شيء من صفات الحيارى!!؟
22-05-2016, 12:38 PM
شيء من صفات الحيارى!!؟
فائز علي الشهري




الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



لقد حاولتُ كتابة تَمهيد للمقال، فلم أجد أفضل من هذه القصيدة لأبي ماضي – وهو:" شاعر نصراني من شعراء المهجر" - قال فيها:

جئتُ، لا أعلم من أين، ولكنِّي أتيتُ!.
ولقد أبصرت قدَّامي طريقًا فمشيتُ.
وسأبقى ماشيًا: إن شئتُ هذا أم أبيتُ!!؟.
كيف جئتُ؟، كيف أبصرت طريقي؟.
لستُ أدري!!؟.
أجديدٌ أم قديم أنا في هذا الوجود!!؟.
هل أنا حرٌّ طليق أم أسير في قيود!!؟.
هل أنا قائدُ نفسي في حياتي أم مقود!!؟.
أتمنَّى أنَّني أدري، ولكن...
لستُ أدري!!؟

قلتُ: لو سأل إيليا أبو ماضي هذه الأسئلة لأحد أطفال المسلمين لأجابه وأرشده، ومع سهولة الإجابة عن هذه الأسئلة لي ولك، فهي عند من زعموا أنهم:" ملاحدة": أسئلة محيرة ومُثيرة!!؟، مع عدم اقتناعي بوجود الإلحاد وجودًا حقيقيًّا على أرض الواقع بالحجم الذي يروجونه له، بل إن وجوده: وجودٌ تنظيريٌّ على الورق -كبقية الأفكار والمُعتقدات الباطلة - فلا يُمكن التشبُّث أو الاقتناع أواليقين به، والأزمات تكشف هذا؛ قال سبحانه:
[ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا].
وإن العجب ليتملَّكني: عندما أرى أناسًا بلغوا من العمر عتيًّا في بلاد الإسلام: سمعوا الأذان والقرآن، واطَّلعوا على شيء السنَّة والسيرة، وخالطوا المسلمين، وأتوا مِن أبوين مسلمَين، ومع هذا سقطوا في:" مستنقع الشكِّ والإلحاد!!؟"، وهذا لا يأتي دفعة واحدة، بل له جملة من الأسباب؛ أهمها: عدم وجود الحصن الإيماني المتين لدى هؤلاء، فكانوا لقمة سائغة لهذه الأفكار ولأصحابها!!؟.
ولقد ناقشتُ عددًا من الحيارى، وقرأت لكثيرين منهم، فرأيت فيهم صفات اشترك فيها أولئك القوم الذين استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة، وأعملوا عقولهم القاصرة التي عجزت عن فهم بعض ما يَلمسون أثره؛ كالروح التي بين أضلعِهم، فكيف بخالق هذا السر العظيم الذي لا إله غيره سبحانه وبحمده؛ فإليك أيها القارئ الكريم جملة من الصفات التي رأيتُها في أولئك القوم:

1). الأنا المعرفية؛ فهم يرون أنفسهم قد أوتوا علم الأولين والآخرين!!؟، وأوتوا عقلواً: لم ولن يُخلق مثلها أبدًا!!؟.

2). التخبُّط المعرفي، والشتات المرجعي والفكري؛ فتراهم مثلًا يُنكرون أحاديث من السنَّة: لكونها أخبارًا وأحداثًا تاريخية، ومع ذلك تراهم يقومون بالاستدلال على نَقضها بأخبار وأحداث تاريخيَّة أيضًا، فيا للعجب!!؟.

3). جعْلهم الإسلام من بين الأديان، وأهل السنة من بين الفرق - العدوَّ الأول للإنسانيَّة، والعائق الضخم أمام المعرفة، والسبب الأوحد للإرهاب.

4). افتتانهم بالحضارة المادية الغربية، وجعلها هي الحَكم، متناسين أن ما نراه اليوم من الحضارة الغربية في جانبها المادي: إنما هو امتداد لحضارة أَسَّس جُلَّ علومها ومعارفها الأجدادُ رحمهم الله في بلاد الأندلس.

5). جهلهم بالدين وأصوله، سواء كانت اعتقادية أو فقهية – وأظنه: السبب الأهمَّ - مع ما يدور في فلكها من علوم الآلة التي نتعرَّف بها على الفنون، ومن خلالها يتم الدخول إليها.

6). نقمتهم على المجتمع الإسلامي، وأن أفراده هم: السبب الكبير للتخلُّف بزعمهم!!؟.

7). عدم التجرد للحق، والجدال لأجل الجدال، لا لأجل البحث عن الحق والصواب.

8). تقييمهم للدين وأهله: بناءً على تجربة أو تجارب سيئة من أشخاص زعموا الالتزام والاتباع!!؟.

9). الاستهزاء والسخرية عند صَدمِهم بالحجَّة، ودحض أباطيلهم، وكذلك خروجهم عن موضوع النقاش، فهم مجيدون للمُراوَغة جدًّا.

كانت تلك أهم الأسباب التي تحصَّلت عليها: بناءً على تجربتي الخاصة القصيرة مع القوم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.