تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدراسات الإسلامية

> القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين ل[الجزء 9]

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
لعويسي
زائر
  • المشاركات : n/a
لعويسي
زائر
القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين ل[الجزء 9]
22-06-2009, 05:52 AM
القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين [بروبي] [ج9]
الوقفة الرابعة : مع قوله في بعض مقالاته : توحيد الحاكمية ..
وهذه المرة لم يسأل ، بل نشر مقالا في جريدة الشروق في خانة قناديل- اسغفر الله - بل قنابيل عنقودية بهتانية يكتبها شمس الضلالة : تحت عنوان: سيد قطب والعمائم الأمريكية بتاريخ22سبتمبر 2007/ الموافق10/رمضان1428 هـ العد 2104. يدافع فيه دفاعا مستميتا عن سيد قطب رأس الخوارج في القرن العشرين ،فقد كان سببا في ظهور فكر الخوارج المتمثل في جماعة الهجرة والتكفير التي نشأت في سجون مصر بقيادته بعد انشقاقه عن جماعة الإخوان المسلمين ، ثم منه إلى العالم الإسلامي الذي يعاني اليوم من ويلات هذا الفكر عند هذه الطائفة الضالة التي شوهت جمال هذا الدين كغيرها من الفرق التي خالفت المنهج السني السلفي بحق ، وسأعود إلى هذه النقطة لأبين خلطه وضلاله فيها – إن شاء الله- .
قال: يتعرض سيد رحمه الله تعالى إلى هجمة شرسة من طرف بعض العمائم الأمريكية الذين كلفوا بمهمة نيابة عن الإدارة الأمريكية ولصالحها ، سيد الذي نادى بتوحيد الحاكمية الواضح الأدلة من القرآن الكريم ..وللرد عليه على هذا الضلال أقول:
إن مصطلح الحاكمية : مصطلح يراد به معنيان عند من أطلقه .
المعنى الأول : إن الحكم إلا لله ، وهذا أطلقه الخوارج الذين خرجوا على أمير المؤنين علي بن أبي طالب ، وذلك لما انتهت معركة صفين بالتحكيم ، أي توقف الجيشان عن القتال ورفعت المصاحف على الرماح ، ورضي علي رضي الله عنه بالتحكيم ، ورجع إلى الكوفة ، ورجع معاوية رضي الله عنه إلى الشام على أن يكون التحكيم في رمضان ، وأرسل علي أبا موسى الأشعري ، وأرسل معاوية عمرو بن العاص ، فلما التقيا قال عمرو لأبي موسى : ما ترى في هذا الأمر ؟ قال: أبو موسى : أرى أنه من النفر الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم – يقصد عليا - .
فقال عمرو بن العاص : فأين تجعلني أنا ومعاوية ؟. قال أبو موسى : إن يستعن بكما ففيكما المعونة ، وإن يستغن عنكما فطالما استغنى أمر الله عنكما. كما رواه البخاري بسند صحيح في تاريخه ثم انتهى الأمر على هذا ، فرجع عمرو بن العاص إلى معاوية بهذا الخبر ، ورجع أبو موسى إلى علي به .فخرجت الخوارج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ورفضوا التحكيم وقالوا: لا حكم إلا لله وبدؤوا يشغبون على علي في المسجد يقومون ويصيحون : لاحكم إلا لله ، لاحكم إلا لله ، -كحال الخوارج اليوم ، والتاريخ يعيد نفسه – وكان علي يقول : كلمة حق أريد بها باطل .
ثم بعد ذلك قتلوا الصحابي الجليل عبد الله بن خباب وقتلوا زوجته ، وبقروا بطنها وكانت حاملا متمة في شهرها التاسع، فلما بلغ الأمر عليا أرسل إليهم ، من قتله؟ فردوا عليه كلنا قتلناه ، فخرج إليهم علي رضي الله عنه بجيش قوامه عشرة آلاف ؛ فقاتلهم في النهروان .
وأخرج الإمام أحمد قال: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال: حدثني يحي بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبيد الله بن عياض بن عمرو القاري قال: جاء عبد الله بن شداد فدخل على عائشة ، ونحن عندها جلوس ، مرجعه من العراق ، ليالي قتل علي ، فقالت له : يا عبد الله بن شداد هل أنت صادقي عما أسألك عنه ؟ تحدثني عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي ؟ قال: ومالي لا أصدقك ؛ قالت: فحدثني عن قصتهم .
قال: فإن عليا لما كاتب معاوية ، وحكم الحكمان خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس ، فنزلوا بأرض يقال لها : حروراء من جانب الكوفة ، وأنهم عتبوا عليه وفارقوه عليه ، أمر مؤذنا فأذن ألا يدخل على أمير المؤمنين إلا رجل قد حمل القرآن ، فلما امتلئت الدار من قراء الناس دعا بمصحف إمام عظيم فوضعه بين يديه ، فجعل يصكه بيده ويقول : أيها المصحف ، حدث الناس ،فناداه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين ما تسأل عنه؟ إنما هو مداد في ورق، ونحن نتكلم بما رويناه منه، فماذا تريد ؟ قال: أصحابكم هؤلاء الذين خرجوا ، بيني وبينهم كتاب الله ، يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل : ﴿ وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا [ النساء :25].فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل .
ونقموا علي أن كاتبت معاوية باسمي مجردا عن اسم الإمارة وقد جاءنا سهيل بم عمرو ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر باقي ما حصل لرسول الله في صلح الحديبية . والقصة بطولها في البخاري .
ثم إن عليا أرسل إليهم عبد الله بن عباس فناقشهم ورجع منهم أربعة ألاف كلهم تائب ، وبقي النصف الآخر أرسل إليهم علي يهادنهم ، ولم يبدأهم بالقتال حتى قطعوا السبيل ، وسفكوا الدم ، واستحلوا أهل الذمة ..
