مثل العنكبوت؟
11-02-2018, 08:37 AM
مثل العنكبوت؟

تحدثنا عن الخنفوسة والنحل واليوم نتحدث عن العنكبوتة وفي المرة القادمة نتحدث عن النملة التى انقذت امتها - ان شاء الله -

يقول تعالى :( مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون)صدق الله العظيم. هذه الآية الكريمة تتحدث عن الذين يتخذون اولياء من دون الله...الا ان تفسير القدماء في معنى (الوهن) يتعارض مع ما يقوله العلم ! ... يقول ابن رشد: (الدين لا يعارض العلم واذا حدث تعارض فذلك من عدم فهم الدين.
فسر العلماء ( التفسير الميسر وتفسير التحرير والتنوير والتفاسير العظيمة) الوهن بانه وهن الخيوط التي لا تتحمل الشتاء والبرد والعوامل العارضة وغيرها من العوامل الطبيعية التي تمزقها.
لنرى ما يقوله العلم : ان اغلب انواع العنكبوت لا تؤذي الانسان الا القليل منها، وهي تقضى اوقاتها في متابعة الحشرات، فتنسج لها من خيوطها مصائد ، وهذه الخيوط الرفيعة سمكها اقل من الشعرة ب 400 مرة ، والخيوط قابلة لان تتمطط ب 20 في المائة من حجمها دون ان تتمزق ، وهي صلبة كالفولاذ – وقد تُصنع من مادتها الجسور-
وانثى العنكبوت هي التي تنسج الخيوط وتخطط لنسيجها ، وهي محكمة الهندسة تفوق هندسة المهندس. وهذه الخيوط توجد في اسفل بطن العنكبوت الأنثى متصلة بستة غدد... ومادتها محدودة، وعلى العنكبوتة ان تقتصد مادتها.
والخيوط ترتبط بمادة لاصقة تفرزها الانثى على شكل جسور، وتضع المادة اللاصقة فى اماكن تسمح لها بالمرور ، واذا حدث لها والتصقت تفرز زيتا يذيب اللصقة ، واللصق معمول من اجل صيد ضحيتها ،
والعنكبوتة تصنع عشا مخفيا بالجوار وتنسج سريرا مريحا في انتظار فرستها. فاذا كانت الفريسة ضخمة وخطيرة تطردها بهز الخيط من بعيد... ولضعف بصرها تستعين بحواسها ... اما اذا كانت الضحية قابلة للأكل تلوي عليها الخيوط وتحتفظ بها حية طازجة الى ان تقترب منها وتشلها بالمخدر وتلقحها بمادة وتتركها حتى تذوب اعضاؤها وتتحول الى سائل فتمتصها وترمي الهيكل الى خارج البيت ... هكذا تكون عملية الهضم خارج بطنها !
والانثى تغازل الذكر لتتم عملية التزاوج وبعدها ،اما ان يهرب الذكر او تأكله الأنثى او تحتفظ به مخدرا الى ان تلد حيث يأكله اولاده...
بعد ان يفقس بيضها الذي وضعته في كيس ضيق تبدأ المعركة بين الا خوة ...فيأكل الاخ اخاه واخته وتأكل الا خت اخوتها الى ان يتسع القفص فيخرج صغار العناكب ليأكلوا امهم ...
هذه هي مأساة الاسرة العنكبوتية ، ولا نجد هذه الحياة السيئة عند مخلوقات الله الا عند العناكب ، واعتقد هذا ما جعل القرآن يصف هذا البت بأوهن البيوت .في حين وصفه البعض بالمجتمع الواحد الذي تحكمه انثى. او وصف بالبيت الذي لا يحمي اهله من البرد والعوامل الطبيعية لان خيوطه رقيقة.
وفي مجتمع الانسان هناك من يتخذون من دون الله اولياء لتحقيق مصالحهم ورغباتهم الفردية فما ان تنتهي تلك الصالح حتى ينقلبوا علي بعضهم البعض، وهذه المصلحة المؤقتة تنطبق على اهل بيت العنكبوت .
ان الوهن الذي وصف به الله ،عز وجل، بيت العنكبوت هو وهن العلاقات الاجتماعية والاسرية ...وبيت العنكبوت محروم من معنى الحب والود والمودة التي اوصانا بها الله في كتابه العزيز... وهي علاقات يقوم علي اساسها البيت والاسر السعيد. وهل تري انت الاسر في مجتمعنا بعيدة عن مواصفات بيت العنكبوت!
ونحن هنا لا ننتقد علماءنا ولا نتهمهم بالتقصير – حاشا – لقد كانوا علماء عباقرة حيث كان العالم فقيها ولغويا ومتمكنا من كل علوم عصره، ونقلوا لنا التراث بالاجتهاد الخاص... وحمهم الله عبروا حسب معطيات عصورهم ... ر جزاهم خيرا.

zoulikha
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا