الدولي السابق عبد السلام بوسري للشروق:. بومدين قال لنا "واش بيكم كليتو النخالة"
30-01-2018, 05:33 AM


يلقب بالمهاجم الأسطوري، وهو أحد أحسن مهاجمي البطولة الجزائرية في سنوات السبعينيات والثمانينيات، والهداف التاريخي لمولودية الجزائر، حيث سجل 150 هدف خلال مسيرته الرياضية، إنه عبد السلام بوسري الذي حرمه المدرب السابق للخضر رشيد مخلوفي من اللعب في الفريق الوطني بسبب مشكل أداء الخدمة الوطنية، رغم أن الجنرال بلوصيف أنذاك تدخل وقبل ملفه لأنه هو المعيل الوحيد للعائلة بعد مرض والده المرحوم العربي الذي يعتبر أقدم حارس لملعب بولوغين بالعاصمة، وأشياء أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الشيق.
أين هو بوسري عبد السلام حاليا؟
بوسري مقيم حاليا رفقة عائلته بمدينة ليون الفرنسية، حيث أشتغل موظف بالقنصلية الجزائرية، وإن شاء الله سيتم تحويلي إلى باريس في القريب العاجل، ومازلت أمارس كرة القدم رفقة بعض الزملاء بفرنسا منهم يوسف كابول ولاعب اتحاد العاصمة حمدود وغيرهما.
بودنا أن نعود بك إلى الوراء وتحكي لنا عن مسيرتك الرياضية؟
كما تعلمون أنا أنحدر من ولاية جيجل، وبعد أن تنقلت عائلتي إلى العاصمة، حيث تعلمت الكرة مع أبناء الحومة، وبما أن والدي يعتبر أقدم حارس لملعب بولوغين، إذ بدأ عمله سنة 1935 أي يوم افتتاحه، وأتذكر أن مدرجاته لم تكن كلها مهيأة، بل كانت جهة واحدة فقط، وقضى فيه 23 سنة، ورغم ذلك فإنني خضعت للتجارب بغرض الانضمام للفئات الصغرى لمولودية العاصمة، وفي سنة 1972 عندما بلغت 19 سنة تمت ترقيتي لفريق الأكابر، والحمد لله لم أخيّب ظن الطاقم الفني بقيادة علي بن فضة الذي منحني الثقة، حيث كنت حريصا على أداء دوري على أحسن ما يرام، سجلت 150 هدف، وبقيت وفيا لفريقي، وبسبب المشاكل غادرته لموسمين لما أحسست أنه على وشك السقوط للقسم الثاني.
وضح لنا ذلك وهل سقط للقسم الثاني؟
أجل، وكان ذلك سنة 1983 عندما تحصلنا على الكأس على حساب جمعية وهران مع المدرب كاوة، لكن المسؤولين أقالوه وعيّنوا مكانه المرحوم كرمالي، حيث وقعت مشاكل أثناء تربصنا في ألمانيا تحضيرا للموسم الجديد، حيث تركنا كرمالي هناك ودخلنا الجزائر، ورغم أننا تحصلنا على البطولة إلا أن الجو كان غير ملائم، فقررت مغادرة الفريق نحو برج منايل وأقصيتهم في الدور النصف النهائي من تصفيات كأس الجمهورية بنتيجة هدف لصفر، وكنت أنا من وقّع الهدف، وأفيدكم علما أنه عند مغادرتي الفريق قلت له سوف يسقط عميد الأندية الجزائرية إلى القسم الثاني، وحقيقة كما يقولون "العام أيبان من خريفو" وفعلا سقطوا بعد خسارتهم على يد ترجي قالمة 3-1 في ملعب 5 جويلية وتعادلهم في الشلف 1-1، بالإضافة إلى إقصائهم من الكأس على يد برج منايل في لقاء لعب في رمضان واحتضنه ملعب 19 جوان بوهران.
وهل لك ذكريات سيئة في حياتك الرياضية؟
أجل، ذكرى سيئة بقيت في ذاكرتي، بطلها رشيد مخلوفي الذي حرمني من اللعب في الفريق الوطني، تصوّروا، خمس مرات هداف للبطولة الوطنية، أشارك ثماني مرات مع "الخضر" أيعقل هذا؟ والسبب يعود إلى أن مخلوفي أعد قائمة من اللاعبين، وطلب من المسؤولين على مستوى الجيش الوطني الشعبي استدعاءهم لأداء واجب الخدمة الوطنية بالثكنة العسكرية ببني مسوس بالعاصمة، وهذا للشروع في تحضير الفريق الوطني العسكري للألعاب الأولمبية، حيث تم استدعائي لأداء الخدمة الوطنية، وبصفتي أنا المعيل الوحيد للعائلة لأن والدي المرحوم العربي كان يعاني من مرض عضال ألزمه الفراش، قدمت ملفا كاملا، وتم قبوله من طرف السلطات العسكرية، حيث منحوا لي بطاقة الإعفاء، وبعد إلحاح من مخلوفي نزعوا مني البطاقة ومنحوا لي استدعاء لأداء الخدمة العسكرية لكنني رفضت ذلك، وهو ما لم يهضمه مدرب "الخضر" أنذاك رشيد مخلوفي الذي كان في نفس الوقت مدرب المنتخب الوطني العسكري، حيث أرادني أن ألتحق بالثكنة العسكرية ببني مسوس بالعاصمة بتاريخ 4 أفريل 1974، لكن إدارة مولودية العاصمة تدخلت حتى أن القضية وصلت إلى الجنرال العنابي المرحوم مصطفى بلوصيف الذي كان محافظا ساميا للخدمة الوطنية بوزارة الدفاع الوطني سنة 1974، وشرحوا له القضية، حيث هتف إلى مخلوفي وطلب منه حذف اسمي من قائمة الفريق الوطني العسكري "وشدها لي شحنة".
