رد: شاركنا النقاش العلمي..! حول قضايا معاصرة
09-12-2009, 05:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أود أولا التنبيه إلى أهمية النقاش العقلاني
النقاش الذي يستمع فيه الجميع للمتحدث
فيتحصل بالتالي على فرصته كاملة لإبداء رأيه وإيصال مبتغاه
ولعل أحد شروط توفر النقاش البناء لا الجدل العقيم
هو وجود موجه للجلسة تستقيم به الأمور
ولعل رغم أهمية الموضوع من حيث كونه نقاشيا
إلا أنني أرى أنه ينقصه هذا الفاعل -الموجه-
عموما
بالنسبة لموضوع الحياة خارج الأرض
لا أرى أبدا أي مانع علمي دنيوي ولا شرعي ديني لمثل هذا الفرض
فالحياة المقصودة بالامكان خارج الأرض
قد لا تكون حياة كحياتنا
وقد لا يكون مقيموها أناسا كأناسنا وحيوانات كحيواناتنا
و و و و و
ومع كل احترامي
هذا تفكير على درجة كبيرة من القصر
فالحقيقة والعلم أثبتا أنه في كل مرة نطبق قاعدة معينة بتغيير أحد معطياتها نصل إلى نفس النتيجة بتغييرات معينة
فمثلا: إطلاق حجر من علو 50 مترا يؤدي إلى سقوطه ووصوله الأرض بعد زمن معين وإطلاقه من علو 100 متر يؤدي إلى سقوطه -نفس النتيجة- بعد زمن مغاير
والحال نفسه
ونحن إن تمعنا في قوانين الكون ككل وجدناها قوانين ثابتة لكل مجال كوني
فالجاذبية الكونية مثلا قيمة معطاة بثبات مطلق لكل نواحي الكون على اتساعه
وكذا سرعة الضوء ثابتة
ونفس الأمر ينطبق على بقية الثوابت العلمية
وإن كانت هذه المعطيات مجتمعة أدت إلى ظهور الحياة على كوكب متوسط الحجم يبعد مسافة معينة عن نجم متوسط الحجم أيضا فالسؤال يجب أن يطرح على شقين:
1- ما هي احتمالات أن يتقارب الوضع بين الأرض والشمس وبين نجم وكوكب في مكان ما من هذا الكون المترامي الأطراف فتتكرر نفس النتيجة لتكرر المعطيات؟ كثيرون سيقولون أن هذه الاحتمالات شبه منعدمة ولكن الرياضيات تقر بأنها إما شبه منعدمة وإما أنها لانهائية -الحديث عن الاحتمالات-
2- ما هي احتمالات أن يختلف الوضع فيما يخص الأرض والشمس وان ينتج لنا بالرغم عن ذلك حياة ؟ بمعنى لو ان الأرض كانت ابعد قليلا عن الشمس؟ أو كانت أكبر قليلا عما هي عليه؟ أو زادت سرعة دورانها ؟ أو غيره من الثوابت المتعلقة بهما معا
العلم يقول أنه لم يكن للحياة أن توجد
فعلا لم يكن للحياة أن توجد بشكلها هذا
لكن
ألم يكن من الممكن ان تنتج مخلوقات أخرى بصفات اخرى ومميزات مختلفة، بحيث يقاوم جلدها الحرارة الشديدة أو تحتمل عيونهم ضوء الشمس الجديد أو غيرها من المتغيرات التي ستنتج عن قرب او بعد الأرض عن الشمس، وعن زيادة سرعتها و......
والواقع الذي نراه هو أن الحياة على الأرض تأقلمت بشكل كبير وسريع مع المتغيرات التي طرأت عليها وبحسب حاجتها
فالأسماك مثلا اخترقت حجاب الماء في إحدى مراحلها لتشكل الحيوانات الزاحفة والتي منها اليوم حيوانات قد تغرق في الماء
أعود لأطرح السؤال: ما الذي يمنع مثلا حياة تنشأ بسبب وجود نسب معينة من الأكسجين والهيدروجين والنتروجين في الهواء
ثم تتطور بسبب درجة معينة من الحرارة ومعطيات أخرى غيرها
ما الذي يمنع ان تنشأ هذه الحياة على شكل آخر في ظل معطيات مختلفة وتتطور بشكل مخالف ومغاير لما نعرفه نحن عن معنى الحياة
والحقائق العلمية المتوفرة لدينا على الأرض جميعها تذهب باتجاه تأييد هذا الطرح وترجيح هذه الفرضية رغم عدم وجود دلائل منطقية وعلمية لها.
لذا
فنحن نرى أن العلم والحقائق المتوصل إليها حتى الساعة لا تلغي البتة فرضية وجود حياة على كوكب ما في الكون، حتى وإن استبعدت بشكل كبير وجود حياة مشابهة لتلك الموجودة على الأرض، ولعل هذا من أكثر ما يلعب عليه العلماء والمفكرون المعارضون لهذا الطرح.
أما من الناحية الدينية
فقد رأيت في رد الأخ lehmadi كفاية
فالقرآن ومن بعده السنة لم يرد فيهما ما ينفي وجود حياة خارج هذه الأرض
بالعكس
فالنظرة الدينية للأمر تفتح الباب على مصراعيه، فعلميا لا يمكننا الاعتراف بوجود الجن ولكنهم فعلا موجودون، ووجودهم أيضا مبني على أسس علمية، ولكن جهلنا لها هو ما يجعلها غير علمية بالنسبة لنا، وإن كان مقدرا ان يجيء اليوم الذي نفهم فيه آليات كونهم، ومقدرتهم على الاختفاء والتشكل، وحقيقة كونهم من نار .... كل هذه بحاجة إلى تفسيرات علمية دقيقة قد لا نتعرف عليها ابدا، ولو قدر لنا ذلك يوما ما فالمؤكد أن وجود الجن سيصبح حقيقة علمية مادية ليست في حاجة لبرهنة
والأمر سيان
لا يمكن للعلم أن يبرهن وجود حياة أخرى على كوكب آخر إلا حينما يجد هذه الحياة، ذلك أن هذه الحياة نفسها تقترن بمكان وجودها والظروف المحيطة بتشكلها لنعرف النتيجة التي وصل إليها تطورها.
من مواضيعي