سياسة الترقيع قبل البيع
01-02-2015, 06:50 AM

الثوب المرقع من كل الأطراف، لا يزال ترقيعه مستمرا على "قدم وساق"!، وعلى "بطن وصدر" وعلى "أكتاف وأعجاز"! تمزق وانبعاج في كل الأنحاء من الجسم الذي شاخ مع "كوستيم" مخاط يوم 62! لم يتغير ولم يستبدل! حتى صرنا نشبه جسم النظام الوطني بشخصية"Hulk"

نمت على آخر المرقعات التي نعمل على تغطية بها عورتنا "الوثنية" بعد أن يبست وجفت أوراق التوت، ورأيت كيف أننا نفدي "أرواحنا بالشعب" ونقسم له "كم نحبكم" ونعمل كل جهودنا للبقاء أوصياء عليهم لحمايتهم من أنفسهم: في الجنوب الشاكي الباكي من التهميش والتخربيش وسياسة الدفيش والبقشيش، نقسم لكم أن غازكم الصخري، يا شعبا الأبي، لا يمسه إلا "المطهرون"(نحن)، ولكن اسكتوا وعودوا إلى دياركم وتفرجوا على الميكيات..! أما أنتم يا أطفالنا من بزاوز الليسيات، فاطمئنوا.. ليست هناك "عتبة أزاز"، لكن نقسم لكم أن الباك تدوه تدوه!! سيكون سهلا جدا والأسئلة في متناول الجميع بدون استثناء وقصيرة وغير مفخخة..! فالباك للجميع إلا لمن لا يريد أن يسكت أو يصدق حسن نيتنا..! نحن نلبي رغباتكم كلها.. فقط لا تشوشوا ولا تطلبوا منا الرحيل.. لأن هذا ليس في مصلحتكم.. فنحن الوحيدون الذين نقلشكم ونترككم تفعلون ما شئتم وتأخذون ما أردتم.. (بعد أن نأخذ نحن ما نشاء.. بيانسور!)

نمت لأجد نفسي "أتحلس" لباسا، لبسته يوم 5 جويلية 62! "شورت" أخضر وقميص أبيض وسبردينة "بلج" زرقاء، و"فولار" أحمر على الرقبة.. تماما كما كنا نفعل يوم الاحتفال بعيد الاستقلال لأول يوم من النصر على الفرنسيين أولاد الحرام! كنا نحن أبناء المجاهدين وأبناء الشهداء، نستعرض أزقة القرى ونغني بدون معرفة "تحيا الجزائر.. و.. تحيا أنغولا.. يسقط البرتغال" ولم نكن نعرف أنغولا ولا البرتغال، فكنا نرفع أصواتنا "تحيا الغولا.. يسقط البرتقال" وها هي "الغولة" صارت اليوم "هولك" وها هو البرتقال يسقط من فرط الرياح دون أن يسقط سعره!.

وجدت نفسي "أتحلس" هذا اللباس بعدما اتسخ وتمزق من كل جانب وزال لونه وحال مع الأحوال: الأبيض صار "قهوي" والأخضر صار "غري"، والأحمر صار "نوار"، والسبردينة الزرقاء "ولات بشماق"! القدم في الخلف حاف والأصابع أيضا.. فقط ربع نعالة باقية!

"الشورت" الذي كان يصل إلى الركبتين، صار لا يغطي حتى ما بين الساقين وما خلفهما! أمشي والريح يضرب من هنا ويخرج من ليه!.. العوان وبرد الحال..! القميص صار يصل إلى أعلى القفص الصدري وما تبقى عاري، حتى أني أبدو أني أتمنطق بحزام (أمني) من جلد! وألبس "بيكيني"!

عمري صار في الـ 90، ووزني أيضا، فيما اللباس، لباس طفل في 12 بوزن 25 كلغ!

عندما أفقت، كنت أختنق لأني كنت ألبس حوائج أبني الداخلية بعد أن تمزقت حوائجي الخارجية!