للعبرة... قصة أختنا إخلاص..
30-05-2012, 12:49 PM
السلام عليكم
حاولت جمع قصة جدتنا حورية في هذا الموضوع للتسهيل على من يتابع قصتها االتي تستحق أن يسشتفيد منها كل الأعضاء القدماء و الجدد..
مجرد أجتهاد و لا يضاف من القصة سوى ما يمضي عن نشره أكثر من أسبوع و تكتب مشاركة لجدتنا بعده...فكل من تعجبه -و أكيد كل من قراء الموضوع ستعجبه- عليه الذهاب للموضوع الأصلي ليقراء آخر مشاركة.
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=185724
حاولت جمع قصة جدتنا حورية في هذا الموضوع للتسهيل على من يتابع قصتها االتي تستحق أن يسشتفيد منها كل الأعضاء القدماء و الجدد..
مجرد أجتهاد و لا يضاف من القصة سوى ما يمضي عن نشره أكثر من أسبوع و تكتب مشاركة لجدتنا بعده...فكل من تعجبه -و أكيد كل من قراء الموضوع ستعجبه- عليه الذهاب للموضوع الأصلي ليقراء آخر مشاركة.
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=185724
بسم الله الرحمان الرحيم
لنبدا كلام الجدة:
اليوم المشهود
الأوّل من شهر جوان قدّر لي الله أن أكون فيه ضحيّة إرهاب بشِع و أفقدني رجليّ الإثنين وسيلة تنقّلي المجّانيّة في عزّ شبابي
و انظممت دون سابق إنذار إلى فئة ذوي الإحتياجات الخاصّة حتّى لا أقول المعاقين لأنّني أمقت هذه الكلمة و سُجّل إسمي في قائمتها.
ساعتها فقط أحسست بفقدان نِعمة عظيييمة نسيت أن أشكر الخالق سبحانه و تعالى عليها يوما
و شعرت بعدئذ بما يشعره كلّ من إبتلاه الله في صحّته، هذه الأخيرة الّتي لا تُقدّر بثمن و تهون أمامها كلّ الإبتلاءات الأخرى
ما عاد طبعا الإبتلاء في الدّين ندعوه سبحانه أن لا يبتلينا في ديننا
أردت من مقدّمتي أعلاه أن أفتح هذه الصّفحات و إرتأيت أن أسمّيها - صمود و تحدّ
أذكر من خلالها يومياتي مع عالمي الجديد، عالم الإعاقة و أبتغي من طرحي هذا رِفع همّة كل من أشعرته إعاقته باليأس و القنوط
إذا كانت الكلمة الطّيّبة صدقة فما بالكم لو قيلت لمن يستحقّها
.............
كنت في العشرينات كلّي حيويّة و نشاط، معلّمة في مدرسة و محقّقة إجتماعيّة في جمعيّة خيريّة
أعشق الحركة و التّنقّل مستخدمة وسيلة تنقّلي المجانيّة رجليّ، هذه النّعمة العظيمة الّتي حباني بها المولى عزّ و جلّ .
و ذات يوم صيفيّ حار و على غير العادة قرّرت أخذ الحافلة للعودة إلى البيت بعد يوم شاق قضيته في المدرسة مع براعمي الصّغار
إنتظرت في موقف الحافلات قرابة السّاعة و أنا بين أخذ و ردّ مع نفسي:
سئمت الإنتظار سأذهب مشيا
لا لا اصبري ستأتي الحافلة فأكيد لن تطيقي المشي مع هذه الحرارة
بل سأذهب
إبقي
و كأنّ شيئا ما كان يشدّني للبقاء، فعلا كان قدري الّذي كنت أجهله
أطلّت علينا الحافلة من بعيد - كي هلال العيد - و الكلّ في إنتظارها على أحرّ من الجمر
لم يكن الأمر سهلا و أنا أخوض معركة الدّخول إليها أمام أجسام ضخمة لرجال أقوياء
و أخيييرا دخلت رفقة صديقتين لي، لم يهمّني الأمر أن أبقى واقفة حتّى لو كنت على رجل واحدة، المهم أنّني دخلت
و ما كنت أعلم أنّها كانت آخر الخطوات لي
توقّفت الحافلة في محطّتين متواليتين و نقص الرّكاب و بقيت أنتظر آخر المحطّة
فجأة .. دويّ هائل صمّ الآذان
و كأنّ أحدهم رمى بي في بئر عميييق مظلم و صدى الأصوات يرنّ في أذني
فهِم الجميع أنّه إنفجار قنبلة وضعها إرهابيّ لا حسّ له و لا شعور و نزل قبلنا مخلّفا وراء جُرمه هذا جثثا للموتى و جرحى و و
الأوّل من شهر جوان قدّر لي الله أن أكون فيه ضحيّة إرهاب بشِع و أفقدني رجليّ الإثنين وسيلة تنقّلي المجّانيّة في عزّ شبابي
و انظممت دون سابق إنذار إلى فئة ذوي الإحتياجات الخاصّة حتّى لا أقول المعاقين لأنّني أمقت هذه الكلمة و سُجّل إسمي في قائمتها.
