كل الطرق تأخذك إلى الله
10-04-2018, 03:29 PM




بقلم: رمضان بوشارب

كل الطرق تأخذك إلى الله
حينما تجد نفسك تشق طريقا نحو مستقبل أنت مؤمن به، تجد نفسك تضع قدميك على صراط مستقيم فاحذر غرورك، إن أنت ضننت أنك وحدك على الطريق السوي ، قد تظن أنك أنت من سطر الدرب نحو الأمام، حين تلفت خلفك فترى القوم يمشون من وراءك ، فتحسب أن القوم يقتفون أثارك.
ربما تخمينك يأخذك إلى البعيد الذي يتوه فيه العبيد، لما ترى كثرة الناس من ورائك فتخال نفسك الأول في طليعة الركب، وما من أحد سبقك إلى ما أنت إليه ذاهب، لكنك لست أول ولا أخر من في الطريق، تستغفر الله لتكمل مسيرتك نحو يقين أنت موقن به.
فجــــأة تتوقف...

تلتفت ذات اليمين وذات الشمال، لترى الناس في سبل تفرقوا شيعا، وكلٌ ذاهب في مذهبه، تتساءل أترى القوم ضاعوا أم تُراني أنا الضائع، كل في فلك مشحون، يقولون كل الطرق تؤدي إلى روما، وهذا ديدنهم في الحياة الدنيا.
خوف ينتابك على حالك وحال الأمة، تتملكك رهبة و فوبيا الهلاك إن هي تقاطعت تلك السبل، وتشابكت المذاهب.
حينما ترى أن الكل اختار لنفسه قبلة هو موليها، فالتزم بالوسطية وكن وحدك أمة وسط، سيتبعك من ظلَّ السبيل فعاد وحين ترفع طرفك إلى السماء طالبا اللطف، ترتعش، تنظر إلى نفسك في عيون الشباب،فترى وجهك؛ وقد غزاك شيب الوقار، يهالك لون شعرك الذي انقسم إلى أبيض وأسود، فلا تدري أي عمامة من العمائم ستضعها فوق رأسك أ العمائم السود (عمائم الشيعة)أم العمائم البِيض (السلفية) بين هذا وذاك سيتعرى رأسك ، ولن يجد له تاجا من تيجان العرب.
تسألهم أي مسلك يسلكونه؟ أي وجهة يتجهون؟ والكل يرد عليك مستبدا بصواب رأيه، فالله أكبر الله أكبر ،قليلون هم بالعلة يتعللون ،ثم تسأل آخرين سبقوك بالتوهان في ملكوت مشحون بـالفتنة والشحناء، فيقولون بعد أن تاهوا ورُدوا إلى سواء السبيل "أينما تولوا وجوهكم فثمة وجه الله"...
تعود لتسأل نفسك أتراهم على صواب وأنا المخطئ التائه، أم أنني أنا المصيب وهم المخطئون والمصيبة أننا كلنا خطاءون ، فهل نحن توابون.

قـــــــــــف ...

الطريق أمامك، لا يزال طويلا مستقيما، لا ينتهي بانتهائك، لا تسأل هل أُكْمِلُ المسير أم اكتفي باليسير، امضي قدما، فلا زلت، ولا زلت حيا بقلبك ما دمت تسأل نفسك تعاتبها، تبحث عن الآخرين تحمل همهم.
أمامك صراطك لا ينتهي، مستقيم باستقامتك، سر صوب ما أنت مؤمن به، سر بنفسك إلى الله فلا غيرك ينقذك إن نزل القضاء، ثبت قدميك وخذ صراطك إلى الواجد حيث الوجود لا ينتهي.
دعهم في سُبُلِهِمْ إلى روما ، دعهم يعانقون رومياتهم ، قف على قبورهم فاقرأ عليهم سورة الروم.

لا تقـــــــــف...
أكمل مسيرك، لا يخيفك سواد الليل الذي صار يلتحف العباءات السود، لا يغرنك سوادهم وامضي نحو صبحك الذي تنفس، افتح عينيك، أبصر بنور الله وابشر برضوان الله.
خذ طريقك ودعهم على طريقتهم فكل الطرق تأخذ إلى الله ، إما جنان تغطيها رحمة الله أو سعير تنذر بغضب الله ... راجي رحمة الله . رمضان بوشارب
الصور المرفقة
نوع الملف: png بوشارب رمضان.png‏ (56.8 كيلوبايت, المشاهدات 0)
التعديل الأخير تم بواسطة أبو اسامة ; 10-04-2018 الساعة 03:50 PM