فهؤلاء رفضوا تحكيم الحكمين مع أن أمير المؤمنين كان محكما لكتاب الله ، ولم يخرج عليه ، وأراد بذلك حقن دماء المسلمين ، وأولئك قالوا كلمتهم الباطلة متأولين بها الحق ، لينكروا إمامته ، وإمامة معاوية ، وكان لهم ذلك فخرجوا وقتلوا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه غدرا ،وكذلك اليوم والتاريخ يعيد نفسه ، فهؤلاء جماعة الهجرة والتكفير من القطبيين وممن تأثر بهم أوتوا من هذا الباب حيث أولوا النصوص في الحكم بما أنزل الله ، ونادوا بالحاكمية لله وحده متأثرين بما خطه سيد في كتبه .
والمعنى الثاني : أن الحاكمية هي أعظم أبواب الملة وأهم أصول الدين إذا ذكر التوحيد فيسمونها بتوحيد الحاكمية ، ولايدندنون إلا حولها ، وهذا عند علماء السنة ،مشابهة لعقائد الشيعة الشنيعة الذين جعلوا الإمامة أعظم أصول الدين ، وهو لاشك قول باطل ورأي عاطل رده عليهم بقوة شيخ الإسلام ابن تيمة ، أنظر منهاج السنة النبوية [ج1/ 20/29].
وهذا الفهم الخاطئ والتأويل الفاسد هو الذي دفع بالخوارج إلى أن يجعلوا الحاكمية شرطا في الإيمان ، ومعنى للتوحيد ، أي أن معنى " لاإله إلا الله " في – زعمهم – : لا حاكمية إلا الله " .
يقول الشيخ محمد علي فركوس خفظه الله –وهو من علماء الجزائر- : وقد انتشرت هذه الدعوة التي ابتدع مفهومها ومسماها سيد قطب ، وهي مؤلفة بين عقيدة الإمامية والبهنسية ، ولا شك أن تفسير " لاإله إلا الله " ب: "" الحاكمية لله " مخالف لتفسير السلف لها ومعناها عندهم : " "لا مبعود بحق إلا الله "لقوله تعالى : ﴿ ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير [ الحج :62].
والتوحيد رأس التشريع ، وهو من أوليات الدعوة إلى الله تعالى ، قال الله عز وجل : ﴿ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ﴾ [ الشورى : 13 ].
ولا يخفى على كل ذي لب أن وجوب عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له :هو حكم بما أنزل الله ، وهو أول ما أوصى به الرسل والأنبياء في نزع عوالق الشرك من صدور المتشبثين به ، وتطهير أرض الله ومساجده من أدران الأوثان والأضرحة ، فسبيل الدعوة إلى الله يبدأ من التوحيد أولا وقبل كل شيء : ﴿ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أن ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين [يوسف :108].
والمراد بالآية الكريمة ، الدعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له لا شريك له . وفي حديث معاذ رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن : << إنك تأتي قوما من أهل الكتب ، فادعهم إلى شهادتي أن لاإله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ..>> متفق عليه .
هذا وينبني على جعل الحاكمية شرط الإيمان : تكفير الداعي الحاكم الذي يخالف الحكم بما أنزل الله مطلقا ، وتكفير رعيته على حد سواء ولو كانوا منكرين على الحاكم بقلوبهم ، ولو بألسنتهم .
ولا شك أن هذا الاعتقاد فاسد إذ يلزم من اشتراط الحاكمية إخراج توحيد الإلهية وكثيرا من الأصول والأركان كالصلاة وغيرها من الحكم بما أنزل الله تعالى ، ومن عرى الدين الذي شرع المولى عز وجل .
فمثل هذا الاشتراط ناقص ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم :<< لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة ، تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضا الحكم ، وآخرهمن الصلاة >> أخرجه أحمد وهو في صحيح الجامع تحت رقم [5354]وفي صحيح الترغيب والترهيب [1/396]. مجالس تذكيرية على مسائل منهجية [ص60-62].
وقال في[ صفحة 195] من نفس الكتاب بعد تحقيق القول في أقسام التوحيد : أما توحيد الحاكمية فلا يمكن تعداده قسما رابعا من أقسام التوحيد ، لأنه إن قصد بالحاكمية هو التحكيم بالكتاب والسنة أو تجريد المتابعة لهما ، فلا يخرج عن توحيد الألوهية والعبادة ؛ ولأن قبول العبادة يتوقف على شرطين وهما : الإخلاص والاتباع كما جاء في قوله تعالى : ﴿ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا [ الكهف : 110 ].
أما إن كان المقصود بتوحيد الحاكمية حق التشريع وحده فأنه يدخل في توحيد الربوبية إذ التشريع من أمور الربوبية ؛ ذلك لأن اعتقاد حق التشريع لغير الله تعالى – كمن أحل القوانين الوضعية محل الشريعة – فإن هذا ينافي توحيد الربوبية ، بخلاف من عمل بغير الكتاب والسنة من غير اعتقاد جواز إحلالها محل شرع الله فهذا ينافي توحيد الألوهية والعبادة .
وعليه فإن توحيد الحاكمية بمعنييه لا يخرج عن توحيدي : الربوبية والألوهية ، وكما قدمنا أن توحيد الربوبية جزء من معنى توحيد الألوهية .
ولا يخفى أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جمعيا ، في دعوتهم إلى الله تعالى إنما بدءوها بإخلاص العبادة لله ونبذ الشرك كما هو مفصل في آيات قرآنية عديدة ، وهو توحيد الألوهية والعبادة ، وهذا معروف عن منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله تعالى ؛ فإنما قاموا بتطبيق شرع الله والقضاء على ما يخالفه بعد تصحيح عقيدة الناس وتمكين التوحيد في أنفسهم وإزالة عنها شوائب الشرك ومتعلقاته .
والدعاة إلى الله تعالى امتداد للأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – في دعوتهم وينتهجون منهجهم ويسلكون سبيلهم .
ومن هنا تعلم أخي القاريء أن دفاعه عن سيد قطب هو دفاعه عن شيخ التكفيرين في هذا العصر ، وليست هذه المرة الأولى ، بل دافع عن حزب التحرير وهو حزب تكفيري ، كما دافع عن جبهة الإنقاذ وهي كذلك حزب تكفيري أيضا ... وغيرهم ،وبهذا يظهر جليا أن الرجل يتبني أفكار سيد قطب الذي يصف المجتمعات الإسلامية بالمجتمعات الجاهلية الأولى ، وكذلك تكفير الحكام المسلمين بالجملة ،ويقول بالمفاصلة الشعورية ،وغير ذلك ..من الضلالات.