وكيف كان رد رشيد مخلوفي؟
طبعا كان رده عنيفا، وبينما كنت مع فريقي مولودية العاصمة لأداء حصة تدريبية بملعب 5 جويلية وتزامن ذلك مع نهاية الحصة التدريبية للفريق الوطني العسكري الذي يشرف عليه مخلوفي، حيث التقيت به بالنفق المؤدي لغرف تغيير الملابس، وقال لي بصريح العبارة "واش أنت ماتديرش العسكر، واش تكون أنت"، فأجبته "إن والدي مريض وأنا المعيل الوحيد للعائلة" فقال لي بغضب شديد "كون تلعب في الفريق الوطني انحي شلاغمي"، ثم استدعاني رغما عنه سنة 1979 بحكم أنني أحسن هداف للبطولة حيث شاركت في لقاء زامبيا ذهابا وإيابا ومنذ ذلك الوقت صرف النظر عني نهائيا.
لكن خالف استدعاك للمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت بيوغسلافيا؟
أجل محي الدين خالف استدعاني سنة 1979 للمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت بمدينة سبليت بيوغسلافيا، وأتذكر أنها كانت مشاركة مشرفة لنا، حيث تعادلنا ضد فرنسا سلبيا وضد تونس 1-1، وكنت وراء توقيع هدف التعادل، وأتأسف أنني طردت في اللقاء الثالث ضد تركيا بعد 20 دقيقة من اللعب بسبب اعتدائي على لاعب تركي، لكن في اللقاء الأخير وقعت مناوشات بيننا وبين البلد المنظم يوغوسلافيا، حيث أقصينا في الدور النصف النهائي بسبب تحيّز الحكم الواضح لفريق البلد المضيف الذي سجل الهدف الثالث بطريقة غير قانونية 3-2، وأحرزنا الميدالية البرونزية على حساب اليونان بثلاثية نظيفة.
وهل أنت راض على مسيرتك الرياضية مع العميد و"الخضر"؟
حقيقة مخلوفي حطّم مستقبلي مع "الخضر"، ورغم أنني التقيت به في أكثر من مرة وكنت أنتظر منه أن يعتذر لي لكنه لم يفعل وتجاهل القضية، ورغم ذلك فإنني راض على مسيرتي القصيرة مع "الخضر"، ولو أعطيت لي الفرصة لحقق الفريق الوطني عدة ألقاب بفضل أهدافي، أما مع فريق القلب "العميد"، فأنا راض كل الرضا على مسيرتي الايجابية، حيث سجلت 150 هدف، ونلت لقب هداف البطولة خمس مرات، رغم وجود مهاجمين من الطراز الرفيع أنذاك أمثال بلكدروسي في الحمراوة، وقريش في سطيف، ودالي في الجياسكا، وكالام في "السياربي" وغيرهم كثير، وتوجت بلقب البطولة خمس مرات في المواسم التالية، 72، 75، 76 ، 78، 79، وكأس الجمهورية ثلاثة مرات، 73 على حساب الجار اتحاد العاصمة 4-2 وكنت وراء تسجيل الهدف الثالث، وموسم 76 على حساب "الموك" بثنائية نظيفة من توقيع بلمو وعلي بن شيخ، وموسم 83 على حساب جمعية وهران 4-3، مع العلم أننا كنا منهزمين 1-0، وعدلت النتيجة وأضفت الهدف الثاني، كما حصلت على الكأس المغاربية سنة 1973، وأفيدكم علما أننا تحصلنا على مبلغ 300 دج كمكافأة اشتريت بها الكاوكاو والقهوة، وكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1976 على حساب حافيا كوناكري الغيني في مباراة مجنونة لم يستطع الرئيس الراحل هواري بومدين إكمالها حيث غادر ملعب 5 جويلية ولنا ذكريات معه بمناسبة هذا التتويج.
لو تطلعنا عن ذكرياتك مع الرئيس الراحل بومدين؟
كما تعلمون لقد انهزمنا في لقاء الذهاب 3-0، على يد حافيا كوناكري الغيني وفي لقاء العودة وبعد مرور الـدقيقة 75 سجلنا هدفا واحدا فقط بسبب صلابة دفاعهم، والرئيس الراحل هواري بومدين كان يعلم أنه يلزمنا تسجيل 3 أهداف لتعديل النتيجة والمرور لضربات الترجيح، حيث تحصلنا على ضربة جزاء في نفس الدقيقة وبما أن باشي سجل الهدف الأول طلب تنفيذها لتسجيل الثنائية مع العلم أن الثنائي باشطا وعزوز هما المختصان في تنفيذ ضربات الجزاء، حيث نفذها باشي وأخفق في تسجيلها، ليغادر السيد الرئيس الملعب غاضبا، وبعد وصوله المنزل أخبروه أن المولودية توجت بالكأس بضربات الجزاء 3-1، بفضل ثنائية صاحب الدقائق الأخيرة عمر بطروني الذي عدل النتيجة 3-3، حيث استدعانا لقصر الرئاسة.
وماذا قال لكم في قصر الرئاسة؟
نعم تنقلنا إلى قصر الشعب، حيث استقبلنا، ثم جلسنا في الأماكن الخلفية لكنه قال لنا "أبطال إفريقيا يتقدموا للأماكن الأمامية"، حيث جلسنا أمامه مباشرة وكان في أشد الفرح ثم عاتبنا جميعا بما فيهم أنا وباشي بسبب تضييع هذا الأخير لضربة الجزاء وأنا لفرصة تسجيل هدف حيث قال لنا "واش بيكم كليتو النخالة".
ماهو أحسن مدرب في حياتك الرياضية؟
يبقى كمال لموي من دون منازع أحسن مدرب في حياتي الرياضية، كما لا أنسى فضل علي بن فضة الذي منحني الثقة وأعطى لي فرصة اللعب في فريق الأكابر لمولودية العاصمة.
ومارأيك في الثلاثي خليلوزيتش وراييفاتس وليكانس؟
الأول انضباطه سبب نجاحه، كما أنه عرف كيف يسير الفريق الوطني، لكن راييفاتس وليكانس لم يبرهنا وهذا ما أدى بزملاء فيغولي للانقلاب عليهما، وأما ماجر فأنا لا ألومه إن أخفق بل ألوم من عيّنه، حقيقة ماجر لبى النداء الوطني وأتمنى له النجاح.

وهل واجهت لاعبين عالميين في مقابلة رياضية؟
أجل كان ذلك في اللقاء الودي لفريقنا الوطني ضد بايرن ميونيخ الألماني سنة 1979، بعد عودتنا من يوغسلافيا، حيث واجهت رومينيغي وبرايتنار، وأقحمني خالف محي الدين وأنا مصاب بالزكام وحقيقة "كنت ماشي في نهاري"، حيث خسرنا بهدف دون رد وأعتبرها نتيجة إيجابية، لأن الفريق الألماني كان يضم لاعبين ممتازين واجهونا في مونديال إسبانيا.
كيف تعلّق عن سحب التفويض لقرباج من تسيير البطولة المحترفة؟
حقيقة أنا لا أتابع الأخبار الرياضية بانتظام بحكم أنني مقيم بفرنسا، لكن محفوظ قرباج يشهد له الجميع بالكفاءة، وأيضا زطشي وأنا لا أظن أن ذلك حسب ما سمعت يعود إلى تصفية حسابات هدفها إبعاد قرباج الصديق الحميم للحاج روراوة، وأنا لا أعرف نوع العلاقة بينهما، لكن إبعاده فتح المجال للقيل والقال وكثرة السؤال وصبّ البنزين على النار.
ماذا يعني لك المرحوم عيسى دراوي؟
هو لاعب كبير لكنه ليس أحسن من بتروني أو باشطا، أو باشي أو بوسري فكلنا حلقة واحدة وكل واحد منهم يرتاح للعب بجانب الآخر، فإذا غاب أحدهم يتأثر بالآخر.
ماهو المدافع الذي كان يقلقك؟
هدفي مدافع الحمراوة، وكدو مدافع سوسطارة، وخديس لاعب النصرية، وعيبود مدافع الجياسكا، ومغاريا مدافع الشلف، وحرّ مدافع الديانسي.
قالوا مستحيل أن تنجب المولودية قلب هجوم مثل بوسري ماهو تعليقك؟
إن شاء الله يكون بوسري آخر في العميد لكن من الصعب أن يسجل 150 هدف، لأن الوقت قد يكون طويلا وقد يستغرق 10 مواسم.
ماهو فريقك ولاعبك المفضل محليا وعالميا؟
طبعا البارصا وميسي لاعب من الطراز العالي وكأنه من كوكب آخر ومحليا أفضل لاعب العميد منصوري الذي انتقل إلى مولودية وهران فهو يمتلك مؤهلات فريدة من نوعها.
كيف تعلّق على فوز صلاح بالكرة الذهبية الإفريقية؟
يستحقها، فقد أدى موسما ممتازا مع فريقه ليفربول. وبراهيمي ومحرز قادران للعب في الريال أو البارصا. وأخيرا أتمنى عودة الكرة الجزائرية إلى المحافل الدولية.