المقارنة:بين الطب النفسي والرقية الشرعية
07-06-2007, 11:22 PM
تقبلو احترامي وتقديري اخوكم القاهر بيبرس.


الجزء الأول:
س 101 : إبني عمره 4 سنوات مازال يبلل فراشه في الليل( يبول لا إراديا),في الوقت الذي لا تفعل أخته ما يفعل مع أن عمرها 3 سنوات فقط.استعملنا معه الطرق المختلفة فما نفعت. ما الحل وفي أي سن يصبح هذا الأمر مرضا يبحث عن علاج ؟.
لا يصبح الأمر مشكلة تبحث عن حل بزيارة طبيب مختص إلا بعد السادسة من عمر الطفل,ومنه فلا داعي للقلق والهم الذي تحملينه,ولعل قلقك نابع من مقارنته بأقرانه الذين هم في مثل سنه أو بأخته الأصغر منه,فلا تنسي أن "أصابع اليد الواحدة مختلفة"كما يُقال.ويستطيع الطفل الطبيعي التحكم في عملية التبرز مع بلوغه 30 شهرًا،أي سنتين ونصف,وذلك لاكتمال نمو العضلة المسئولة عن التحكم في التبرز في مثل هذه السن.أما التحكم في عملية التبول فالمسئول عنها هو الجهاز العصبيُّ والجهاز الحركيُّ بالجسم،ويختلف معدل نمو الجهازين من طفل لآخر،وقد يحدث تأخُّر هذا النمو عند طفل ما مقارنة بأقرانه،ولكن يبقى ذلك ضمن إطار النمو الطبيعي(طالما لم يتعدّ الطفل سن السادسة) ،وبالتالي ننصح الأم بعدم المقارنة.ولاستبعاد الأسباب العضوية بصورة يجب القيام بتحاليل معينة عند طبيب اختصاصي في المسالك البولية بعد بلوغ الطفل السنة السادسة من عمره مع بقاء المشكلة عنده قائمة. فإذا ظهر السبب العضوي فإن المشكلة تعالج عندئذ بالدواء المناسب,وإلا فإن سبب المشكلة يمكن جدا أن يكون نفسيا.وأسباب البول اللاإرادي الليلي النفسية تتمثل غالبا في الغيرة أو سوء معاملة الوالدين للولد أو على الضد تدليل الوالدين الزائد له,أو الخوف.فإذا وُجد سبب من هذه الأسباب تُعالج المشكلة عندئذ بالتخلص من سببها. والأصل أن المشكلة لا تحتاج إلى رقية وإن نفعت الرقية في بعض الأحيان.
س 102 : من هم الأطباء الذين يراجعهم المصابون بوساوس قهرية وهم ليسوا مختصين؟.
1- أخصائي الأمراض الجلدية : بسبب الهرش الحاصل على الجلد من الوساوس.
2- طبيب العائلة : يراجع بسبب الغسيل المتكرر أو العد أو الشكوك المستمرة.
3-أخصائي السرطانات أو الأمراض المعدية أو التناسلية:من أجل فكرة متسلطة بأن الشخص مصاب بالإيدز مثلاً.
4- طبيب أسنان :بسبب تنظيف مستمر وعنيف للأسنان.
5-أخصائي أطفال: الوالدان قلقان بسبب تكرار ولدهم للغسل المستمر.
6- أخصائي تجميل : مراجعة بخصوص وسوسة من شكل أو هيئة عضو من الأعضاء.
7-إمام مسجد: للسؤال عما إذا كانت هذه الوساوس بسبب الشيطان.
8-راق: بسبب الظن أن به مساً من شيطان أو سحر أو عين.
9- دجال (مشعوذ أو ساحر): لصد السحر أو الشر أو العمل.
كل من ذكروا يراجعهم الموسوسون عادة (بوسواس قهري) وليس بينهم مختص واحد.وتشير الإحصاءات إلى أن الذين يعانون من الوساوس القهرية قد لا يراجعون مختصاً نفسانياً واحدا إلا بعد مضي سنوات.
س 103 : ما هو علاج تساقط الشعر الناتج عن الاضطرابات النفسية والقلق؟.
إن تساقط الشعر نتيجة التعرض للاضطرابات النفسية يزول في العادة تلقائيًّا، ويعود للنمو الطبيعي بعد حوالي 6 أشهر من زوال السبب ما لم يتعرض المصاب للاضطراب النفسي مرة أخرى.أما إذا طالت مدة الاضطراب فقد يستمر تساقط الشعر بسبب استمرار قيام السبب, وعندئذ قد يضطر المريض لاستشارة طبيب نفسي قبل ( أو بدون) استشارة الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجلدية.
س 104 : ما المقصود بالسلبية في الطب النفسي ؟.
هي من الآفات النفسية التي تعني العزلة وعدم الانتماء وقطع الصلات بالعالم المحيط مما يؤدي إلى الشعور بعدم المسؤولية واللامبالاة.وتشير السلبية إلى قصور في التنشئة الاجتماعية واضطراب في مسار النمو النفسي مما يؤدي إلى انعدام الاهتمامات الاجتماعية لدى الفرد وإلى تلاشي الحرص على المجتمع وغياب الوعي والحس الاجتماعيين ,بالإضافة إلى عدم الإيجابية في التفاعل مع البيئة الاجتماعية المحيطة.
س 105 : أنا الآن في سن العشرين وما أزال أعاني من حب الشباب الذي نغص علي حياتي! أنا أتعذب كثيرا لأنني حاولت استخدام عدة أدوية اصطناعية وطبيعية،ولكن كلها لم تفدني.ما العمل؟.
رغم أن علاج هذه الحالة يختص به أولا طبيب الأمراض الجلدية،إلا أنه قد يكون لظهور هذا الحَب وتفاقم مشكلته أسباب نفسية.والقول بأن هذا الحب يختفي بعد سن العشرين بشكل عفوي وتلقائي وفي كل الأحوال ليس صحيحًا تمامًا.ورغم عدم الاتفاق على سبب واضح ومحدد لظهور هذه الحبوب،فإنه قد يكون ناتجًا عن عامل من عوامل مختلفة.والظاهر من خلال رسالة السائل أن مشكلته نفسية أكثر منها عضوية لأن هذا الحب عند كثير من الشباب هو علامة على القوة والحيوية والنشاط,أما صاحبنا فإنه اعتبره مرضا خطيرا وداء وبيلا بدليل أنه يتعذب بسببه كثيرا وأنه نغص عليه حياته كما يقول.إن أهم ما في هذا الباب-من الناحية النفسية-هو نظرتك لهذه الحبوب وتوهمك أنها قد تسبب لك كثيرًا من التشوهات في خلقتك (وإن كان هذا ممكن الحدوث لكن فقط في النادر من الأحيان)،والحقيقة أنها في الغالب لا تسبب شيئا من ذلك،إلا أن تكون سببًا فقط لبعض الآلام.فيا أيها السائل دع عنك القلق وابدأ الحياة بكل إقبال وأمل وتفاؤل و..وأحب أن أطمئنك أن هذه الحبوب عادة ما تقل مع الزواج،ومع سن ما بعد الثلاثين مباشرة.ومع ذلك فكل هذا لا يمنع من إمكانية استشارة الإخصائيين والنابغين في علاج مثل هذه الحالات والمطلعين على أحدث ما وصل إليه العلم الحديث في علاجها.
س 106 : ما أسباب الاكتئاب ؟.
هناك 3 أسباب أساسية.
ا-اضطرابات عضوية داخلية,بدون أن تكون هناك أسباب خارجية تدعو إلى ذلك.
ب-أسباب كيميائية حيوية:بسبب زيادة أو نقص إنتاج مواد معينة في بعض مراكز المخ بسبب العوامل الوراثية التي تؤدي إلى وجود فروق فردية في الاستعداد للإصابة بهذه الحالة.
ج-أسباب نفسية:تؤدي بدورها إلى إحداث تغييرات في الجسم تنتج عنها حالة الاكتئاب مثل حلول كارثة أو وقوع مصيبة أو مواجهة محنة أو فقدان عزيز أو فقدان ثروة,مما يؤدي إلى اضطرابات تفكير الفرد ونظرته إلى نفسه وإلى العالم بشكل سلبي يرى فيه أنه لا يساوي شيئا, وأن العالم شديد الظلمة في نظره,وأن حياته تسير باتجاه مصير سيء.وفي مثل هذه الحالة تتجاوب المشاعر مع التفكير ويتوافقان مما يجعل الشخص يبدو حزينا ومهموما.
س 107 : ما علاقة الاكتئاب بالرغبة في الموت أو في قتل النفس(الانتحار)؟.
هناك علاقة وثيقة ,وقد أثبتت الدراسات أن نسبة المنتحرين من بين المصابين بالاكتئاب أكثر 25 مرة من نسبة المنتحرين ممن لا يعانون من أية اضطرابات.ولا يقدم المرء عادة على الانتحار إلا عندما يصل إلى قمة الشعور باليأس.
س 108 : هل يمكن أن يؤدي الخوف إلى اضطراب في الكلام ؟.
نعم! يمكن أن تؤدي المخاوف خصوصا والاضطرابات النفسية عموما إلى التأثير على أجهزة الكلام بشكل أو بآخر,فيتوقف المرء عن الكلام أو تقل قدرته على الكلام.وتنتهي المشكلة تلقائيا بعد زوال السبب,وإلا فيجب عرض المصاب على الطبيب المختص.
س 109 : قد لا تحمل المرأة من زوجها بسبب مس من الجن.ما أعراض ذلك ؟.
من أعراض عدم الحمل بسبب إصابة الجن للمرأة (وهي أعراض ظنية لا قطعية بطبيعة الحال):
ا-تشكو المرأة من آلام في الظهر.
ب-تشكو آلاما والتهابات في منطقة الرحم.
جـ-عدم انتظام الدورة الشهرية,أو وجود نزيف أحيانا.
د-ضيق المرأة غالبا من الجماع بحيث لا تفعله إلا من أجل إرضاء الزوج.
هذا إذا لم تكن لكل هذه الأعراض أسباب عضوية أو نفسية أو عصبية.
س 110 : ما هو المرض النفسي الذي يعرف بالجنسية المثلية ؟وهل هو أن يولد العبد ذكرًا لكنه يحس ويشعر أنه فتاة,والعكس؟وما الرأي في هذا المرض اجتماعيًا ونفسيًا ودينيًا؟.
الأصل هو أن يميل كل جنس للجنس الآخر.هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها،ولكن أحياناً يحدث انحراف لهذه الفطرة فيميل الشخص إلى نفس جنسه عاطفياً (ويشعر الذكر أنه أنثى وتشعر الأنثى أنها ذكر).وسبب هذا الانحراف هو أن (الجنس) جزء حساس ودقيق جداً في بناء الإنسان،وسرعان ما يتأثر هذا الجزء الحساس تأثراً موجعاً بأي خلل تربوي يتعرض له الإنسان،أو أي خلل في المجتمع عموماً،وللأسف يحدث الخلل الجنسي للشخص في تدرج وفي صمت شديد،كما أنه يأخذ صوراً وأشكالاً عديدة تختلف من حالة لحالة،ويلعب الاستعداد الشخصي دوراً هاماً في الاستجابة لهذا الخلل،فهناك أشخاص لديهم استعداد هرموني وجيني (للمثلية)،وهناك أشخاص عندهم استعداد لصور أخرى من الخلل الجنسي مثل السادية أو الخوف المفرط من الجنس وغيرها.وبتعبير آخر نقول بأن هناك عوامل خارجية تلتقي مع استعداد خلقي لينتج عنها صور مختلفة من الانحراف الجنسي.و(المثلية) هي إحدى هذه الصور،وليست الصورة الوحيدة،وإن كانت الأغلب تقريباً.والسؤال:ما هي إذن قواعد التنشئة الجنسية السليمة التي تمنع حدوث هذا الخلل؟! وما هو النظام الذي وضعه الإسلام فلما ابتعد الناس عنه حدث للفطرة ما حدث من نسخ وانحراف ؟.
أولاً:أن يتعرف الشخص على الجنس ويكتسب ثقافته الجنسية في الوقت المناسب، وبالتدريج،وبالطريقة المناسبة ، ومن المصدر المناسب،ومن خلال مداخل غير مباشرة أحياناً أو مباشرة أحيانا أخرى مع الإيغال في الأمر برفق ,كما علمنا الإسلام أن نفعل مع أبنائنا وكيف نرشدهم إلى موجبات الغسل مثلا أو كيف نربيهم على الاستئذان على الأب والأم في الأوقات الثلاثة التي حددها الشرع.
ثانياً: شعور الإنسان بالرضا عن جنسه،فالذكر ينشّأ على الرضا بأن الله خلقه ذكراً، والأنثى كذلك،كما يعلمنا الإسلام العدل بين الأبناء،وأن نوضح لهم أن الاختلاف بين الذكر والأنثى اختلاف وظائف وليس اختلاف درجات.ولكن عندما تعامل الأنثى على أنها جنس من الدرجة الثانية لا رأي لها،مسلوبة الحرية في بيت أبيها ثم في بيت زوجها،فإنها تسخط على أنوثتها وترفضها،وكذلك عندما يتحمل الولد الذكر ما لا يطيق من مسئوليات لا لشيء إلا لأنه(رجل)فهذا أيضاً يجعله يتمرد على جنسه،ويتمنى الانسلاخ منه.
ثالثاً:الجو الأسرى الصحي الذي يمارس فيه الأب دوره كرجل،وتمارس فيه الأم دورها كأنثى مهم جداً.ولكن عندما تختلط الأدوار فنجد المرأة تعمل والأب عاطل،أو نجد المرأة قوية الشخصية والرجل مقهور،أو نجد الخلافات بينهما لا تنتهي.هذا أيضاً يؤثر في التنشئة الجنسية للأطفال،فتختلط عندهم معاني الأنوثة والرجولة.والإسلام أيضاً وضع لنا صورة نموذجية لعلاقة الزوج والزوجة داخل الأسرة،ووضع لكل من الطرفين حقوقاً وواجبات،وحدد وظيفة كل طرف بما يناسب ما خلقه الله من أجله دون احتقار لوظيفة الطرف الآخر.
حدوث الخلل في هذه القواعد التربوية الثلاث يؤدي إلى اضطرابات كثيرة منها (المثلية) وهذه المثلية تأخذ صوراً وأشكالا عديدة: *من حيث الشعور بالجنس:أحياناً يكون لدى الشخص شعور واضح بأنه ينتمي للجنس الآخر،وربما يسعد الرجل بوقوفه أمام المرآة مرتدياً ملابس النساء.وأحياناً يشعر بمجرد الميل العاطفي لنفس النوع مع الاحتفاظ بشعوره الجنسي.*من حيث توقيت ظهور الخلل: غالباً ما يبدأ منذ المرحلة السابقة للبلوغ (أي في سن التاسعة أو العاشرة للفتاة والثانية عشرة للفتى).وأحياناً قد لا يظهر الخلل إلا في سن متأخرة قليلاً عن هذا.
*من حيث حدود الميل:يبدأ(بالعشق العاطفي)ويمتد للمستوى الجسدي بكل درجاته.*من حيث الشفاء: البعض قابل للشفاء تماماً،والبعض قابل للشفاء مع وجود استعداد كامن فتظل هناك بعض المحاذير والضوابط التي يجب أن يلتزم بها ولا يتجاوزها مدى الحياة عند تعامله مع نفس الجنس،والبعض غير قابل للشفاء للأسف الشديد ونستطيع أن نشبهه بمرض (السكر) المزمن الذي لا شفاء منه غالبا (حاليا) حتى الموت ولكن المريض يستطيع أن يتعايش معه إذا التزم بنظام معين يمنعه من التعرض للوقوع في المحظور.
ثم إن أي ممارسة أو اتباع لهوى النفس أو انقياد وراء هذا الميل هو من الناحية الشرعية حرام،وهناك عشرات الآيات والأحاديث التي تحرم (اللواط) أو (السحاق) ومقدماتهما.
وفي الأخير ننبه إلى أهمية :ا) الاكتشاف المبكر للخلل منذ الطفولة.ب) المتابعة والرعاية للشخص وخاصة في سن ما قبل البلوغ.ج) لجوء الشخص إلى الطبيب النفسي فوراً(مع بدء ظهور أية علامة للخلل) ليخضع لنظام معين لتنمية شعوره بجنسه الحقيقي أو تنمية ميله للجنس الآخر،ووضع الحدود والضوابط التي يجب أن يلتزم بها مؤقتاً أو إلى الأبد,مع بني جنسه حتى لا يقع المحظور. د)كما نحذر من الشعور المفرط بالذنب وتوبيخ النفس لوجود هذا الخلل،فإننا أيضاً نحذر من أن يشعر المرء بأنه عديم الحيلة،وأنه لا ذنب له إذا ارتكب الخطأ.إن هذا كلام غير مقبول البتة لأن الله خلقنا على هذه الحياة ووضع في طريقنا سلسلة من الاختيارات تؤهلنا – بإذن الله –للجنة إذا تجاوزناها بنجاح,ولو استسلم كل شخص للخطأ لما نجح أحد في الاختبار. هـ) حسن الصلة بالله,والتفاؤل ، والرضى،والأمل في الشفاء،كل هذه عوامل لها أبلغ الأثر من أجل شفاء عاجل وحياة طيبة ناجحة.
س 111 : أغضب فوق اللزوم وأحب الانتقام ولو من أجل أسباب تافهة,فإذا لم أنتقم أتألم لا نفسيا فقط بل حتى بدنيا.أرجو النصيحة.
يجب الكشف في البداية على الغدَّة الدرقية،والتأكد من أن إفرازاتها الهرمونية منتظمة.فإذا كان كل شيء على ما يرام وهو الأغلب،فيصبح ما تعاني منه من العصبية الزائدة ليس مرضا عضويا،ولا حتى نفسيا، وإنما هي عادة.وكما جاء في رسالتك فإن هذه العادة موجودة في أكثر من فرد من أفراد الأسرة.لذلك لا بد لك من التدرب على تركها وهجرها،ولا يتأتَّى ذلك مرة واحدة ولا في يوم واحد،ولكن بالتدريج وبتعويد النفس،كما أوصانا النبي-ص-أن الحلم لا يأتي إلا بالتحلُّم،وأن الصبر لا يأتي إلا بالتصبُّر.وتستطيع التدرب على ذلك بمتابعة نفسك يوميًّا وملاحظتها،مع محاولات ضبط النفس المستمرة،والعزم على تقليل فترات العصبية.وأنت غير منصوح بتناول المهدئات لأنك قد تتعود عليها بدون أن تستفيد منها في شيء.وهذه المهدئات لها أعراض جانبية من الأفضل تجنبها،وخاصة أنك في سن صغيرة،ويساعدك أيضًا على الهدوء كثرة الصلاة،وقراءة القرآن الكريم،والتقرب إلى الله عز وجل بالطاعات.
س 112 : ما القلق في الطب النفسي ؟.