ودفاعه عن سيد قطب في مقاله المذكور لينفي عنه القول :{ بوحدة الوجود } ويطعن في العلماء الذين انتقدوا سيد قطب في ذلك من كتبه التي خطها بيمينه، فالرجل إما أنه لايعرف تراكبيب اللغة العربية ،وإما أنه يتجاهلها ، ليضرب بأقوال أهل الحق ممن ينبزهم بلقب العمائم الأمريكية عرض الحائط ،ويدعم ما ذهب إليه بنقل واحد عن سيد قطب لتفسيره آية [116- 117 ] من سوة البقرة وهي قوله تعالى : ﴿ سبحانه بل له ما في السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ثم يذكر رأي سيد في الآية ويعقبه بقوله : وهكذا يوضح سيد ويصرح انتفاء وحدة الوجود ..
ولتوضيح هذه المسألة أقول:
أولا: إنني لم أتمكن من مراجعة تفسير الظلال ، وقول سيد في الآية ، لأنني وأنا أكتب هذا الرد كنت بعيدا عن مكتبتي ...
وثانيا : إن العلماء الذين تكلموا في سيد قطب وبينوا المؤاخذات عليه إنما تكلموا بعد الاستقراء لأقواله في تفسيره ، وللحكم على الرجل ومعرفة كلامه لابد من الاستقراء ومعرفة السابق واللاحق حتى يحمل كلامه على اللائق من حاله ، وهو لم يفعل ذلك .
ثالثا : وعلى فرض صحة ما نقل عن سيد فأقول : إن ذلك كان منه في أول أمره لأن الآية المذكورة موجودة في سورة البقرة وتفسيرها متقدم ، ثم اهتدى إلى القول بوحدة الوجود في آيات أخرى ، واكتفي بمثال واحد مما يصرح فيه سيد قطب بوحدة الوجود ولايفهم منه إلا ذلك ، فقد قال في تفسير سورة الإخلاص عند قوله تعالى : ﴿ قل هو الله أحد وهي من آخر ما فسر : إنها أحدية الوجود ؛ فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده ، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي .
قال العلامة الشيخ العثيمين رحمه الله : قرأت تفسيره –يعني : ظلال القرآن لسيد – لسورة الإخلاص ، وقد قال قولا عظيما فيها ، مخالفا لما عليه أهل السنة والجماعة ؛ حيث إن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود . براءة علماء الأمة [ص42].
وقال الشيخ المحدث الألباني رحمه الله : نقل سيد قطب كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود . المصدر السابق [ص37].
وكتب رحمه الله بخط يده على فاتحة كتاب " العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم " للشيخ ربيع بن هادي حفظه الله [ص3/ط الثانية1421هـ هذه العبارة : " كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب ، ومنه يتبين لكل قاريء مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه ، فجزاك الله خير الجزاء أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام .أ ه .وقد نشر هذا المقال في المجلة السلفية العدد السابع 1422هـ ً [ص46].
فانظر رعاك الله إلى هؤلاء الفطاحلة من العلماء الذين أطبقت الدنيا على فضلهم وعلمهم حتى شهد لهم الأعداء قبل الأصدقاء على ذلك ، فقد أذاعت الإذاعة البريطانية في سنة 1975 –أو 1978 الشك مني على أن أعلم العلماء بالسنة في ذلك العصر هو الشيخ الألباني ، ويأتي هذا الجويهل الضال ليمتطي ظهور هؤلاء الكبار ليظهر ويبرز للناس على أنه أعلم منهم ، فيكذبهم ويطعن فيهم ويغمزهم بما هم منه براء .
وأخيرا إن كان هؤلاء – وهم من خيرة هذه الأمة – أصحاب عمائم أمريكية فأنت من عمائم الموصاد اليهودية الخبيثة ، الذين كلفوك بتتبع عورات العلماء الذين تخافهم الإدارة الصهيونية الإمريكية أن يكثر أتباعهم ويعم خيرهم ، فأمريكا واليهود والنصارى ، يعلمون علم يقين أن هؤلاء على الحق ، وأن منهجهم هو المنهج الحق الذين يخافون أن يشكل عليهم خطرا مستقبلا ،فاعلم أن إرهاصات النصر تلوح في الأفق ، وأن قافلة الحق تسير بخط ثابتة ، ولن يضر السحاب نبح الكلاب .، كما لايضر الطائفة الظاهرة بالحق المنصورة بالصدق من خالفها أو خذلها ، والله متم نوره ولو كره الكافرون .
يتبع إن شاء الله ...

  • ملف العضو
  • معلومات
لعويسي
زائر
  • المشاركات : n/a
لعويسي
زائر
رد: القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين ل[الجزء 9]
22-06-2009, 05:54 AM
القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين [الجزء 10]

الوقفة الخامسة : مع قوله : وقد خالف الحشوية معتقد السلف رضي الله عنهم ..
فنقول له: إن كان يقصد بالسلف سلفه من أهل وحدة الوجود كابن عربي وسيد والأشاعرة كالفخر الرازي والماتريدية والمرجئة ، والحزبيين من الطرقيين ،والتكفيريين ممن ورد ذكرهم في مقاله ممن يدافع عنهم فالأمر كذلك؛لأن مذهب السلف الصالح يخالف مذهب سلفه من الخلف الذين يذوذ عنهم ؛ يؤكد هذا أنه نبز علماء السلف الصالح بالحشوية ، على طريق أسلافه المعتزلة ، والرافضة ، والأشاعرة ، والماتريدية والخوارج وسأنقل لك أخي القارئ عن كل هؤلاء نماذج لتعلم من هم الذين يشنعون على أهل السنة أتباع السلف الصالح بهذا اللقب القبيح الشنيع ، وإن كان يقصد بالسلف الصالح فهم براء من هذا التأويل، ومنهم الإمام أحمد كما بينّاه ؛ومع ذلك نقول له أيضا : إن الإمام أحمد يعتبر عندك حشويا لأنه وُصف بذلك وصفه به المأمون فكيف تأخذ عنه التأويل وأنت تصفه بما وصفه به المأمون من أنه حشوي..ألا عاملك الله بما تستحق .
وإليك أخي القارئ بعض أقوالهم كما وعدتك والرد عليها ولكن بعد أن أذكر لك معنى ذلك اللفظ لغة واصطلاحا حتى تعرف من هو الذي أحق بذلك اللقب القبيح ؟.
أما لغة : فالحشو : هو أن يودع الشيء وعاء باستقصاء ، يقال : حشوته أحشوه حشوا ... ويقال : فلان من حشوة بني فلان أي : من رذالهم ، وإنما قيل ذلك لأن الذي تحشى به الأشياء لا يكون من أفخر المتاع بل أدونه .معجم مقاييس اللغة لابن فارس [ج2/ص74].
وقال في اللسان[ج3/ 180] : والحشو من الكلام : الفضل الذي لايعتمد عليه ، وكذلك هو من الناس ، وحشوة الناس رذالتهم .. وفلان من حشوة بني فلان بالكسر : أي من رذالهم . وفي اصطلاح من أطلقه يراد به أحد المعاني الآتية :
1- يراد به العامة الذين هم حشو الناس.أنظر ابن تيمية منهاج السنة[ج2/ 415-416] ورذالتهم وجمهورهم ، وهم غير الأعيان والمتميزين ، وهم عند الشيعة والروافض السواد الأعظم من هذه الأمة ، كما جاء في فرق الشيعة :للنوبختي [ ص06]طبع استانبول931 م .حيث نبز كل من لم يقل بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الحشو :وهذا كلامه :<< فلما قتل علي رضي الله عنه – التفت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان ؛ إلا القليل منهم من شيعته ومن قال بإمامته بعد النبي صلى الله عليه وسلم – وهم السواد الأعظم وأهل الحشو واتباع الملوك وأعوان كل من غلب ؛ أعني الذين التقوا مع معاوية ...>>أنظر إليه كيف يصف الصحابة بأنهم أهل حشو ..

2 – يراد به : رواة الأحاديث من غير تمييز لصحيحها من سقيمها :
قال ابن الوزير : فإن الحشوية إنما سموا بذلك ؛ لأنهم يحشون الأحاديث التي لا أصل لها في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أي يدخلونها فيها وليست منها .
قلت : كأنهم لا يعرفون ما يحدثون به ..وقد بين ابن الوزير براءة أهل الحديث والسنة من هذا اللقب فقال : [.. فأكثر عامة المسلمين لايدرون من الحشوية ؟ ولا يعرفون أن هذه النسبة غير مرضية ... ومن كان له أدنى عرف أنّ نقاد الحديث وأئمة الأثر هم أعداء الحشوية وأكره الناس لهذه الطائفة الغوية . أنظر الروض الباسم في الذم عن سنة أبي القاسم [ج1/120].
3 – يراد به التجسيم : كما نقل التهاوني عن السبكي أنهم سموا بذلك لأن منهم المجسمة أو هم أنفسهم . والجسم حشو .كشاف اصطلاحات الفنون [ج2/167] محمد علي الفاروقي ، تحقيق د . لطفي عبد البديع .
ونسب ابن القيم لجهلة الجهمية أنهم لقبوا أهل السنة بذلك لأنهم بزعمهم – جعلوا ربهم حشو هذا الكون بإثباتهم له صفة الفوقية والاستواء وأنه في السماء . نونية ابن القيم بشرح خليل هراس [1/333-334]. فهذه المعاني الثلاثة أو أحدها هي المسوغات التي اعتبرها مخالفوا أهل السنة وهم ينبزونهم بهذا اللقب الجائر .فعند الرافضة كل من لم يقل بإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد رسول الله فهو حشوي ،وعند المعتزلة كل من أثبت الصفات ، وأثبت القدر فهو من حشو الناس وعند الأشاعرة والماتريدية كل من أثبت الصفات الخبرية ولم يؤولها ويصرفها عن ظاهرها فهو حشوي ، وإليك بعض أقوالهم :
يعد هذا اللقب [الحشوية ] من أكثر الألقاب ذيوعا وورودا في كتب مخالفي أهل السنة أتباع السلف الصالح ، وذلك لكثرة الفرق التي رمت أهل السنة به ، فلا أدرى أهو مما تواصوا به أم تشابهت قلوبهم ، فاتفقت أقوالهم على وصم أهل السنة والأثر به ؟وسأذكر طائفة من أقوال الفرق التي رمت أهل السنة بذلك .
المعتزلة : وهم أول من تولى كبر ذلك ، إذ أول من عرف أنه تكلم في الإسلام بهذا اللفظ هو عمرو بن عبيد رئيس المعتزلة قال يصف بعض الصحابة بذلك : < كان ابن عمر حشويا ..> قال ابن العماد في ترجمته : وكانت له جرأة فإنه قال عن ابن عمر : هو حشوي . قال : فانظر هذه الجرأة والافتراء عامله الله بعدله .شذرات الذهب في أخبار من ذهب [ج1/221].


وذكر ابن جرير الطبري عن الخليفة العباسي المأمون الذي تبنى قول المعتزلة في خلق القرآن الكريم أنه نبز مخالفيه بأنهم حشو رعاع فقال في كتابه إلى إسحاق بن إبراهيم الخزاعي في امتحان القضاة والمحدثين :[.. وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر من حشو الرعية وسفلة العامة ..]تاريخ الأمم والملوك [ج8/632] بتحقيق أبي الفضل إبراهيم .
وهاهو القاضي عبد الجبار رأس من رؤوس المعتزلة يقول في كتابه شرح الأصول الخمسة : < فقد ذهبت الحشوية والنوابت من الحنابلة إلى أن هذا القرآن المتلو في المحاريب ، والمكتوب في المصاحف غير مخلوق ولا محدث ..>[ص527]وقال:< .. ولسنا نقول في الصراط ما يقوله الحشوية من أن ذلك أدق من الشعر وأحد من السيف >[ص737].