ساعتها فقط أحسست بفقدان نِعمة عظيييمة نسيت أن أشكر الخالق سبحانه و تعالى عليها يوما
و شعرت بعدئذ بما يشعره كلّ من إبتلاه الله في صحّته، هذه الأخيرة الّتي لا تُقدّر بثمن و تهون أمامها كلّ الإبتلاءات الأخرى
ما عاد طبعا الإبتلاء في الدّين ندعوه سبحانه أن لا يبتلينا في ديننا
أردت من مقدّمتي أعلاه أن أفتح هذه الصّفحات و إرتأيت أن أسمّيها - صمود و تحدّ
أذكر من خلالها يومياتي مع عالمي الجديد، عالم الإعاقة و أبتغي من طرحي هذا رِفع همّة كل من أشعرته إعاقته باليأس و القنوط
إذا كانت الكلمة الطّيّبة صدقة فما بالكم لو قيلت لمن يستحقّها
.............
كنت في العشرينات كلّي حيويّة و نشاط، معلّمة في مدرسة و محقّقة إجتماعيّة في جمعيّة خيريّة
أعشق الحركة و التّنقّل مستخدمة وسيلة تنقّلي المجانيّة رجليّ، هذه النّعمة العظيمة الّتي حباني بها المولى عزّ و جلّ .
و ذات يوم صيفيّ حار و على غير العادة قرّرت أخذ الحافلة للعودة إلى البيت بعد يوم شاق قضيته في المدرسة مع براعمي الصّغار
إنتظرت في موقف الحافلات قرابة السّاعة و أنا بين أخذ و ردّ مع نفسي:
سئمت الإنتظار سأذهب مشيا
لا لا اصبري ستأتي الحافلة فأكيد لن تطيقي المشي مع هذه الحرارة
بل سأذهب
إبقي
و كأنّ شيئا ما كان يشدّني للبقاء، فعلا كان قدري الّذي كنت أجهله
أطلّت علينا الحافلة من بعيد - كي هلال العيد - و الكلّ في إنتظارها على أحرّ من الجمر
لم يكن الأمر سهلا و أنا أخوض معركة الدّخول إليها أمام أجسام ضخمة لرجال أقوياء
و أخيييرا دخلت رفقة صديقتين لي، لم يهمّني الأمر أن أبقى واقفة حتّى لو كنت على رجل واحدة، المهم أنّني دخلت
و ما كنت أعلم أنّها كانت آخر الخطوات لي
توقّفت الحافلة في محطّتين متواليتين و نقص الرّكاب و بقيت أنتظر آخر المحطّة
فجأة .. دويّ هائل صمّ الآذان
و كأنّ أحدهم رمى بي في بئر عميييق مظلم و صدى الأصوات يرنّ في أذني
فهِم الجميع أنّه إنفجار قنبلة وضعها إرهابيّ لا حسّ له و لا شعور و نزل قبلنا مخلّفا وراء جُرمه هذا جثثا للموتى و جرحى و و
................
إنفجرت القنبلة الّتي وضعها ذاك الّذي لم يتّقِ في ركّابها الله و نزل
تساءلت بعدها: كيف كان إحساسه و هو يرى تلك الصّور المؤلمة في نشرة الأخبار
تلك الجثث الممزّقة و المفحّمة .. و الأطراف المبتورة و الدّماء المتطايرة
منظر مهول فعلا ..