القلق حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر وكثرة التوقعات,وينجم القلق عن الخوف من المستقبل,أو توقع لشي ء ما,أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع والقيود التي تحول دون تلك النوازع.والقلق أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا,فهو يصيب من 10 إلى 15% من الناس ، ويزداد حدوثه في الفترات الانتقالية من العمر ، كالانتقال من مرحلة البيت إلى المدرسة ، أو من مرحلة الطفولة إلى المراهقة ، أو عند الانتقال إلى سن الشيخوخة والتقاعد ، أو سن اليأس عند النساء . كما قد يحدث القلق عند تغيير المنزل أو العمل أو ما شابه ذلك . وقد يصاب الإنسان بالقلق كانفعال طارئ يزول بزوال السبب ، وقد يصبح مزمنا يبقى مع الإنسان لساعات أو أيام . ومن أشكال القلق قلق الأم على ابنها إن تأخر عن موعد وصوله ، وقلق الإنسان على وظيفته وعمله ، أو قلق المرء على صحته حين يمرض ، وقلق الطالب على نتائج امتحاناته ، أو قلق التاجر على تجارته.وهناك أشكال كثيرة من القلق لا مجال لحصرها . ويصاب الإنسان القلق بأعراض مختلفة ، منها الإحساس بالانقباض ، وعدم الارتياح والشعور بعدم الطمأنينة، والتفكير الملح والأرق ، كما قد يشكو القلِـق من الخفقان وإحساس بتشنج في المعدة أو برودة في الأطراف .وليس منا من لا يقلق في لحظة من اللحظات ، أو موقف من المواقف ، فهذا أمر طبيعي ، أما أن يستمر القلق لأيام ، بل لشهور أو سنين ، فهذا ما لا تحمد عقباه . ومن الناس من يقلق لأتفه الأسباب ، فتساوره الهموم والشكوك ، ويعيش أيامه بين القلق والاكتئاب.
س 113 : هل من نصائح للتغلب على القلق عموما ؟.
إذ عرف السبب بطل العجب.ومنه إذا كان السبب عضويا أو نفسيا وجب استشارة طبيب مختص,وإذا كان السبب غير ظاهر يمكن أن تنفع الرقية الشرعية بإذن الله.هذا مع التنبه إلى أن المشكلة في بعض الأحيان قد تكون عضوية أو نفسية(على الخصوص) ولكن قد لا تظهر بسهولة للمريض.ومع ذلك إذا أردت أيها القارئ اجتناب القلق بشكل عام عليك بمراجعة نفسك وموازينك ، وتدبر أمورك وأحوالك.وفيما يلي بعض الوصايا التي يمكن أن تساعدك في التخلص من القلق:
ا-عش في حدود يومك ولا تقلق على المستقبل,ولا تخش قلة الرزق فالرزق بيد الله.
ب- ذكر نفسك بالثمن الفادح الذي يدفعه جسمك ثمنا للقلق.
جـ-دع التفكير في الماضي ، فإنه لن يعود مهما حاولت.يقول الرسول-ص-:"وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا،ولكن قل قدر الله وما شاء فعل،فإن لو تفتح عمل الشيطان" .

د-تدبر الحقائق بعناية قبل صنع القرار .ومتى اتخذت قرارا حصيفا أقدم على تنفيذه واستعن بالله ولا تتردد.
هـ-ارض بقضاء الله تعالى وقدره .واعلم أن المؤمن لا يخشى مصائب الحياة وأن كل أمره خير.
س 114 : رجل لا يصلي, تقول زوجته عنه بأنه لا يحب سماع القرآن بل إنه يغضب في بعض الأحيان إذا ألحت هي على سماع القرآن أو على إسماعه إياه.هل يحتاج إلى رقية على اعتبار أنه مصاب بجن أو سحر؟.
إذا عرف السبب بطل العجب.إن سبب غضب الرجل نفسي.إنه يغضب من كل ما يذكره بالله وببعده عن دين الله وبانحرافه عن سبيل المومنين.إنه يغضب من الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والصيام والمطالعة الدينية والحديث عن الدين والبرامج الدينية,بل إن رؤيته للمتدينين بشكل عام قد تغضبه.يحدث هذا للشخص مادام قلبه قاسيا,فإذا لان قلبه يمكن أن يصبح أي شيء مما ذكر سابقا سبيلا لرجوعه إلى الصواب....
إذا لم يبذل المرء الجهد المطلوب لقهر شهواته وأهوائه حتى تنضبط بشرع الله أصبح حاله مع الحق والعدل والشرع والصواب كحال الثعلب الذي يقال أنه عندما لم يلحق عنقود العنب المعلق بأعلى الشجرة قال" إنه حامض".
س 115 : ما هو الشك في الطب النفسي ؟.
يعتبر الشك كأية وظيفة ذهنية ظاهرة صحية ودلالة على تمتع المرء بالصحة النفسية إذا ما مارسه بغير إفراط أو تفريط،لذا نعتبر الشخص الإمعة غير متمتع بالصحة النفسية الجيدة،ونقصد بالإمعة ذلك الفرد المصاب بالتصديق الساذج لأغلب ما يرى أو يسمع بغير إعمال الفكر وبغير اللجوء إلى النقد،وما أكثر هؤلاء اليوم أو في زماننا هذا وشرط الاعتدال في الشك هو التمتع بالصحة العصبية والصحة العقلية والصحة الوجدانية السلمية والتمتع بتربية جيدة. والخروج عن هذه السوية,أي من الشك الإيجابي إلى الشك السلبي أو من الشك المعتدل إلى الشك المبالغ فيه قد يكون بسبب مؤثر داخلي(بيولوجي,عقلي,أو ووجداني) وقد يكون بسبب مؤثر خارجي(مثل الأسرة,أو المجتمع).ومنه يمكن القول بأن الحالة الشكية التي يكون عليها المرء تكون متأثرة بالجسم والعقل والجهاز الوجداني.
س 116 : كيف يعالج الآباء مظاهر الخوف عند أطفالهم ؟.
يمكن أن يكون لكل نوع من أنواع الخوف سبب خاص,كما يمكن أن تكون أسباب الخوف متعددة ومتشعبة. وإذا عرف السبب سهل بإذن الله على الآباء بشكل عام تخليص أولادهم من الخوف وأعراضه ونتائجه.
ومع ذلك يمكن أن نقول:
1-إن صادف الطفل ما يخيفه فلا يليق بالأب أن يعينه على نسيانه, لأن النسيان يدفن المخاوف في النفس ثم لا تلبث أن تصبح مصدرا للقلق والاضطراب النفسي.والمطلوب التفاهم مع الطفل وتوضيح الأمور له ومواجهته بحقيقة الشيء الذي يخاف منه ومناقشته في أهمية هذا الشيء لنا أو في عدم ضرره علينا.
2-الهدوء والاتزان وعدم الهلع والخوف والفزع في أي موقف خصوصا عند مرض الطفل.
3-إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالقصص الخيالية والخرافات.
4-استعمال الخوف البناء في تنمية شخصية الطفل وتحفيزه كالتخويف من غضب الله ومن النار.





5- معاملة الطفل عندما يخطئ على أنه طفل لا يميز بين الخطأ والصواب فنرشده إلى الصواب ليشعر بالأمان والطمأنينة دون عقاب وسخرية واستهزاء,بل المطلوب الدفاع عنه عند نقد أو مهاجمة الغير له.
6-إزالة مخاوف الطفل بربط ما يثير خوفه بافتعال السرور.إن الطفل مثلا يخاف الظلام, وعلى الأب أن يلعب معه وفي لحظة من اللحظات يطفئ النور ويستكمل اللعب.ويمكن أن يبدأ -في المرة المقبلة- اللعب مع الطفل في الظلام حتى يرتبط خوفه من هذا الشيء بمثير لفرح وسرور.وكذلك على الولي أن يُقرب الولد من الحيوانات رويدا رويدا حتى يألفها.
س 117 : أنا شاب عمري 22 سنة،طالب جامعي.مشكلتي هي الخجل الشديد الذي يصاحبني عند مواجهة عدد كبير من الناس وعندما أحس بأن الأنظار متجهة إليّ. والمشكلة مستمرة عندي منذ كنت تلميذا في الابتدائي.أشارك في تقديم بحوث مع البعض من زملائي لكن على نطاق فوج بسيط لا قسم كامل.دائرة صداقاتي تزيد إلا أني لا أبادر إلى التعرف على الناس.وهذا ما يجعل البعض يعتبرني مغرورا.أريد حلا لهذه المشكلة بأي ثمن.
إن هذه المشكلة هي الدرجة البسيطة من حالات الخوف الاجتماعي،وهو مرض نفسي تصعب فيه على الإنسان المواقف التي يتوقع أن يواجه فيها عددًا كبيرًا من الناس أو أن تكون الأنظار متجهة إليه،وسبب اعتبارنا أنها حالة بسيطة هو أنها لم تمنعك من تقديم بحوث مهما كانت متواضعة،أو من زيادة عدد أصدقائك حتى ولو لم تبادر أنت بالتعرف عليهم.وهذه الحالة تحتاج إلى علاج نفسي عبارة عن جلسات نفسية يقوم فيها الطبيب بوضع هيكل متدرج لمخاوفك،وللمواقف التي لا تحب أن تتعرض لها،ثم يقوم بعملية تعريض متدرج لك لهذه المواقف،ويتابع ذلك معك ويعطيك الإرشادات المطلوبة حتى تستطيع أن تتغلب على هذه المواقف وعلى القلق الذي ينتابك خلالها,والأمر يستدعي في معظم الأحيان التدخل الدوائي خاصة في المراحل الأولى من العلاج.
س 118 : ما الرأي في الرقاة الذين يعتمدون على ما يراه المريض في منامه من أجل تشخيص مرضه ؟.
نسأل الله الهداية.إن هذه سيئة من سيئات بعض الرقاة للأسف الشديد.عوض أن يعتمد أحدهم على أعراض أخرى قطعية أو على الأقل تدل على الظن الغالب في أن المريض به كذا أو كذا,تجده يعتمد غالبا على الأحلام (وليته اعتمد على الرؤى) التي لا ترقى حتى إلى أن تكون دليلا على شك أو على وهم.وجلّ هؤلاء الرقاة يسألون عن أحلام المريض،لا لكونهم يملكون نصيبا من علم تأويلها أو تفسيرها ،فتكون كالقرائن لما قد يشخصونه من أنواع العلل،بل لاستخلاصهم الأحكام على بعض القضايا,فإذا ذكر لهم المريض مثلا بأنه يرى ثعابينَ أو كلابا تقرضه بأنيابها ،كان ذلك دليلا كافيا عند هؤلاء للحكم على حالة المصاب بأنها من قبيل المس أو السحر,وإذا ذكر المريض بأنه رأى في المنام"عينا كبيرة"مثلا كان ذلك دليلا عند الراقي على أن المريض معيون.وقد يرى المريض في حلمه مثلا أن فلانا من الناس سحره، فيتبنى الراقي ذلك ويتلقاه وكأنه حقيقة ثابتة،فيجاري المريض في ظنه أو شكه أو وسوسته.
س 119 : أنا طالب جامعي أعاني منذ مدة من قلق معلوم السبب حاولت أن أتخلص منه بجهد خاص فلم أستطع.نصحني أهلي بالذهاب عند طبيب نفساني فخفت أن يُقال عني "مجنون".هل تفيدني رقية أم لا ؟.
أنت تؤكد على أن المشكلة نفسية, والمشكلة النفسية لا بد لها من طبيب ولا دخل للرقية فيها.لكن من جهة أخرى أنا لا أدري كيف يمكن أن أتصور طالبًا جامعيًّا في بلد عربي وإسلامي لا يستطيع الوصول للطبيب النفسي للحديث معه ولطلب العلاج عنده مهما كانت الأسباب.إن"طالب جامعي" تعني أنه ملتحق بالجامعة والجامعات في بلادنا موجودة عادة في المدن الكبرى حيث يتوافر الأطباء النفسيون بسهولة-مهما كانت كفاءتهم ناقصة-,ويمكن الوصول إليهم بكل يسر.وإذا كانت هذه الأفكار حول التردد على الطبيب النفسي،وأن من يتردد عليه هو المجنون فقط،إذا كانت هذه الأفكار بالية جدا وقديمة جدا ومتخلفة للغاية فأحرى بطالب جامعي أن يتخلص من هذه الأوهام ويتجه للطبيب طلبًا للعلاج مثلما يتجه إلى أي طبيب من أجل علاج أي مرض عضوي آخر.
س 120 :هل صحيح ما يُقال بأن المريض الذي لا يصرع أثناء الرقية لا يمكن أن يكون مصابا بجن,ويقال كذلك بأنه يمكن جدا أن يكون مصابا بمرض نفسي؟.
هذا كلام لا دليل عليه لا من شرع ولا من طب نفسي ولا من واقع.إن الشرع لم يقل بأن المصاب بجن لا بد أن يُصرع أثناء الرقية ولم يقل كذلك بأنه لا يمكن أن يُصرع.والطب النفسي لم يقل كذلك بهذا التفريق بين أن يُصرع أثناء الرقية وبين أن لا يُُصرع كما لم يقل الطبيب النفسي بأن علاج الذي لا يُصرع هو من اختصاصه وبأن علاج الذي يُصرع من اختصاص غيره.والمعروف أن الصرع نوعان:طبي,وإصابة جن,وكل نوع من النوعين يمكن أن يقع أثناء الفحص كما يمكن أن لا يقع.وأما من حيث الواقع فلقد عاينت بنفسي بعض المرضى أعلم يقينا(أو شبه يقين) بأنهم مُصابون بجن-لا بأمراض نفسية-من خلال الأعراض التي تظهر عليهم والتي تدل دلالة قطعية على تسلط الجن عليهم (مع أن شبه اليقين هذا من الصعب الوصول إليه كما أكدت أكثر من مرة), ولكن الواحد منهم لا يغمى عليه أثناء قراءتي القرآن عليه.ولقد كنت أجلس أثناء الرقية مع شخصين في شخص واحد وأرى شخصا واحدا بداخله شخص آخر وأسمع من شخصين في شخص واحد.لقد كان المريض يتحدث إلي بنفسه لدقائق ثم يتحدث معي لدقائق أخرى شخص آخر مختلف تماما (هو الجني) على لسان المريض فيتحدث معي بقسمات أخرى وبلهجة أخرى وأحيانا بلغة أخرى (قد يكون المريض لا يعرف عنها شيئا) وفي مواضيع أخرى لا يفهم المريض منها شيئا.وقد يسبني الجني على لسان المريض وقد يسب الله ورسوله-ص-وقد يتكلم بالكلام البذيء الفاحش على لسان المريض الذي يمكن أن لا يكون قد تلفظ به ولو مرة في حياته السابقة.وقد يحدث هذا لامرأة كلها حياء وأدب وخلق و..وجمال,لا تعاني في حياتها من أية مشكلة,ومنه فهي بعيدة كل البعد عن الإصابة بالأمراض النفسية,فإذا تحدث الجني على لسانها(بدون أن تصرع) تنقلب في لحظة إلى وحش لا يشبه الرجل ولا المرأة يتكلم بكل فاحش من القول وبكل وقاحة وبوجه منفر قبيح وبكل كفر وفسق وفجور و..كل هذا وغيره كثير عاينته من مرضى خلال سنوات طويلة بدون أن يصرع الواحد منهم.والذي يزيد من طمأنتي على صحة ما أقول هو أن أغلبية هؤلاء طلبت منهم-بعد الرقية-عدم الذهاب عند الطبيب وبعد أيام أو أسابيع قليلة سمعت بأنهم شفوا شفاء تماما بقوا يتمتعون به بعد ذلك سنوات وسنوات ,والحمد لله أولا وأخيرا,والله أعلم.
س 121 : هل من شرط العائن أن يكون حاسدا ؟.
العين تكون مع الإعجاب بالشيء ولو بغير حسد,ولو من الرجل المحِب أو الصالح,ومنه فليس شرطا أن يكون العائنُ حاسدا.
س 122 : أنا طالبة في الجامعة.مشكلتي تتلخص في أنني أثناء النوم أقوم بقضم أسناني (والعادة موجودة معي منذ الصغر).هذه المشكلة سببت لي تفككًا بالأسنان,ومع مرور الوقت أصبحت هناك فراغات كبيرة بين الأسنان وبعضها البعض،وهو ما يسبب لي إحراجًا.ماذا أفعل ؟.
هناك علاقة وثيقة بين التوتر النفسي والمشاكل اليومية التي يتعرض لها الفرد وحالة قضم الأسنان.ويلعب المخ دورًا كبيرًا في تلك العملية نتيجة للعلاقة الماسة والاتصال بين المخ ونشاط الفم.وتشير البحوث إلى أن قضم الأسنان أو صرير الأسنان ازداد في الآونة الأخيرة,وتعليل ذلك هو الضغوط الاجتماعية التي يتعرض لها الأفراد.وتزداد هذه الحالة بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات في فترة الامتحانات نتيجة للقلق الذي يسيطر عليهم،والأطفال والحوامل وكذا الأمهات حديثات الولادة اللاتي يشعرن بالإرهاق نتيجة للولادة ومتطلبات العناية بالوليد الجديد. كما يؤدي صرير الأسنان أو قضمها إلى تشوهات في الأسنان،وتعرض الفم إلى الإصابة بمختلف الالتهابات،وقد يؤدي أيضًا إلى الصداع والشقيقة (الصداع النصفي) وصعوبات في السمع.ويمكن تقويم الأسنان عند أطباء الأسنان المختصين بذلك،وهم متواجدون في كل مكان,ويتم التعديل لمختلف الأعمار.والمهم هنا هو معرفة السبب في ذلك التشوه والسيطرة عليه حتى لا يعود التشوه للأسنان مرة أخرى بعد التقويم.وعلى المرأة التخلص من هذه الظاهرة,وذلك بالتخلص من التوتر والقلق والعصبية.ويساعد على التخلص من التوتر والقلق خاصة قبل النوم: الاسترخاء قبل النوم،قراءة الأذكار وآيات من القرآن الكريم,الابتعاد عن أية مؤثرات عصبية تسبب التوتر.ويمكن الاستعانة ببعض الأدوية التي ترخي عضلات المضغ قبل النوم لأن هذا من شأنه أن يخفف من عملية قضم الأسنان والآلام الناتجة عنه عند الاستيقاظ من النوم.كما أن هناك جهازا يمكن عمله حسب مقاس الفم والأسنان لديك اسمه (NiGht Guard) أو(الحارس الليلي),وهو عبارة عن قطعة مطاطية توضع داخل الفم أثناء النوم بين الأسنان السفلية والأسنان العلوية,وهي تحمي الأسنان أثناء النوم، وتمتص عملية القضم والضغط على الأسنان.وهذه الخطوة يمكن اتخاذها كإجراء وقائي للأسنان الجديدة التي تم تركيبها إلى حين معالجة سبب التوتر وانتهاء هذه العادة
س 123 : أنا شاب أعمل في إدارة وكل أموري تسير على ما يرام والحمد لله،إلا أن هناك مشكلة واحدة تؤرقني وهي الخجل غير العادي،خصوصًا من النساء،وأكثر ما أخشاه أن يؤثر هذا على زواجي.لقد لجأت في يوم من الأيام إلى الخمر لأتغلب على هذا الخجل، ولقد شعرت بعدم الخجل في تلك اللحظة إلا أنني لا أرغب في أن يكون المنكر هو العلاج لي,فهل هناك أي حل آخر؟.
