الادوار
فهي مسرحية تدار بامتياز يتبادل فيه الطرفين دور الشرطي السيئ والشرطي الناس ملاح

النفاق بين بوضوح في سماء النظام السوري، فمن جهة طالما كان يتبجح بأن المقاومة هي خياره الاستراتيجي، ومن جهة أخرى كان منخرطا في مفاوضات سرية لتوقيع اتفاقية سلام نهائية مع الكيان الصهيوني. هذا أمر لا يحتاج إلى كبير اجتهاد للتدليل عليه، فالأتراك قالوا بعد تأزم علاقتهم مع الكيان الصهيوني أنهم لن يستمروا في دور الوساطة الذي كانوا يلعبونه بين الصهاينة ونظام بشار، كما أن ابن خال الرئيس السوري قالها بصراحة في تصريحات سابقة لجريدة "واشنطن بوست"، قال بأن سقوط النظام السوري ليس في صالح الكيان الغاصب، وبأن أمنه سيكون لو حدث أن سقط معرضا للخطر، وهو ذات الأمر الذي ذهبت إليه الأوساط السياسية بداخل الكيان حين اعتبرت أن سقوط النظام السوري بشكله الحالي في غير صالح الصهاينة.. فما الذي يعنيه كل هذا؟ يعني أن النظام السوري بمعزل عن المسميات التبجحية والمنافقة، هو معطى مهم في سياق أوسع بالنسبة لسلامة دولة الكيان.

هو على كل حال يلعب الدور جيدا، وبمهارة وانضباط فائقين، لكن مع فارق دقيق مع ما كان يسمى بأنظمة الاعتدال، هو أنه كان يحمل زورا وبهتانا لقبا ضخما اسمه المقاومة....

وكان النظام السوري السفاح بارعا في لعب دور الطيب الأمين المدافع على حياض الأمة، إلى أن دقت لحظة ذوبان أقنعة الشمع المزيفة مع أول طلوع لشمس الشعب السوري الباحث كغيره من الشعوب العربية وشعوب الأرض عن الكرامة والكرامة لا غير.....

لكن لا يجب ان نهمل نصف الحقيقة الآخر

لم تطلق و لا رصاصة لكن سوريا لم تضع يدها في ايدي الصهاينة ، ثم ان تل ابيب افرش لها سرير من حرير في حضن الدول الجارة و دول الخليج مع المغرب ...

على كل سوريا ليست ندا لتل أبيب هي او اي دولة بالمنطقة ان دخلت في اي حرب معها اليوم او غدا و ان تغيرت تلك الانظمة الف مرة وفق ظروف العمالة و الخيانة التي تشوب العالم العربي...

هناك من يصفي حسابه مع النظام السوري القمعي هذا اليوم ليس طلبا لحرية التعبير لشعب الشام ، لكن كونها الوحيدة التي رفضت التطبيع مع الصهاينة بالمنطقة و خرجت مرارا عن طوع محور الطاعة للامريكان ...

هذا النظام على قمعه و فشله على الاقل تبنى حركة حماس بترابه ...نكاية فيمن حاولوا حرقها و ايسقاط الحكومة الوحيدة المنتخبة ديموقراطيا بالمنطقة ...

والله صار من الصعب الركون إلى تصديق الأشياء، في ضوء ما يتكشف ويحدث على الأرض، بل أكثر من ذلك يتولد لدى الواحد الشك حتى في الماضي.....والمقصود هنا هو الحقيقة من عدمها فيما يتعلق بطبيعة علاقة النظام السوري مع الكيان الصهيوني، ففي الوقت الذي كان الحديث متمحورا حول اصطفافه المبدئي في صف عدم التطبيع والممانعة و المقاومة والصمود والتصدي و و و ...فاجأتنا تركيا عندما غضبت غضبتها الشهيرة من الكيان وقالت أنها لن تلعب بعد اليوم دور الوسيط في المفاوضات السرية بينه وبين النظام السوري، فبالله عليك أين يصنف هذا؟ !!!!!!!!!!

لا يا أخي انت محق و هناك حقا قنوات اتصال كانت مع الكيان الصهيوني ..لكن الامر هنا منطقي و حاصل تحصيل لما آل اليه العرب اجمالا ...بعد الحصار المعلن من كذا من محيط و لم يكن لسوريا الا المناورة لكن بشروط و هذا ما جعل الجولان في يد الصهاينة ...

ملاحظة : الصهاينة لن يعيدوا تلك الارض مهما حدث بمفاوضات او دونها و الدخول في حرب ضدها وحدها تعني نهاية سوريا او خسارة اجزاء اخرى في عالم تغير اليوم ب180 درجة ...

سوريا وسط زخم عمليات السلام ارادت الجلوس و مفاوضة الصهاينة على حدى كما فعل الاخرون قبل عشريات مضت تحت ضغط مصالحها و ضغوط العرب ...

نظام الاسد لم يكن عدوا لدول الخليج التي تصرخ في وجهه اليوم الا مؤخرا و هو من هرول لضرب العراق و تحرير الكويت ..كون اوراق اللعبة تغيرت في الوقت الراهن ...
مفاوضات مدريد جاءت مباشرة بعد حرب الخليج لمكافئة العرب و الفلسطينيين وقوفهم مع الامريكان باعادة ارضهم لكن هيهات ان يكون لليهود عهود ...