الرافضة : قد تقدم نقل كلام النوبختي في ذلك ، وهذا كلام أحمد بن حمدان بن أبي حاتم الرازي قال: ومن ألقابهم أي – أهل السنة الحشوية – حشوية لقبوا بذلك ؛ لاحتمالهم كل حشو روي من الأحاديث المختلفة المتناقضة .. حتى قال فيهم بعض المحلدين : يروون أحاديث ثم يروون نقيضها ، ولروايتهم أحاديث كثيرة مما أنكره عليهم أصحاب الرأي وغيرهم من الفرق في التشبيه وغير ذلك ..فلقبوهم الحشوية بذلك .كتاب الزينة ملحق بكتاب الغلو والفرق الغالية : للدكتور عبد الله سلوم السامرائي [ص267].
ويقصد بقوله : من الفرق في التشبيه أحاديث الصفات، وأهل السنة لم يقولوا إلا بما صح عندهم منها فآمنوا به واعتقدوا ما دل عليه ، وماأنكر ذلك عليهم إلا معروف ببدعة .
الأشاعرة : فقد تلقوا هذه التركة عن المعتزلة ، فتراهم يتابعونهم على ما درجوا عليه من نبز أهل السنة والأثر بهذا اللقب الجائر ، وهذه بعض أقوالهم :
يقول أبو المعالي الجويني : وذهب الكرامية وبعض الحشوية إلى أن الباري تعالى متحيز مختص بجهة فوق ...الإرشاد [ص39] .
وقصد بالحشوية من أثبت الفوقية لله عز وجل وهم أهل السنة والحديث أتباع السلف الصالح وإن أهل السنة والحديث لم ينطقوا بلفظ التحيز والجهة نفيا ولا إثباتا كما هو منهجهم ، وإنما أثبتوا لله ما أثبته لنفسه من الفوقية ، ﴿ يخافون ربهم من فوقهم .
الإمام الغزالي أبو حامد فقد جعل من أثبت رؤية الله عز وجل في جهة حشويا .أنظر الاقتصاد [ص48].
الآمدي :يقول : < .. وبهذا يتبين فساد قول الحشوية : إن الإيمان هو : التصديق بالجنان ، والإقرار باللسان ، والعمل بالأركان ...> أنظر غاية المرام في علم الكلام بتحقيق حسن محمود عبد اللطيف [ص311 ] .فقد عد من قال بقول أهل السنة في الإيمان حشويا .
الماتريدية :وهي صنو الأشعرية وشريكتها في إرث تركة المعتزلة ، ورمي أهل السنة بألقاب السوء ، وها هو شيخ الماتريدية ومؤسسها الأول أبو منصور الماتريدي يصم من يعد الأعمال داخلة في مسمى الإيمان بأنه حشوي فيقول في تعريف الإرجاء : ثم اختلف في المعنى الذي سمي به من سمي مرجئا بعد اتفاق أهل اللسان على الإرجاء أنه التأخير ..
قالت الحشوية : سميت المرجئة بما لم يسموا كل الخيرات إيمانا .. كتاب التوحيد لأبي منصور الماتريدي [ص381] بتحقيق د. فتح الله خليف ، المكتبة الإسلامية تركيا .
الخوارج : نسب ذلك إليهم الإمام أحمد بن حنبل فقال في كتاب السنة :في معرض حديثه عما أحدثه أهل الأهواء والبدع والخلاف من أسماء شنيعة قبيحة سموا بها أهل السنة : فقال: وأما الخوارج فيسمون أهل السنة : نابتة وحشوية .
وللرد على هذا المبتدع وأمثاله نقول :
1 - إن هذا اللقب لقب مبتدع ما أنزل الله به من سلطان ، فليس هو في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ، ولا نطق به أحد من سلف الأمة وأئمتها نفيا ولا إثباتا ، فالذم به ذم للناس بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان بل هو من قبيل التنابز بالألقاب المنهي عنه .أنظر ابن تيمية ، الفتاوى [ج4/146].
2 – إن الطائفة إنما تتميز باسم رجالها أو بنعت أحوالها فالأول كما يقال : الجهمية ، نسبة للجهم بن صفوان ، والكلابية نسبة لابن كلاب ، والأشعرية نسبة للأشعري ، والثاني : كما يقال : الرافضة لرفضهم زيد بن علي ، والقدرية لقولهم بالقدر ، والمرجئة لقولهم بالإرجاء في الإيمان ، أما لفظ الحشوية فليس فيه ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة .أنظر منهاج السنة لابن تيمية :[ج2/ 414] بتصرف .
3 – أنكم نبزتم أهل السنة بهذا اللقب ؛ لأنهم بزعمكم يروون الأحاديث بلا تمييز ولا إنكار . وهذا خلاف الواقع ، فإن أهل الحديث والسنة هم الذين اختصوا بالذب عن السنة ، وميزوا صحيحها من سقيمها ، ثم إنكم أيها المخالفون المبتدعون أحق بهذا اللقب ، لنترك القراء الكرام العقلاء يحكمون من هو أحق بهذا اللقب القبيح فأنتم تستشهدون لمذهبكم بما يؤيده من الأحاديث وإن كان ضعيفا أو موضوعا عند أهل الحديث ، ولكنكم تحشون أقوالكم ومصنفاتكم بالكلام الذي لا تعرف صحته ، بل يعرف بطلانه لمخالفته لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذه أقوالكم مطابقة لما عليه تلك الفرق المخالفة لأهل السنة ، فبان بهذا أنكم أحق بهذا اللقب القبيح من المتمسكين بمنهج السلف الصالح .
4– أما معنى التجسيم الذي نبزتم أهل السنة بالحشو لأجله ، فإنه ليس في قول أهل السنة تجسيم ، لأنهم إنما أثبتوا لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من الصفات ، مع نفي المشابهة والمماثلة للمخلوقات ، ثم إن لفظ التجسيم عندهم من الألفاظ المبتدعة فلم ينطقوا به نفيا ولا إثباتا .
5 – أنه ينبغي أن ينظر في الموسومين بهذا الاسم وفي الواسمين لهم به أيهما أحق ، وقد علم أن هذا الاسم مما اشتهر عن النفاة ممن هم مظنة الزندقة ، كما ذكر العلماء – كأبي حاتم وغيره – أن علامة الزنادقة تسميتهم لأهل الحديث حشوية .أنظر ابن تيمية الفتاوى [ج4/ 88].