يبدو أنك تعاني درجة من درجات ما يسميه الأطباء "مرض الخوف الاجتماعي"،وهو يحتاج إلى مراجعة الطبيب النفسي حيث يحتاج إلى العلاج الدوائي والعلاج النفسي من خلال الجلسات النفسية,حيث يتم التدريب من خلالها على مواجهة المواقف النفسية الاجتماعية سواء من خلال مواقف اجتماعية واقعية،أو من خلال تخيل هذه المواقف. ويساعد العلاج الدوائي على تجاوز هذه المواقف حتى يستطيع الإنسان مواجهتها بنفسه دون مساعدة أو علاج بعد ذلك.وما حدث من ضياع للخجل تحت تأثير الخمر هو نتيجة لما تحثه الخمر من فقدان للسيطرة بصورة عامة على كل التصرفات،فيبدو ذلك وكأنه انتصار على الخجل,وهو في الحقيقة ضياع للعقل بكل ما فيه من تصرفات مرغوب فيها أو غير مرغوب فيها،فتعطي هذا الانطباع الكاذب بالشفاء وما هو شفاء،بل هو داء يضاف إلى الخمر أُم الخبائث,فالتمس العلاج الصحيح يا صاحبنا واتق الله في نفسك ودينك.والله أعلم.
س 124 : ما علاقة الخوف عند الأطفال بالجهل بحقيقة الشيء ؟.
هناك علاقة وثيقة, والمسؤولية هنا هي غالبا مسؤولية الآباء والأمهات.إن بعض الآباء أو الأمهات أو بعض الإخوة والأقارب يكتشفون غالبا خوفا في الطفل من أمر معين كالحيوانات(خيالية كالغول أو ما يسمى عندنا في بعض مناطق الجزائر"زغوغو"...أو حقيقية كالذئب أو الأسد أو النمر أو الثعبان أو الفأر..) أو غيرها فيستغلونها أحيانا من أجل تسلية الطفل فقط , ولكنهم يستغلونها في أحيان أخرى من أجل تخويف الطفل فيدفعونه للقيام بعمل معين أو يحذرونه من إتيان عمل آخر وإلا تسلط عليه ذلك الحيوان أو ذلك الشيء !!!.ومن المحتمل جدا أن يكون لتكرار مثل هذه المواقف نتائجه السيئة على علاقة الطفل بوالده فيما بعد وكذا على سلوك الطفل وشخصيته بوجه عام.وجهل الطفل إذن بحقيقة الشيء وهو صغير قد يولد عنده الخوف وكذا العصبية عندما يكبر.
س 125 : ما نسبة الإصابة بالوسواس في العالم ؟.
يتوقع أن تكون نسبة الإصابة بالوسواس القهري في العالم في حدود 2-3 %.وجاء في إحدى الإحصائيات الحديثة أن نسبة المصابين بالوسواس في المملكة العربية السعودية هي في حدود نصف مليون(!)وهي نسبة مرتفعة جدا,ويوجد قرابة 150 مليون شخص مصاب بالوسواس في العالم!.
ويرى بعض الباحثين أن حوالي 10 % من الناس يصابون بالوساوس مرة على الأقل في حياتهم.وبهذه النسبة تكون الوساوس القهرية رابع أكثر مرض من الأمراض النفسية انتشارا في العالم بعد الخوف والقلق والاكتئاب. وهذه النسبة قد تعدت الحدود حيث قيست في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا.
وبالنسبة للكبار فإن نسبة الرجال والنساء متقاربة ومتساوية،بينما فيما قبل سن المراهقة فإن النسبة في الصبيان أكثر منها في البنات.والسن العام والأكثر لبداية الإصابة عند الشباب هو عشرين في البنات و 19 في الصبيان. وأكثر من الثلثين من الإصابات تبدأ قبل سن الخامسة والعشرين وفقط 15 % بعد سن الخامسة والثلاثين.
قد تنشأ الوساوس في سن شخص صغير حتى في سن السنتين وفي سن شخص كبير قد يتعدى عمره الستين لكنه نادر.ويصيب المرض العزاب أكثر من المتزوجين،ويكثر في السود أكثر من البيض.ومرضى الوساوس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الأخرى النفسية من غيرهم.
ثم الجزء 2 :

الجزء الثاني:

س 126 : ألا يخطئ الأطباء النفسانيون عندنا في تشخيصهم لأمراض من يزورونهم في عياداتهم ؟
أولا : الخطأ من طبيعة البشر كل البشر بمن فيهم الأنبياء,والأطباء جزء من البشر ينطبق عليهم ما ينطبق على سائر البشر.
ثانيا : الطب النفسي من خصائصه الأساسية الظن لا اليقين بخلاف الطب العضوي,ومنه فإن من يراجع الدراسات والأبحاث في مجال الطب النفسي والعقلي يندهش من النسبة المرتفعة لما يسمى بأخطاء التشخيص.
ثالثا : رغم احترامي الزائد (كمسلم أولا وكشخص مشتغل بالرقية الشرعية ثانيا) للطب والأطباء فإنني أؤكد على أن الحق أحب إلي من كل طب ومن كل طبيب.ومن هذا المنطلق فإنني أقول بأن أخطاء الأطباء النفسانيين في العالم إذا كانت كثيرة فإنها عندنا في الجزائر أكثر للأسف الشديد,وهذه مسألة أنا مصر عليها سواء وافقني الأطباء أم لم يوافقوني,ومن الأدلة على ذلك:
ا-كثرة الأشخاص الذين لم يكن بهم شيء وكان الواحد منهم يحتاج فقط إلى نصيحة بسيطة أو توجيه متواضع حتى يتخلص من معاناته.
ب-كثرة الأشخاص الذين لم يكن بهم شيء,وكان الواحد منهم يحتاج فقط إلى من يقنعه بأنه سليم وليس مريضا حتى يشفى مما يشتكي منه.
جـ-كثرة الأشخاص الذين لم تكن مشكلتهم نفسية بل كانت سحرا أو عينا أو جنا,وكان الواحد منهم يحتاج إلى راق لا إلى طبيب حتى يشفى من مرضه.
ثم كانت النتيجة أن ذهب هؤلاء عند طبيب نفسي جاهل ( ولمَ نتحدث عن الرقاة الجهلة ولا نتحدث عن الأطباء النفسانيين الجهلة مهما كانوا قلة ؟!) فلم يتحدث معهم إلا قليلا, ولم يربطهم بالله,وأعطاهم "شكارة" أدوية أساءت إليهم خلال سنوات ولم تفدهم في شيء بل أمرضتهم عوض أن تشفيهم,حتى أن البعض منهم كان خطأ الطبيب سببا في إصابته بمرض أو أمراض بقي يعاني منها طيلة حياته أو كان سببا في انتقال المريض إلى مستشفى الأمراض العقلية ليبقى هناك مع المجانين لسنوات طويلة.
وللأسف هناك أطباء يحرص الواحد (حتى ولو رأى أنه لم يقدر على تشخيص المرض أو لم يعرف الدواء المناسب أو لم يهتد إلى الطريقة المثلى لعلاج المريض) على أن يبقي المريض مرتبطا به لسنوات وسنوات,وذلك ليأخذ منه زيادة مال وليؤجل شفاءه أو ليزيد من حدة مرضه.نسأل الله لنا ولأطبائنا الهداية-آمين-.
س 127 : ما المقصود بالرقية الشرعية ومن أجل ماذا شُرعت ؟.
الرقية الشرعية هي باختصار معالجة أمراض –لا عضوية ولا نفسية ولا عصبية-جاءت من سحر أو عين أو جن,بالقرآن كل القرآن وبالأدعية كل الأدعية,وإن كان بعضُ القرآن أحسنَ من غيره وبعض الذكر والدعاء أفضل من غيره.وكل وسيلة بعد ذلك تُستعمل في الرقية هي وسيلة جائزة إلا ما ثبت بالدليل بُطلانه,وإن كانت بركة الرقية أكبر كلما كانت بسيطة وأقرب إلى السنة وأبعد عن الابتداع,بخلاف الطب العضوي أو النفسي الذي تزداد فائدته ونفعه وبركته أكثر كلما أبدع فيه الأطباء واخترعوا واكتشفوا.وتُفضل الرقية العامة الشاملة للعين والسحر والجن مهما كان المريض إلا إذا كنا متأكدين 100 % من طبيعة مرضه,ومن أنه مصابٌ بسحر فقط أو بجن فقط أو بعين فقط.والرقية تُقرأ-بصفة عامة-على ماء أو زيت أو عسل أو زيت الحبة السوداء,كما تقرأ في أذن المريض اليمنى والراقي يقبض على ناصيته.وقد يُنصَح المريضُ بعد الرقية بالوضوء قبل النوم مع قراءة شيء من القرآن ودهن أجزاء معينة من الجسد بالزيت المرقي,وبشرب نصيب من الزيت أو العسل أو الماء المرقي في الصباح على الريق,خلال أيام.
س 128 : من هو الشخص المتزن عاطفياً ؟.
من صفات الشخصية المتزنة عاطفياً : 1-لا بد أن يكون متكاملاً في سلوكه مع نفسه ومع الآخرين.2-تجده قادرا على التأثير في الآخرين والتأثر بهم. 3-يكون بعيدا عن التقليد المذموم,أي يكون له طابع شخصي يميزه عن غيره,وذلك بأن تكون له اهتمامات مختلفة عن الآخرين تميزه ويتميز بها عمن هم حوله.4 –اتساع الأفق,أي القدرة على النظر للأمور من كافة الأبعاد بعيدا عن أي تعصب إلا التعصب للحق الذي لا جدال ولا مراء فيه.5- لديه قابلية على التطوير والتنافس .6- يمتلك فن التعامل مع الآخرين والقدرة على كسب عقول الآخرين بقوة الحجة والبرهان وكسب قلوبهم بعظمة الخُلُق.7-يستمتع مع الآخرين بالحياة الحلال ويستمتعون معه كذلك. 8 –لا يستـثار بسرعة ويعطي الآخرين مساحة كبيرة من العفو والتسامح وحسن الظن و...9- محقق لذاته وطموحه لأن من أسباب اضطراباتنا عدم تحقيقنا لأهدافنا.هذا مع التنبيه إلى أن هناك فرقا بين الطموح والطمع, لأن الطموح محمود,أما الطمع فمذموم.وحتى إذا كان الطموح محمودا فإنه لا يجوز أن يكون هدفا وإنما يجب أن يكون وسيلة لغاية كبرى هي رضا الله سبحانه وتعالى.
تمرين 129 : ما هي صفات الشخصية المهزوزة ؟.
الشخصية المهتزة هي -المتمركزة حول ذاتها بمعنى أنها تقيس كافة الأمور بمقاييسها هي وهي فقط. 2-هي الشخصية المهزوزة والمضطربة وجدانيا,بحيث إذا أحبت شخصا كان الحب مرضيا أي مبالغا فيه,وإذا كرهت إنسانا حاولت تدميره كلية.3-هي الرافضة للتعديل السلوكي, بمعنى أنه عند تقديم النصيحة لهذا الشخص فإنه يعتبر النصيحة إهانة ويرفضها بقوة وبكبرياء زائف.
4- العدوانية,بمعنى أنه عندما يكون راضيا عمن يحب يراه ملكا,وعندما يغضب عليه وينفر منه يراه شيطانا رجيما ويفكر في أية طريقة لتدميره. 5-الشخصية المهزوزة ليس لها هدف في الحياة,فما يربطها بي وبك وبالناس أجمعين هو اللحظة الحالية فقط.6-وأخيرا الشخصية المهتزة كثيرة الشك بالآخرين.
س 130 : كيف يُرد مفعول العين ؟.
العلاج يردُّ العين قبل وقوعها.ويكون ذلك بالتبريك بقول:"اللهم بارك عليه",أو قول:"بارك الله عليه",أو قول –كما قال بعض العلماء-:"ما شاء الله لا قوة إلا بالله".
أما بعد وقوع العين,فإذا عُرف العائنُ,يُؤخذ من غسله أو وضوئه ويُصَبُّ على المعيون.وأما إذا لم يُعرف العائن فالأذكار والأدعية هي الحل,فمثلا يجمع المريض كفيه ويقرأ فيهما الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين,وينفثُ في كفيه ويمسح بهما وجهه.كذلك يمكن أن يقرأ المريض الآيات السابقة على زيت زيتون ويدهن به موضع الألم.كما يمكن أن يغتسل بماء مرقي ويشرب منه.
والتعوذات النبوية بصفة عامة,تمنع بإذن الله أثر العائن وتدفعه كذلك بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها.
س 131 : كيف يمكن أن يسيطر المرء على العصاب القهري ؟.
يتميز سلوك الفرد المصاب بالعصاب بالتسلط والعدوان إضافة للأفكار الوسواسية والتشكك بالآخرين,ولا يستطيع المريض التخلص منها بالرغم من رغبته في ذلك.ويؤدي هذا الموقف إلى الشعور بالقلق والتوتر ويجعل تلك الحالة كحلقة مستمرة.
كما أن هناك علاقة قوية بين الاكتئاب والوسواس وكلما زاد الاكتئاب كلما أدى إلى تأزم الحالات الوسواسية. وينقسم العصاب القهري إلى شقين:الأفكار الوسواسية والسلوك القهري. ويمكن أن نلخصهما بالشكل التالي:
1-تسلط الأفكار الوسواسية على الفرد مثل تسلط فكرة القتل أو الحرق أو الاعتداء الجنسي أو السرقة أو الطعن في الإسلام أو الأفكار المتعلقة بالخرافات أو الأفكار السوداء التشاؤمية وتوقع الشر,أو الأفكار المتطرفة التي لها علاقة بالضمير الحي واللوم المستمر للذات والاستغراق في أحلام اليقظة التي تعطل المريض عن أداء مهامه اليومية،والقلق الشديد والمحرمات غير الطبيعية التي يفرضها على نفسه.وتبقى هذه الأمور في الكثير من الأحيان تسيطر على أفكار المريض ولكن بعيدة عن التطبيق بحيث تزعج المريض ولا يستطيع التخلص منها.
2-غلبة الأفعال التسلطية مثل غسل اليدين أو الوضوء أو الغسل أو الثياب عدة مرات أو انشغال ربة البيت في غسل الأثاث أو الملابس أو أرضية البيت لمرات عديدة,ومحاولة التأكد من غلق أنبوب الغاز عدة مرات أو قفل الأبواب والتأكد من ذلك بشكل متطرف..الخ من السلوكيات التي تتصف بالتطرف والزيادة عن الحد الطبيعي.
س 132 : فيم يتمثل دور الطبيب والمحيطين بالمصاب بالعصاب القهري من أجل المساعدة على الشفاء ؟.
يتمثل في :
1-معرفة سبب مرض المريض.
2-الاهتمام بعلاج الأعراض الاكتئابية وذلك بواسطة العقاقير الطبية أو الأدوية الاصطناعية الكيميائية تحت إشراف الطبيب المختص,ودون اللجوء إلى الطرق الملتوية في العلاج كالذهاب عند المشعوذين والدجالين أو السحرة والكهنة. 3-أن يعمل الطبيب المختص على إيضاح حقيقة المرض أمام المريض ويشجعه على اجتياز تلك العقبة مع الصبر في العلاج.
4-العمل على تقوية ثقة المريض بنفسه وذلك بمعاونة المقربين للمريض.
5–الابتعاد عن التندر والتهكم على سلوك المريض.
6-شغل المريض بأعمال ونشاطات مختلفة تبعده عن التفكير بمشكلته التي تقلقه,وإحاطته بنصيب لا بأس به من الحب الحنان والاهتمام لكن بعيدا عن التطرف والمبالغة.
س 133 : ما هي أعراض الإصابة بالعين ؟.
قد يظهر أثناء الرقية (كما يقول بعضهم) على المصاب بالعين:ارتخاءٌ للجسم,شعور بالنعاس,ارتياح نفسي مع دوار نسبي,إحساس بحرارة في الجسم,تثاؤب. وقال بعضهم بأنه إذا وجد المريض نفسه –أثناء الرقية-يتثاءب تثاؤبا شديدا مع نزول دموع كثيرة,وخاصة عند سماعه للمعوذتين وكذا لقوله تعالى:"وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر, ويقولون إنه لمجنون"فيمكن أن يكون معيونا (أي أصابته عين).لكن هذه الأعراض وتلك لا تدل دلالة قطعية على أن المريض مصاب بعين بالفعل.هذا مع ملاحظة أن أعراض الإصابة بالعين قليلة وغير معروفة مثـل غيرها وظنية إلى حد كبير,ولكن مفعول العين يزول ويبطل بالرقية بإذن الله.
س 134 : ما هو واجب المصاب بالعصاب القهري اتجاه نفسه ؟.
يجب عليه ما يلي:
1-الاستمرار على العلاج الجسمي والنفسي معا.
2-الابتعاد قدر الإمكان عن المواقف التي تثير القلق والتوتر وكذا عن سماع ما يحزن ولا يفرح.
3-تغيير المجالات التي تسبب ذلك التوتر والقلق أو الابتعاد عنها في حدود الإمكان والاستطاعة.
4-الاستعانة بالطبيب النفسي ليكون العلاج بشكل يتناسب مع المشكلة التي سببت المرض,ولا يتردد في زيارته أبدا.إن الأمراض النفسية لا تختلف عن الأمراض الجسمية ولا عيب في علاجها.وكلما كانت ثقافة المرء عالية كلما كانت نظرته نحو الطبيب النفسي اعتيادية لا تختلف عن نظرته للطبيب الجسمي.
5- الابتعاد عن التمركز حول الذات وذلك بالانضمام إلى الجمعيات التعاونية والنوادي والجماعات الخيرية و..صلاة الجماعة في المسجد قدر الإمكان .
6- ممارسة أعمال خيرية لأنها تضفي على النفس الراحة والاطمئنان.
7- أن يكون سلوك الفرد متصفا بالمرونة والابتعاد عن التزمت.
8- التمسك بالفضيلة والابتعاد عن الرذيلة والحرص على النظافة والدقة في العمل واحترام المواعيد وغيرها من السلوكيات الاجتماعية الجيدة،ولكن بدون مبالغة لأن المبالغة في تلك الجوانب قد تصبح مع الوقت مرضا.
9- التخلص من التردد إن كان مسيطرا على الفرد وحرص المرء على مباشرة العمل الذي يرغب فيه.قال تعالى"إذا عزمت فتوكل على الله".
10- إن كان الفرد يشعر بالذنب فعليه أن يحاول التخلص منه بطريقة إيجابية بحيث لا يصيبه بمشاكل أخرى, ويمكن أن يسترشد بشخص يثق به ويحسن التصرف في تلك الأمور ويكتم السر.
11- أن يحاول التخلص من الخوف الذي يسيطر عليه .
12- أن يحاول ممارسة هواية من الهوايات بحيث يشغل وقته بذلك .
13-عليه أن يفعل-مع تحفظ وبعد استشارة الطبيب-عكس المرض الذي يسيطر عليه,فإن كان الفرد يخاف من موقف معين فعليه أن يزج بنفسه في ذلك الموقف المخيف لأنه يمكن أن يشفي من ذلك الخوف بهذه الطريقة.
س 135 : ما علاقة نتف الفتاة لشعر رأسها بالقلق والاكتئاب ؟.
هناك علاقة وثيقة.إن نزع الشعر الذي يعاني منه بعض الناس خاصة النساء وخاصة في سن المراهقة يمكن جدا أن يكون مرتبطا بالحالة النفسية السيئة التي تعيشها الفتاة في تلك الفترة.ومعلوم أن الفتاة تتصف في مجتمعاتنا بالخجل وهو ما يجعلها تحتفظ بمعاناتها ولا تستطيع الإفصاح عما يخالج صدرها لأقرب الناس إليها أحيانا,وهذا يؤثر عليها.إن الفرد منا يمارس بعض العادات أثناء الغضب والتوتر الشديد,وعندها يشعر براحة من جراء تلك الممارسة وهو ما يدفعه إلى الاستمرار عليها حتى يجد نفسه في النهاية أسيرا لتلك العادة,ومتى أراد التخلص منها فإنه يلاقي غالبا صعوبة في ذلك.وتعتبر عادة نزع الشعر من ضمن تلك العادات.وبما أن الشعر هو زينة الفتاة فنـزع الشعر بالحالة التي وردت في السؤال ما هو إلا تعبير عما تعاني منه الفتاة من ضيق وتوتر وقلق نفسي حاد في بعض الفترات التي تمر بها,وهو ما يدفعها إلى ممارسة تلك العادة والاستمرار عليها،كما أنه يعتبر نوعا من السلوك العدواني الموجه نحو الذات.ومن ناحية أخرى تؤدي ممارسة نزع الشعر إلى زيادة التوتر والحزن على ما فقدته الفتاة من خصلات الشعر,وهكذا تعتبر هذه الممارسة بمثابة حلقة مفرغة,أي عندما تشعر الفتاة بالقلق تمارس عادة نزع الشعر الذي يؤدي بالتالي إلى القلق والحزن والتوتر,وهكذا...
س 136 : ما الذي يجب أن يُفعل مع السحر(أو ما يغلب على الظن بأنه سحر) المدفون أو المعلق ؟.
إن وُجِدَ السحرُ المدفون أو المعلق : إما أن تُقرأ عليه آياتُ إبطالِ السِّحر,أو يُصبُّ عليه ماء مرقي فيبطل مفعوله بإذن الله.
س 137 : هل يمكن أن يعبث الجن ببعض المنازل إفسادا وإتلافا ؟.
نعم يحدث هذا أحيانا قليلة جدا,بحيث يعبث الجنُّ ببعض المنازل بالحرق أو برمي الأثاث أو بغير ذلك,لكن الناس يبالغون بحيث أن ما يحدث في كثير من الأحيان يفعله بشر,ولكن أهل البيت عوض أن يفسروا الأمر تفسيرا مباشرا ويتبعوا الوسائل الموضوعية من أجل إصلاح ما فسد وتجنب وقوعه مرة أخرى,يلجأون إلى التفسيرات الغيبية التي تجنبهم تعب التحليل والبحث كما تجنبهم بذل الجهد والوقت.
س 138 : هل صحيح أن باستطاعة شخص ما أن يعمل ( سحرا ) لشخص آخر فيجعله يفشل في قضاء حاجته من زوجته أو يجعلها تستعصي على زوجها في الجماع بدون أية إرادة من أحدهما ؟
جمهور أهل السنَّة على أن السحر له حقيقة،وأنه قد يؤثّر- إذا شاء الله وقدَّر – في بدن المسحور (فيبدو بأنه مصاب بمرض عضوي وهو ليس كذلك) أو في نفسه فتتغير عاداته ويتبدل طبعه ويقلق ويتيه ويصاب بالوسواس أو القلق أو الخوف أو الخلعة أو ..(فيبدو بأنه مصاب بمرض نفسي أو عصبي وهو ليس كذلك)،بل قد يقتله في بعض الأحيان.وقال القرافي وغيره من العلماء بأن الصحابة أجمعوا على أن السحر حقيقة قبل ظهور من ينكره بعد ذلك من القدرية والمعتزلة.ومن الأدلة سحره-ص-من قِبَل اليهودي لبيد بن الأعصم،وهو حديث صحيح رواه الشيخان.ولقد اشتهر بين الناس وجود ربط ( أي حبْس ) الرجل عن امرأته (أو العكس) حين يتزوجها فلا يقدر على إتيانها سواء كان مربوطا أو كانت مربوطة,كما اشتهر حلُّ عُقَدِه بعد ذلك فيقدر الرجل على زوجته بعد عجزه عنها.وقع ذلك مرارا وتكرارا في دنيا الناس حتى صار متواتراً لا يمكن جحده ولا إنكاره.ولقد عرفت في حياتي الماضية كثيرين من الرجال أو النساء الذين وقع عجز من الزوج على إتيان زوجته بسبب سحر,وبعد الرقية مباشرة للرجل أو للمرأة أو لكليهما يقضي الرجل حاجته من زوجته بكل يسر وسهولة,والله أعلم.وطريقتا إزالة هذا السحر إما الرقية الشرعية وإما استخراج السحر من مكان وجوده وإبطاله.
س 139: ما المقصود بالرهاب أو الفوبيا ( Phobias ) ؟.
لقد تضمنت تصنيفات الأمراض النفسية ثلاثة أشكال هي:العضوية والعصابية والذهانية.وتشمل الأمراض الذهانية والعصابية الاضطرابات الوظيفية التي يعاني منها المريض في العادة بدون توفر سبب عضوي معين لتلك الحالة, وتندرج المخاوف التي يطلق عليها أحيانا بالرهاب ضمن هذه الاضطرابات.وتعتري الفرد هنا حالات من الخوف الطبيعي الذي يتكون نتيجة لتعرضه إلى مواقف تثير الخوف لديه،ويمكن أن يحدث هذا للجميع بين وقت وآخر. وتمر تلك الحالات بشكل اعتيادي ولا تترك أثرا أو لا تسبب حالات مرضية.كما يحدث أحيانا نوع من القلق ممزوجا بشعور معين من الخوف قد يكون شديدا وقد يكون بسيطا ولكنه لا يستمر طويلا،ويطلق عليه إسم نوبات الهلع أو الفزع.كما قد يصاب بعض الأفراد بنوع من القلق الذي قد يستمر لفترة طويلة (وقد لا يستمر إلا فترة وجيزة)،مما يؤثر على سلوكهم تأثيرا سلبيا.وقد يمهّد هذا القلق الطريقَ للإصابة بالفوبيا.
س 140 : هل من مصلحة الأطفال سماع قصص الجن والشياطين ؟.
يُفضَّل أن لا نكثرَ من الحديث عن قصص الجن والشياطين أمام عامة الناس والبسطاء والأطفال خاصة,حتى لا نُفزعَهم.ويمكن أن يُصاب بسبب ذلك-في بعض الحالات-من لم يكن مُصابا.بل حتى حضور هؤلاء مع الراقي حين يرقي مصابا بالجن غير منصوح به لغلبة ضرره على نفعه (إن وُجد نفع من وراء ذلك).
س 141 : مم يخاف (عادة) المصاب بالخوف المرضي أو بالفوبيا ؟.
الأشياء التي يخاف منها هذا المريض كثيرة جدا يمكن أن نذكر منها ما يأتي : الخوف من الأماكن المرتفعة أو المفتوحة أو المغلقة أو الواسعة أو الممرات الضيقة,الخوف من الساحات الفسيحة أو الأماكن المظلمة,الخوف من ركوب الطائرة والمصاعد وغيرها,الخوف من الثعابين والفئران والحشرات والقطط وغيرها,الخوف من الظواهر الطبيعية كالمطر والفيضانات والبرق والرعد والمياه,الخوف من رؤية النار وما إلى ذلك,الخوف من الموت أو الدم أو من لمس الأشياء،الخوف من القذارة،الخوف من التسمم و…كما قد يخاف المريض من الخروج من بيته أو قريته منفردا لأنه يتوقع حصول حادث مؤلم له إذا خرج بمفرده و…كما قد يسيطر على المرء الخوف من أن يصطدم بسيارة أو أن يسقط فاقد الوعي في الطريق,أو كأن يخاف الإنسان من حالات تحدث له أمام الناس ولا يستطيع السيطرة عليها كهستريا البكاء أو ظهور سلوك غير طبيعي بالنسبة للمجتمع…كما يسيطر على الفرد أحيانا خوف شديد عند الاتصال الاجتماعي والالتقاء بعدد من الناس مما يؤدي به إلى الارتباك بحيث لا يستطيع التفوه بكلمة وإن تحدث فإنه يرتبك وتظهر عليه علامات ذلك الارتباك كاحمرار الوجه والتعرق والتلعثم (وتدفع تلك الحالات المريض إلى تفادي مثل تلك المواقف بالهروب من الاجتماعات) وتجنب الاحتكاك بالآخرين وبالتالي يؤدي به ذلك إلى الانطواء النفسي.
س 142: هل تشخيص الرقاة لطبيعة مرض من يزورهم من المرضى ظني أم قطعي ؟.
أما القطعي فهو نادر,وهذا مرتبط بالدرجة الأولى بطبيعة الأعراض التي تدل على السحر أو العين أو الجن وكذا بالتقاطع والاشتراك الموجودين بين السحر والعين والجن من جهة والأمراض النفسية من جهة أخرى.وأما الظني فيا ليته كان ظنيا,لأن التشخيص في الغالب ليس قطعيا ولا ظنيا بل إنه تشخيص مبني على الشكوك والأوهام. وأسباب هذه الجرأة الكبيرة من الرقاة على التشخيص البعيد جدا عن الواقع والحقيقة والصواب كثيرة يمكن أن يأتي على رأسها سببان أساسيان:
1-جهل الراقي بالإسلام وبالرقية الشرعية وبالطب النفسي وب...الذي يجعله لا يفرق بين ما هو من مشكلات الحياة الطبيعية العادية وما هو راجع إلى السحر أو العين أو الجن وما سببه مرض نفسي.
2-طلب الراقي للشهرة الزائفة التي تجعله يتحرج من قول :"لا أدري" أو " لا أعلم".
3-ابتغاء الأجر المادي من وراء الرقية الذي يجعله ينظر إلى كل الناس على أنهم مرضى حتى يستفيد بأكبر فائدة مادية ممكنة بالكذب وبالزور والبهتان و...
4-جهل الناس الذي يجعلهم يصدقون الراقي في كل ما يقول ولو كان لا يملك أي دليل أو برهان على صحة زعمه أو تشخيصه.
ولو ذهبت أستعرض خطأ الرقاة في التشخيص حينا وأكاذيبهم أحيانا لكتبت الكثير والكثير, مما يجعلني أقول بأن السلطة في بلادنا لو كانت تحكم بالحق والعدل لحاربت هؤلاء الرقاة أولا بسبب أنهم يخدعون الناس بسهولة باسم الدين قبل أن تحارب المشعوذين والدجالين والسحرة والكهنة الذين يُعتبر أمرهم مكشوفا ومفضوحا أكثر.
س 143 : هل من خطورة من الجن الظالم المعتدي على الراقي أم لا ؟.
نتيجة كراهية الجن للراقي,قد تظهرُ بعضُ الآثار السلبية على شخص الراقي,خاصة في بداية مشوارِه مع الرقية الشرعية,منها:الصداع والفشل والتعب والضبابية في الرؤية وظهور بقع زرقاء على الجسم واستثقال العمل وضعف الرغبة الجنسية وقلة الاهتمام بالزوجة وباقي أفراد الأسرة.وعلى الراقي أن يتخلص من هذه الآثار بسرعة بسلامة القصد وسلامة النية وقوة الإرادة والفرار إلى الله سبحانه وتعالى.
س 144 : هل يمكن أن يظهر المريض-الذي ذهب عند مشعوذ ليداويه-وكأنه شفي وهو في الحقيقة لم يُشف بعد ؟.
يمكن جدا أن يحدث ذلك.وأذكر هنا بالمناسبة أن شابة عمرها 18 سنة, مصابة بجن رقيتها منذ سنوات وتعطل الشفاء قليلا,وعوض أن أرقيها مرة أخرى أو يرقيها شخص آخر,تعجَّل أهلها في الأمر وأتوا لها بمشعوذ وبدا لهم بعدها بأنها شُفيت تماما وإن كان قد بقي في نفسي شيء جعلني أشك في شفائها الفعلي.لقد لمت عندئذ أهلها لأنهم طلبوا العلاج بالطريقة غير الشرعية.ومرت حوالي 3 سنوات على ذلك ثم جاءني أهلها واشتكوا بأن ابنتهم التي كانت شديدة المحافظة على الصلاة في وقتها لم تُصلِّ ولو صلاة واحدة منذ أن أتوا لها بذلك المشعوذ!.قلت لهم في الحين:الآن زال العجب.إن الشياطين التي تتعامل مع المشعوذ يمكن جدا أن تكون قد طلبت ممن يؤذي الشابة بدنيا ونفسيا أن يبتعدوا عنها في مقابل أن يمنعوها من الصلاة (عماد الدين),فاعتبروا يا أولي الألباب!.
س 145 : ما الذي تنصح به الأم لتعين ابنتها على التخلص من عادة نتف شعر الرأس الذي يأتي من التوتر ؟.
1-لتكن إرادتك وعزيمتك قوية في الوقوف مع ابنتك في محنتها ولتكن ثقتك كبيرة جدا في الله أولا ثم في نفسك.
2-أبعديها عن الموضوع الذي يقلقها قدر الإمكان ولا تتركيها تفكر فيه،وذلك بإشغالها بنشاطات يكون مردودها نافعا لها كقراءة القصص أو الانشغال بالكتابة التي ترغب فيها (دينية أو دنيوية).
3-كوّني علاقات صداقة معها,وأفهميها أنه ليس هناك أحن من قلب الأم على ابنتها.
4-دعيها تنام بشكل منتظم،وتأخذ كفايتها من النوم.
5-لتكن علاقتها مع أفراد العائلة معتمدة على الحب والتعاون والتضحية,وأعلميها أن أحسن ما يمكن أن يحصل عليه المرء من حب وشفقة إنما يكون من أفراد عائلته،واجعليها تتأكد بأن عائلتها لن تتوانى في مساعدتها.
6-أبعديها عما يسبب لها التوتر مثل الأصوات المزعجة،والمشاحنات اليومية…الخ.
7-دعيها تستمتع بالطبيعة والخضرة والمياه الجارية إن أمكن،وتأخذ نفسا عميقا وتحتفظ به للحظات ثم تطرحه.وتكرر العملية عدة مرات في اليوم.
8-حاولي أن تضفي السعادة عليها واجعليها تبتسم للحياة كي تبتسم لها.
9-حاولي أن تلبسيها غطاء للرأس حتى ولو كانت في البيت بعيدا عن الأجانب عنها من الرجال بحيث يغطي الشعر بشكل كامل كي يكون حاجزا مانعا بين يديها وشعرها.
10- اجعليها تقيم الصلاة التي تمنعها لفترة من عادة نزع الشعر التي تتسلط عليها،واشغليها بقراءة القرآن الذي يُضفي الراحة النفسية عليها من ناحية ويشغلها عن ممارسة عادة نزع الشعر من ناحية أخرى.
11-دعيها تنشغل بأعمال الإبرة والحياكة والنقش والرسم وما إلى ذلك من نشاطات،بحيث تشغلين يديها بأشياء تلهيها عن ممارسة جر الشعر على أن تكون ممارسة تلك النشاطات بشكل مستمر إلى أن تجعلها تنسى تلك العادة.
12-اشغليها بزراعة النباتات إن كان ذلك ممكنا,لأن الأتربة التي تتراكم على يديها تمنعها من تقريبهما إلى شعرها.
13-اجعليها تهتم بجمال شعرها الذي يضفي عليها الزينة والجمال.
14-لا تقلقي على الشعر المنزوع,وسيرجع نمو شعرها بعد الشفاء بعون الله تعالى كما كان سابقا أو أجمل وستستعيد بالتالي هذا الجانب من الجمال.
15 ادعي ربك بالشفاء لها فهو قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
16-حاولي أن تجعليها تضفي السعادة على حياتها المدرسية والعائلية والاجتماعية قدر الإمكان,وذلك بالاستمتاع بمباهج الحياة التي أحلها الله سبحانه وتعالى لنا،وكم هي كثيرة.
17-حاولي أن تنمي ثقتها بنفسها وبالآخرين.
18-حاولي أن تبعديها عن الغيرة الشديدة إن كانت لديها.
19-استعملي لها مقويات للشعر مثل الحناء وذلك لتقوية بصلات الشعر ولمساعدتها على النمو والعودة كما كانت،وحذريها من استعمال أصباغ الشعر التي كثيرا ما تسبب سقوط الشعر.
20-وأخيرا لا تجبريها على شيء لا تريد عمله (إلا أن يكون واجبا شرعيا أصرت على تركه) وإنما رغبيها فيه.
س 146 : كيف يتم التخلص من السحر بأنواعه المختلفة (مأكول أو مشروب أو موجود
على شكل حرز) ؟.
أما المأكول أو المشروب فيتم التخلص منه-غالبا-بقيء أو إسهال أو عرق يأتي بعد الرقية بدقائق أو بأيام.وأما السحر المكتوب في"حرز"مدفون أو معلق (وأغلبُ السحر المدفونِ مدفونٌ في المقابر) فيبطل مفعوله بإذن الله وإن لم يتم استخراجه (فإن أمكن استخراجه بسهولة وبناء على خبر مُؤكَّد,فذلك جائز وهو سبيل شرعي للتخلص من هذا السحر.وقد ثبت ذلك عن رسول الله-ص-في قصة السحر الذي صُنِع لهُ).ومن المضحك والمبكي في نفس الوقت أن نسمع براق يعالج بالقرآن يطلب من المريض أو من أهله مثلا أن يُهدِّموا جزءا من الدار من أجل استخراج "حرز" قد يكون مدفونا فيه وقد لا يكون.والغالبُ أن الخبر بأن هناك"حرزا مدفونا"قد جاء به الراقي من تخيلات وقعت للمريض أثناء الرقية سواء بسبب قوة تخيل عند المريض أو بسبب تلبيس الشياطين وكذبهم على الراقي والمريض على حد سواء.وهناك نوع من السحر عبارة عن طلاسم تُقرأ من طرف المشعوذين وتُعدُّ كفرا صريحا,لأنها اللغة التي يتعامل بها مشركو الجن والإنس,وفيها سب لله ولرسوله كما أن فيها طلب الاستعانة بالشياطين.وكل سحرٍ لا بد له من:ساحر,مسحور,طلسم,مواد خاصة بالسحر,خادم للسحر,ووسيطٌ بين المسحور والساحر.
س 147 : ما هي الأسباب البيولوجية للوساوس النفسية التي ترجع إلى الشخص المصاب لا إلى الغير من الإنس أو الجن ؟.
أنبه في البداية إلى أن هذه الأسباب ظنية وليست قطعية ومنه قد تكون كلها صحيحة وقد لا يصح إلا البعض منها فقط,أما تأثير الجسد بشكل عام على النفس فأمر لا خلاف فيه.ويمكن أن نذكر من هذه الأسباب الظنية :
1-خلل في وظيفة السيروتونين: يرى بعض الأطباء النفسانيين أن سبب الوساوس قد يكون خلل في الوصلات العصبية في العقل,والذي يكون سببه خلل في وظيفة السيروتونين.ولذا فإن الدراسات الطبية تشير إلى أن الأدوية التي تنظم وظيفة السيروتونين " Serotonin "في العقل نتائجها أقوى من تلك التي تؤثر في وظائف أخرى في نظام الوصلات العصبية,إلا أن كثيراً من الباحثين ينكرون علاقة السيروتونين بالوساوس.
2-ويرى بعض المختصين أن السبب نشاط متزايد في بعض الأماكن في المخ وبالذات في مقدمة الرأس وكذا ضيق في بعض شرايين المخ.
3-ويرى البعض أن للعامل الوراثي الجيني أثراً,إذ أن الإحصائيات تقول بأن 35 % من المصابين لهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالوساوس القهرية،غير أن هذه الدراسات لم تأخذ بعين الاعتبار أثر البرمجة والتربية أي الأثر الاجتماعي منذ الصغر على هؤلاء.
س 148 : يتعرض الفرد أحيانًا إلى صدمات على رأسه.ما هي الآثار التي يمكن أن تنتج عن ذلك ؟.
إن كانت هذه الصدمات شديدة،فإنها تؤدي إلى ارتجاج في المخ،وتعطيل وقتي أو دائم لفعالياته، كما قد تؤدي إلى آثار عضوية،ونفسية،وعقلية.
س 149: ما علاقة العجز الجنسي عند الرجل بالوسواس ؟.
هناك علاقة شبه وثيقة لأن الملاحظ عند إصابة الرجل بالعنة (العجز الجنسي) أو المرأة بمرض يمنعها من القدرة على الاستمتاع بزوجها أو من إشباع زوجها جنسيا فإن الرجل (أو زوجته) يبدأ في الشك في سلوك شريكه بأنه يخونه مع أقاربه أو معارفه أو جيرانه أو…
س 150 : لماذا يؤذي الجنُّ الإنس ؟.
من أسباب مس الجن للإنسان : الحزن الشديد أو الفرح الشديد أو الخوف الشديد أو الغضب الشديد,أو التلبس بنجاسة بطريقة أو بأخرى.
ثم الجزء 3 :

الجزء 3 من "بين الطب النفسي والرقية الشرعية".

س 151 : يخاف بعض الناس مما لا يُخاف منه وتسوء حالتهم النفسية ويعالجون عند أطباء نفسانيين ولا يُشفون.ما العمل ؟.
السؤال عام ومنه فالجواب عام كذلك,ومنه أقول بأنه مهما كانت أسباب هذا الخوف وأعراض المصاب به والأساليب المناسبة للعلاج ومهما كان سبب تأخر الشفاء مع استشارة الطبيب النفساني,فإن بذل المريض للجهد الكبير والكافي (مع العزيمة والإرادة القويتين) شرط أساسي ومهم جدا على طريق العلاج.وإذا لم يبذل المريض هذا الجهد ولم تكن له هذه العزيمة وهذه الإرادة فلا أظن أنه سيشفى من مرضه سواء استشار طبيبا أو راقيا أو …
س 152 : ما هي الأعراض التي يمكن أن تظهر أحيانا على من يخاف الاختلاط بالناس؟
قد يسيطر على الفرد أحيانا خوف شديد عند الاتصال الاجتماعي والالتقاء بعدد من الناس،مما يؤدي به إلى الارتباك بحيث لا يستطيع التفوه بكلمة.وإن تحدث فإنه يرتبك وتظهر عليه علامات ذلك الارتباك كاحمرار الوجه و التعرق والتلعثم الخ…وقد تدفع تلك الحالات المريض إلى تفادي مثل تلك المواقف وذلك بالهروب من الاجتماعات وتجنب الاحتكاك بالآخرين وبالتالي قد يؤدي به ذلك إلى الانطواء النفسي.
س 153 : هل الأصل فيما يخبر به الجن الذين يصيبون الإنس هو الصدق أم أن الأصل
هو الكذب ؟.
في الحوار مع الجني-أثناء الفترة التي يُغمى فيها على المريض-(أو حتى بدون أن يُغمى على المريض) لا يليق الاسترسال في سؤال الجني: ا) حتى لا يصابَ الراقي بالغرور.ب) وحتى لا يظن الجني أن الراقي قليل الخبرة فيرفضُ الخروج.ج) وحتى لا يتعب المريضُ جسديا.د) وحتى لا يُتهم الأبرياءُ بسبب الكذب الذي يمكن أن نسمعه من الجن(الذي يُعتبر كاذبا أصلا ما دام قد تعدَّى على الإنسي بطريقة أو بأخرى)حيث يَتهم"فلانة"من الإنس بأنها أصابت المريضَ بسحر أو يتهم "فلتانة"بأنها أصابت المريضَ بعين.وكم من بيوت خُرِّبت ومن أرحامٍ قُطعت بسب أكاذيب الشيطان وألاعيبه وجهل الراقي وسذاجته.هـ) وحتى لا يُضَلَّل الراقي بسماعه لأخبار(يخطئ الراقي حين يسأل الجنيَّ عنها) الأصلُ فيها أنها كاذبة مثل أخبار الماضي والتاريخ,وأخبار عن عالم الجن والشياطين,ومعلومات عن الطب عموما وطب الأعشاب والطب النفسي خصوصا,وأخبار عن اليهود ومن شايعهم من أعداء الله ورسوله –ص- و…قلتُ:الأصل فيها أنها كاذبة حتى يثبت العكسُ من جهة أخرى,فإذا ثبت أنها صحيحة من دليل آخر مُصَحِّح,فإننا نكون قد عرفنا ما عرفنا من الدليل الآخر لا من كلام الجني,ويكون كلام الجني لا فائدة منه عندئذٍ فضلا عن أضراره المؤكدة.و) وحتى لا يُضيِّع الراقي الوقتَ على نفسه وعلى المريض.وليس من شروط صحة الرقية أن تكون طويلة,بل بقدر ما تكون الرقية قصيرة وبسيطة-ساعة أو أكثر قليلا أو أقل قليلا-بقدر ما تكون بركتها أكبر.وإذا كان لا بد من الوقت الطويل نسبيا والمُخَصَّص للرقية,فليكن للسماع من المريض وطرح الأسئلة عليه ولتقديم النصح والتوجيه له ولقراءة القرآن الكريم أو الأدعية المأثورة عليه.
س 154 : كيف يُعرف بأن الجن خرج بالفعل من المصاب ؟.
يُعرف-على وجه الظن لا اليقين-بأن الجني خرج من بدن المصاب-أثناء الرقية أو بعدها-بعلامات منها:
-أن يفيقَ المصروع وينظر حوله,ويشعر وكأنه كان نائما واستيقظ.
-يتصبب عرقا,ويحمر وجهه,ويغمره الهدوء ويشعر بالراحة.
-إذا خرج الجني من الفم قد يتقيأ المريض فجأة,وإن خرج من الأنف قد يعطس بقوة,وإن خرج من القدم فإن الظفر قد يُدمي أو يؤلمه.
س 155 : هل ينتج الوسواس عن حب زائد لشيء لم يستطع المرء الوصول إليه ؟.
نعم ,وهذه أيضاً من الآليات المشهورة في مواجهة الضغوط،وتعني أن الشخص بعد فشل مواجهة الضغوط والقلق تنشأ عنده آلية الضد من المواجهة والمعاكسة,فشخص مثلاً يحب الغزل ومعاكسة البنات والتحرش الجنسي بالنساء نتيجة قلة خوفه من الله وسيطرة الشهوة الجنسية عليه,قد ينشأ عنده كره ظاهري للجنس الثاني (المرأة) ومعاداة في لهجته بحيث تجده ينتقد النساء والمرأة ويعبر عن كراهيته لهن بسبب وبدون سبب وبحجة وبلا حجة وبمناسبة وبلا مناسبة وفي كل زمان ومكان,غير أن خلف سلوكه الظاهري هذا حب شديد للنساء وللجنس وللاستمتاع بالمرأة يتجنبه بهذا السلوك الدفاعي.
س 156 : هل يمكن ضرب أمثلة على الوسواس في العبادة أو في العادة ؟.
إن الشخص لو ضبط أفكاره بالطريقة المثالية الصحيحة وواجه مشاعره التي قد تكون أخفيت مع الزمن وغيرت من قناعاته فسوف لن يكون هناك داع للوساوس كما يقول الاختصاصيون النفسانيون.ومن أمثلة الوساوس في العبادة: أن الشخص لا يشعر بأنه كبر في صلاته فيكبر مرات,ويناقش نفسه مناقشة شرعية خاطئة شرعاً"أنا عندما لا أصلي بطريقة صحيحة لا تقبل صلاتي وعندما لا تقبل صلاتي أذهب إلى النار!"."إذا كان وضوئي غير جيد فإن صلاتي غير مقبولة وإذا كانت صلاتي غير مقبولة فالله لن يرضى عني وهذا يساوي النار!"."إذا كانت يدي أو الملابس أو السجاد فيها أوساخ وبكتيريا وجراثيم فقد ينتقل إلى أفراد أسرتي المرض,والمرض يعني الموت!".وقس على ذلك..
إن مناقشة الفكرة من حيث نسف هذه الاحتمالات المظلمة وتهوين العواقب هو المطلوب وليس السير وراء الوساوس.إن المطلوب مناقشة النفس مناقشة صحيحة"إن الله لم يطلب منا أن نعبده ليعذبنا,كما أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها,وهو سبحانه يحاسب المريض حسابا يختلف عن محاسبته للصحيح و…",كما أن " النظافة والأوساخ موجودة في كل وقت،وليس هناك شيء تقريباً يخلو من الجراثيم والبكتيريا.ثم إن البكتيريا لها دور فعال في حفظ أمور كثيرة".وهكذا تتم المناقشة الموضوعية العقلية والمنطقية.
س 157 : كيف يُتخلص من سحر نظن أنه مبعثر على الأرض في مكان ما ؟.
يمكن تنظيف الأماكن المشتبه في إصابتها بسحر بماء مرقي بشرط أن لا يُسمَح لشخص أن يطأ على المكان الذي رُمِي عليه ماءٌ مرقي حتى يَجِفَّ المكانُ.
س 158 : ما أهمية تشخيص المرض النفسي في علاجه ؟.
التشخيص له أهمية كبيرة سواء في علاج الأمراض العضوية أو النفسية العصبية.ومنه يقال"إن التشخيص نصف العلاج".تصور لو أن شخصاً يعاني من وساوس قهرية بسبب من الأسباب النفسية (لا بسبب سحر أو عين أو جن) مثلاً ومع ذلك نصحه ناس بأن يعالج هذه الوساوس بالرقية الشرعية,فإن ذلك قد يزيد من وساوسه ولا ينقصها خاصة إذا كانت الوساوس متعلقة بالدين لأن الراقي يمكن جدا أن ينصحه بالإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء والصلاة وبزيادة المطالعة الدينية فيزداد إحساس الشخص بالذنب على ما يأتيه من وساوس متعلقة بالله وبالرسول-ص-وتزداد حالته النفسية سوءا.إن التشخيص مثل تحديد المدينة للمسافر,فالشخص الذي يكون في مدينة ميلة ويود السفر إلى مدينة جيجل متوجهاً إلى طريق مدينة قسنطينة كلما استمر في السفر كلما ابتعد أكثر من هدفه!.ولو شخَّص ما يريد وشخص الطريق وحدده فسوف يوفر على نفسه الكثير من الوقت.وفي القواعد الإدارية الذهبية أنه"من الوقت إضاعة بعض الوقت"مثل التخطيط والاجتماعات التي تضيع الأوقات الكثيرة عن الإنتاج غير أنه بها تنضبط الأمور ويتوفر الكثير من الوقت على الطريق.ومنه فالتشخيص يأخذ وقتاً لكنه يوفر العمل بعد ذلك،لذا فإنك تحتاج أن تشخص بطريقة صحيحة قبل البدء بأي عمل.
س 159 : كيف تعرف الأفعال القهرية ؟.
تعرف من الآتي على سبيل المثال-سلوك متكرر (مثل غسل اليدين،الوضوء،التكبير،الغسل,الصلاة,النظافة) أو عمل فكري (مثل الدعاء، العد،تكرير كلمات بصمت) والتي يشعر الشخص بأنه لابد أن يفعلها كردة فعل للوساوس أو وفق قوانين معينة وبصلابة كبيرة عنده.
2-السلوكيات أو الأعمال الفكرية المرادة والمقصودة لمنع حادثة أو حوادث من الحصول أو لتخفيف القلق،لكن هذه السلوكيات أو الأعمال إما أن تكون غير واقعية في مواجهة فكرة الوساوس (كالرجل الذي يرفض أن يخرج من البيت لأسابيع لأنه يمكن أن تصدمه سيارة) أو أن تكون واقعية ولكنها تصبح غير طبيعية بسبب أنها مكثفة ومبالغ فيها (كالمرأة التي تستيقظ في الليل مرات ومرات لتغلق الباب الخارجي للبيت أو لتتأكد من أنه مغلق).
3-يدرك الشخص المصاب بالوسواس القهري ولو في فترة من فترات معاناته أن هذه السلوكيات أو الوساوس غير منطقية أو زائدة عن الحد المعقول.
4-هذه الوساوس التسلطية أو الأفعال القهرية تستهلك من المريض الكثير من الوقت (أكثر من ساعة في اليوم) أو أنها تصطدم مع روتين الحياة اليومية الاجتماعية أو الوظيفية أو الأسرية للشخص المصاب.
5-الاضطراب الحاصل ليس له علاقة مباشرة مع الإدمان (مثل إدمان المخدرات أو الإدمان على أدوية معينة) أو مع أية حالة طبية أخرى.
بهذه الخواص الدقيقة يستـثنى مرض الوساوس من غيره.فلو أن شخصا مثلاً لا يدرك وساوسه فقد يحتاج لتشخيص طبيب أو استشاري متخصص لأنه قد يكون لديه فصام أو مرض عقلي آخر،وكذلك لو كان مثلاً يتناول أدوية أو مخدرات فقد تكون الوساوس التي يعاني منها بسبب الآثار الجانبية للإدمان على هذه الأدوية أو على تلك المخدرات ولا علاقة لها بالوسواس القهري.
س 160 : هل لا بد لكل نوع من أنواع السحر علاج خاص بالرقية الشرعية ؟.
الطريقة الواحدة في الرقية تصلح بإذن الله كعلاج لكل أنواع السحرِ لا فرق بين نوع وآخر.ولا دليل من الشرع يثبتُ أن سحرَ"كذا"لا تصلح له إلا الطريقة كذا,وأن السحر الثاني لا تصلح له إلا طريقة ثانية وهكذا...
س 161 : ما صحة الدعوى التي يتبناها بعض الرقاة بقولهم "لدينا جن صالح يعيننا في الرقية على التشخيص وعلى العلاج" ؟!.
لم يُسخِّر الله الجنَّ إلا لسيدنا سليمان-ص-.وكلُّ من ادعى أن الجن مسخرون له-سواء كانوا مسلمين أم كانوا كفارا-فهو كاذب أو جاهل حتى ولو لم يقل صراحة بأن الجن مسخَّرٌ له.سواء قال هذا المدعي بأن الجن يُعينه بطريقة أو بأخرى أو يخبره بحقيقة إصابة المريض أو يخلِّص المريضَ مما به من سحر أو عين أو جن فإن كل ذلك حرام وباطل ومردود على من ادعى ذلك: ا) لأن هذا المدعي ليس أفضل من رسول الله الذي هو أفضل خلق الله,ومع ذلك لم يسخر الله له الجن أبدا.ب) ولأن الجن المتصل بالإنس ظالم وكاذب(حتى ولو صدق بين الحين والآخر),فكيف يُصَدَّق إذن –إذا كان كذلك –فيما يقول وفيما يبلِّغ للراقي عن طريق المريض؟!.ج) ولأن المتصل بالجن-بطريقة أو بأخرى-يُعتبر مصابا بالجن,ومن ثمَّ فهو يحتاج إلى من يداويه لا أن يُداويَ هو غيرَهُ!د) ولأن الجن لن يُقدِّم للإنس خدمة مهما كانت بسيطة إلا بمقابل.والمقابل هو دوما معصيةُ الإنسي لله تعالى وكذا تسلطٌ للجني على بدن ونفس الإنسي.
س 162 : من هم الأطباء الذين يراجعهم المصابون بوساوس قهرية وهم ليسوا مختصين؟. 1- أخصائي الأمراض الجلدية : بسبب الهرش الحاصل على الجلد من الوساوس.
2- طبيب العائلة : يراجع بسبب الغسيل المتكرر أو العد أو الشكوك المستمرة.
3-أخصائي السرطانات أو الأمراض المعدية أو التناسلية:من أجل فكرة متسلطة بأن الشخص مصاب بالأيدز مثلاً.
4- طبيب أسنان :بسبب تنظيف مستمر وعنيف للأسنان.
5-أخصائي أطفال: الوالدان قلقان بسبب تكرار ولدهم للغسل المستمر.
6- أخصائي تجميل: مراجعة بخصوص وسوسة من شكل أو هيئة عضو من الأعضاء.
7-إمام مسجد: للسؤال عما إذا كانت هذه الوساوس بسبب الشيطان.
8-راق: بسبب الظن أن به مساً من شيطان أو سحر أو عين.
9- دجال (مشعوذ أو ساحر): لصد السحر أو الشر أو العمل.
كل من ذكروا يراجعهم المصابون عادة (بوسواس قهري) وليس بينهم مختص واحد.وتشير الإحصاءات إلى أن الذين يعانون من الوساوس القهرية قد لا يراجعون مختصاً نفسانياً واحدا إلا بعد مضي شهور أو سنوات.
س 163 : ما المقصود بالاكتئاب ؟.
