زطشي: تحقيق “البي بي سي” لم يقدم الجديد.. الرشوة ظاهرة “عالمية” و”أعطوني” الأدلة لأفتح تحقيقا
06-11-2018, 05:41 AM






قلّل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، من شأن وصف وسائل إعلام أجنبية لكرة القدم الجزائرية بالفاسدة، وتأكيد تقريري “البي بي سي” و”فرانس فوتبال” بترتيب وشراء المباريات في البطولة الجزائرية جهارا نهارا، واصفا التقرير المذكور بـ”الفارغ” وغير الحامل “لأي جديد”، من منطلق افتقاره لأي دليل يسمح لهيئته والسلطات القضائية الجزائرية بفتح تحقيق في هذه الاتهامات الخطيرة، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما رفض صفة “تخصيص” الرشوة الكروية بالجزائر وقال إن هذه “الظاهرة عالمية”، في حين رفض التعليق على تصريحات الناخب الأسبق رابح سعدان، واعترف بأن تصريحات رئيس شبيبة القبائل، شريف ملال، قد “صدمته”.
قال زطشي، الثلاثاء، خلال نزوله ضيفا على حصة “ضيف التحرير” للقناة الإذاعية الثالثة، ردا على سؤال متعلق بالصورة الخطيرة المصاحبة لسمعة الكرة الجزائرية والمرتبطة بـ”الفساد”، تبعا لتقريري “البي بي سي” و”فرانس فوتبال” الأخيرين: “تقرير البي بي سي لم يحمل أي جديد وكل ما تضمنه يقال منذ فترة داخل الجزائر..”، قبل أن يضيف: “لكن القاسم المشترك بينهما هو عدم وجود أي دليل يثبت وجود تلك الممارسات، ومن جانبنا لا يمكننا الذهاب بعيدا في هذه القضية لعدم وجود دلائل واضحة، ومن هذا المنبر أؤكد بأنه من يملك أي دليل فليجلبه إلينا لنفتح تحقيقا رسميا رفقة السلطات القضائية”، واستبعد رئيس الفاف وجود أي تأثير على سمعة الكرة الجزائرية من خلال “تدويل” قضايا الفساد الكروي المحلي واتخذ موقف المدافع و”المبرر” عندما صرح: “لا أظن بأن كل ما قيل في التقريرين يمس سمعة الكرة الجزائرية.. الرشوة ظاهرة عالمية، وأقصد هنا بالطبع الرشوة في كرة القدم، لقد فجرت عدة قضايا في دول مختلفة وليس صورة ملتصقة بالجزائر فقط..”، كما رفض بالمناسبة أيضا فكرة تأثير تصريحات سعدان بخصوص ترتيب نتيجة لقاء الجزائر ومصر في “كان 2010” على المنتخب الوطني، وقال: “لن أرد على تصريحات سعدان، لأنها تخصه هو والأطراف التي كانت فاعلة في تلك الفترة، في إشارة ضمنية إلى روراوة، لكنها لم ولن تؤثر على المنتخب الوطني، لأننا مركزون على أهدافنا حاليا..”، قبل أن يضيف بخصوص إمكانية تطرق سعدان إلى نقاط أخرى بخصوص الملف تبعا لطلبات لاعبين دوليين سابقين: “إذا كانت هناك معطيات أخرى فليقل كل الحقيقة”.
من جهة أخرى، لم يخف زطشي “صدمته” من تصريحات رئيس شبيبة القبائل، شريف ملال، والتي وصف بها بعض مسؤولي الكرة الجزائرية ورؤساء الأندية بـ”المافيا” وهدد بمقاطعة لقاء اليوم أمام اتحاد العاصمة، وصرح: “أنا مصدوم بتصريحات رئيس شبيبة القبائل، هو مسؤول عن كلامه وعليه تحمل عواقبه، خاصة أنه لا توجد أسباب وجيهة للإدلاء بتلك التصريحات”، قبل أن يضيف بخصوص تهديدات المقاطعة: “مقاطعة أي مباراة لها عواقبها، والقوانين واضحة بهذا الخصوص”، ودافع رئيس الفاف عن قرارات وخيارات رابطة مدوار، السبب الرئيس في ثورة ملال، وقال: “الرابطة المحترفة لكرة القدم سيدة ويجب احترام قراراتها والبرمجة التي تعدها..”، قبل أن يبرز دعمه المطلق لمدوار بالقول: “رئيس الرابطة انتخب بطريقة ديمقراطية ونحن نضع كل ثقتنا في شخصه..”، ولم يستبعد زطشي استدعاء لجنة الانضباط للرابطة وحتى لجنة الأخلاقيات للفاف لملال “بسبب تصريحاته الخطيرة”، داعيا مسؤولي الأندية الكف عن مثل هذه التصريحات لأنها “تغذي العنف في الملاعب”، وقال بخصوص هذه الظاهرة: “الجميع مسؤول عن ظاهرة العنف في الملاعب، ومثل هذه التصريحات لا تساعد، فكل الرؤساء يمثلون جهة معينة من الوطن والغرق في مثل هذه الممارسات يزيد الأمور سوءا.. الجميع مسؤول بما فيهم الرؤساء واللاعبون والمدربون وحتى وسائل الإعلام المطالبة بعدم تسويق مادة إعلامية محرضة على العنف..”.
