....وقد يدمع القلب قبل العين أحيانا...
20-02-2017, 03:55 PM
....وقد يدمع القلب قبل العين أحيانا...



ككل الناس ممن اعتادوا الغوص في البحر .... أنا المسمى بذي القلب المنكسر.....


رحت وصغار طيوري لا تزال في حبسها الذي صنعته لها من أحشائي نائمة , بيد أني لم أنس
شربها وأكلها , أما عن لباسها الذي يستر ضعفها فهي ليست في حاجة لي , لأن الله كساها
بريش أنعم من حرير يلبسونه هؤلاء ممن خالطت وتعاملت وعاشرت.....


طيوري هذه تراها محبوسة لكن لا يثنيها أمر فهي فجرا تغرد .. وهي المحبوسة ضحى وعشية
لكنها لم تتمرد, وهي على هذا الحال صابرة وإن طال الأمد ...وذات مساء , ومن شدة الوحدة
وغليان القلب


بدا لي أن أحررها لتزداد وحدتي حرقة , ويفور تنور صغيرتي فيلفحها لهب كبدي فتتبرأ مني .....


لا ضير , فالشاة لا يضرها السلخ بعد ذبحها , ولولا القمة ما تباهى الجبل جبروتا وعظمة لأنه من
أصغر الحصى تكون, وما مجرى النهر إلا انخفاضا.


تحت ظل شجرة كانت بالأمس القريب شجيرة , وقبله كنت قد غرستها وهي فسيلة ..


فما أشبه اليوم بالأمس والليلة بالبارحة...أقبل أيها الدجى ؟, فما في كبدك إلا بدر وما زان البدر إلا
نور , وما النور إلا من النور وما النور إلا الله سبحانه...


رحتُ وراحت أفكاري تجوب الغابة شبرا شبرا, تعانق تارة أعلى الشجر وأخرى برقمين -6/2


تقلب تربة فيها زرعت ُ بذور الربيع ومنها بدت واشتد سوقها , فهي ذات لون أبهى مما رأت
العين وذات رائحة أطيب من ريح المسك , فلا غرو إنها شجيرة الياسمين., أحطتها لطفا براحتي


فنمت سباتا آمنا فراشتي. شممت طيبها فانتعشت نفسي , فبكى قلبي .فدعوت لها ربي


أن يحفظها من عواصف الألسنة, ومن رذاذ الأفواه النتنة ومن حفر مياهها آسنة


سألت لها ربي وجعلته على ما نويت شهيدا شاهدا سرا وعلانية , ومالت شمس ذلك اليوم
لمخدعها وهدأت حركة كل ذي كبد , فلا شيئ ينبئ عما سيكون في يوم الغد

اللهم إياك استعين وإياك أعبد