نحن حين نتحدث عن الاكتئاب إنما نذكر شيئاً يعرفه جيداً كل الناس،أما إذا حاولنا وضع تعريف علمي محدد فإننا في هذه الحالة نكون كمن يتحدث عن أشياء يفهمها الجميع جيداً لكن بكلمات لا يعرفها أحد.ويمكن أن نعرف الاكتئاب من خلال نقيضه وهو السعادة التي تعني "ذلك الشعور المحبب إلينا والذي يتضمن الرضا عما حولنا"،ولكن الشعور بعدم السعادة أيضاً انفعال طبيعي،ولا يعني بحال وجود الاكتئاب،بل لا نستطيع أن نعتبره ظاهرة مرضية.إن لمصطلح الاكتئاب-في الطب النفسي-أكثر من معنى ربما تشابهت ولكنها لا تتطابق تماماً ،فالاكتئاب أحد التقلبات المعتادة للمزاج استجابة للمواقف الأليمة التي نصادفها،وهو أحياناً علامة من علامات مرض ما بل إن الحد الأدنى منه موجود في الغالب لدى كل المرضى أيا كان المرض الذي يعانون منه،فمقولة "كل مريض مكتئب"لها نصيب ما من الصحة.وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإنسان الطبيعي إذا حدثت له أحيانا البعض من هذه المشاعر،فإنها تكون قابلة للارتجاع تلقائيا ولا تستمر لفترة طويلة,أما مريض الاكتئاب فإن هذه المشاعر تحدث تغييرات كيميائية في الجسم يصعب معها الرجوع إلى الوضع الطبيعي دون مساعدة العلاجات الدوائية.
والمفهوم الأهم والمختصر للاكتئاب هو أنه حالة من الاضطراب النفسي تعني الشعور بفقدان الأمل وانعدام الرغبة في الحياة.ويسيطر على الفرد المكتئب نوع من التفكير السلبي نحو المواقف المختلفة التي يتعرض لها،ويكون دائمًا متشائمًا،وينظر إلى الأمور على أنها مصدر بؤس وشقاء،كما يكون خاملاً وعديم الرغبة في أداء أي نشاط أو حركة.كثيرًا ما يشعر بالحزن والضيق والتوتر،وهو ما يجعله ينظر إلى الحياة بمنظار أسود،ويفقد الرغبة في الاستجمام والتمتع بالحياة،وهو ما يؤدي به إلى الانطواء والعزلة.ومن هذا الشعور تتولد مظاهر عديدة،منها عدم الإحساس بالسعادة لسماع الأخبار المفرحة،والرغبة في الانسحاب والانطواء والبعد عن الآخرين والميل للعزلة ,وعدم وجود دافع لإنجاز أي شيء.ويصاحب ذلك أعراض بيولوجية،مثل:فقدان الشهية للطعام،واضطراب النوم وكذا الرغبة الجنسية.وفي بعض الأحيان يأتي الاكتئاب في صورة غير معتادة تشمل مظاهرها زيادة كتلة الجسم (أو وزنه كما يُقال) والإسراف في تناول الطعام والنوم المستمر.ومن علاماته أيضا الاستيقاظ في ساعة مبكرة رغم عدم أخذ قسط كافٍ من النوم،وعدم الشعور بالارتياح عند القيام من النوم.وفي درجاته الشديدة يمكن أن يكون هناك تفكير في الانتحار.
ويجب أن تستمر هذه الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين حتى تشخص الحالة على أنها اكتئاب نفسي مرضي.
س 164 : ألا يستحسن إخفاء أمر الرقية من السحر عن الناس ؟.
استحسن ذلك كثيرون, وقالوا بأن الأفضل للمسحور عندما يرقي نفسه (بنفسه أو عن طريق راق معين) أن يُخفي ذلك عمن حوله من الناس في حدود الاستطاعة,لأنه لو علم من فعل له السحر بذلك قد يُجدده له مرة أخرى.وهذا من باب الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان.هذا مع ملاحظة أن المريض يمكن أن يُحصن نفسه بعد الرقية بإذن الله بتحصينات معينة تجعل من الصعب جدا على من يريد أن يجدد له السحر التمكن من ذلك.
س 165 : ما علاقة الوساوس بالاكتئاب ؟.
إذا لم يُشف المريض الموسوس في وقت قصير قد يحدث له اكتئاب.وتقول الإحصائيات أن ثلث المصابين بالوساوس تظهر عندهم حالة اكتئاب،وعند تزايدها قد يكون خطر الانتحار-والعياذ بالله-وارداً.
س 166 :هل من نصائح عامة أخرى للتخلص من الوساوس وللحصول على راحة البال ؟.
1-تعرف جيدا على الوساوس وأنواعها وأسبابها وأعراضها من الأطباء النفسانيين.
2- تجنب القلق والضغوط المستمرة ما استطعت.تعلم طرقاً فعالة في التغلب على القلق والشعور بالطمأنينة ومارس تطبيقاتها واعرف متى تصل إلى الحد المعقول من تحمل الضغوط.
3- تجنب الحزن الشديد وتعلم وادرس طرق السعادة وتطبيقاتها وخذ الأمر بجدية واجعل التعلم للسعادة والتطبيق جزءاً يومياً في حياتك.
4-تجنب الكمالية في الأشياء وارض بما هو أقل من 100 % في الإنجاز أو الترتيب أو التنظيم أو العلاقات مع الآخرين,وتجنب طلب العلاقات المثالية مع الناس وتوقع الكمال فيهم،واقبل منهم النقص والخطأ,واعلم أن الشخصية القابلة للوساوس هي غالبا شخصية كمالية متعبة.
5- غيّر بعض الروتين المتكرر في حياتك.اسلك طرقاً في التجديد،صم يوماً،قم ليلة،سافر إلى بلد،اختل مع الطبيعة، ابدأ هواية،العب رياضة جديدة،انضم إلى مؤسسة اجتماعية تطوعية،البس لباساً مختلفاً،صادق أناساً مختلفين لكن إيجابيين،لا تخرج من البيت يوماً كاملاً إذا كنت تخرج كثيراً أو اخرج منه أكثر من مرة إذا كنت لا تخرج إلا قليلا،اقض ساعة مع نملة وتتبع جهدها وكفاحها وعدم يأسها،اقض يوماً مع أطفال واندمج معهم،خذ إجازة,نم وتمدد إذا كنت لا تنام كثيراً،اقرأ كتاباً جديداً في تخصص جديد.وباختصار افعل شيئاً مختلفاً عن الروتين والتكرار لأن الشخصية القابلة للوساوس تعشق غالبا الروتين.
6-وفّق بين العزلة وكثرة الاختلاط:كثرة الاختلاط مع السلبيين قد تبرمج الإنسان على السلب،بينما العزلة قد تجلب الاكتئاب وتزيد من الوساوس.وفق بين الأمرين بحيث تكون أغلب علاقاتك إيجابية وأن تعرف متى تعتزل وتخلو مع نفسك لتضبط بعض الأمور.
7-ضع لحياتك رسالة عميقة وقوية.سل نفسك:ما سبب وجودي في الحياة ؟ ثم أوجد سبباً قوياً يدفعك فعلاً لتكون موجوداً,وليس هناك سبب في الحقيقة إلا عبادة الله "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدوني".
إذا لم تجب عن هذا السؤال بوضوح فسوف تتعبك أمور كثيرة بالإضافة إلى الوساوس.
8-ضع رؤية واضحة لحياتك.اكتب مخططاتك للسنوات العشر أو العشرين القادمة مثلا.إذا لم تكن تعرف كيف,فاسأل أهل الاختصاص في ذلك حتى تتعلم كيف تخطط لحياتك.
9-التزم بالتحصين الشرعي كل صباح ومساء بالليل وبالنهار,وذلك بقراءة الأذكار والأدعية المناسبة ولكن بدون إسراف,لأن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.وإذا قرأت القرآن-كورد يومي-لا تتوقف عند قراءة سورة البقرة فقط تكررها باستمرار,بل أكمل وردك إلى نهاية القرآن الكريم ثم اعد التلاوة من جديد.
س 167 : ما الفرق بين السحر والكهانة ؟.
أما السحر فعبارة عن عزائم ورقى وعقد يعملها السحرة بقصد التأثير على الناس بالقتل أو الأمراض أو التفريق بين الزوجين أو ..وهو كفر وعمل خبيث ومرض اجتماعي شنيع يجب استئصاله (خاصة من طرف حكام المسلمين)وإزالته وإراحة المسلمين من شره.وأما الكهانة فهي ادعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجن.قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد :"وأكثر ما يقع في هذا ما يخبر به الجنُّ أولياءَهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار, فيظنه الجاهل كشفاً وكرامة.وقد اغتر كثير من الناس يظنون المخبرَ بذلك عن الجن ولياً لله وهو (في حقيقة أمره)من أولياء الشيطان".
س 168 : هل للاكتئاب والحزن نفس المدلول ؟.
إن الاكتئاب"Depression" هو بغير شك أكثر الظواهر النفسية شيوعاً،وأغلب الظن أن أيا منا قد تملكه في وقت من الأوقات شعور بالحزن أو الضيق،أو قد أحس باضطرابات في نمط ممارسته لأنشطته المعتادة كالعمل والنوم وتناول الطعام.إن ذلك في الغالب من علامات الاكتئاب النفسي (ولكن ليس شرطا أن يكون اكتئابا بالفعل).إن مظهر الحزن وحده ليس مرادفاً للاكتئاب في كل الحالات،بل قد تظهر أعراض أخرى مختلفة تخفي هذا المظهر التقليدي للاكتئاب.ومن ناحية أخرى فإن هناك فرقاً بين مشاعر الحزن التي يشعر بها أي منا كرد فعل طبيعي لموقف يتطلب ذلك مثل وفاة عزيز أو التعرض لحادث (وهي مشاعر تدل على الصحة والعافية لا على المرض)،وبين الاكتئاب كاضطراب نفسي مرضي.ولو تم الخلط بين الحزن العادي الطبيعي والاكتئاب فإنه ما من إنسان على وجه الأرض عندئذ إلا ونقول عنه بأنه قد تعرض للاكتئاب,وهذا ليس صحيحا.
س 169 : ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالفوبـيا ؟.
هي كما يأتي:
1-ينتج هذا الخوف عن صراع أو إحباط شديد يسيطر على المريض.
2-ينتج عن حالات معينة تعتري الفرد بحيث لا يستطيع السيطرة عليها.
3-ينتج عن عدم الشعور بالأمان.
4-تحدث حالات الفوبيا بسبب كبت الفرد لما يشعر به.
5-تحدث نتيجة لخبرات الفرد السلبية التي عانى منها في مرحلة من مراحل الطفولة,وتكون هناك علاقة لا شعورية بينها وبين الشيء الذي يخافه.
6-تحدث بسبب القلق والاضطراب النفسي.
س 170 : من يمارس السحر أكثر في العادة : الرجال أم النساء ؟.
النساء –بصفة عامة-أكثر ممارسة للسحر من الرجال,ومنه فإن أغلب السحر يأتي من نساء يعرفن المريض (الشخص الذي يُردن وضع السحر له) أو أهله.ويتم غالبا بدافع الغيرة أو الحسد,ويُصيب السحرُ غالبا نساءً.ويكون الغرض منه غالبا تعطيل زواج أو إفساد علاقة بين زوجين أو من أجل منع المرأة من الحمل أو من أجل ربط الرجل حتى لا يقضي حاجته من زوجته أو ربط المرأة حتى لا يتمكن الرجل من الاتصال بها جنسيا.
س 171 : كيف يتم العلاج من الإصابة بالفوبيا ؟.
يتم بالشكل التالي:
1-معرفة السبب وذلك بواسطة التحليل النفسي الذي يمكنه أن يستخرج المشاعر المكبوتة المتعلقة بالموقف الذي يخاف منه الفرد.وهذه الاختبارات يعرفها الطبيب النفساني وكذا المختصون بعلم النفس.
2-إعطاء الدواء المناسب لتخفيف الحالة بواسطة الطبيب النفساني.
3-الاسترخاء لإزالة القلق والتوتر والاضطراب الذي يعاني منه الفرد.ويمكن أن يتم ذلك مثلا بالجلوس في مكان مريح مع ارتداء ملابس مريحة وترديد جمل وكلمات تضفي الراحة على نفس الفرد المتوتر،أو سماع شيء يعجبه على سبيل المثال مثل سماع صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وهو يتلو القرآن (خاصة السور القصيرة) بحيث تستمر تلك العملية لفترة نصف ساعة أو أكثر يوميا وفي وقت معين.
4-التدريب التدريجي لمواجهة الخوف ويتم بإشراف الطبيب أو الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي,وقد تأخذ هذه الجلسات أسابيع،وتستغرق كل جلسة بين النصف ساعة أو أكثر,وتكون أسبوعيا وبشكل منتظم بدون تقطع.فإن شابها التقطع فإنه قد يؤدي إلى صعوبة الشفاء.ويتم ذلك بتعريض المريض إلى الموقف الذي يسبب له الخوف بشكل تدريجي,ويكون ذلك عن طريق مشاهدته فيلما يتضمن هذا الموقف،ثم تعرض له صور عن الموقف، وينتقل الأمر إلى العرض الحقيقي.وينبغي أن يكون المريض بعيدا نوعا ما عن الشيء الذي يخاف منه،ثم يقرّب المريض شيئا فشيئا إلى أن يستطيع التعامل معه بدون خوف.هذا مع الحرص على عدم إجبار المريض على ذلك،
وإنما يتم عن طريق الإقناع والترغيب والتشجيع،مع بقاء المريض في موقع آمن.
س 172 : ما الذي يجب أن يعرف عن الأحلام وعلاقتها بالجانب النفسي؟.
أنبه في البداية إلى أن الأحلام موضوع طويل وعريض لا يمكن أن يُجاب عنه في كلمات قليلة وقصيرة ولا في مقام ضيق مثل المتوفر عندي هنا من خلال هذه الاستشارات البسيطة.كما أنبه إلى أنني هنا أتحدث عن الأحلام لا عن الرؤى الصالحة.
الأحلام عبارة عن مواقف يراها النائم أثناء نومه،وتختلف باختلاف حالة الأفراد النفسية والجسمية وكذا الإيمانية ،وما يتعرضون له من أحداث يومية في مسيرة حياتهم.تختلف الأحلام باختلاف العمر والجنس وطبيعة الحياة التي يمارسونها.وكذلك تختلف نوعية الأحلام،فمنها الوردية ومنها الكوابيس…وغيرها.هناك أحلام تكون منتشرة كثيرا بين الناس كرؤية الحالم نفسه في حالة سقوط أو طيران أو دخول قلاع أو الخروج منها أو الموت أو يرى حريقًا أو يتسلق جبالاً أو يكون في بحر متلاطم الأمواج أو يحضر اجتماعًا أو يشارك في مباراة,أو يصعد سلمًا متعرجًا ولا يستطيع ذلك,أو ينحصر بممر ضيق ولا يستطيع الخروج منه,…وهكذا.وهناك من يرى نفسه في موقف يحاول الهروب من عدو ولكن قدميه تخونانه،كما يرى الطالب نفسه يدخل قاعة الامتحان ولكنه لم يجد قلمًا أو مكانًا له أو لم يعرف الطريق للوصول إلى المكان الذي يريده,وهكذا…وقد يرى الفرد أحلامًا لها علاقة بالمثيرات الخارجية التي تحدث بالفعل أثناء الحلم حول النائم كطرق الباب أو صوت جرس الهاتف أو بكاء طفل,يراها بشكل محرَّف بعض الشيء.وعلى سبيل المثال إن رشَّ أحد (بالفعل) الماء على وجه النائم،فيحلم النائم بأنه واقف تحت خرطوم من الماء أو تحت الشلال,وعندما يسقط الغطاء أثناء النوم ويشعر الفرد بالبرد يرى نفسه بأنه يعوم في الماء البارد. وقد تباينت واختلفت تفاسير الأحلام،كما كثرت الاجتهادات حول تلك التفاسير.تراود الفرد أحلام متنوعة، وتكون أحيانا نتيجة لتجاربه الحياتية التي مرَّ بها:قد تأتي مطابقة للحقيقة أو محوَّرة بشكل مغاير للحقيقة.وقد تكون الأحلام ناتجة عن حاجات لم يستطع الفرد تحقيقها في الواقع،فيحققها عن طريق الأحلام أثناء النوم,مثل المرأة التي تفكر كثيرا في الزواج في النهار لأنها وصلت إلى سن الزواج ولم تتزوج فترى في منامها كأنها عروس تزف إلى فارس أحلام جميل وقوي أو كأن يدها مخضبة بالحناء أو كأن في أحد أصابعها خاتم خطوبة أو … كما تحدث تلك الأحلام عندما يكون الفرد في حالة توتر نفسي أو حالة خدر وارتخاء.والخلاصة هي أن الحالة النفسية تلعب دورًا مهمًّا في تلك الأحلام.
وقد تنقل الحواس الأحاسيس إلى الفكر بشكل يغلب عليه نوع من التضخيم،فنقطة الماء النازلة حقيقة من الحنفية يسمعها النائم-أثناء الحلم-كدقات الطبول أو المدافع.
وتعبِّر الأحلام عن النشاط المخي الحاصل للفرد أثناء النوم،بحيث يكون موضوع الحلم هو تحقيق رغبة،أو تنفيس انفعالات مكبوتة لدى الفرد،وتنبع الأحلام في كثير من الأحيان من خبرات الفرد،ومشاعره،وأفكاره التي تسيطر عليه.وإن تكرر الحلم،فهذا يعني أن الأمر المتعلق بتلك الرغبة أو الموقف أصبح مسيطرًا على الفرد سيطرة تامة.
س 173 : هل للسحر مدة معينة يسري فيها مفعوله ثم يبطل بعد ذلك ولو بدون رقية ؟.
هكذا قال بعضهم,والمسألة من الصعب التأكد منها نظرا لغلبة الظن على الكثير من مسائل السحر والعين والجن بسبب أنها كلها متعلقة بعالم الغيب لا بعالم الشهادة على خلاف الأمراض العضوية المتعلقة بعالم ملموس ومحسوس.يقول هؤلاء بأن المدة التي يستمر فيها مفعول السحر(الحرز)–بدون رقية- تتوقف على بقاء المادة التي كُتب عليها السحرُ,لذا تجد الساحر في بعض الأحيان يضع سحره في علبة من النحاس السميك ويغلفها بالرصاص المصهور حفاظا على مادة السحر من التلف.هذا إذا لم يُرقَ المريضُ أو لم يرقِ نفسَه,أما مع الرقية الشرعية فإن كلَّ سحر يبطلُ مفعوله بإذن الله سواء كان مدفونا في مركز الأرض أو معلقا في السماء أو مغلفا بالبلاتين.
س 174 : هل الصداع أثناء الرقية مع بكاء بدون سبب من أعراض الإصابة بالسحر؟
إذا شعر المريض أثناء الرقية بصداع شديد عند سماعه لقوله تعالى:"واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان",وبكى أثناء سماعه للرقية وزاد في البكاء وهو في كامل قواه العقلية (بلا سبب وببكاء خارج عن إرادته) فيمكن أن يكون مسحورا,خاصة إذا أعاد الراقي سماع آيات الرقية عدة مرات وفي كل مرة تنتاب المريض حالة من البكاء المتواصل بغير سبب ظاهر,والله أعلم.
س 175 : ما هي العلامات التي يمكن أن يستدل بها على أن المصاب بصدمة في رأسه يتجه أمره إلى الشفاء ؟.
