ومع ذلك لا يزال الفجرُ يطلع، وسيبقى إلى سرمدِ الدهر.
31-07-2014, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
كم يلتجئ من لا يجد له مكانًا بين الأتراب إلى حالات من التذبذب.
فتراهُ ينتقد ما فعله في يومه، وفي غده يجد نفسه غير راضٍ عمّا هو عليه، يتمنى أن يعود إلى أمسهِ حتى يأخذ بما أضاعه في يومه ذاك.
ويبقى كالبندولِ.
حتى وأن البندول لو ظلّ يضرب إلى سرمد الدهر ما قطع إلاّ ذلك القوس المحدد له.
ومع ذلك يأتيك من يقول لك.
أنا .. ولولا أنا .. ومن دوني لا شيء يكون.
فيما كانت الغالية / التي صارت تدعى فيما بعد "عائشة" ـــــ عليها من الله شآبيب الرحمة والغفران ـــــ تحكيه لي بلغةٍ تجيدها جيّدًا.
ذروني أسرد ذلك عليكم، بعد أن أضفي عليه تعابير من لغة المتنبي والحريري.
تقول الغالية/ عائشة:
زعموا أنه في ذات مرة أن الديكَ أخذه غرورًا زائدًا، وخيلاء تيهٍ وإعجابٍ.
فهتف صائحًا:
إنني حقًّا ملك المزبلة، بل ملكُ العالم.
لا لشيءٍ سوى أنني أجذب وأسلّ الفجر من مكمنه بصياحي.
ولتعلم كل الكائنات أنه بوسعي إن شئتُ أن أسكتُ وأصمت عن الصياح فأجعل الليلَ سرمدًا، والدجى غطشا.
وصادف أن ثعلبًا شقيًّا كان يفتش في المزبلة عن رزقٍ، فأنقض على الديك وجعل منه وجبة دسمة وشهية.
ثم تسألني الغالية/ عائشة:
ترى هل بقي شيء في الحكاية؟
فأقول أنتِ من تعرفين ذلك؟
ومرت الأيام.. وسألتني سؤالها المعتاد.
فأجبتها:
ما زال الفجر يطلع، والصباح يشرق على الربوع والبطاح، بل وعلى الأرض كلها.
رغم أن الديكَ قد افترسه الثعلب.
فقالت عائشة:
هكذا أنت ابني.
إن في الحديث عظة وعبرة، فقيسوا ذلك على ما يحدث للعرب في الساحة.
ثم اعتبروا.