كيف نطالب الكاتب بالحياء والشارع يغرق في الرذيلة؟
17-04-2016, 05:47 AM

زهية.م

صحافية مختصة في الشؤون الثقافية

بدا الدكتور أمين الزاوي وفيا لقناعاته وتوجهاته في كتابة الرواية وهو ينشط العدد الجديد من "موعد مع الرواية" الذي استضافه بقصر الثقافة رفقة السوري خليل صويلح في نقاش مفتوح حول "المسكوت عنه في الرواية العربية"، حيث قال صاحب "شارع إبليس" أنه لا يوجد في الإبداع خطوط حمراء، وأن المحظور الوحيد هو الجهل، مؤكدا أن هاجس الكاتب العربي هو الغوغاء والقبيلة، خاصة عندما تربط مواقفها وتناولها للعمل الأدبي بالقراءة الدينية، وأضاف الزاوي قائلا الروائي الذي يكتب ما ينتظر منه القارئ الأفضل أن لا يكتب أبدا، مؤكدا في السياق ذاته أن السياسية لم تعد طابو في العالم العربي وتراجعت، ليبقى الدين في علاقته بالجسد الطابو الوحيد الذي يحيف القراء، والكتاب الذين لم يصلوا حسب الزاوي لنفس شجاعة وتفتح الكاتب في الغرب خاصة. وفيما يتعلق بتناول السيرة الذاتية وهذا يعود حسب الزاوي إلى عدم وجود تقليد الاعتراف في الثقافة العربية مثلما هو موجود في الثقافية المسيحية، بينما ثقافتنا كعرب تقوم على ستر الفضيحة التي يرى الزاوي أنها يجب أن تفضح.
وفي السياق ذاته، قال أمين الزاوي أن التعامل مع "الطابو الجنسي" في الرواية العربية مايزال يخضع لهوى الدعاة الذين انتصروا على الفقهاء المتنورين، لأننا تراجعنا مقارنة بالثقافة والتراث العربي الذي تناول مسائل الجسد بشجاعة وجرأة، هذا التراجع حسب الزاوي يعود لكون المواطن العربي صار رهينة واقع اجتماعي وسياسي وثقافي متردي يتسيد فيه الجهل.
من جهته، الروائي السوري خليل صويلح لم يبتعد كثيرا عن آراء الزاوي، حيث يرى أن مطالبة الكتاب العرب بتوخي "الحشمة في أعمالهم"، بينما الشارع يغرق في الرذيلة بكل أشكالها فيه شيء من السريالية.
من جهة أخرى، اعتبر صاحب "وراق الحب" أن اللجوء إلى إغراق الكتابة في البورنو ليس من صميم العمل الأدبي وإنما مرده البحث عن الترجمة، وتساءل صويلح لماذا الفضائيات العربية تعج بالعري ونحن نطالب الكتاب بالحياء في أعمالهم، معتبرا تحرير الحسد والروح هو جزء من تحرير الإنسان وتحرير اللغة والفكر.