هناك علامات تبدو على المصاب تبشِّر بأنه يتقدم نحو الشفاء,منها ما يطرأ على المريض من تحسُّن في قصر فترة فقدان الوعي(إذا كان يعاني منها من قبل)،وعودة تكامل شخصيته،واستعادته لثقته بنفسه ،وعودته إلى ما كان عليه من تكيف مع مواقف الحياة وظروف العمل،وشفاء آثار الارتجاج.والحالات الناتجة عن صدمات الرأس تحتاج بشكل عام إلى صبر ووقت،وهو الكفيل بتحسن حالة المريض,كما يحتاج المصاب بذلك إلى رعاية صحية كاملة تتم بإشراف طبيب مختص بالجملة العصبية وأمراض المخ.
ثم الجزء 4 :

الجزء 4 والأخير.

س 176 : لدي مشاكل كثيرة في الحياة,والذي يقلقني أكثر هو أنني في كل مرة أنام فيها سواء في الليل أو النهار،حزينا كنت أو مبتهجا،لا بد أن أحلم بأشياء تقلقني لا أستطيع استذكار إلا القليل منها.ما الرأي ؟.
إن النوم ينقسم إلى نوعين:نوع اصطلح على تسميته بالنوم الذي تتحرك فيه العين حركة سريعة,والنوع الآخر هو الذي لا تتحرك فيه العين وينقسم إلى أربع مراحل ترقم من 1-4 حسب درجة عمق النوم.ورؤية الأحلام شيء عادي يحدث لكل الناس،ولكن معظم الناس لا يتذكرون هذه الأحلام عندما يستيقظون ويتذكرونها إذا حدث استيقاظ للشخص أثناء حدوث الحلم.وتكثر الأحلام إذا حدث اضطراب في النوم أدى إلى اضطراب دورة النوم بحيث لا تسير في مسيرتها الطبيعة.كما تكثر الأحلام (خاصة المزعجة) عند من كان مهموما في النهار كثير القلق شديد التفكير في مشاكل معينه حقيقية أو وهمية.إن شخصا مثل هذا (كما هو حال السائل الكريم) عليه :
ا-أن يقوي إيمانه وصلته بالله.
ب-وأن يواجه مشاكله بالطرق المناسبة ليحل منها ما يمكن أن يُحل وليصبر على ما لا يقدر على حله منها ويحتسب أجره عند الله.
ج-وأن يجاهد نفسه من أجل التقليل من التفكير-في النهار أو قبيل النوم-الذي لا طائل من ورائه.
فإذا فعل ذلك نقص همه في النهار ومن ثم يمكن جدا أن تنقص الأحلام المزعجة التي تقلقه في الليل.
س 177 : هل يمكن ذكر البعض من علامات الساحر أو من صفاته وخصائصه ؟.
من علامات الساحر(سواء وُجدت كلها أو جلها أو البعض منها فقط في الشخص الواحد):أن يسألَ عن اسم الشخص واسم الأم,أن يطلب من المريض ذبح حيوان وأن يلطخ بدنه بدمه,أن يطلب من المريض تناول طعام معين لمدة معينة يعتزل خلالها الناس,أن يعطي للمريض أوراقا يحرقها ويتبخر بها أو يعلقها أو يدفنها.كذلك من كتب حروفا أو أعدادا أو مسدسات أو مثلثات أو مربعات أو قطّع كلام الله,فهو ساحر.وكذلك من تلا وتمتم بكلامٍ غير مفهوم (أو بغير العربية),فيمكن جدا أن يكون ساحرا.
س 178 : كم يتكلف مريض الاكتئاب النفسي من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية ؟.
لقد ثبت أن مرضى الاكتئاب النفسي خصوصاً المزمن منه هم من أقل الفئات إنتاجية في العمل،وأكثرهم استهلاكاً للخدمات الطبية دون طائل،كما يشكل مريض الاكتئاب عبئاً على كل من حوله حيث يؤثر سلباً في أفراد أسرته،ويمتد تأثيره إلى أصدقائه وإلى زملاء العمل,بل حتى إلى الطبيب المعالج.ولنا أن نعلم أن الحياة برفقة مريض الاكتئاب هي بكل المقاييس محنة وتجربة سيئة لا يمكن أن ينبئك بقسوتها إلا من عايشها بالفعل.كما أن هناك السنوات الطويلة من المعاناة واليأس القاتل في ظل هذا المرض،وهناك خطر التعرض لأمراض أخرى ثبت علاقتها بالاكتئاب ربما من خلال ما يحدثه من تأثير سلبي على مناعة الجسم مثل أمراض القلب والسرطان,بل إن الاكتئاب قد يكلف الإنسان حياته إذا أقدم على التخلص من معاناته بالانتحار.
س 179 : هل يجوز للراقي أن يشخص المرض في نهاية الرقية ؟.
لا أستطيع أن أجزم بحرمة ذلك لسببين :
الأول أن الراقي قد يكون متأكدا في النادر من الأحيان من طبيعة مرض المريض (سحر أو عين أو جن سواء من أعراض المرض أو من ملابسات الإصابة),فإذا شخَّص عندئذ يكون قد قال حقا وصدقا.
الثاني أن التحليل أو التحريم لا أقوله أنا بل يقوله الله والرسول-ص-ثم يقوله العلماء المجتهدون بناء على كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس أو …
ومع ذلك فإنني أميل كثيرا إلى أنه ينبغي على الراقي ألا يشخص أبداً (أو على الأقل غالبا) لأنه قد يوقع نفسه في إثم عظيم من خلال تشخيص من الصعب جدا تقديم الدليل القوي عليه,وقد يجر الناس في ويلات تشخيصه الخاطئ حينا والكاذب حينا آخر.إنه لا يوجد شخص ينزل عليه الوحي بعد النبي-ص-ليعلم السحر والعين والجن (وهي أمور خفية)بيقين.وعلى الراقي أن يقرأ فقط شيئاً من القرآن وكذا البعض من أحاديث رسول الله-ص-ويحسن الظن بأن بركة هذا الكلام ستؤثر بإذن الله في هذا الشخص المريض الطالب للرقية.وكل تشخيص (أو على الأقل أغلبه)جهل.وما أكثر من تضرر من زيارة الرقاة لا بسبب الرقية في حد ذاتها وإنما بسبب التشخيص الخاطئ أو الكاذب من الراقي.وفي العيادات النفسية عشرات بل مئات المتضررين من فكرة العين أو السحر أو خاصة"مس الجن"التي زرعها في نفوسهم رقاة جاهلون أو كاذبون.إن كل من قال لشخص بأنك ممسوس مثلا قد زعم أمراً عظيماً يمكن جدا أن يُسأل عنه يوم القيامة،ولا أظنه قادرا على الدفاع عن نفسه أمام العليم الخبير.
س 180 : هل يستحسن في الرقية من الجن الاسترسال في الحوار مع الجني الذي يمكن
أن يتكلم على لسان المصاب ؟.
المصاب بالجن الذي لم نتمكن بالرقية الشرعية من تخليصه مما به من جن,يمكن أن يُنصح بقراءة سور معينة مثل البقرة وغيرها لمدة أيام أو أسابيع,لأن طول التزام المريض بقراءة القرآن مع الصلاة والذكر والدعاء والاستغفار و..من شأنه أن يٌضْعِف من سلطان الجني على المريض بطريقة يمكن أن تكون أكثر فعالية من طريقة الحوار مع الجني وظن الراقي أنه تخلص منه وربما كان واهما في ذلك,أو أخذ العهد من الجني من أجل أن يغادر جسد المريض وأن لا يرجع إليه مرة أخرى وقد يكون الجني كاذبا فيخرج من جسد المريض الآن ويرجع بعد بضع دقائق أو بعد بضع سنوات.والطريقة الأولى عندي أحسن ولو تمت برقية بسيطة قد لا تزيد مدتها عن ساعة,مع وجوب متابعة حالة المريض في الأيام الموالية للرقية,وقد تتكرر بعد ذلك الرقية ولو مرة ثانية أو ثالثة.هذه الطريقة أحسنُ عندي من رقية ربما استمرت أكثر من 5 أو 6 ساعات (مُتعِبة للمريض وللراقي وأهله في نفس الوقت)وقد يظنُّ المريض والراقي في نهايتها أنه تم التخلص من الجن وربما لم يكن الأمر كذلك.وليعلم الرقاة أن تشخيص الأمراض العضوية أدق-عموما-من تشخيص الأمراض التي تعالج عن طريق الرقية,لأن التعامل في الأخيرة هو عادة تعامل مع ما ليس ملموسا على خلاف الأمراض العضوية,ومن هنا يقول الشيخ"مبارك الميلي"رحمه الله بأنه لا يجوز أخذ الأجرة على الرقية (إلا بعد التأكد من حدوث الشفاء) لأن تشخيص المرض تغلُبُ عليه النسبية ويغلب عليه الظن.
س 181 : كيف يتم علاج الوسواس القهري سلوكيا ؟.
مع أن أثر العلاج السلوكي هو تقريبا نفس أثر العلاج بالأدوية إذا تم مع شخص متمكن إلا أن الدراسات الطبية والنفسية تشير إلى أن مدة العلاج السلوكي أطول.وللعلاج السلوكي مجموعة كبيرة من التطبيقات لمواجهة الوساوس القهرية منها ما يسمى بالـ"Desensitization" بحيث يكون المصاب بالتفكير في الفكرة التسلطية أو الفعل القهري ثم يُحول تفكيره إلى شيء آخر أو حركة مختلفة في الغالب تكون في العين،ثم يتم إرجاعه إلى التفكير في الفكرة أو الفعل,ثم يُحول تركيزه إلى أمر آخر،وهكذا…حتى يدرك عقله طريقة السيطرة والتركيز.وهناك تطبيقات كثيرة أخرى.
س 182 : كيف يتم علاج الوسواس القهري نفسيا ؟.
العلاج النفسي من العلاجات المشهورة والمنتشرة في الغرب والنادرة في الوطن العربي،بل إن بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية وعمان واليمن تخلو تماماً من أي مراكز استشارية للعلاج النفسي،بل إن هذه الدول لا يوجد في تصنيفها التجاري أو المهني استشارات نفسية.وللعلاج النفسي-إذا توفر من قبل مختص ماهر ومحترف ومهتم-نتائج طويلة المدى قد تفوق أحياناً الدواء والعلاج السلوكي.وهناك عدة مدارس علاجية أهمها المدرسة التي أطلقنا عليها منذ منتصف التسعينيات المدرسة الإدراكية ويسميها النفسانيون المصريون المعرفية,وهناك مدارس علاجية مقتبسة من هنا وهناك كالمدرسة الواقعية ومدرسة التمحور حول الذات وغيرها.
س 183 : أعاني من مشكلة نفسية كنت أظنها بسيطة لكني الآن أشعر بتطورها,فأنا عمري 29 عامًا-غير متزوج-،أرى في أحلامي من سنوات وباستمرار سلالم مخيفة بكل أشكالها، ,وأرى إما أنني لا أستطيع الصعود أو أنني أصعد ثم أهوي من عليها.مع ملاحظة أنني في الواقع أخشى السلالم،وأعاني من خوف ورعب منها سواء كانت موجودة داخل البيوت أو خارجها.وعندما أحاول-في اليقظة-أن أتحدى هذه المشكلة وأحاول صعود أو هبوط السلالم أصعد بسهولة ثم أتذكر تلك الأحلام فأسرع للخلف بخوف شديد.ونويت مؤخرا الذهاب إلى مكان ما لحضور حفل زواج صديق فحلمت أن فيه سلالم فألغيت ذهابي إلى حيث أردت بسبب ذلك الحلم المزعج!.ما العمل ؟!.
للتخلص من هذه الحالة المسيطرة،يمكنك اتباع التوصيات التالية:
1–لتكن ثقتك في الله كبيرة ثم لتكن ثقتك في نفسك أيضا كبيرة حتى تتخلص بسهولة مما تعاني بإذن الله.
2-شيء جيد أنك تحاول السيطرة على هذا الخوف،وقد استطعت صعود السلالم،وبقي لديك السيطرة على النزول منها.
3-عليك السيطرة على هذا الخوف،واعلم أنك إن لم تسيطر عليه فإنه سيسيطر عليك،ويصبح نوعًا من الفوبيا، وهذا ما لا نحبه لك مطلقًا.
4-حاول أن تبعد فكرة الحلم عن ذهنك وعليك إذا تذكرته أن تستخفَّ به.
5-أكثر الناس يحلمون بمثل أحلامك،وهذا شيء طبيعي،ولكن الفرق بين شخص وآخر هو بمدى السيطرة على تلك الأحلام.
6-لأحلامك علاقة وثيقة بطموحاتك وأمنياتك،وكلما تتمنى شيئًا ولا تستطيع تحقيقه يعود عليك ذلك الحلم، وذلك لوجود الارتباط الوثيق بين المنطقة المتعلقة بالأحلام الموجودة في المخ لديك،وتلك الأمنيات.
7-إن الحلم الذي راودك عندما أردت الذهاب إلى مكان ما ثم لم تذهب,ما هو إلا انعكاس لأمنياتك للزواج مثلما حصل لصديقك على الأرجح.
8-حاول أن تكتب آمالك ورغباتك في الحصول على الأشياء التي تطمح في تحقيقها قبل النوم،واكتب بجانبها بأن هذه السلالم "لا علاقة لها برغباتي وطموحاتي،ولا يمكنها أن تؤثر على أحلامي المتعلقة مطلقًا"،وبالتالي ستجد الحلم قد ولَّى ولم يَعُد مرة أخرى إن شاء الله تعالى.
9-حاول أن تحكي حلمك إلى أقرب الناس لديك،وإن لم يكن ممكنًا تحدث عن الحلم بصوت عالٍ مع نفسك،أو اكتبه ومزقه إربًا إربًا.شفاك الله.
س 184 : الذي اقتنع بأنه تلزمه رقية,هل جاء الاقتناع من عنده هو أم من الناس ؟.
الإحتمالان ممكنان.
قد يكون الشخص مصابا بالفعل بسحر أو عين أو جن وتلزمه رقية.وهذا من مصلحته (كأي مريض آخر) أن يكون مقتنعا بأنه مريض,لأن هذا الاقتناع يسهل تشخيص المرض كما يسهل مهمة العلاج بالرقية الشرعية. والمعلوم أن أصعب مريض هو المريض الذي لا يعترف بأنه مريض.
أما إذا لم تلزمه الرقية,فمن أين أتته فكرة أنها لازمة له ؟.
ا-قد يكون الوسواس جاءه من داخله لأسباب كثيرة ومتعددة,والمثال على ذلك شخص يقرأ عن أعراض الإصابة بالسحر في كتاب أو مجلة أو جريدة أو يسمعها من خلال شريط أو قرص أو من خلال التلفزيون أو …فيتوهم أنه كذلك يعاني من هذه الأعراض,وإذن هو مسحور فيقول"لا يهدأ لي بال حتى أرقي نفسي أو يرقيني راق معين".
ب-وقد يأتيه من إلحاح الآخرين عليه,مثل الشابة التي وصلت إلى سن الزواج ولم تتزوج بعد,فتدخل كثيرات من النساء في روعها أنها مسحورة حتما حتى ينفر منها الرجال ولا يتزوجونها.تسمع هذا الكلام مرارا وتكرارا فيرسخ في ذهنها أنها حتما مسحورة بالفعل.وبعد ذلك يمكن أن تقسم لك بالأيمان المغلظة على أنها مسحورة حقيقة وفعلا,والدليل على ذلك بطبيعة الحال أوهام وأوهام ليس إلا!.
س 185 : هل رؤية الشخص للجن دليل على أنه مصاب ؟.
يمكن جدا أن يكون من علامات الإصابة بالجن:رؤية المصاب للجن والتحدث معهم,وكذا تحدث الجن على لسان المصاب.لكن يحدث في بعض الأحيان أن يكون المريض مصابا بمرض نفسي مثلا ومع ذلك يبدو بأن جنيا يتحدث على لسانه والحقيقة أن مرضه لا علاقة له بالجن لا من قريب ولا من بعيد.
س 186 : هل من نصائح عامة أخرى للتخلص من الوساوس وللحصول على راحة البال ؟.
1-تخيل أنك تقطع حبلاً بينك وبين مصدر غير معروف إذا شعرت بضيق أو ألم في مكان معين بدون سبب مرضي واضح،حتى تقطع صلة التأثير عليك.
2-لا تستشر إلا أهل الاختصاص.وأهل الاختصاص في الوساوس الشيطانية (مس الجن أو السحر أو العين) العلماء ثم الدعاة والأئمة والرقاة من ذوي العلم الواسع وكذا الإيمان والتقوى وكذا الاعتدال والتوسط في الدين، وأما أهل الاختصاص في الوساوس النفسية فهم الأخصائيون والأطباء النفسانيون.ولا تضيع وقتك عند غير هؤلاء في مسألة الوساوس.
إذن إذا أردت الاستشارة فاطلبها لدى المختصين لا غير.
3-إذا تأزمت الحالة أو اشتدت الوساوس فاطلب المساعدة ولا تنتظر,فإن ذلك مضيعة للوقت وإسراف فيه.
4-لا تستعجل النتائج أبداً.اعمل ولا تتوقع أي تحسن أو نتيجة.اعمل على تحسين حياتك فقط لأنك هكذا يجب أن تكون.
5-سل الله الشفاء والقوة يومياً في صلاتك أو بعدها.
6-أنظر إلى الحياة بالعين البيضاء لا السوداء وبالنظرة المتفائلة لا المتشائمة,وانظر إلى الإيجابيات أكثر مما تنظر إلى السلبيات,وباختصار"كن جميلا تر الوجود جميلا".
س 187 : هل الشلل الجزئي والاعوجاج في فك الشخص والتعطيل الذي يحدث في أحد
حواسه من علامات الإصابة بالجن ؟.
نعم قد يكون من علامات إصابة شخص بمس من الجن شللٌ في أحد أعضائه أو حدوث اعوجاج في فكه أو تعطيل حاسة من حواسه أو…ولكن هذا الشلل وهذا الاعوجاج وهذا التعطيل قد يكون سببه في بعض الأحيان عضويا أو نفسيا ولا علاقة له بمس الجن,فلينتبه الرقاة إلى ذلك.
س 188 : أنا شابة عمري 24 سنة , مثقفة ومتدينة , أعاني منذ مدة من جملة أعراض فهمت منها أنني أعاني من سحر أو جن.هل تنصحني أن أرقي نفسي بنفسي بقراءة شيء من القرآن في ماء ثم أشربه ثم أقرأ شيئا من القرآن ومن الأذكار والأدعية المأثورة عن النبي-ص- وأنا مغمضة العينين لأرى (بخيالي) حقيقة مرضي,ثم أقرأ شيئا من القرآن على زيت أدهن به وأشرب منه خلال أيام ؟.
كل ذلك مسموح لكِ شرعا وعرفا وعادة , إلا ما ذكرتِه من إغماض العينين أثناء الرقية فإنه لا دليل عليه من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس أو..., كما لم يقل به عالم ولا نصف عالم قديما أو حديثا,كما أن فيه من السيئات ما فيه:السيئات التي يمكن أن تصيبكِ كما يمكن أن تصيب غيركِ.
