الجزائر أنهت ظلم العرب لسوريا
01-04-2016, 05:26 AM

سأله: عبد السلام سكية

صحافي ورئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة الشروق اليومي

يفكك الأكاديمي التونسي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية بجنيف، رياض الصيداوي، رمزية الزيارة غير المسبوقة التي قادت مسؤول الدبلوماسية السورية إلى الجزائر، هذا الأسبوع، وينفي عن الجزائر تهمة "الوقوف ضد الربيع العربي".
ما قراءتك لزيارة وزير خارجية سوريا إلى الجزائر وما دلالاتها؟

سوريا بلد عربي شارك في كل الحروب العربية الإسرائيلية، لكنه تعرض إلى مظلمة كبيرة من أشقائه العرب، فقط الجزائر ولبنان والعراق وقفوا معه في الجامعة العربية، كذلك الرأي العام العربي، ونقصد بذلك حركات التحرر في الوطن العربي، وقفت إلى جانب سوريا، وهذا هام للغاية.

سوريا تعرضت إلى حصار كبير، حصار الإخوة قبل حصار الأعداء والخصوم، كالسعودية وقطر اللتين مولتا الجماعات الإرهابية، وهذا باعتراف جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي، وإيف بونييه مدير المخابرات الفرنسية الأسبق، وأيضا مستشار الحكومة الألمانية.

في زيارة وليد المعلم إلى الجزائر، إشارة رمزية للدولة المستضيفة، الجزائر تحمل قيم نوفمبر وهي القيادة والاستقلالية، والمسالة الأخرى في الزيارة، أنه جرى استقباله كمنتصر، الدّولة السورية بدأت تنتصر على الإرهاب بعد عملية تحرير تدمر من الإرهابيين الدواعش.

قد نفهم الموقف اللبناني والعراقي في دعم سوريا، لمسالة الجوار ولوجود رابط مذهبي، بالمقابل ينظر إلى الموقف الجزائري سواء في سوريا أو ليبيا وتونس ومصر، انه خشية من أن تطالها رياح ما سمي بالربيع العربي، ما صواب هذه القراءة؟

في كتابي من تونس إلى دمشق المعنون بـ"حقائق خفية عن الربيع العربي"، فبالنسبة للتدخل الخارجي فقد تجاوز بشكل كبير الديناميكية الداخلية، ما حدث في ليبيا مثلا هو غزو أطلسي خارجي، لتحطيم دولتها وجيشها وأمنها، وتركها في فوضى وفريسة للإرهاب، ما حصل في ليبيا لا يعني انه ربيع او ثورة من اجل الحرية، ما حصل في تونس ومصر له سياق آخر.

بالنسبة لسوريا التدخل الخارجي كان واضحا جدا، نذكر أن وزير خارجية فرنسيا اسبق قال بالحرف الواحد إن البريطانيين طلبوا منا المساعدة في تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا، ليرد المسؤول الفرنسي نحن غير معنيين بهذه "المؤامرت"، كما أن الأمير السعودي بندر لما كان وزيرا للأمن القومي، خطط لزعزعة استقرار سوريا قبل ما سمي بالربيع العربي، إذن نحن أمام مخططات خارجية وليس ربيعا عربيا.

الجزائر إن كانت تخاف من شيء أو تستعد لشيء ما، فهو المخطط الخارجي ضدها، فقد رصدنا في المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية، هجمة إعلامية موجهة ضد الجزائر، عبر قنوات تبث من لندن وعواصم أخرى أوروبية أخرى، علاوة أن دولا خليجية كقطر والسعودية لا تترك شاردة أو واردة، ولا خبر سيئا عن الجزائر، إلا وتقيم حملة ضدها.

أظن ان الجزائر وبمواقفها، عملت على حماية الأمن القومي العربي وتحالفت مع المتضررين، متخذة في ذلك قيما تاريخية لها، وهي الدفاع عن البلد، لذلك دعمت سوريا ولم تتركها لوحدها، علما أن من يروج لفكرة الحرية في سوريا، هما السعودية وقطر، والغريب أنهما يتذيلان قائمة الدول العربية من حيث الديموقراطية.