هرع مواطنونا الكرماء بمدّ يدّ العون و المساعدة إلى حين وصول سيّارات الإسعاف
كان حظّي أن حملني أحدهم بعد أن رآني أتلفّظ بالشّهادتين لأنّني إعتقدتها خاتمتي، حملني في في سيّارته إلى مستشفى مصطفى الجامعي فهو الأقرب من مكان الإنفجار ..
لم أعبأ بما حدث لي لكن كان كلّ تفكيري في عائلتي طلبت من الممرّضين الإتّصال بهم
لكن لحالة الطّوارئ الّتي كانوا عليها لم يلبّوا طلبي ..
مرّت السّاعات عاد أبي إلى البيت و عند باب العمارة صادف جارتنا و أخبرته بخبر تلك القنبلة حوقل و لم يكن يعلم أنّ فلذة كبده أصيبت فيها .. سبحان الله
تأخّر الوقت و لم أعد إلى البيت، قلِقت أمّي كثييرا و أختي الكبرة فما كان من هذه الأخيرة إلاّ الإتّصال بالجمعيّة للإستفسار عنّي، أخبروها أنّني خرجت منذ ساعات، قالت: لكنّها لم تعُد.
فعلِموا ساعتها أنّ مكروها أصابني و خرجت إدارة الجمعيّة للبحث عنّي في المستشفى إلى أن وجدوني و اتّصلوا بأهلي و أخبروهم ..
هبّت عائلتي لزيارتي .. دخلت عليّ أمّي حامدة الله على أنّها وجدتني حيّة، أخذت منديلها و مسحت وجهي من ذاك السّواد النّاتج عن الإنفجار.
قلت لأمّي: سامحيني قلّقتك
حضنتني مبتسمة قائلة: لستِ مسؤولة على ما أصابكِ و انتقم الله ممّن فعلها ..
و قضيت هكذا أوّل ليلة لي في المستشفى بعد أن بتروا رجليّ إثر حروق بليغة ألمّت بهما مخافة أن يتفاقم الأمر و ألقى حتفي ..
.............
بقيت إثنا عشر يوما في جناح بيشار بالمستشفى الجامعي تقوم أختي على رعايتي بسبب تهاون الممرّضين و عدم إحساسهم بالمسؤوليّة أو ربّما أعدّوني من الأموات بسبب الحالة الخطيرة الّتي كنت فيها فلم يريدوا تضييع الوقت معي.
خلال تلك الأيّام كنت أتلقّى زيارات لا تُعدّ إلى أن إستغربت من كانت تقاسمني الغرفة و سألت أختي: ماذا كانت تشتغل أختك؟
أجابتها: في جمعيّة خيريّة و أولائك النّسوة قدمن مع بناتهنّ اللّواتي درّستهنّ أختي
إعتقدت تلك المرأة أنّني شخصيّة معروفةcupidarrow
سخّر لي الله في تلك الأونة شيخ الجمعيّة الّذي قام بإتّصالاته إلى أن وصل إلى وزير الصّحة حيث أمر بإرسالي إلى الخارج للعلاج على نفقة الدّولة.
لم يكن بحوزتي جواز سفر و وثائقي إلتهمتهم النّيران و لا صور شمسيّة فما العمل؟
فكّر والدي أن يذهب إلى المكان الّذي جمعوا فيه مخلّفات الحادث و قال له أحدهم: كيف ستجد ما تبحث عنه وسط هذا الرّكام؟؟؟!
لم ييأس والدي و شمّر على ذراعيه و بدأ البحث إلى أن وجد صورتي في بطاقة الجمعيّة و كانت المفاجأة حيث إحترق كلّ شيئ إلاّ تلك الصّورة فسبحان الله فعلا العمل الخيري يستحيل أن يذهب سدى و ها هي هذه الصّورة تكون سببا لإستخراج الجواز و هكذا بدأ العدّ التّنازلي للسّفر.
...........
إنفجرت القنبلة الّتي وضعها ذاك الّذي لم يتّقِ في ركّابها الله و نزل
تساءلت بعدها: كيف كان إحساسه و هو يرى تلك الصّور المؤلمة في نشرة الأخبار
تلك الجثث الممزّقة و المفحّمة .. و الأطراف المبتورة و الدّماء المتطايرة
منظر مهول فعلا ..
هرع مواطنونا الكرماء بمدّ يدّ العون و المساعدة إلى حين وصول سيّارات الإسعاف
كان حظّي أن حملني أحدهم بعد أن رآني أتلفّظ بالشّهادتين لأنّني إعتقدتها خاتمتي، حملني في في سيّارته إلى مستشفى مصطفى الجامعي فهو الأقرب من مكان الإنفجار ..
لم أعبأ بما حدث لي لكن كان كلّ تفكيري في عائلتي طلبت من الممرّضين الإتّصال بهم
لكن لحالة الطّوارئ الّتي كانوا عليها لم يلبّوا طلبي ..
مرّت السّاعات عاد أبي إلى البيت و عند باب العمارة صادف جارتنا و أخبرته بخبر تلك القنبلة حوقل و لم يكن يعلم أنّ فلذة كبده أصيبت فيها .. سبحان الله
تأخّر الوقت و لم أعد إلى البيت، قلِقت أمّي كثييرا و أختي الكبرة فما كان من هذه الأخيرة إلاّ الإتّصال بالجمعيّة للإستفسار عنّي، أخبروها أنّني خرجت منذ ساعات، قالت: لكنّها لم تعُد.
فعلِموا ساعتها أنّ مكروها أصابني و خرجت إدارة الجمعيّة للبحث عنّي في المستشفى إلى أن وجدوني و اتّصلوا بأهلي و أخبروهم ..
هبّت عائلتي لزيارتي .. دخلت عليّ أمّي حامدة الله على أنّها وجدتني حيّة، أخذت منديلها و مسحت وجهي من ذاك السّواد النّاتج عن الإنفجار.
قلت لأمّي: سامحيني قلّقتك
حضنتني مبتسمة قائلة: لستِ مسؤولة على ما أصابكِ و انتقم الله ممّن فعلها ..
و قضيت هكذا أوّل ليلة لي في المستشفى بعد أن بتروا رجليّ إثر حروق بليغة ألمّت بهما مخافة أن يتفاقم الأمر و ألقى حتفي ..
.............
بقيت إثنا عشر يوما في جناح بيشار بالمستشفى الجامعي تقوم أختي على رعايتي بسبب تهاون الممرّضين و عدم إحساسهم بالمسؤوليّة أو ربّما أعدّوني من الأموات بسبب الحالة الخطيرة الّتي كنت فيها فلم يريدوا تضييع الوقت معي.
خلال تلك الأيّام كنت أتلقّى زيارات لا تُعدّ إلى أن إستغربت من كانت تقاسمني الغرفة و سألت أختي: ماذا كانت تشتغل أختك؟
أجابتها: في جمعيّة خيريّة و أولائك النّسوة قدمن مع بناتهنّ اللّواتي درّستهنّ أختي
إعتقدت تلك المرأة أنّني شخصيّة معروفةcupidarrow
سخّر لي الله في تلك الأونة شيخ الجمعيّة الّذي قام بإتّصالاته إلى أن وصل إلى وزير الصّحة حيث أمر بإرسالي إلى الخارج للعلاج على نفقة الدّولة.
لم يكن بحوزتي جواز سفر و وثائقي إلتهمتهم النّيران و لا صور شمسيّة فما العمل؟
فكّر والدي أن يذهب إلى المكان الّذي جمعوا فيه مخلّفات الحادث و قال له أحدهم: كيف ستجد ما تبحث عنه وسط هذا الرّكام؟؟؟!
لم ييأس والدي و شمّر على ذراعيه و بدأ البحث إلى أن وجد صورتي في بطاقة الجمعيّة و كانت المفاجأة حيث إحترق كلّ شيئ إلاّ تلك الصّورة فسبحان الله فعلا العمل الخيري يستحيل أن يذهب سدى و ها هي هذه الصّورة تكون سببا لإستخراج الجواز و هكذا بدأ العدّ التّنازلي للسّفر.
...........