س 189 : إذا كانت رقية المرء لنفسه (إن كان مريضا) مستحبة,فهل يقال نفس الشيء عن طلب المريض لأن يرقيه آخرون ؟.
أما من حيث الجواز فمفروغ منه,وأما الاستحباب فمسألة خلافية. صحيح أنه يحرم الذهاب عند مشعوذ من أجل التخلص من العين أو السحر أو الجن بطرق غير شرعية,ولكن مع ذلك نقول بأن الخلاف وقع بين العلماء في هذه المسألة أي مسألة طلب الرقية من شخص متفرغ للرقية ويفتح داره أو محله باستمرار ليرقي الناس بمقابل أو بدون مقابل,إذ يقول بعضهم بأن طلب الرقية من الآخرين بالصيغة المبالغ فيها التي نراها اليوم غير محبب حتى لو كان جائزا,ويقولون بأن الأولى ألا يطلب الشخص الرقية من آخرين خاصة إن كان المريض مثقفا وواعيا وكان في كامل قواه العقلية والنفسية والبدنية حيث يرقي عندئذ نفسه بنفسه,وإن لم يكن كذلك فيمكن لواحد من أفراد أسرته أو من أقاربه أو جيرانه المثقف والمطلع على الدين وعلى الرقية الشرعية أن يرقيه.ويستدل بعضهم بجملة أدلة منها حديث عكاشة المشهور فيمن يدخلهم الله الجنة دون حساب,حيث ورد فيه أنهم "لا يسترقون" أي لا يطلبون الرقية من غيرهم،"ولا يتطيرون" أي لا يتشاءمون ،"ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون".وقد سأله عكاشه أن يسأل الله أن يكون منهم فقال:"اللهم اجعل عكاشة منهم"،فسأله آخر فقال:"سبقك بها عكاشة!".والمقصود أن من لا يطلب الرقية يمكن أن يكون ممن يدخلهم الله الجنة دون حساب.وفي الحديث أنهم مع المتشائمين والمكتوين والذين لا يحسنون التوكل على الله.إذن فقد جمعهم النبي-ص-في مقام واحد,وكأن الرأي الشرعي يقول عند هؤلاء العلماء (حتى وإن خالفهم غيرهم من العلماء) :"يا مسلم إن استطعت ألا تطلب الرقية فلا تطلبها".وأما أن ترقي نفسك فلا بأس لأن نص الحديث لم يقل"لا يرقون" بل"لا يسترقون" أي لا يطلبون الرقية,والله أعلم.
س 190 : رجل متزوج يعاني من ضعف جنسي منذ 4 سنوات (أي منذ عام واحد من زواجه) , وليس له أولاد.أصبح أخيرا يكره زوجته ويكره كل ما له صلة بها كما أصبح يكره داره عندما تكون زوجته فيها.قيل له بأن سبب كراهيته لزوجته هو سحر, ومنه فهو يحتاج إلى رقية.هل هذا صحيح وصواب أم لا ؟.
1- أما عن ضعف الزوج الجنسي فغير واضح من خلال السؤال: هل هو مشكلة عضوية أم نفسية أم أن سببه سحر أو عين أو جن.
2- وأما كراهيته لزوجته فليس شرطا أن يكون سببها سحر, بل يغلب على الظن أنها مشكلة نفسية إلا إذا كان الضعف الجنسي راجعا إلى سحر أو ربط فتكون الكراهية عندئذ مرتبطة بالضعف الجنسي (فإذا زال الضعف الجنسي بالرقية زالت الكراهية تلقائيا تبعا لذلك).......
س 191 : أنا شاب أعمل كموظف حكومي,متدين والحمد لله,أتزوج قريبا بإذن الله,ولكنني أعاني منذ سنوات من وسواس يلازمني ليلاً ونهاراً ويجعل الدنيا سوداء بعيني فلا أحس بمباهج الحياة.وملخص هذا الوسواس:أن جميع النعم التي أتنعم بها ليست من الله بل هي مني أنا ومن تعبي وجهدي,وينتـقل الوسواس غالبا إلى مسبة ذات الله والتهجم عليه سبحانه وتعالى. قاومت الوسواس بالرقية من جهة والإكثار من العبادات وبالطب النفسي من جهة أخرى الذي حدد المشكلة ب"الوسواس القهري".وعن طريق الأدوية والجهد الذي أبذله أنا تعافيت كثيراً،ولكن بقيت نسبة مازالت تقلقني وتمنع عني انشراح الصدر وراحة البال.ما الحل ؟.
ما شرحته هو كما شرح لك الأطباء داخل في الوسواس القهري،ومنه فلا يضيرك هذا واعلم أن الله لا يؤاخذك عليه لأنه خارج عن إرادتك وطاقتك،وقد قال الله تعالى:"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا"وقال:"لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا مَا آتَاهَا"وقال:"فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" وقال رسول الله-ص-عن أبي هريرة فيما رواه الشيخان:"إن الله عفى لأمتي ما حدَّثتْ به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل"،هذا في الحالات العادية فكيف بالمبتلى بالوسواس الذي قد توسوس له نفسه أنه تكلم أو عمل فيدخل في متاهة لا قرار لها.فعليك أولاً بالاستمرار فيما أنت عليه من نوافل العبادات التي تحصن الإنسان من الشيطان وتعينه على مقاومة الأمراض النفسية (بدون مبالغة).وعليك ثانياً بمتابعة العلاجات النافعة التي يصرفها لك الأطباء الموثوقون،خصوصاً ما تجد له أثراً طيبا على حالتك.وعليك ثالثاً بالحرص على الانهماك والانشغال في الأعمال المختلفة التي تستنـزف طاقتك وتستفرغ جهدك،سواء كان ذلك في عمل داخل المنزل أو متعلق بالوظيفة أو …وأوصيك بالحرص على أن تعيش حياتك كأحسن ما تكون،عناية بملبسك،وإتقانا لعملك,وتحضيرا لزواجك،وتفكيرا في مستقبلك،وأن تعتبر كل هذا قربة وزلفى إلى الله تعالى وستجد لذلك أثرا طيباً بإذن الله.
كما أوصيك بالمشاركة في حلقات العلم والذكر في المساجد وغيرها-إن وُجدت-والأعمال الخيرية،ومثلها تجمعات الأقارب والجيران والأصدقاء.ولعل ذلك من شأنه أن يصرف تفكيرك بعض الشيء عن هذه الأفكار. وتذكر دوما أن ضيقك وتبرمك أكبر دليل على عدم تقبلك لهذه الوساوس،وبالتالي فهذا الضيق علامة الإيمان وفيه رفعة لدرجاتك وتكثير لحسناتك،ومهما خطر ببالك فالله ليس كذلك،لا تدركه الأوهام ولا تحيط به العقول ولا تناله الظنون،سبحانه وبحمده.كفاك الله ما أهمك،ورفع بحوله وقوته عناءك،وشفاك وعافاك،وأصلحك لنفسك وزوجتك وأهلك,-آمين-.
س 192 : هل هناك بعض المرفقات للوساوس,أي هل تقع الوساوس عادة بعد أحداث معينة أم لا ؟.
تشير الدراسات إلى أن 50 إلى 70 % من الذين يصابون بالوساوس تحدث عندهم بعد أحداث قلق مرتفع أو بعد الحمل أو بعد مشكلة جنسية أو بعد فقدان عزيز أو …الخ.
س 193 : هل من نصائح أخرى لعلاج عصاب القلق أو للتقليل من آثاره ؟.
1- حاول ممارسة الرياضة لأن الرياضة تأتي بالراحة النفسية والجسمية.
2-حاول ممارسة عمليات الاسترخاء،على الأقل مرة كل يوم ولفترة نصف ساعة,وذلك بسماع أنشودة هادئة أو الجلوس على شاطئ بحر أو قراءة قصص ومجلات مسلية أو ممارسة أية فعالية إيجابية تبعدك عن همومك.
3-حاول تكوين صداقات مع أفراد ترتاح إليهم.
4-تجنَّب تعاطي الدخان والسجائر.
5-داوم على قراءة القرآن الكريم لأن القرآن يساعد على علاج جميع الأمراض النفسية ولو تم ذلك مع عمل ما يأمر به الطبيب,إذ لا تناقض أبدا بين استشارة الطبيب النفساني وقراءة القرآن.ومن ادعى التناقض فهو واهم.
س 194 : ما هي أنواع الأفكار التي تخطر على الإنسان بشيء محرم أو بشيء خاطئ ؟.
هناك ثلاثة أنواع من الأفكار التي تخطر على ذهن الإنسان:
النوع الأول:فكرة أو أفكار تدعو الإنسان لفعل شيء محبب للنفس ولكنه حرام شرعا مثل الزنا أو غيره.وهذه الأفكار يكون مصدرها حديث النفس الأمارة بالسوء،أو وسوسة الشيطان،أو تأثيرات الواقع المحيط بالإنسان الذي يزين له الوقوع في هذا الأمر.وعلاج هذه الأفكار أساساً يكون بالاستعاذة وبتقوية الإيمان وباستثمار الطاقة النفسية والفكرية والاجتماعية في صداقات واهتمامات نافعة مختلفة.
أما النوع الثاني:فهو وساوس في العبادة مثل الزيادة أو النقص في الصلاة بحيث تتكرر هذه الوساوس في فترات متقطعة.وقد يكون هذا النوع من الشيطان،وعلاجه الاستعاذة والخشوع والتركيز في أداء العبادة وشغل أوقات الفراغ وممارسة الرياضة و...
وكلا النوعين السابقين يمكن التحكم فيهما،والسيطرة عليهما ببذل بعض الجهد بإذن الله.
والنوع الثالث:وهو الوسواس القهري وهو باختصار نوع من تسلط فكرة محددة وكريهة ومرفوضة-متعلقة بدين أو دنيا) على ذهن الإنسان يعلم صاحبها أنها خاطئة ولكنه لا يستطيع أن يتخلص منها.
س 195 : ماذا عن الوسواس القهري من جديد ؟ وهل يتعلق بدين أو بدنيا ؟ وهل يتعلق بمس الجن أم لا ؟ وهل يمكن أن يصاب به قوي الإيمان ؟.
هو متعلق بفكرة تأتي بشكل متكرر جدًّا،وتقتحم على الإنسان حياته لتفسدها تماماً.وهذا النوع من الوساوس من الصعب جدا التحكم فيه أو السيطرة عليه مهما بذل الإنسان من جهد بالاستعاذة أو بقراءة القرآن أو بكثرة النوافل من الصلاة والصيام أو… أو بمحاولة صرف التركيز الذهني عنه.ومحتوى هذه الأفكار أو"الفكرة الواحدة المحددة البغيضة المقتحمة المتسلطة" يتنوع,وقد يكون محتواه دينيًّا أو دنيويًّا,في العقيدة أو في غيرها من شئون الحياة.ولا تأتي هذه الفكرة بسبب الالتزام الكبير بالدين ولا بسبب قلة الالتزام،وإنما هي تعبير عن المرض الذي يصيب الملتزم وغير الملتزم،كما يصيب المؤمن والكافر بنفس الكيفية والأعراض والمواصفات تقريبا بغض النظر عن اختلاف محتوى الفكرة من شخص إلى آخر.كما أن هذا المرض لا علاقة له بالجن أو اللبس أو المس أو غيره.إنه مرض تتضافر فيه بعض العوامل الوراثية،والاضطرابات البيولوجية الكيميائية الجسدية،والاختلالات النفسية الفردية وبعض التأثيرات الثقافية والاجتماعية لتنتج الأعراض التي يشكو منها المريض.
ومن باب التأثيرات الثقافية والاجتماعية يأتي أحياناً المحتوى العقائدي للفكرة البغيضة المتسلطة،وقد يتلاقى الاستعداد المرضي الوراثي (البيولوجي) النفسي مع خاطرة شيطانية من هنا أو هناك لتكون هي"مجرد" المحتوى للفكرة المتسلطة. وإن كانت الاستعانة بالله مفيدة بإذن الله في كل الأحوال،فإن الأخذ بالأسباب مطلوب كذلك في كل الأحوال.ومن الأخذ بالأسباب أن الوسواس القهري يحتاج إلى علاج بالعقاقير،وعلاج نفسي قد يطول. ويستحسن أن يبدأ فوراً إذا صح التشخيص أن هذا هو مرض"الوسواس القهري"بالفعل.أما إذا كانت المسألة متعلقة بخواطر سوء متنوعة تأتي وتذهب،تشغل التفكير حيناً ثم تنصرف بالاستعاذة،وذكر الله سبحانه،ويمكن وقفها،والانتهاء عنها ببذل بعض الجهد والإرادة,فإن الأمر عندئذ سيكون أبسط وقد لا تكون له علاقة بالوسواس القهري.
س 196 : مشكلتي هي في زيادة كتلتي (أو الوزن كما يقول العامة)المبالغ فيها حيث زادت خلال ثلاثة أشهر بحوالي سبعة كيلو غرامات،مع العلم أنني كنت أتعاطى أدوية لعلاج الاكتئاب.توقفت الآن عن أخذ الدواء بعد أن علمت أنه سبب في زيادة الكتلة أكثر.وأنا أسأل عن الحل كما أسأل لماذا لم أعد أستطيع إنزال كتلتي وقد مرَّ على توقّفي عن تعاطي الدواء ما يقارب الشهرين،مع أن شهيتي بين المنخفضة والمتوسطة ؟!.
إن علاج الكآبة الذي تناولته يحتاج إلى وقت لكي يتخلص منه الجسم ثم تنقص الكتلة بعد ذلك،كما أن الدواء بشكل عام خاصة الذي يعطى للمكتئب يحتاج إلى وقت حتى يأتي بثمرته وتعتمد المدة على نوعية وقوة العلاج.وحتى التخلص من السمنة هو الآخر يحتاج إلى وقت،ويمرُّ بمراحل:أولاً التوقف عن زيادة الكتلة،ثم البدء بفقدان الكتلة،وهذا يحتاج إلى وقت وصبر في نفس الوقت.وعلى السائل أن ينتبه إلى أن الرياضة مهمة جدًّا لإنقاص الكتلة،كما أن القلق الذي يسيطر عليك والناتج عن الخوف من السمنة هو الآخر يمكن أن يؤدي إلى السمنة.أما الكآبة فهي العدو اللدود للرشاقة،وما عليك إلا التخلص من الكآبة أولاً،ثم الاهتمام بالرشاقة (الكتلة والطول) بعد ذلك.إن جسمك لا يزال بخير(حسب المعلومات المتعلقة بالطول والكتلة والتي جاءت في رسالتك) ,وليس هناك ما يدعو إلى ذلك الخوف,والمهم-كما قلت-هو السيطرة على الكآبة والتخلص منها.
س 197 : ما هو سبب الإكتئاب وما أعراضه ؟.
كثيرًا ما يكون السبب في ذلك هو ضمير الفرد القوي الذي يحاسبه على الصغيرة والكبيرة وقد يهوِّل له الأمر، وهو ما يؤدي إلى شعوره بالذنب دائمًا أو غالبا. وهذا يؤدي إلى أن يصبح الفرد قلقًا.وكثيرًا ما ينتج عن هذا القلق قلَّة النوم والأرق,وإن نام الفرد يمكن أن تكون أحلامه على شكل كوابيس.ويكون المكتئب عديم الراحة ولا يقر له قرار.وكلما زادت الكآبة أدت إلى عدم التوازن في النظام الغذائي الذي يسير عليه الفرد كأن تتميز شهيته للطعام بالإفراط وهو ما يؤدي إلى السمنة التي بدورها تزيد في الكآبة وذلك لفقدان الجمال الجسمي.كما يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى فقدان الشهية الذي يؤدي إلى الضعف والهزال,والذي بدوره يؤدي إلى ضعف التفكير والذاكرة،وبالتالي إلى كثرة النسيان.وكلما اشتدت حالة الاكتئاب النفسي أدت إلى حالات من الخطورة بمكان مثل الهلوسة التي تسيطر على أفكار الفرد ،بحيث تجعله يشعر بأن المحيطين به ينالون منه كل النيل،وهو ما يؤدي به إلى الهروب من المجتمع الذي يحيط به,وهكذا…
س 198 : كيف يتم الاسترخاء الذي ينصح به المصاب بالاكتئاب في الحالات الشديدة ؟.
هناك طرق كثيرة ومتعددة يمكن أن نذكر منها الطرق الآتية التي يطلب تطبيقها بدقة متناهية حتى تؤتي ثمارها كاملة بإذن الله:
1-هيِّئ مكانًا هادئًا ومريحًا من جميع النواحي الصوتية والضوئية،ومن حيث درجة الحرارة.
2-ارْتَدِ ملابس مريحة وغير ضيقة.
3-استلق على سرير مريح أو كرسي هزاز.
4-أغمض عينيك أو ركِّز نظرك على نقطة معينة يجب أن تكون أعلى من مستوى النظر.
5-حاول أن تتخلص من جميع الأفكار التي تقلقك،وبدِّلها بأفكار مريحة،واسرَحْ بخيالك كأنك تتجوَّل في رحاب خضراء،وتسمع أصوات العصافير،أو انسياب الماء وتسمع خريره،وما إلى ذلك من أمور تعجبك.
6 -إن كان لديك مسجل فاسمع صوت عبد الباسط عبد الصمد وهو يقرأ السور القصيرة بصوت عذب.
7-كرِّر عمليات الاسترخاء يوميًّا لمدة نصف ساعة،واستمر في هذه العملية حوالي 3 أشهر,واعلم أن هذا يحتاج إلى صبر.
8 –مارس الرياضة ولا تتعلِّل بأنه ليس لديك وقت لممارستها،فإن صحتك أهم من كل شيء.
س 199 : ما علاقة الاكتئاب بالولادة وما علاقته بالفصول ؟.
أنواع الاكتئاب كثيرة منها اكتئاب ما بعد الولادة (في فترة النفاس للأم بعد حملها),وهو اكتئاب أسبابه عضوية في المقام الأول,قد يستمر أياما وقد يستمر حوالي سنة على حسب نوعية هذا الاكتئاب,والعلاج عند الطبيب المختص.وهناك الاكتئاب الذي يحدث مع تغير الفصول (في العادة فيما بين فصل الخريف وفصل الشتاء).وهناك أنواع أخرى من الاكتئاب.وقد يحدث الاكتئاب أيضا حتى بدون مشكلات أو ضغوط واضحة عند الأطباء حتى اليوم.
س 200 : هل الاكتئاب لا يصيب إلا الشقي أو العاصي ؟.
لا!إن الإصابة بمرض الاكتئاب لا تعني أبدا قلة الإيمان أو كثرة المعاصي.إن الاكتئاب مرض كسائر الأمراض قد يصيب الإنسان المتدين كما قد يصيب الفاسق أو الكافر أو العاصي،لكنه إذا ما أصاب المتدين قوي الإيمان فإن قدرته على المقاومة والشفاء من المرض تكون بإذن الله أكبر بكثير من قدرة الإنسان العادي البعيد عن الله.

وشكرا لكل المنتدى وجازاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين-آمين-. القاهر بيبرس
.