عقبات في طريق مشروع النهضة
26-04-2015, 08:40 PM
إنني مدين بالفضل إلى أحد المواقع الإلكترونية المهجورة التي أججت في روحي جذوة كتابة هذه المقالات التي ترمي إلى نفض الغبار عن مشروع النهضة المطموس تحت أنقاض من التراكمات التاريخية والثقافية وسنسعى بحول الله في كل مرة إلى إجلاء شيء من هذه الأتربة حتى يبدو لنا الوجه الحضاري المشرق لتراثنا الإسلامي ولعلى من أهم ما يقف عثرة في طريق ما ذكرنا هو شكل العقلية الإسلامية المعاصرة من حيث تكوينها وفي طريقة عملها والأهداف التي تشتغل لأجلها في الحياة وحتى تكون عباراتنا سهلة ميسرة لكل باحث وأفكارنا بعيدة كل البعد عن الفلسفة والتعقيد نختصر كلامنا في أن منهج التفكير عند المسلم اليوم يقوم على جملة من المعتقدات والتي هي في الأساس عبارة عن خليط بين ثوابت تقليدية جبل عليها بفعل التربية والعرف والبيئة ومتغيرات واقعية نتيجة تحصيله العلمي والإجتماعي طيلة تفاعله مع الأخرين أو المحيط العام الذي يدور فيه وهذا ما يجعله قابلا للتأثر المستمر بمتغيرات الواقع بل ويسهل تنقله من النقيض إلى النقيض من الإسلام إلى الإلحاد والعكس أو من الماركسية إلى الرأسمالية وهكذا وتراه يعيش دائما في حيرة وتقلب واضطراب مهما بلغ مستواه العلمي وموقعه الإجتماعي وذلك راجع بالأساس إلى الزخم الفكري الذي يشكل بنية العقل المسلم والذي يجمع بين العديد من المتناقضات كالتربية التقليدية المتحفظة والتكوين العلمي التحرري والبيئة المثقلة بالقيود الفكرية والإجتماعية مع الإعلام المغرق في الخيال والتقنية و البعيد عن المسلمات والطابوهات كما يسميها فلاسفة الغرب إذا كل هذه التجاذبات وغيرها تأثر في نمط تفكير العقل المسلم حتى تجعله متقلبا ومترددا في نظرته للواقع وقراءته للمجتمع فاقدا للثقة في موروثه الفكري والتاريخي بسبب ما يعيشه من تردي حضاري واجتماعي وفي نفس الوقت نراه شديد الإنبهار بالمجتمعات الغربية نظير ما وصلت إليه من تقدم علمي ومدني وكأني بالعقل المسلم لم يجد المعادلة التي تجمع بين إيجابيات الحضارة الإسلامية المتمثلة في العقائد الصحيحة والشافية في النظرة للكون والخالق والنفس والمجتمع و تغرف أيضا من ايجابيات الحضارة الغربية المسلحة بالبحث العلمي والتطور التقني والمدني
التعديل الأخير تم بواسطة فخر الديني ; 26-04-2015 الساعة 08:44 PM