ويكفي أن نعرف أن أول الواسمين به عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة كما تقدم ، وأن أول الموسومين به هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما الصحابي الجليل ،والصحابة أيضا كما في وصف ذلكم الشيعي ، ثم أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة رحمه الله ، لتعلم منزلة الواسم والموسوم .فتبين بهذا أن الرجل يترضى قول المعتزلة والرافضة والزنادقة والفرق الأخرى التي تبنته ونطقت به في طعنها على أهل السنة أتباع السلف الصالح . ويصف به أهل السنة وعلى رأسهم الإمام أحمد الذي نسب إليه التأويل دون نظر ولا تحقيق في المسألة .
قال الشيخ خليل هراس في شرح النونية لابن القيم [ج1/335]: فهذا عمرو بن عبيد رأس في البدعة والاعتزال ، وعبد الله بن عمر صحابي ابن صحابي ، من أكثر الصحابة رواية وحفظا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبذلك نقم عليه ابن عبيد ، وعده حشويا لكثرة روايته ؛ لأن المعتزلة أعداء الحديث والأثر ، والإمام أحمد هو من هو في الإمامة والتقدم في العلم والسنة .
ثم ورث كلا من الواسم والموسوم أتباعه ومن على منهجه ، فورث عمرو بن عبيد في نبز أهل السنة بهذا اللقب ، أهل البدعة والخلاف ، وورث عبد الله بن عمر والأمام أحمد أهل السنة والجماعة وأنى يستوى الإرثان، هذا إرث هدى وسنة ، وذاك إرث ضلالة وبدعة .فانظر لنفسك أيها الرذال الجاهل أي الإرثين ورثت .
يتبع إن شاء الله ....
  • ملف العضو
  • معلومات
لعويسي
زائر
  • المشاركات : n/a
لعويسي
زائر
رد: القول المبين في الرد على أباطيل شمس الدين ل[الجزء 9]
22-06-2009, 05:56 AM
القو المبين في الرد على أباطيل شمس الدين [الجزء 11]

وقفة أخرى مع قوله : احذروا... النهاشون قادمون.
وهذا المقال نشره في جريدة الخبر بتاريخ 17/10/2007م الموافق 05 / 10/1428هـ . وهو مقال طويل خلط فيه بين الأشباه والنظائر وبين الحق والباطل ، متتبعا زلات بعض الأقلام والألسنة ، والدعاوي المخالفة لأهل السنة ، وربط بين هذه وتلك بخلط عجيب دونما بينة.
والمطالع في كتاباته يرى أنه دافع عن كل الطوائف والفرق الضالة ،والجماعات المنحرفة وعلماء السوء ، ولا يجد له دفاعا واحدا عن أهل السنة أتباع السلف الصالح ، بل جعلهم هدفه في التهريج والذم ، وأنا لا أتكلم عن كل من ذكرهم لأن فيهم من ليس منهم ،فهو يخلط بين الأشباه والنظائر ولا يفرق بين أهل الحق واهل الباطل، وإنما أتكلم عن حماة الشريعة ، الذابين عن حياض السنة والمدافعين عنها بحق ،الذين بفضلهم نشرت السنة ، مثل الشيخ الألباني رحمه الله، والشيخين ابن باز والعتيمين ،والشيخ ربيع بن هادي ، والشيخ عبد المحسن العباد رحمهم الله ، وغيرهم ممن هم على منهجهم .. الذين تكلموا في الرجال جرحا وتعديلا ، قديما وحديثا .
والرجل بهذا المقال أراد أن يطعن على علماء السنة المعاصرين ؛ الذين تصدوا لأهل البدع وحاججوهم إما بالكتابة؛ وإما بالدروس والمحاضرات،وبينوا للناس المنهج الرباني الحق [ منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ] الذي ينبغي أن يسلكه كل المسلم، وهم في ذلك لا يحابون أحدا، ولا تأخذهم في الله لومة لائم ؛ حتى لو كان الرجل المردود عليه أو المُبَين حاله منهم ؛لأنهم ليس بينهم وبين الناس إلا الحق ، ولأنهم أوقفوا حياتهم للدفاع عن هذا الدين بالحجة والبرهان ، حتى تحفظ بيضة الشريعة من الإلحاد والتحريف والتبديل والبهتان،ولأن الله أخذ عليهم الميثاق﴿ لتبيننه للناس ولا تكتمونه كما أمرهم بقوله : ﴿ ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون فهم سلكوا في كل ذلك منهج سلفهم الصالح ، فجاء هذا المهرج الطعان بالزور والبهتان ليحذر الأمة من أهل العلم والإيمان ،فأشاع الفاحشة في الذين آمنوا على الجرائد لأهل الزمان ،ولم يتعظ بما جاء من الوعيد في القرآن في قول الملك الديان : ﴿ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا .. فقد بوب الإمام النووي في كتابه رياض الصالحين على هذه الآية باب : ستر عورات المسلمين والنهي عن إشاعتها لغير ضرورة، فكيف إن لم تكن عورات وكانت محض افتراءات؟؟
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه لرياض الصالحين [ج2/144]تحت هذا الباب :هؤلاء الذين يحبون أن تشيع ، فكيف بمن أشاع الفاحشة والعياذ بالله .
قلت : ذلك جزاء من يحب مجرد الحب أن تشيع ، فله عذاب أليم في الدنيا والآخرة ، فكيف يكون جزاء من أشاعها بنفسه فلا شك أن جزاءه أشد وأعظم .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله : ولمحبة شيوع الفاحشة في الذين آمنوا معنيان :
المعنى الأول :محبة شيوع الفاحشة في المجتمع المسلم ، ومن ذلك من يبثون الأفلام الخيلعة والصحف الخبيثة الداعرة ،فإن هؤلاء لاشك أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع المسلم ، ويريدون أن يفتتن المسلم في دينه بسبب ما يشاع من هذه المجلات الخليعة الساقطة ، والأفلام الخليعة الفاسدة وما أشبه ذلك .
