“خراب” يا بن غبريط!
17-09-2018, 09:57 AM
“خراب” يا بن غبريط!
رشيد ولد بوسيافة


هل تعلم وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط: حجم الكوارث في قطاعها!!؟.
وهل تعلم: أن الكثير من الأولياء يقومون بتحويل أبنائهم إلى القطاع الخاص بسبب التدهور المتواصل للمدرسة العمومية!!؟.
وهل تعلم: أن المستوى العام للتلاميذ والأساتذة أصبح في الحضيض، بسبب سياسة تفريغ القطاع من الكفاءات، والتوظيف الجماعي لخريجي الجامعات!!؟.
وعوض أن تركز السيدة الوزيرة على إصلاح هذا الوضع: وجّهت كل اهتمامها إلى محاربة الدروس الخصوصية، وكأنها هي المسؤولة عن الأزمات في المدرسة، مع أن الدروس الخصوصية بشهادة الجميع هي التي تساهم في رفع تحسين مستوى التلاميذ، ورفع نِسب النجاح، وسد الثغرات الموجودة في المدرسة.
من أمر بتصفية المدرسة الجزائرية من الكفاءات من خلال دفع كل من تجاوز عمره خمسين سنة إلى التقاعد المسبق بطريقة غريبة، بعد أن أعطيت مهلة قصيرة لإيداع ملفات التقاعد المسبق قبل وقف العمل به!!؟. وبالنتيجة: تم إفراغ المؤسسات التربوية من أساتذة أكفاء تلقوا تكوينا عاليا وصقلتهم التجربة، غير أنهم وجدوا أنفسهم في الشارع دون رغبة منهم!!؟.
ولتعويض هذا النزيف الكبير في قطاع التربية، تم تنظيم العديد من مسابقات التوظيف، وفتح الباب على مصراعيه لخريجي الجامعات الباحثين عن مناصب العمل حتى وإن لم تتوافق مع مؤهلاتهم!!؟، وأصبح من الطبيعي: أن تجد أستاذا أو معلما لا يحسن تكوين جملة مفيدة، ومع ذلك يتم توظيفُه وتكليفه بتدريس التلاميذ الذين سيكونون أسوأ منه!!؟.
صحيح، أن بعض المؤسسات التربوية ما زالت تقاوم هذا الانحدار، وتعمل جاهدة لتحسين المستوى، لكن هذا لا يكفي لمواجهة التردي المستمر، وإذا لم تبادر الوزارة ومعها كل المعنيين بالعملية التربوية إلى استدراك الأوضاع، فإن التعليم العام سيكون أسوأ مما هو عليه في بعض البلدان التي أصبحت المدرسة العمومية فيها رديفة للفشل والإخفاق، إلى درجة أنه لا يرتادها إلا أبناء الفقراء المعدمين!!؟.
هي صرخة لاستدراك الأوضاع قبل فوات الأوان، وأول خطوة هي: فتح نقاش عام يتناول وضع المدرسة، والتفكير في الاستفادة من الخبرات التي غادرت القطاع مرغمة، ومحاولة إصلاح الوضع بعيدا عن التصريحات الاستفزازية التي تصدر عن الوزيرة بن غبريط بين الفينة والأخرى.