السّفـــــر الّذي طال
بعد قضاء إثنا عشر يوما في المستشفى الجامعي في حالة يُرثى لها، حُدّد يوم سفري الّذي كان في 13/06، رافقتني جارتي رحمها الله و أسكنها فردوسه الأعلى فلم يرد والديّ أن ترافقني غيرها، بحكم أنّ لها دراية في مجال الطّبّ و الأهم كنّا نعتبرها كأمّ ثانيّة لنا و ليست مجرّد جارة.
وصلت سيّارة الإسعاف إلى المطار و بعد القيام بكلّ الإجراءات اللاّزمة و حين وصلنا إلى باب الطّائرة مُنعنا من الدّخول، و طُلب من جارتي تصريح الطّبيب بالسّماح لي بالسّفر فالحالة الّتي رأوني عليها من المفروض يتعذّر عليّ السّفر.
ما العمل و لم يبقَ إلاّ دقائق على إقلاع الطّائرة و الوقت لا يسمح بالعودة إلى المستشفى و إحظار ما طلبوه؟؟؟
و تتدخّل مشيئة الله مرّة ثانيّة حينها و بعد أن كادوا يعيدونني من حيث أتيت، إذ بطبيب معي كان على متن الطّائرة يتحمّل مسؤوليّة إمضاء تلك الورقة و لله الحمد و المنّة سامحوا لي بالسّفر.
ساعتان و نصف خلتهم أيّام من شدّة الألم الّذي كنت أعانيه، وصلنا مطار بروكسل و تمّ نقلي إلى مستشفى بروكمان لكنّهم تفاجؤوا بالحروق البليغة والّتي كانت من الدّرجة الأولى و الّتي أصابت فخذيّ، سمحوا لي بالمبيت ليلة واحدة و في صبيحة الغد نقلوني إلى أكبر مركز للحروق بالمستشفى العسكري الملكة أستريد.
و اضطرّوا إدخالي في غيبوبة بسبب شدّة الآلام الّتي كنت أعانيها
قال أحد الأطباء لجارتي: لماذا تركوا حالتها تصل إلى هذه الدّرجة؟؟؟
و لماذا لم ينضّفوا الجراح؟؟ فقد إضطررنا بسبب التّلويث الّذي أصاب فخذيها أن نقطع كلّ ما تعفّن.
رثوا لحالتي و إحمرّ وجه جارتي خجلا لأنّ سمعة الجزائر في اللّعب، لكنّها الحقيقة و لا مفرّ منها.
عادت جارتي بعد أيّام قليلة إلى الجزائر فلم يكن لوجودها جدوى و أنا في غرفة الإنعاش، غائبة عن الوعي و لا أشعر بمن حولي.
عادت وخلّفتني وراءها غريبة الأهل و الدّيار لأواجه مصيري بمفردي بقلب يملؤه الإيمان.
.................
الحقيقة المرّة
شهرين هي المدّة الّتي قضيتها في غرفة الإنعاش، نائمة ليل نهار توقّف قلبي لحظتها مرّتين، فقَدَ جميع من حولي من أطباء و ممرّضين أمل بقائي حيّة، لكن إرادة الله كانت أكبر و كان يعود قلبي للخفقان من جديد، و بعد أن تأكّدوا من إستقرار الحالة قرّر الطّبيب أن يخرجوني من الغيبوبة الّتي أدخلوني فيها فالخطر قد زال.
هم إعتبروها معجزة و أنا في ما بعد كنت متأكّدة أنّها دعوات أمّي البعيدة عنّي و المنفطر قلبها عليّ هي من إستجاب لها الخالق. و دعاء كلّ من كنت أعرف أيضا.
إستيقظت من الغيبوبة نظرت إلى سقف الغربة و إلى من كان حولي من ممرّضين مبتسمين ينظرون إليّ، أظنّني تكلّمت بالعربيّة أكيد فلم أكن أعلم بما حدث لي ردّوا عليّ بلغة ما سمعتها من قبل علِمن في ما بعد أنّها الفلامانيّة، كِدت أجنّ، و علامات إستفهام تدور بخلدي:
ماذا حدث؟
و من هؤلاء؟
و أين أنا؟
و ما هذه اللّغة؟
فجاءت الإجابة من عند أختي بعد أن إتّصل بي أهلي عن طريق الهاتف ما كنت أستطيع التّحدّث و لا حتّى حمل السّمّاعة كانت الممرّضة تساعدني على ذلك.
