رئيس جمعية "المالغ" دحو ولد قابلية: جماعة ياسف سعدي خوّنت مجاهدين وشوّهت الثورة!
19-09-2018, 10:43 AM





دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية الأسبق، دحو ولد قابلية، إلى إعادة الاعتبار إلى بعض الشخصيات التاريخية، ومنهم صالح بوعكوير، واعتباره شهيدا كافح من أجل استقلال الجزائر، واتهم من وصفهم بـ”جماعة ياسف سعدي” بالولغ في دماء بعض الشهداء والمجاهدين.
رئيس جمعية قدماء وزراء التسليح والاتصالات العامة (المالغ)، ولدى مروره على “فوروم” يومية “المجاهد”، الثلاثاء، أكد أن صالح بوعكوير قدم خدمات جليلة للثورة التحريرية، وبالأخص للحكومة المؤقتة، ساعتدتها على إدارة المفاوضات مع السلطات الاستعمارية، والتي انتهت بحصول الجزائر على استقلالها في العام 1962.
ومعلوم أن صالح بوعكوير، كان سيحمل اسمه الشارع الرابط بين المكتبة الوطنية أسفل فندق الأوراسي، وقصر الشعب، غير أن تسمية الشارع تغيرت لتصبح تحمل اسم المجاهد المغتال بفندق أنتركونتينونتال بفرانكفورت بألمانيا في العام 1967، كريم بلقاسم، بسبب شبهات حول الماضي التاريخي للراحل صالح بوعكوير.
وكان صالح بوعكوير، يشغل منصب كاتب عام مساعدا لحكومة فرنسا في الجزائر، وفق ما ذكره ولد قابلية، ومع ذلك فقد قدم خدمة للجزائر، تمثلت في تسريب “مشروع قسنطينة”، الذي أعدته الحكومات الفرنسية المتعاقبة، أملا منها في احتواء لهيب الثورة المتصاعد من خلال محاولة شراء ولاء الجزائريين حتى ينفضوا من حول الثورة.
ووفق ابن مدرسة مؤسس المخابرات الجزائرية، عبد الحفيظ بوالصوف، فإن المعلومات التي قدمها صالح بوعكوير لمصالح وزارة التسليح والعلاقات العامة (المالغ)، والتي تمثلت أيضا في ملف يتعلق بـ “خطط فرنسا لاستغلال النفط الجزائري”، علاوة على “مشروع قسنطينة”، ساعدت الحكومة المؤقتة على التعاطي باحترافية في إدارة مفاوضات الاستقلال مع العدو.
أما التحاق بوعكوير، بالثورة، فقد جاء إثر اتصال وقع بينه وبين رئيس الحكومة المؤقتة، الراحل فرحات عباس، وكان يومها في الهند، وعلى إثر ذلك تم ترسيم التحاقه بالثورة، كغيره من الكثير من الجزائريين الذين كانوا يعملون في الإدارة الاستعمارية، ممن كانت تربطهم علاقات وثيقة بجهاز “المالغ”، وفق ولد قابلية، الذي أكد أنهم قدموا خدمات جليلة للجزائر غير أن الكثير منهم فضلوا إبقاء اسمائهم في طي الكتمان.
ولد قابلية، اتهم “جماعة ياسف سعدي” بتلطيخ سمعة بعض الجزائريين الذين عملوا في الإدارة الاستعمارية لكنهم قدموا خدمات للثورة، حيث تم رميهم بالخيانة، وأشار هنا أيضا، إلى المجاهدة فضيلة عطية، التي كانت تشتغل كاتبة عند “المجرم” لاكوست، لكنها خدمت بصدق الثورة الجزائرية، وسلمت معلومات ثمينة تمثلت في وثائق سرية لمصالح “المالغ” حينها، التي وظفتها في الحرب ضد جيش الاحتلال.
وفي سياق ذي صلة، أوضح وزير الداخلية الأسبق، أن الراحل حسين آيت أحمد، هو أول من اقترح إنشاء حكومة مؤقتة في المهجر، لإدارة الشؤون السياسية للثورة التحريرية بعدما تمكنت من تحقيق الانتشار المأمول، وصنعت الحدث على الصعيدين المحلي والدولي.
وبخصوص مؤتمر الصومام 1956، فقد أكد ولد قابلية أنه ساهم في تنظيم الثورة وإرساء قيادة جماعية لها، غير أن الصراعات بين بعض مسؤولي المؤسسات المنبثقة عن هذا المؤتمر (لجنة التنسيق والتنفيذ)، ما أدى إلى تصفية مهندس هذا المؤتمر، الراحل عبان رمضان.