لاعبون مصابون ومنتهو الصلاحية إلى البطولة الجزائرية بسبب "الشكارة"
09-08-2015, 09:00 PM

صالح سعودي

إذا كانت فترة التحويلات الصيفية للاعبين قد أغلقت مع انتهاء شهر جويلية، إلا أن الكثير من المتتبعين يتساءلون عن سر الصفقات الخيالية المبرمة مع عدة لاعبين ناشطين في البطولة الجزائرية وآخرين فضلوا العودة مجددا، بعدما تخلوا عن خيار مواصلة مسيرة الاحتراف.

ولم يفهم الكثير من العارفين بواقع الكرة الجزائرية سر القرارات التي اتخذتها العديد من الأسماء الكروية البارزة، خاصة تلك التي فضلت العودة إلى الجزائر، منهية مسيرتها الاحترافية، وفي مقدمة ذلك أمين عودية الذي ودع الدوري الألماني وحط الرحال باتحاد الجزائر، وعبد المؤمن جابو الذي اختار العودة مجددا إلى وفاق سطيف تاركا النادي الإفريقي، وشكلام الذي وقع لمصلحة شباب قسنطينة قادما من نادي نجران السعودي، ولموشية الذي سيخوض تجربة جديدة في البطولة الوطنية من بوابة مولودية وهران، فيما تمت إعارة اللاعب عبيد لمولودية الجزائر قادما من الصفاقسي التونسي، وصنع اللاعب الدولي الأسبق مراد مغني الحدث بتوقيعه لشباب قسنطينة.

في المقابل، لم يتعد هذا الموسم احتراف اللاعبين المحليين أصابع اليد الواحدة، حيث تم تحويل أكرم جحنيط وملولي نحو الخليج، واختار لاعب مولودية العلمة شنيحي ولاعب الحراش جاوشي الدوري التونسي، في الوقت الذي أخلط الهداف وليد درارجة حسابات الكثير من المتتبعين، بعدما تخلى عن خيار الاحتراف في آخر لحظة، وقرر الانضمام إلى مولودية الجزائر مقابل أجرة شهرية تصل إلى 250 مليون، فيما بلغت وثيقة تسريحه قيمة مليار سنتيم و200 مليون.

ويظهر أن الكثير من النجوم الكروية قد سقطت في فخ سخاء البطولة المجنونة، ما جعلها تفضل تحقيق أطماعها المالية في سوق مفتوحة على كل الاحتمالات ومختلف أشكال الفوضى، وهذا على حساب مستقبلها الكروي الذي يفرض الجدية مع الأندية التي تعرف قيمة الاحتراف، وهو الأمر الذي حتم على عديد اللاعبين الجزائريين مغادرة أوربا وتحويل الوجهة إلى أندية خليجية آخرهم بلفوضيل الذي سار على خطى بوڤرة وزياني وبلحاج ويبدة وغيرهم من النجوم السابقة لـ"الخضر"، فيما فضل عودية العودة إلى الجزائر، بعدما لبت إدارة "سوسطارة" شروطه المالية موازاة مع التهاب سوق التحويلات بين أندية الرابطة المحترفة التي لا تزال تتقن منطق "الشكارة" للظفر بأبرز الصفقات من الناحية المالية، في انتظار الوقوف عليها من الناحية الفنية مع انطلاق الموسم الجديد، ولو أن أكثر المتفائلين يقرون على أن مستوى البطولة لا يزال ضعيفا ولن يرتقي بصفقات موسمية تصنع البهرجة وتتسبب في تبديد المال العام، وتقضي على مقومات التكوين والعمل القاعدي، حيث أن اغلب الأندية عجزت عن تكريس ثنائية الاستقرار والاستمرارية، وفضلت تفعيل عملية الانتدابات التي عرفت جلب كل فريق لـ 10 لاعبين على الأقل، فيما حطمت أندية أخرى الرقم القياسي بانتداب 15 لاعبا هذه الصائفة، وفي مقدمة ذلك الصاعدين الجديدين دفاع تاجنانت وسريع غليزان.