من يتذكرك يا بلدية الدهوارة ؟
31-10-2008, 10:08 PM
من يتذكرك يا بلدية الدهوارة ؟
هاهو شهر نوفمبر يطل علينا ومعه نسائم البطولات التي تحكي للأجيال قصص البسالة والتضحيات الجسام التي قدمها أباؤنا وأجدادنا .لقد عاد نوفمبر اليوم وفي جعبته حكايات تتحدث بصدق عن نوفمبر الأمس ،نوفمبر الذي قهر الأعداء المعتدين الظالمين ،نوفمبر الذي أعطى دروسا في الصمود والتصدي ولقنها للمستعمر الغاصب الذي لا ولن ينساها مهما طال الزمن أو قصر.أنها ثورة نوفمبر 1954 الخالدة التي شقت كل الدروب الوعرة ومهدت الطريق أمام كل شعوب العالم لتتبع سبيلها وتنهل من شموخ وشجاعة رجالها ونسائها وأطفالها وكل أبي ولد في هذه الأرض الطيبة الزكية بدماء شهدائها الأبرار .عاد نوفمبر كما كان يعود في كل مرة ،ليجد الجزائر اليوم وقد خطت خطوات عملاقة على درب البناء والتشييد ،عاد نوفمبر وكما وجد من يبني ويعمر لقي كذلك من يهدم ويدمر ويغش ومن يهرب منها إلى وراء البحار كما رأى بأم أعينه من يستهزئ بالملإ ويزدريه في وضح النهار.لقد حضر نوفمبر هذا العام ليشاهد تفاصيل الحياة وكيف تمر الأيام والليالي وتجر معها أعناق البطالين والمسرحين والحراقين واليتامى والمساكين .لقد عاد نوفمبر ليجد مناطق وقرى كانت مضرب الأمثال في التضحية والفداء إبان الثورة المباركة ،لا تزال تكابد الفقر والتخلف والبطالة ،وعلى سبيل المثال لا الحصر بلديةالدهوارة بولاية قالمة ،هذه المنطقة التي قدمت وفي يوم واحد 350 شهيدا أقدم الاستعمار على ارتكاب مجزرة رهيبة في حقهم وذلك برميهم بالرصاص وحرق جثثهم بالنار والبنزين.وقرية البسباسة ومن بقي فيها إلى اليوم لا يزالون يشهدون على هول المذبحة .وعلى الرغم من ذلك كله وإلى اليوم لم تتكرم وسائل الإعلام الثقيلة بتسليط الضوء على هذه القرية المنسية وإبراز دورها وما قامت به من كفاح مرير من أجل أن الحرية والكرامة.فمن يتذكر هذه القطعة الطاهرة من وطننا العزيز ؟ومن يفتح باب تاريخها للأجيال القادمة لعلها تكون حجرة أخرى ذهبية نبني بها طريق المستقبل.فهل من مذكريا ترى؟.
-بقلم :عبد الرحمن لوالبية