إلى ذلك، لخص زطشي حل مشاكل العنف في الملاعب في عملية التحسيس، عندما قال: “التحسيس بخطورة الظاهرة ضروري، وشخصيا أود أن أرى مادة تدرس التلاميذ في الابتدائي والمتوسط والثانوي تتحدث عن ظاهرة العنف في الملاعب وعواقبها الخطيرة”، قبل أن يتموقع في موقف المدافع الشرس عن قراراته “الخاطئة” بخصوص المنتخب الوطني وعلى رأسها استهلاك ثلاثة مدربين للمنتخب الأول وأربعة في المنتخبات السنية وثلاث مديرين فنيين وطنيين خلال عهدته التي لم تصل عتبة السنتين بعد، وقال: “تغيير المدربين أمر عادي ويحدث في مختلف منتخبات دول العالم.. انظروا مثلا ريال مدريد عين مدربا وبعد أربعة أشهر فقط أقاله وها هو يبحث عن مدرب جديد..”، مضيفا بخصوص اختيار بلماضي: “أعتقد بأنه الرجل المناسب للمرحلة والمنتخب الوطني ونتمنى النجاح معه، لأن هدفنا هو المرور إلى المربع الذهبي لـ”كان 2019” على الأقل”، نافيا وجود أي تقصير أو تأخير في تعيينه بعد أن كان اسمه مطروحا قبل تعيين رابح ماجر، وصرح بهذا الشأن: “من كان يضمن نجاح بلماضي في تلك الفترة..”، كما لو كان تعيينه في هذه الفترة “نجاحا أكيدا”، رافضا ربط الاستقرار بالعارضة الفنية للمنتخب: “الاستقرار بالنسبة لي مرتبط بالمشروع.. بمشروع التكوين الذي نسعى لتفعيله والذي سنرى ثماره بعد سنوات على مستوى المنتخب وحتى الأندية..”، قبل أن يرد على تصريحات الوزير محمد حطاب بخصوص مطالبته الفاف بـ”ترشيد النفقات واستغلال مركز التكون الخاصة بالدولة بدل بناء مراكز أخرى..” بالقول: “أنا أتفق مع الوزير بخصوص استغلال مراكز التكوين.. كفانا تحريفا لتصريحات الوزير، لأنه يساند مشروع الفاف التكويني ونحن نعول على مرافقته في هذا المشروع..”.
ولم يفوت رئيس الفاف الفرصة للدفاع عن الحكم الدولي عبيد شارف، بعد اتهامات التونسيين له بتلقي الرشوة في ذهاب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بين الأهلي المصري والترجي التونسي، بعد احتسابه لضربتي جزاء غير شرعيتين للمصريين وانتهاء اللقاء بفوزهم بـ3-1، وقال: “صحيح أن عبيد شارف لم يقدم مباراة كبيرة، لكن بالنسبة لي يبقى حكما كبيرا ومعروفا ووقوعه في الخطأ أمر وارد”، وتابع: “أما اتهامه بالرشوة فهذا أمر غير مقبول..”، كما دافع زطشي عن حكام البطولة الوطنية واستبعد نظرية “تآمرهم” أو “فسادهم” كما يروج رؤساء الأندية، وأكد: “الحكام أبرياء من تلك التهم.. صحيح أن هناك أخطاء، لكنها مرتبطة بقواعد التحكيم فقط، ومن جانبنا لن نتوانى في معاقبة كل حكم مخطئ أثر على النتائج النهائية للمباريات وبصرامة كبيرة..”، أما بخصوص خبر إمكانية حمل اللاعب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية، بنجامين سطمبولي، لألوان المنتخب الوطني، علق زطشي: “إذا كان هذا اللاعب اختار المنتخب الجزائري سنكون سعداء بذلك، أما مسألة استدعائه فهي بيد بلماضي..”.