هذا مايحدث لك ان تزوجت خوفا من العنوسة
30-01-2018, 09:41 PM
عندما تصل المرأة إلى سن معين، يصفه الكثيرون بالحرج تتناقص حظوظها في الارتباط وتتزايد مخاوفها في معادلة عكسية تدفع بها إلى الارتماء في أحضان الهاوية حسب تحليلات الأخصائيين النفسانيين الذين يرون في بقائها إلى سن ما بعد الثلاثين دون زواج انتكاسة حقيقية تلغي من قاموس حياتها كل الخيارات وتضعها أمام أصعب القرارات، لعل أخطرها الزواج لأجل الزواج للتنصل من كلمة "عانس" ولحاق قطار الأمومة ولو كلف الأمر الوصول إلى القبر!!!

لا يهم متى تتزوج المرأة!

من المقولات التي عرفت انتشارا واسعا مؤخرا والتي وجدت فيها الكثيرات عزاء هي: "لا يهم متى تتزوج بل من تتزوج.. الكثير يعتقد أن القطار فات، فليذهب القطار إلى الجحيم إن كان الثمن وجهة لا تريدها!"..

في هذا الطرح تم وضع اليد على الجرح، لكن ما نعيشه في الواقع هو العكس تماما لأن المرأة حينما تنفلت سبحة العمر من بين أصابعها وتتناثر سنواتها لتذهب زهرة شبابها في مهب الريح لا تجد بدا من المغامرة والقبول بأي خاطب يطرق بابها، وفي هذا الصدد تقول نجوى: "ليس مهما متى تتزوج! هذا ينطبق على الرجل الذي مهما تقدمت به السن يبقى هو صاحب قرار الزواج ولا يفقده الكبر شيئا من مؤهلاته الجسدية، أما المرأة شئنا أم أبينا، إذا ما تجاوزت سن الشباب والخصوبة تبقى رهينة انتظار صدفة أو معجزة.. والمجتمعات الشرقية عامة تنتقص المرأة العزباء مهما بلغت درجة علمها وثقافتها مقارنة بالمتزوجة لذلك نجدها تتزوج فقط لتحصل على لقب السيدة وتتخلص من لقب عانس..".

من جهتها تقول خديجة: "مجتمعنا يقسو كثيرا على المرأة ويحملها عبء تقدم السنين ويسخر من خصلات الشيب التي تغزو شعرها فتحاول بطريقة ما إخفاءها.. إنها تبكي في صمت ولا أحد يسمع بكاءها لذلك نجد من تأخر زواجها توافق على أول عريس حتى إن كان من "المتاعيس" غير آبهة لحياة الشقاء التي تنتظرها معه."

ليليا هي الأخرى أبدت رأيها في الموضوع، حيث قالت بمنتهى الحزم: "الزواج ليس قطارا ولا طائرة، بل قضاء وقدر ورباط مقدس ينبغي الإيمان بخصوصيته والاقتناع بشريك الحياة، وعليه أنا ضد الزواج خوفا من العنوسة لأن العواقب قد تكون وخيمة، وإن كان عليّ فالبقاء وحيدة أهون من الارتباط بشبه رجل يذيقني المر".

المرأة تزهر مع رجل معين!

تقول إحدى الممثلات الأمريكيات الشهيرات أن المرأة لا تزهر في سن معين ولكنها تزهر مع رجل معين" وهذا من وجهة نظر الكثيرين صحيح ولأبعد الحدود لأن ما يهم حقا هو الشخص الذي ستكمل معه المرأة مشوار حياتها وليس لقب "المادام" الذي سيمنحه لها، لكن في خضم تسارع الأحداث والزمان وتغير الفلسفات وطبيعة العلاقات قد لا تجد أمامها خيارات فتضطر إلى الزواج غير المتكافئ أو الزواج هربا من العنوسة لتجد نفسها بعدها إما زوجة مقهورة تعيش الويلات أو من المعلقات أو المطلقات أو حتى في عداد الأموات.

تقول فتيحة: "كانت ابنة جيراننا امرأة ناضجة مكتملة الأنوثة والأخلاق، ولكن حظها في الزواج تعثر حتى بلغت من العمر 37 عاما فبدأت المخاوف تحاصرها والوساوس تقتلها ولم نسمع بها إلا وقد تزوجت من شخص سيء السمعة، تسبب في هلاكها بعدما ارتفع ضغطها كثيرا وانفجرت دما."

