تسجيل الدخول

أثار تصريح وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية رده على نائب برلماني بخصوص نقل تمثال المرأة العارية بعين الفوارة من وسط مدينة سطيف إلى المتحف.
وخاطب الوزير في رده على سؤال النائب عن الاتحاد من أجل النهضة والعدالة، خمري بلدية، النواب المطالبين بنقل التمثال إلى المتحف بقوله: “لا تقحموا الدين في الثقافة وتمثال عين الفوارة لن يزحزحه أحد”، قبل أن يضيف: “إن المطالبين بهذا هم من يجب نقلهم إلى المتاحف”.
وأثارت هذه التصريحات غضبا واسعا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال بشير جقبوب: “لا فرق بين فكر بومارطو (صاحب المطرقة) الذي قام بتخريب تمثال عين الفوارة وفكر عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الذي طالب بإدخال برلمانية إلى المتحف لأنها سألته بخصوص تمثال عين الفوارة”.

وقال الروائي أبو العباس برحايل: “رد ميهوبي على اقترح نائبة في البرلمان بوضع التمثال في المتحف لخدشه الحياء.. كان ردا لئيما خاليا من اللباقة المنتظرة من وزير .. لأن الاقتراح لم يأت من نواب الأفافاس أو الرند الممارسين للسلطة الفعلية”.

أما النائب أحمد بادي فرد على وزير الثقافة بقوله: “عجيب أمركم… مالكم كيف تحكمون… تنتصرون للحجر وتهينون نواب البشر بحجة عمر التمثال بمدينة سطيف أكثر من 130 سنة وكأن هذا التمثال سبق سكان سطيف للوجود!”.

وقال الإعلامي محمد مشقق: “لماذا يا عز الدين !!؟ ابن المسيلة الوزير عز الدين ميهوبي، رجل مثقف ومحترم، يعرفه الكثير من خلال قلمه الجميل وكتاباته الراقية ، ولكنه سقط سقطة كبيرة في رده على من نادى بإدخال تمثال عين الفوارة للمتحف، فاستغل منصبه والمنبر الذي أعطي له في البرلمان ليسيء لشريحة كبيرة جدا من الجزائريين الذين طالبوا بإدخال تمثال ‘ المرأة العارية ‘ للمتحف، وهو تمثال غريب عن مجتمعنا ويقابل المسجد”.

ودافع وزير الثقافة عن بقاء تمثال عين الفوارة، زاعما أن مسألة النقل ستكون “سابقة خطيرة” تفتح الباب أمام عمليات نقل كل التماثل إلى المتحف.
وأضاف أن “فكرة نقل التمثال الذي أنجزه الفنان الفرنسي الايطالي الأصل ليون فرمسيس دي سان فيدال قبل 120 سنة لم تطرح قط في الماضي، مشيرا إلى أنه “إذا تم نقل هذا التمثال فهذا يعني أنه سوف نحرم كل الشوارع والأماكن والساحات العمومية والإقامات الرسمية من مثل هذه التماثل الجميلة والتحف التي أبدعتها أيادي فنانة”، على قول الوزير.
وذكر ميهوبي أن تمثال عين الفوارة الذي صنف في 1999 كممتلك ثقافي وطني تعرض في السابق إلى ثلاثة محاولات تشويه وتفجير في عشرين السنة الأخيرة (1997-2006-2017) أي مع بروز نزعة تطرفية ومحاولة تشويه لما هو إبداع إنساني.
وطمأن الوزير النواب أن التمثال أعيد ترميمه بدون أية كلفة لأنه تم بخبرات التابعة لمختلف المؤسسات الثقافية التي تعنى بالآثار، مشيرا إلى أنه سيتم قريبا إعادة التحفة إلى موقعها الأصلي.