المهم أنّني سمعت صوتهم، و بعد إتّصالات أخرى أجابتني أختي على كلّ تلك الأسئلة و فهمت ما حدث. لكنّها لم تخبرني ببتر رجليّ.
كنت أشعر بآلام حادّة في رجليّ و أخبرت الممرّضين بذلك فاستغربوا و تبادلوا النّظارات و انصرفوا و أرسلوا لي طبيبة نفسانيّة لتخبرني بالحقيقة.
كان إسمها ماري كريستين لم أرتح لها مذ رأيتها، و ازداد كرهي لها لأنّها أخبرتني بما حدث لي ببرودة دم.
بعد أن قلت لها أشعر بآلام في رجليّ، ردّت قائلة: لكنّك فقدتِ رجليك.
الله أكبر فقدت رجليّ؟؟؟!!!
قلت في قرارة نفسي: هي تكذب عليّ و يبدو أنّها عنصريّة لأنّها رأت الخمار على رأسي فأرادت تحطيم معنوياتي
كنت أريد أن أتأكّد من صحّة الخبر و لذلك أردت التّأكّد بنفسي، عندما يأخذوني لتغيير الضّمادات في صبيحة الغد سأحاول أن أرفع رأسي قليلا و هم يحملونني ليضعوني على المِغسل لأنّني لم أكن أستطيع تحريك و لا جزء من جسمي، و طبّقت ما فكّرت فيه و يا لهول ما رأيت: لم أر لا السّاقان و لا القدمان و حروق بليغة على الفخذين.
أدرت رأسي و قلت: اللّهمّ أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها و نزلت دمعة من عيني حارّة، رأتها الممرّضة فمسحتها و ابتسمت.
ها أنا قد علمت الحقيقة المرّة، فكيف أبلغها الآن لأهلي و كانت هذه بالنّسبة لي أصعب.
وصلت سيّارة الإسعاف إلى المطار و بعد القيام بكلّ الإجراءات اللاّزمة و حين وصلنا إلى باب الطّائرة مُنعنا من الدّخول، و طُلب من جارتي تصريح الطّبيب بالسّماح لي بالسّفر فالحالة الّتي رأوني عليها من المفروض يتعذّر عليّ السّفر.
ما العمل و لم يبقَ إلاّ دقائق على إقلاع الطّائرة و الوقت لا يسمح بالعودة إلى المستشفى و إحظار ما طلبوه؟؟؟
و تتدخّل مشيئة الله مرّة ثانيّة حينها و بعد أن كادوا يعيدونني من حيث أتيت، إذ بطبيب معي كان على متن الطّائرة يتحمّل مسؤوليّة إمضاء تلك الورقة و لله الحمد و المنّة سامحوا لي بالسّفر.
ساعتان و نصف خلتهم أيّام من شدّة الألم الّذي كنت أعانيه، وصلنا مطار بروكسل و تمّ نقلي إلى مستشفى بروكمان لكنّهم تفاجؤوا بالحروق البليغة والّتي كانت من الدّرجة الأولى و الّتي أصابت فخذيّ، سمحوا لي بالمبيت ليلة واحدة و في صبيحة الغد نقلوني إلى أكبر مركز للحروق بالمستشفى العسكري الملكة أستريد.
و اضطرّوا إدخالي في غيبوبة بسبب شدّة الآلام الّتي كنت أعانيها
قال أحد الأطباء لجارتي: لماذا تركوا حالتها تصل إلى هذه الدّرجة؟؟؟
و لماذا لم ينضّفوا الجراح؟؟ فقد إضطررنا بسبب التّلويث الّذي أصاب فخذيها أن نقطع كلّ ما تعفّن.
رثوا لحالتي و إحمرّ وجه جارتي خجلا لأنّ سمعة الجزائر في اللّعب، لكنّها الحقيقة و لا مفرّ منها.
عادت جارتي بعد أيّام قليلة إلى الجزائر فلم يكن لوجودها جدوى و أنا في غرفة الإنعاش، غائبة عن الوعي و لا أشعر بمن حولي.
عادت وخلّفتني وراءها غريبة الأهل و الدّيار لأواجه مصيري بمفردي بقلب يملؤه الإيمان.
.................