أما خالتي الزهرة فتبكي بدل الدمع دما على ابنتها التي تزوجت لما بلغت الأربعين برجل زير نساء وسكير، أشبعها ذلا وقهرا وحرمانا وفي الأخير رماها "رمية الكلاب"، وبحرقة تقول: "كانت كالوردة المتفتحة رغم تقدمها في السن، وقد قطفناها بأيدينا وأعطيناها لذاك الوحش على أساس أن تتمكن من إصلاحه وتنجب ولدا قبل فوات الفرصة لكن جنينا عليها وعلى أنفسنا وهاهي كسيرة ذليلة لا تكاد تغادر غرفتها بعدما خسرت كرامتها وذاقت الويلات."

قطار يفوتك خير من قطار يدهسك!

قد يحدث أن يسير قطار العمر بسرعة مفرطة ولا يتوقف إلا حينما تكون المرأة قد قطعت أشواطا ومراحلا ليرميها في محطة مجهولة تصيبها بالرعب فتهرع لاستقلال أي قطار خوفا من البقاء وحيدة في مكان لا تعرفه.. القطار الجديد قد يوصلها لبر الأمان وقد ينقلب بها وقد يرميها في مكان سحيق، هي وحظها، وفي هذا الشأن يقول محمد مخاطبا المرأة: "إن مللت من الانتظار فعليك بالاستغفار.. قطار يفوتك ولا قطار يدهسك!"

آمنة تقول: "لا يهمني فوات القطار عليّ ولا الوجهة التي سيأخذني إليها بقدر ما يهمني الشخص الذي يكون معي، هل يحبني؟ هل يناسبني؟ هل سأعيش معه حياتي كما يجب؟.. وما هو أكيد أن القطار الذي يذهب خير من القطار الذي يدهس".

نبحث عن الود والولد!

كلثوم تقول: "من المستحيل أن تجد المرأة ما تريده، لذلك عليها أن تستقل قطارا يقودها لوجهة آمنة والسلام، ونحن النساء في الحقيقة نبحث عن الود والولد خاصة حينما نصل للسن الحرج أو ذاك السن كما تنعته جداتنا."

وتؤيدها أم سليمان بالقول: "الزواج إما نعمة توجب الشكر أو نقمة ومصيبة توجب الصبر وأهم شيء بالنسبة لنا معشر النساء هو إنجاب أبناء ولو من شبه رجل ولو كانت حياتنا ستصبح جحيما.. إنها عاطفة الأمومة التي تقودنا والخوف من فقدان حظوظ الإنجاب ما يسيطر علينا".

الخوف هو الذي يدفعهن للدمار!

أخصائية علم النفس وتقويم السلوك السيدة بوشايب سامية ترى أن كلمة "بايرة" لها وقع قاس على نفسية المرأة، فهي حسبها تتحطم عند سماعها خاصة إن جاءتها من أقرب المقربين، كما أن الخوف الذي يتملكها حين تصل إلى سن معين هو ما يدفعها للدمار، فتحترق كالشمعة كي تضيء سنوات متبقية من شبابها الباهت لونه.

وما يخفى على الكثير من النساء الهاربات من كلام الناس ومن الشعور بالوحدة وعدم الجدوى، حسب الأخصائية، أنهن لن يجدن السعادة المنشودة في المخاطرة بالارتباط بأي ذكر، تنقصه الرجولة أو يفتقدها تماما، بل بالعكس لن يجنين في النهاية غير الشقاق والطلاق، هذا طبعا إلى جانب المعيشة التي لا تطاق وتحطم النفسية وانكسارها كقطعة زجاج.

من جهتها نشوى تؤكد على طبيعة الرجل الذي ينبغي للمرأة الحرص على اختياره مهما تقدم بها العمر، حيث تقول: "لا تبحثي عن رجل يهديك وردة تذبل بعد يوم، يومين، ثلاثة على الأكثر، وإنما ابحثي عن رجل تكونين أنت وردته التي لا تذبل معه أبدا، ولا تفقد في وجوده عبيرها ونضارتها طالما أنه يسقيها بماء حبه ويرويها باهتمامه وحنانه، فنحن النساء كالزهور نتفتح ونزهر بالاهتمام والرعاية بينما نذبل ونموت بعدم الاكتراث واللامبالاة."

نادية شريف
عن جواهر الشروق

[/CENTER][/QUOTE]