احذروا أيها الإخوة من القصص
28-03-2009, 02:12 AM
السلام عليكم و رحمة الله
فلقد شدَّ انتباهي إحدى المقالات في هذا المنتدى بعنوان(كرامات الله لعمربن الخطاب في هذا العصر) لصاحبها منتصرخبّاب، و تعجّبت منه أشدَّ العجب و هو يسرد قصّة في زعمه من أحد الثّقات لإمام شيعيّ و هو يتكلّم كلاما قاسيا وشنيعا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،و العجيب من ذلك أن كلّ الإخوة الذين عقّبوا على مقالته شكروا له مقالته،ثمّ أخذوا في شكر بعضهم البعض ، و الكلّّ يأتي بقصص حتى قال أحدهم كان هناك تاجر له جار في الدكان يسبُّ الصّحابة -ربما رافضي- الى أن قال جاء يوم رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يسأله عن سبب حزنه، فشكى الرجل جاره فأعطاه سكينا و أمره بذبحه .... قصص غريبة لا سنَدَ لها مملوؤة بالخرافات و الأكاذيب فاحذروا أيها الشباب المسلم من كيد القصّاصين لأنهمقد أساءوا إلى الإسلام وخطرهم كبير على المسلمين والواجب علينا التمسك بالكتاب والسنة وصرف الناس إلى علماء الهدى والعلم النافع ونحذر من القُصاص ونُحذّرْ منهم.وأنهم بقصصهم وحكاياتهم يصدّون الناس عن الكتاب والسنة تلاوة وتفقُّهاً واتّعاظا واهتداءً .و أنهم يعوّدونعامة الناس على الكذب وعدم التثبت والمبالغات والخيالات الزائفة. ويصرفون وجوه الناس إليهم دون العلماء العاملين والهداة المهتدين فتجد العامة يجلسون للقصاصين ويزهدون بالأئمة الإعلام بحيث كثيرا من الناس اغترّوا بالقصاصين فظنّوا أنهم من أهل العلم والفقه والفتوى فيسألهم ويستفتيهم فربما أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.أوروايتهم للأحاديث الموضوعة والباطلة والضعيفة وهذا من الكبائر لو كانوا يعقلون.فقد قال النبيّ صلى الله عليه و سلّم "إن كذباً علي ليس ككذب على أحد ،من كذب علي متعمداً فليتبؤ مقعده من النار" فالكذب من صفات النفاق كما الصدق من أمارات الفلاح للمؤمن في الدنيا والأخرة قال عليه الصلاة والسلام : "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يُكتبَ عند الله صديقاً" فلنتحرى الصدق في القول والفعل لنفلح في الدنيا والأخرة.
و كذلك هم يصرفون الناس عن قصص القرآن والتي هي أحسن القصص قال تعالى (( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ )) [سورة يوسف:3] ومن أكبر المفاسد روايتهم لقصص الأنبياء فيكيلون فيها كيل بعير من الزيادات والإضافات حتى يصفوهم بما لا يليق بهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فهذه أيها الإخوة بعضُ أقوال السَّلف في النهي عن القصص و القصّاصون نقلتها لكم من كتاب( لم الدر المنثور من القول المأثور في الاعتقاد والسنة ) جَمعُ الشيخ/ جمال بن فريحان الحارثي وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «القُصَّاصُ ثلاثة: أمير أو مأمور أو محتال».[«الصحيحة» (2020)]
قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -:" لَم يكن يُقصّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر، ولا عهد عمر، ولا عهد عثمان، وإنَّما هو شيء أُحدث بعدما وقعت الفتنة."
قال الأعمش - رحمه الله - :" اختلف أهل البصرة في القصص، فأتوا أنس بن مالك، فسألوه: أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقص؟ قال: لا"
قال عمرو بن زرارة – رحمه الله - :" وقف عليَّ عبد الله - يعني ابن مسعود - رضي الله عنه وأنا أقصُّ، فقال: « يا عمرو! لقد ابتدعت بدعةً ضلالةً، أوَ إنك لأهدى من محمد وأصحابه ! »، فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد."
قال أبو إدريس الخولاني - رحمه الله - :" لأن أرى في ناحية المسجد نارًا تأجج أحب إلي من أن أرى قاصًّا يقص."قال ضمرة - رحمه الله - :" قلت للثوري: " نستقبل القاص بوجوهنا؟، قال: ولُّوا البدع ظهوركم"
عن عمرو بن دينار - رحمه الله تعالى - :" أن تميمًا الداري استأذن عمر رضي الله عنه فِي القصص؛ فأبى أن يأذن له، ثُمَّ استأذنه؛ فأبى أن يأذن له، ثُمَّ استأذنه، فقال: إن شئت وأشار بيده يعني: الذبح "
قال الحافظ زين الدين أبو الفضل العراقي - رحمه الله - :" فانظر توقف عمر في إذنه في حق رجل من الصحابة الذين كل واحد منهم عدل مؤتمن وأين مثل تميم في التابعين ومن بعدهم."
قال الشيخ جمال بن فريحان الحارثي معلقًا : أين مثل تميم في عهدنا هذا، وما كان تميم يقول إلاَّ صدقًا، فكيف لو سمعوا قصًّاص زماننا، مثل الذي يروي قصة: الثعبان الذي فحت وأثار الغبار على الحاضرين في المقبرة حتى غطاهم الغبار ونزل الثعبان مع الجنازة في القبر - على حد تعبيره -، أو الذي يروي: أن الجنازة لما وضعت في القبر تحول وجه الميت عن ، القبلة، أو الذي يقول : عندما غسلته تغير وجهه إلى سواد.... وهكذا.ويعزون ذلك إلى المعاصي التي ارتكبها هؤلاء، يخوفون بها الناس - بزعمهم - فمتى علم هؤلاء الغيب؟! أنّ هذه من هذه...!! و في النهاية أعتذر للإخوة و أقول لهم أني لم أنوي الإنتقاص منهم و هذه فقط نصيحة كماثبت ذلك عن أبي تميم بن أوس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه البخاري و مسلم.
و الله المستعان.