وفاة سيدة وجنينها في برج باجي مختار بأدرار / نتيجة انعدام الأطباء وأجهزة الأشعة
05-09-2018, 09:40 PM



توفيت مطلع الأسبوع سيدة حامل مع جنينها في برج باجي مختار بأدرار، وذلك بعد رحلة ماراطونية من أجل إنقاذها بالتنقل عبر مسافات خيالية، نحو عدة مستوصفات ببلديات الولاية مترامية الأطراف، لتلفظ المريضة أنفاسها الأخيرة، نتيجة نقلها عبر طرق وعرة، بحثا عن قابلة أو طبيب مختص في النساء والتوليد.
تعود القضية إلى صبيحة يوم الجمعة، حين تم نقل المريضة إلى العيادة متعددة الخدمات في البرج، بعد إحساسها بقرب موعد الوضع، حيث فحصها الطبيب العام المناوب في ظل انعدام قابلة، حيث حاولت الممرضات إخراج الجنين من رحمها، واستمرت المحاولات حتى صبيحة يوم السبت، حين توقف الجنين عن الحركة في رحمها ما رجح فرضية موته، ليقرر الطبيب تحويلها إلى مستشفى رقان، حيث تم نقلها فوق سيارة إسعاف لمسافة تصل إلى 650 كلم، عبر ممر يعد من أخطر وأصعب الممرات في الوطن، لتصل المريضة بعد 12 ساعة من السير والمعاناة، لتصطدم مجددا بانعدام طبيب مختص في التخدير والإنعاش لإجراء عملية قيصرية.
حولت المريضة في رحلة أخرى نحو مستشفى عاصمة الولاية أدرار على بعد 150 كلم، لتصل في ساعة متأخرة من الليل، إذ تم إدخالها إلى غرفة العمليات وإجراء عملية قيصرية وإخراج جنينها الميت، ثم وضعت تحت المراقبة الطبية، وبعد ساعات قليلة ساءت حالتها، ليتم وضعها في غرفة العناية المركزة، إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة بعد معاناة من السفر، وبسبب الإهمال وانعدام الأطباء والقابلات وسيارات الإسعاف، في منطقة برج باجي مختار وضواحيها.
يعاني المرضى المصابون بشتى أنواع الأمراض ببلديات أدرار النائية، من انعدام الأطباء وأجهزة الأشعة، خصوصا الأمهات المقبلات على الولادة، حيث تنعدم أجهزة الأشعة خاصة نوع إيكوقرافي، وأطباء الجراحة والتخدير والإنعاش، وكذا أمراض النساء والتوليد وحتى القابلات، الأمر الذي فاقم من الوضعية السيئة للواقع الصحي بالولاية، وحتم على المواطنين البسطاء، قطع مئات الكيلومترات، من أجل إجراء فحوص بسيطة بعاصمة الولاية البعيدة، ليترك الوضع الصحي المأساوي، عدة استفهامات حول الصمت المطبق للسلطات العليا للبلاد، التي تتخذ وضعية المتفرج رغم علمها بمعاناة مواطني المناطق الجنوبية النائية.