عقدة تعاني منها الكثيرات.. "أنا قبيحة"!
26-10-2017, 02:05 AM


تبحث المرأة دائما عما يجعلها ذات حسن في أعين الناس وفي "عين" المرآة التي تستنطقها في كل حين وتلح في طلب الإجابة "هل أنا جميلة"؟، لأن الجمال هو الذي يجعلها مقبولة ومطلوبة في المجتمع، سواء تعلق الأمر بالزواج، أو بالآخرين الذين يبهجها تعبيرهم عن الإعجاب بها حتى تشعر بالرضا عن نفسها، وعلى العكس من ذلك تماما، تصاب بالإحباط وتفقد طعم السعادة لمجرد أن تكتشف أن شكلها ليس من النوع الذي تشهق له النفوس إعجابا، أو على الأقل ليست ممن تنتمي إلى"المقبولات"، وكثيرا ما ترى هذا الأمر في تلميحات الناس وتصريحاتهم وفي إدبار الرجال عنها خاصة إذا كانت في سن الزواج.
وقد لا يكفي أن تفقد المرأة كل الجمال ليتملكها هذا الإحساس المقيت، فربما جعلها "أنفها" الذي يوصف بالكبير رغم ما تتمتع به من حسن أن تصاب بعقدة نفسية، وربما جعلها فمها الكبير تعتقد أنها قبيحة الشكل، وربما جعلتها عيناها الصغيرتان تتمنى لو تستطيع أن تفقأهما بإبرة خياطة وتستريح حتى وإن قيل لها " أنت جميلة رغم أن ... ".
أسنانها جعلتها تنطوي على نفسها
ولذلك، تبادر الكثير من النساء للبحث عما يخلصها مما تراه ويراه الآخرون "عيبا" فيها، باستعمال أدوات الزينة "الماكياج" التي صارت قادرة على الإخفاء المؤقت للعيوب، أو بمحاولة إجراء عملية تجميلية عندما يكون ما تعاني منه فوق طاقة احتمالها، على غرار فاطمة، الشابة الجزائرية، التي اعتزلت الناس وانطوت على نفسها بسبب أسنانها التي جعلتها تخجل من الابتسام أو الضحك، حيث كانت تعاني من أورام في عظام الفكين الأمر الذي جعل أسنانها مزدحمة كما وصفت حالتها طبيا، وحاولت هذه الفتاة أن تتخلص من مشكلتها التي عقدتها نفسيا بزيارة عدد من أطباء الأسنان في الجزائر وحتى فرنسا، ولكنهم أكدوا لها أن الحل الوحيد في استئصال أجزاء من الفك مع خلع الأسنان، ما يعني أنها ستضطر إلى استعمال طقم من الأسنان ما يجعلها تبدو كامرأة مسنة..
وتلاشت أحلام فاطمة في علاج تقويم أسنانها بصورة لا تسبب لها الحرج والإحباط، ولكنها ظلت تبحث عبر الانترنت والفضائيات عما يحدث تغييرا كبيرا في حياتها، وبالفعل وجدته من خلال برنامج "صباح الخير يا عرب" الذي يبث على قناة "أم بي سي" التي مكنتها من الالتقاء بطبيب أسنان شهير يدعي مجد ناجي، الذي يلقب بدكتور المشاهير، حيث سافرت إلي عيادته في دبي، وهناك خضعت لعدد من العمليات الجراحية أبرزها استئصال الأورام ومعالجة أعصاب الأسنان وتجميل اللثة في مدة لم تتجاوز الشهرين، وكل ذلك بدون مقابل لأن الدكتور مجد قرر أن يعالج فاطمة مجانا بالتعاون مع الأطباء في عيادة " ليبرتي" لعلاج الأسنان، وهناك فقط شعرت الفتاة الجزائرية لأول مرة أنها قادرة على الابتسام دون خجل.
الدهون قادتها إلى عمليات تجميلية
وبالنسبة لبعض الجزائريات، يعتبر الوزن الزائد الذي لم تنفع معه الحمية، عيبا ينبغي التخلص منه، إما ببعض المستحضرات الطبيعية التي تباع في صيدليات الأعشاب الطبية التي لا تحقق في الغالب أي نتيجة ناهيك عن أعراضها الجانبية الخطيرة، أو بإقدامهن على عمليات شفط الدهون في عيادات التجميل الموجودة في الجزائر، رغم مخاطرها خاصة في ظل التجربة القصيرة لهذه العيادات التي تجعلها معرضة للخطأ، على غرار ما حدث مع إحدى السيدات التي فقدت حياتها بسبب عملية شفط الدهون بعيادة خاصة بسطيف، لذلك تفضل بعض الميسورات ماديا إجراء مثل هذه العمليات في الخارج، أو الاتصال ببعض البرامج الفضائية للتكفل بحالتهن، وقد عرف برنامج "مع جويل أحلى" الذي يبث على "أم بي سي" استضافة صحفية جزائرية أبدت رغبتها في التخلص من الدهون المتراكمة والتخلص من ترهلات الجفنين، بالإضافة إلى عمليات تجميلية أخرى ما جعلها تظهر بمظهر مختلف تماما عما كانت عليه في السابق.
ونفس السياق، تقول كريمة عن ابنة أختها، إنها ترجتها أن تجري اتصالا لها مع "جويل" حتى تستقبلها في برنامجها وتساعدها على تحقيق حلمها في الظهور بمظهر الحسناوات، إلا أنها لم تستجب لطبلها الذي قالت إنه يتعارض مع مبادئها ولا يخدم ابنة أختها المتزوجة حديثا والتي لم تستشر زوجها في هذا الأمر والذي من المؤكد أنه لن يسمح لها بذلك، بل قد يهددها بالطلاق إذا فاتحته في هذا الموضوع.
من حق المرأة أن تفتش عن الجمال بطرق مشروعة وصحية وغير متعارضة مع الشرع، ولكنها إذا فقدته وعجزت عن طلبه، فذلك حتما ليس نهاية العالم، فيكفي أن تتمتع بروح طيبة وقلب كبير وأخلاق عالية ليراها الجميع جميلة، وذلك هو الجمال الذي لا يفنى ولا يزول، على عكس جمال الوجه والجسد الذي تتولاه السنون ودود القبور.