تسجيل الدخول

لازال موضوع الخلاف الفقهي يثير الكثير من التساؤلات عند كثير من الناس لاسيما الذين لم يغوصوا في ثنايا الفقه المقارن وليس لهم إلمام بتاريخ التشريع الإسلامي و جذور نشأة المذاهب الفقهية بل لقنوا بعض الفروع والجزئيات من أبواب الطهارة والصلاةمرفوقة ببعض الأدلة الظنية من السنة والتي لم يسلم بها الكثير من الفقهاء بل لا تعتبر حجة إلا عند أصحابها الذين انطلقوا ينشرونها في أوساط الشباب المبتدئ ويبثونها في عقولهم على أنها مسائل محسومة وحقائق مسلم بها أو قل إن شئت هي الحق نفسه ضاربين عرض الحائط بتراث عظيم وفيض جم من أقوال العلماء العظام على مدار التاريخ الإسلامي هذا التراث الزاخر الذي يحوي في طياته الكثير من الأدلة الشرعية الدقيقة والأبحاث العلمية العميقة وإني متقين أتم يقين لو إطلع واحد من هؤلاء المتفيقهين على كتب الفقه المقارن ومراجع الخلاف العالي كبداية المجتهد لابن رشد أو الإستذكار لإبن عبد البر أو المجموع للنووي لأصيب بدوار ولم يستطع أن يكمل قراءة بعض الصفحات فضلا عن الإحاطة بمضمون الخلاف بين أولائك العلماء الأعلام وفي الوقت الذي يتعصب فيه أولائك الشباب السلفي لأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية كأنها الحق المطلق الذي لا ينازعه شك ولا يمازجه ريب نجد أن الرجل قد ألف رسالة عظيمة النفع بالغة الأثر حول أسباب الخلاف بين العلماء وقد سماها رفع الملام عن الأئمة العلماء وقد حشدها بالكثير من الأدلة التي تثبت أن الخلاف الفقهي أمر لا مفر منه إقتضته طبائع البشر التي تتفاوت من حيث درجة العلم والفهم و فرضته كذلك طبيعة النصوص والأدلة الشرعية التي تتفاوت من حيث درجة الثبوت ومستوى الدلالة على المعنى ولهذا كان من الطبيعي أن يتنازع العلماء على صحة الكثير من الأحاديث بسب اختلاف طرق الرواية المتشعبة و تخاصمهم حول عدالة وضبط الكثير من الرواة فمن أطمأن لرجال الحديث صححه وعمل به و من لم تستكن نفسه لؤلائك الرواة ضعف الحديث ولم يلتفت إليه ناهيك عن كثير من النصوص الشرعية التي تحوي الكثير من الكلمات المجملة والألفاظ المشتركة والمعاني المشتبهة التي تحتمل العديد من وجوه الفهم و الرأى وعلى سبيل المثال لا الحصر مسألة مصير أبناء المشركين الذي توفوا قبل سن البلوغ في عرصات يوم القيامة لقد ذكر الإمام ابن القيم في كتابه (طريق الهجرتين وباب السعادتين) ثمانية أقوال في هذه المسألة فحسب لكن للأسف لقد ابتلينا اليوم في أرض الواقع بصنف من الشباب ضيق الصدر محدود الثقافة والأفق يأخذ دينه على من هب ودب دون روية ودون أن يكلف نفسه عناء البحث ولاشك أن لبعض وسائل الأعلام العربية دور كبير في إبراز بعض الدعاة وأنصاف العلماء وتلميعهم حتى يغتر بهم الشباب ويتبع نهجهم والأمر في الأخير يصب في خدمة بعض الأنظمة السياسية ومن ورائها الدول الغربية والله المستعان

مسألة خطيرة فعلا ....تستوجب تشكيل لجنة بعث وتقصي لكشف حقيقتها.
سبحان الله..
وما دخلنا أصلا في مصير أبناء المشركين؟
هل نحن مكلفين شرعا بمعرفة مصيرهم؟ أفي معرفة ذلك تطوير لحياتنا وترقيتها؟ أم فيه ما نؤجر عليه ويحسن مقاعدنا في الجنة؟
آسف اخي الكريم......إنها التفاهة في أجل صورها.
وبارك الله فيك على تذكير هولاء