تسجيل الدخول

رجاء نتجنب التجريح و الطعن في النيات .. و نعالج المسألة بمسؤولية
بارك الله فيكم
أخوكم بويدي .

-لقد حضرت واستمعت لهذه الحلقة على المباشر، ومع الأسف الشديد، أنها لم تكن كما توقعتها،بل كانت المناقشة سطحية جدا، بينأحد بقايا التروتسكية الشيوعية الثورية، والثاني الذي يبدوا ،أنه مرسول الى الحصة بمهمة رسمية.
-ولكن لنعود الى المناقشة من جديد نأي أسباب العنف في المغرب العربي، وحسب رأيي فان هناك عدة عوامل مسؤلة عن "العنف" في الجزائر على الأقل:
-01العامل السياسي:هوأهم عامل في الجزائر ، فالتضارب الحاصل بين البرامج السياسية الى حد التناقض،والتطرف والتعصب، الذي يتميز به السياسيين الجزائريين في مختلف التيارات،تكون نتيجته الحتمية هى التصادم،وانسداد قنوات الحوار يفتح الباب أمام كل الانزلاقات والعنف.
-02العامل الثقافي:ان المستوى الثقافي، وغياب التجربة، والرصيد الثقافي في الممارسة الديمقراطية، والقبول بالآخر والتعايش بين المواطنين على قاعدة المواطنة الخاضعة للقانون، ..بل ان المستوى والنضج السياسي للشعب هوالذي يلعب دور صمام الأمان،في حالات التشنج السياسي، وهذا مانفتقده في الجزائر.
-03-العامل الديني:ان ظهور الاسلام السياسي وخاصة ما يسمى بالاسلام الحركي الجهادي،كان المحرك،للعنف في الجزائر.وخاصة وقد تعرض "للاقصاء" بطريقة بشعة وغيرسوية، بعدما انتم القبول به أول مرة...مما جعل من العنف في الجزائر قضية معقدة جدا، وصراع مرير بين شرعيتين متناقضتين.وفتحت الباب أمام الجحيم.
04-العامل الاجتماعي:والحالة الاجتماعية، والظلم والفقر،والاستئثار بالثروةمن طرف طبقة وحرمان بقية الشعب ، ولد لدى الكثير من الشباب الحقد والغضب والحنق على الدولة في حد ذاتها، وجعلها هدف شرعي لرد فعل عنيف جدا،وثورة هائجة من الغضب،كانت هي الوقود الفعلي لهذه الحرب.
-05-العامل التاريخي:الجزائريين بصفة خاصة لهم تاريخ كبير في الكفاح والثورات ضد الظلم،والاحتلال، ونزعتهم التاريخيةالتلقائية نحو الحرية، والاستقلال، كان له دور في تلقائية اندلاع العنف، والتهابه بسرعة وامتداده على كل التراب الجزائري.
......يتبع...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :
فعلا .. كانت المناقشة في تلك الحقلة سطحية جدا ... و كانت الإجابات على الأسئلة المهمة التي كانت تطرح ليست في المستوى المطلوب رغم قوتها و صراحتها في بعض الأحيان ..
ـ العوامل التي ذكرتها فعلا هي أسباب تدخل في ظهور هذا السرطان عندنا .. و بخاصة الحقرة و التهميش و التعدي في معالجة الأمور بلا حكمة بلا روية .. إضافة إلى التطرف و الغلو الناتج كتيار مقابل الأول دون إهمال العوامل النفسية و التربوية ... و سنعالجها فيما بعد إن شاء الله .
أخوك بويدي .

قرأت هذا فوجدته واسعا جدا..
يمكن تحليله أيضا بالنقاش..
كل كلمة فيه تستدعي أخرى لأنه مرتبط ارتباطا كبيرا بالعوامل التي تليه والتي جاءت قبله..
الثقافة
مالمقصود بها في العالم الثالث ؟؟؟
هل هي الكتاب؟
هل هي المسرح ..؟
هل هي السينما؟؟
هل هي الاهتمامات السياسية؟؟