والمعنى الثاني : محبة أن تشيع الفاحشة في شخص معين أو أشخاص ، وليس في المجتمع الإسلامي كله ، فهذا أيضا له عذاب أليم في الدنيا والآخرة ، فمن أحب أن تشيع الفاحشة في زيد أو عمرو من الناس لسبب ما ، هذا له عذاب أليم في الدنيا والآحرة ، لاسيما فيمن نزلت الآية في سياق الدفع عنه وهي أم المؤمنين عائشة رصي الله عنها ، لأن هذه الآية في سياق الإفك ، والإفك هو الكذب الذي افتراه من يكرهون النبي صلى الله عليه وسلم ومن يحبون أن يتدنس فراشه ، ومن يحبون أن يعيّر بأهله من المنافقين وأمثالهم .فكذلك من يرمي علماء الأمة ويكذب عليهم ليس له غرض الا التشفي بالحسد الذي يملأ قلبه؛ والانتصار للنفس البغيضة للحق ، فإن قال ليس قصدي ذلك . يقال له : فما الدافع إذا من نشر هذه العورات بهذا التهريج الجنوني ؟مع أن أغلب ماذكرته عنهم هم منه براء ، وما كان واقعا فذلك مما أدى إليه اجتهادهم ،أو كانوا مخطئين فيه ، فهم غير معصومين .
ولأن هؤلاء العلماء لم يكونوا مبتدعين مخالفين في بيان الحق للناس ، والدفاع عن السنة ؛ بل هم على منهج علمائهم من السلف الصالح الذين تصدوا للمبتدعة؛ والرواة الضعفاء فتكلموا فيهم بما يليق بأحوالهم بعلم وعدل وورع ،وإذا وجد أن بعضا منهم رد على البعض الآخر منهم ، فذلك لأن منهجهم منهج صحيح ، يقولون للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت لايحابون أحدا ولا يحيدون عن الضوابط والقواعد العلمية لمنهج السلف ،مع ذلك فهم قد يخطئون، ولا يتعمدون مخالفة السنة ، ونحن لاندعي لأحدهم العصمة؛لأن السلف مازالوا ينتقدون بعضهم بعضا ويخطئون بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض في الحق وبالحق وللحق، ولم يفسد لهم ذلك ودا ، فهؤلاء على منوال أولئك وسبيلهم ..
والرجل بفعله ذلك يريد أن ننسف كتب الجرح والتعديل أو نحرقها ، أو نتركها في الرفوف أو أن نمسح علم الرجح والتعديل من المكتبة الإسلامية ، وأن يكست العلماء عن كل ما ينسب إلى الدين من غث وسمين ، ومن شركيات ،وخرافات ودجل؛ وعقائد باطلة ..وأفكار منحرفة من أفكار التكفيريين والحزبيين وغيرهم.
ويلزم من لقبه هذا ، أن كل العلماء – حتى الذين يدافع عنهم- الذين تصدوا للرجال بالنقد سلبا وإيجابا ، جرحا وتعديلا أنهم نهاشون ، فهذا أبو حنيفة النعمان الذي دافع عنه يقول : ما رأيت أكذب من جابر الجعفي ، والإمام مالك الذي كان أشد الناس انتقادا وانتقاء للرجال ، والشافعي وأحمد ، وغيرهم ممن سبقهم وممن عاصرهم ، وممن جاء بعدهم وسار على نهجهم ، وهذه كتب أهل السنة والجرح والتعديل شاهدة على ذلك .
وليعلم شمس الضلالة أن الكلام في الرجال وانتقاد الرواة والتصدي لأهل البدع ليس من باب الغيبة في شيء ، وإنما هو من باب حماية الدين من البدع؛ والدفاع عن السنة من التحريف والتبديل والوضع ،وهذا واجب وعليه وقع الإجماع ، وقد نقل هذا الإجماع غير واحد من أهل العلم .
قال الإمام النووي في كتابه رياض الصاحين : باب ما يباح من الغيبة . وقد أفردها الشوكاني برسالة لطيفة أسماها {رفع الريبة عما يجوز ولا يجوز من الغيبة } وهي رسالة قيمة مطبوعة فلتنظر .
قال: إعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لايمكن الوصول إليه إلا بها ، وهو ستة أسباب .ثم ذكرها ، وأنا أذكر هنا ما يناسب المقام فقط وهو السبب الرابع :
السبب الرابع : تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم ، وذلك من وجوه .
1–جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب للحاجة إليه .
2 – ومنها للمشاورة في مصاهرة إنسان ، أو مشاركته ، أو إيداعه ، أو معاملته ، أو غير ذلك أو محاورته ، ويجب على المشاور أن لايخفي حاله ، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة .
3 – إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع ، أو فاسق يأخذ عنه العلم ، وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك ، فعليه نصيحته ببيان حاله ، بشرط أن يقصد النصيحة ، وهذا مما يغلط فيه ،وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد ،والهوى ، ويلبس الشيطان عليه ، ويخيل إليه أنه نصيحة فليتفطن لذلك .
قال ابن حجر رحمه الله : قال العلماء : تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا حيث يتعين طريقا إلى الوصول إليه بها : .. وذكر المواطن التي تجوز فيها الغيبة، ومنها: تجريح الرواة والشهود .. إلى أن قال: ومن تجوز غيبتهم من يتجاهر بالفسق أو الظلم أو البدعة .الفتح [ج10/486].
فإذا كان حماية الدين ، والدفاع عن السنة ، نشها في الأعراض ، فحينئذ يكون الله تعالىمخطئا في تشريعه لنا التثبت من خبر الفاسق ، وقبول خبره إن كان عدلا ، ورده إن كان فاسقا ، ولا يمكن أن نعرف فسقه من عدالته إلا بولوج الباب المباح من الغيبة .
قال تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين قال ابن كثير رحمه الله : يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون – في نفس الأمر- كاذبا أو مخطئا فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى أثره ، وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين .
وإذا كان التصدي لأهل البدع والمحدثات نهشا في أعراض الناس ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يكون نهاشا بقوله: << ائذنوا له، بئس أخو العشيرة >> متفق عليه.وقد احتج به البخاري على جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب الفتح[ج10/ ص 486/ح 6054].قال القرطبي رحمه الله: في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى بدعة .
وقال ابن حجر : وكل من اطلع من حال شخص على شيء وخشي أن غيره يغتر بجميل ظاهره فيقع في محذور ما فعليه أن يبين حاله له قاصدا نصيحته ، وفي آخر شرحه للحديث قال: وهذا الحديث أصل في المداراة ، وفي جواز غيبة أهل الكفر والفسق ونحوهم والله أعلم . فتح الباري للحافظ بن حجر [ج10/469ص].
وقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس لما استشارته : << أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه >> متفق عليه .وفي رواية :<< وأما أبو جهم فضراب للنساء >> .وكذلك قوله : <<..إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة..>> والأحاديث والآثار في هذا الباب كثيرة ،وإلا فكيف تميز البدعة من السنة ، والمقبول من المردود من الحديث، ولو اطلع صاحبنا على مقدمة صحيح مسلم وأخذ بما فيها من المأثور الثابت من منهج أهل الحديث الطائفة المنصورة لما تجرأ أن يكتب ما كتب ، ولكن الهوي- نعوذ بالله منه - يعمي ويصم ،وإليك طائفة من أقوال العلماء في ذلك .
قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه : باب بيان أن الإسناد من الدين ، وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات ، وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز ، بل واجب ، وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة .


وقال وهو يجيب من سأله أن يضع له قواعد في هذا الشأن ويكتب له كتابا : ولكن من أجل ما أعلمناك من نشر القوم الأخبار المنكرة بالأسانيد الضعاف المجهولة ؛وقذفهم بها إلى العوام الذين لا يعرفون عيوبها ، خف على قلوبنا إجابتك إلى ما سألت .
ويواصل فيقول : وإعلم وفقك الله تعالى : إن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الرويات وسقيمها ، وثقات الناقلين لها من المتهمين أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه والستارة في ناقليه ، وأن يتقي منها ما كان منها من أهل التهم والمعاندين من أهل البدع ، والدليل أن الذي قلنا من هذا هو اللازم دون ما خالفه قول الله عز وجل : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين وقال جل ثناؤه: ﴿ ممن ترضون من الشهاداء وقال عز وجل : ﴿ واشهدوا ذوي عدل منكم فدل بما ذكرنا من هذه الآي أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول ، وأن شهادة غير العدل مردودة والخبر وإن فارق معناه معنى الشهادة في بعض الوجوه فقد يجتمعان في أعظم معانيهما ، إذ كان خبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم كما أن شهادته مردودة عند جميعهم ، ودلت السنة على نفي خبر الفاسق وهو الأثر المشهور عن رسول الله << من حدث عني بحديث يَُرى أنه كذب فهو أحد الكذابين >> .
وقال البخاري كما في البداية والنهاية [ج10/230]: إني لأرجوا أن ألقى الله وليس أحد يطالبني أني أغتبته . فذُكر له التاريخ وما ذكر فيه من الجرح والتعديل ، وغير ذلك .فقال: ليس هذا من هذا – أي ليس بيان حال الرواة من باب الغيبة - قال النبي صلى الله عليه وسلم :<< ائذنوا له فلبئس أخو العشيرة >> ونحن إنما روينا ذلك رواية ولم نقله من عند أنفسنا . وعن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم .وقال ابن المبارك : الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء في الدين . وعن ابن سيرين قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم . مقدمة صحيح مسلم .
وقال ابن الجوزي كما في البداية والنهاية[ج12/ص55] : والكلام في الجرح والتعديل ليس من قبيل الوقوع في الناس .
وقال في المنتظم في ترجمة محمد بن نصر : وذكره أبو سعد السمعاني في كتابه فقال فيه: كان يحب أن يقع في الناس . فتعقبه ابن الجوزي بقوله : وهذا قبيح من أبي سعد فإن صاحب الحديث ما زال يجرح ويعدل ، فإذا قال قائل إن هذا وقوع في الناس دل على أنه ليس بمُحدِث ولا يعرف الجرح من الغيبة ولا يفرق بينهما .
وذكر القاضي عياض في المدارك [ج1/ 309] عن عبد الله بن المبارك أنه كان ينكر التدليس في الحديث . وقال له بعض الصوفية وسمعه يصف بعض الرواة . يا أبا عبد الرحمن أتغتاب ؟ قال: اسكت . إذا لم نبين حال هؤلاء فمن أين يعرف الحق من الباطل ؟.
هذا فيض من غيض وإلا فجهادهم في رفع راية الإسلام والسنة؛ وإزهاق الأباطيل والضلالات التي انحرف أهلها عن جادة الإسلام ، وتنكبوا عن الصراط المستقيم ، كثيرة جدا لا يمكن أن نحصيها في هذا المقام ، وكل ذلك ناشئ عن إدراكهم لعظمة الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، وخطورة ما يخالفه من الكفر والشرك والإلحاد والبدع ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين أفضل الجزاء ، وأرغم أنف هذا المتعالم وأنوف أمثاله ممن ينتقصهم ، ويزدري بجهودهم .
وأخيرا اللهم أشهد أني وقفت منه هذا الموقف دفاعا عن الحق وحاميا للحوم العلماء الأفاضل الذين تعرص لهم هذا المتعالم ، وإنني ممتثل في ذلك قول رسولك صلى الله عليه وسلم :<< من حمى مؤمنا من منافق يعيبه ، بعث الله إليه ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ، ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه ، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال >> .رواه أبو داود .
وقد انتهكت حرمة أوليائك العلماء على يدي عبدك المتخاذل شمس الدين ولم يرع لهم حقا ولاحرمة ،وقد بلغني عن نبيك بالنقل الصحيح أنك قلت في الحديث القدسي : << من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ..>> فأذن بحربك على هذا الرجل؛ وجازيه بما يستحق بعدلك يا أحكم الحاكمين، وأنت تعلم إني وقفت هذا الموقف منه بعد نصحه منتصرا لهم ممتثلا قول نبيك صلى الله عليه وسلم :<< ما من أمرىء يخذل امرؤا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في مواطن يحب فيها نصرته ، وما من امرىء ينصر امرؤا مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته ، إلا نصره الله في مواطن يحب فيها نصرته >> تفرد به أبو داود . فاللهم أني نصرتهم لوجهك الكريم ، فاحمي اللهم أعراضنا من كل أفاك أثيم ،وانصرنا في مواطن أحوج ما نكون فيها إلى نصرتك يا أرحم الراحمين . اللهم آمين .
يتبع إن شاء الله ...
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 03:27 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى