....وهل ظلمت نفسي أنا...؟
25-01-2017, 07:47 PM
....وهل ظلمت نفسي أنا...؟


هي الأمارة نعم... هي اللوّامة أجل...لكن ما أطمح إليه وعليه ألح وأصر أن تكون هي المُطْمَئِنَّة المُطَمْئِنة’ فلا تسبقني صاحبي لساحة قبل أن أصفها وأمهد أديمها لك’ لأنك صاحبي ولأنك تستحق مني تقديرا واحتراما ’ ولأنك أهل لذلك’ ولأنك حقا نِعم الصاحب ....
لا ضير إن هم اعتدوا عليّ بقول أو فعل ’ فربك أعلم وأعظم وأجل ...إليه يصعد الطيب من الكلِم ويعلم مدى عمق الندب من الكلِم’ لا عليك فقد كلّ متني وأتعبتني الحياة ’ وكثيرا كثيرا ما ظلمتني ’ وقد لذت بالصمت وعن الردود صمت’ لعل الله سبحانه وتعالى يفرج ما بي ’ وليس ذلك عليه بعزيز........
وهل ظلمت نفسي أنا لمّا دخلت حديقة حروفي’ أبتغي تنقية تربتها من الضار من العشب ’ وأسقي جذورها وأخفف عنها ما تراكم من أثقال وأدران الدنيا وتلكم الكروب التي أحاطت بها وبي فسوّدت الأبيض وجعلته أكثر رداءة ’ وكتبت ’ عذرا نقشت عليه رموزا كطلاسم احتار في فك رسومها سحرة فرعون وهامان
يا رب وقد وهن العظم واشتعل الرأس شيبا’ وأرجو ألا أكون بدعائي ربي شقيا.؟
يا رب عليك أتمنى ألا تذرني وحيدا وقد ناء عني طعم الرؤيا ’ واشتاقت نفسي لسماع أطيب الحديث ...
يا رب جلت كثيرا’ وصلت أكثر’ طرقت ليلا سبحت نهارا ’ ذقت حلوا وشبعت حنظلا ’ هويت من أعلى إلى أسفل ’ تخطّيت السواقي والجداول’ غصت بحارا جفّفت أنهارا وقد استعصى عليّ تقليم ألأظلاف وقد رأيت بأم عيني أظفارا’ أبصرتها في تمدد وقد استقوت واشتد خدشها وفؤادي مضرج ببقايا من ماض سحيق لم يذكره المؤرخون يوما ولا شهورا.’ ولم يتحث عنه القاصون المقتفون أثارا...؟
يا رب ليس من على ظهرها باق إلا وجهك يا ذا الجلال والإكرام ’ فإن قبضتني إليك فنفسي ارحمها وإن أنت أخرتها لأجلها فاحفظها ’ الزاد قليل والسفر طويل
وإني لأرى قرب موعد الرحيل ’ ألآ لطفا بي وهذا الجسد العليل’ أكرمني بنور وجهك الجليل’ وخفف عني في قبري السؤال الثقيل’ وأنره لي كما أنرت كونك ببدر حين اشتداد ظلام الليل...
يا رب يا الله يا عالم الغيب والشهادة ’ تعلم ما أخفي وما أعلن ’ وما أسر وما به أجهر ’ وقد هفا القلب لا رياء ولا تملقا’ بل صدقا وحقا ’ فيسّر لي طريقا’ واجعل لي فراشا كان جوهره سندسا واستبرقا ’ وسّعْه لي فلا أرى فيه ضيقا...
آمنت بالذي نزل به الروح الأمين جبريل على قلب حبيبك محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- حفظته’ فقهته’ علمتهة فسّرته دون تأويل..
يا رب نجني ومن أحب من الفتن ما ظهر منها وما بطن’ وقد محصت مغبة فعلِ قابيل بهابيل ...