هل هي القانون؟؟؟
أم هل هي الخبز؟؟؟

سعاد

السلام عليكم .شكرا الأخت سعاد .
-نعم بالفعل قد أثرت نقطة هامة جدا وهي "الثقافة"، وما المقصود بها؟.الكارثة أن الثقافة في الجزائر كانت أول ما دشن به"طوفان الذبح والنحر في الجزائر"ولنتذكر جيدا بالعودة الى الوراء قليلا،في الأيام السوداء.حيث جعل "الاسلاميين" (وكذلك السلطة في كثير من الحالات ،مثقفين وثقافة مزعجة وفاضحة للسلطة)خاصة من الثقافة برمتها "عدوا"،سواءا كانت ،فنا، فكرا ،ابداعا، سينيما، مسرح، غناءا، رقصا، ثقافة محلية أوعالمية......كل ما ومن يشعل الأضواء وينير الزوايا والكهوف المظلمة،...فكانت حملاتهم مركزة تتبعت كل فعل ثقافي بسيف التسفيه،والشيطنة،والتلحيد، وانتهاءا بالتكفير الصريح، ووصلوا في الكثير من الحالات الى التصفيات الجسدية،....وهذه الحملة التي نجحت في أبلسة الثقافة بصفة عامة وحولتها الى "فعل داعر" ، ونجس، جعل الشباب، والشعب يتـأفف منها ويناصبها، العداء،.....فحدثت القطيعة بين الجماهير والثقافة التنويرية،التي اغتالها ونفاها هؤلاء،والذين لم ينسوا أن يفتحوا الأبواب لثقافة جديدة، قادمة من تاريخ وجغرافيا جديدة، معروفة كانت وبالا،علينا ونعيش أثار ومضاعفات تلك الأيام الى اليوم........وأوافقك الرأي تماما لا توجد "ثقافة" حقيقية؟؟؟بل ارهاصات،....ومحاولات يائسة لاعادة النهوض.
-ما أقصده بالمستوى النضج السياسي للجماهير الذي يجعل منها صمام الأمان في حالات التشنج السياسي:هوأن تكون الجماهير حتى وان كانت غير مهتمة بالسياسة أوغير مناضلة في أحزاب..يكون لديها نوع من المسؤولية، والسلوك المضبوط بالضمير الجمعي في ممارسة الفعل السياسي ك"الانتخاب"، والخروج في المظاهرات والاحتجاجات، وتحركات واعية وقوية على شكل مجتمع مدني...........فعندماتكون الجماهير واعية بأنه ليس لابنائها الا هذا البلد وطنا للجميع،ويكون لديها ايمان وقناعة راسخة في "اللاوعي"
بأن للجميع الحق في الحياة، والحرية،والتعبير،...وتؤمن بضرورة وحتمية التعايش مع بعضنا البعض مهما كانت الاختلافات،وبالتالي هذه الجماهير هي التي ستمنع وستقف تلقائيا كل تيار "اقصائي"
****وأعطيك مثالا واضحا ، وحدث بالجزائر، وكان هناك حزبا شعبيا كبيرا،..لكنه كا ن يعلن ويهدد بصراحة باقصاء،جماعات سياسية ويتوعدها بمصير "الكفار"،بل ويهددصراحة بقبر الديمقراطية ذاتها باعتبارها "كفرا".....والشعب انحاز وانتخب بالأغلبية لهذا الحزب أي أعطى بطريقة غير مباشرة الحق لهذا الحزب في تنفيذ تهديداته، مما اضطر الجماعة المقابلة الى "رد فعل آلي"دفاعا عن نفسها، باجهاض العملية من أساسها وكان ماكان.....
-عندما لا يكون هناك مسؤولية "سياسية" في الممارسة سواء كان من النخبة أومن الجماهير.....تكون الكوارث؟
-ومثال آخر:انتخابات فرنسا ما قبل الماضية ،عندما صعد "لوبان" الى الدور الثاني، هبت الجماهير الفرنسية كلها، وقطعت الطريق أمامه،لأنه وطني أكثر من اللازم الى درجة الخطورة التي تمس بفرنسا، وسمعتها،وكذلك التصرف الحكيم لكوادر حزب العدالة في تركيا، كانوا قادرين أن يغرقوا شوارع تركيا كلها بجماهيرهم ولكنهم، لم يفعلوا وانما كانت الحكمة والسياسة هي القاعدة،فلا حل حزب االرفاه، ولا الفضيلة جعلهم يرفعون السلاح والسيف في وجه اخوانهم ومواطنيهم الأتراك.......فاهاهي النتيجة اليوم ، هم حكام تركيا الفعليين.