الحقيقة المرّة
شهرين هي المدّة الّتي قضيتها في غرفة الإنعاش، نائمة ليل نهار توقّف قلبي لحظتها مرّتين، فقَدَ جميع من حولي من أطباء و ممرّضين أمل بقائي حيّة، لكن إرادة الله كانت أكبر و كان يعود قلبي للخفقان من جديد، و بعد أن تأكّدوا من إستقرار الحالة قرّر الطّبيب أن يخرجوني من الغيبوبة الّتي أدخلوني فيها فالخطر قد زال.
هم إعتبروها معجزة و أنا في ما بعد كنت متأكّدة أنّها دعوات أمّي البعيدة عنّي و المنفطر قلبها عليّ هي من إستجاب لها الخالق. و دعاء كلّ من كنت أعرف أيضا.
إستيقظت من الغيبوبة نظرت إلى سقف الغربة و إلى من كان حولي من ممرّضين مبتسمين ينظرون إليّ، أظنّني تكلّمت بالعربيّة أكيد فلم أكن أعلم بما حدث لي ردّوا عليّ بلغة ما سمعتها من قبل علِمن في ما بعد أنّها الفلامانيّة، كِدت أجنّ، و علامات إستفهام تدور بخلدي:
ماذا حدث؟
و من هؤلاء؟
و أين أنا؟
و ما هذه اللّغة؟
فجاءت الإجابة من عند أختي بعد أن إتّصل بي أهلي عن طريق الهاتف ما كنت أستطيع التّحدّث و لا حتّى حمل السّمّاعة كانت الممرّضة تساعدني على ذلك.
المهم أنّني سمعت صوتهم، و بعد إتّصالات أخرى أجابتني أختي على كلّ تلك الأسئلة و فهمت ما حدث. لكنّها لم تخبرني ببتر رجليّ.
كنت أشعر بآلام حادّة في رجليّ و أخبرت الممرّضين بذلك فاستغربوا و تبادلوا النّظارات و انصرفوا و أرسلوا لي طبيبة نفسانيّة لتخبرني بالحقيقة.
كان إسمها ماري كريستين لم أرتح لها مذ رأيتها، و ازداد كرهي لها لأنّها أخبرتني بما حدث لي ببرودة دم.
بعد أن قلت لها أشعر بآلام في رجليّ، ردّت قائلة: لكنّك فقدتِ رجليك.
الله أكبر فقدت رجليّ؟؟؟!!!
قلت في قرارة نفسي: هي تكذب عليّ و يبدو أنّها عنصريّة لأنّها رأت الخمار على رأسي فأرادت تحطيم معنوياتي
كنت أريد أن أتأكّد من صحّة الخبر و لذلك أردت التّأكّد بنفسي، عندما يأخذوني لتغيير الضّمادات في صبيحة الغد سأحاول أن أرفع رأسي قليلا و هم يحملونني ليضعوني على المِغسل لأنّني لم أكن أستطيع تحريك و لا جزء من جسمي، و طبّقت ما فكّرت فيه و يا لهول ما رأيت: لم أر لا السّاقان و لا القدمان و حروق بليغة على الفخذين.
أدرت رأسي و قلت: اللّهمّ أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها و نزلت دمعة من عيني حارّة، رأتها الممرّضة فمسحتها و ابتسمت.
ها أنا قد علمت الحقيقة المرّة، فكيف أبلغها الآن لأهلي و كانت هذه بالنّسبة لي أصعب.
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
من مواضيعي
0 موجة غضب بسبب قائمة السكن الإجتماعي بأولادجلال ولاية بسكرة
0 (فيديو) خرجة منتدى الشروق الى السمارة 2014
0 رجاء (بعد مبادرة السمارة 2014)
0 إلتماس ورجاء 2
0 كائن يحتاج الى رعاية
0 (جمع بحث) ...تحليل "السلفية " ونقدها بداية من منبعها
0 (فيديو) خرجة منتدى الشروق الى السمارة 2014
0 رجاء (بعد مبادرة السمارة 2014)
0 إلتماس ورجاء 2
0 كائن يحتاج الى رعاية
0 (جمع بحث) ...تحليل "السلفية " ونقدها بداية من منبعها
التعديل الأخير تم بواسطة لغريب ; 30-05-2012 الساعة 01:09 PM