مد خل إلى علم الرقية الشرعية
05-07-2009, 07:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.
مد خل إلى علم الرقية الشرعية
الحمد لله الشافي والمعافي ,النافع و الضار لاخير إلا خيره ولافضل إلا فضله ولارب سواه ,له الحكم وله الحمد وهو سبحانه على كل شيء قدير, والصلاة والسلام على محمد البشير النذير وعلى آله الغر الميامين وبعد:
لم يكن الطب قبل مجيء الإسلام إلا مجموعة عقائد خرافية, وعادت بالية وتعاويذ سحرية ’ تربط بالكهانة والعرافة والسحر, ومن درس طب القدماء لرأى العجب العجاب مما كان يعتقد أنه طب وما هو في الأصل إلا تخرص ووهم.
وبمجيء الإسلام وتعرض القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلى مسائل صحية هامة في الاعتناء بالصحة وسلامة الأجسام ومما جاءت به الشريعة السمحاء – الرقــــــــية الشرعيـــــــة – أو الاستشفاء بكتاب الله وما صح من هدي رسوله عليه الصلاة والسلام .
فماهي الرقية الشرعية ؟
أما التعريف العام فهو أن نقول الرقية هي قراءة لألفاظ شرعية خاصة من القرآن والسنة يرجى منها الشفاء بإذن الله من الأسقام و الأمراض وتكون بعد قوة كبيرة من التوكل واليقين والثقة بالله على الإجابة . ولكن في هذا الزمن الذي كثر فيه مدعوا معرفة هذا العلم فأساء الكثير منهم من حيث لا يعلمون له أصبح من الضروري وضع تعريف خاص اصطلاحي لظبط هذا العلم إذ أنه لا يقل شأنا عن باقي العلوم .
فأقول مستعينا بالله إن علم الرقية الشرعية بوصفه الخاص هو علم شرعي نفسي شريف يختص بدارسة الأمراض و الاضطرابات الروحية التي تطرأ على الإنسان وهي ثلاثة وفق ما أصله وفصله علمائنا الأجلاء أذكرها مجملة وسيأتي إن شاء الله بيان تفصيلها وهي ( الـعيـن , السحـر والـمـس ) . كذالك يهتم هذا العلم بالبحث في أسباب هذه الأمراض ومقدماتها والطرق العلاجية المشروعة والمعقولة .
وكما هو معروف ومقرر في الدراسات الحديثة للإنسان والأمراض التي تعتريه أن هناك مرض لايدخل في قواميس الأمراض العضوية والنفسية ويدخل ضمن أمراض مغايرة وخاصة ونقوم بتعريفه الآن تحت اصطلاح – المرض الروحي - .
وهذا المرض أقصد المرض الروحي يقابله طبه الخاص به ويخضع لمقاييس ومبادئ علمية ثابتة وتقنيات فعالة ولا يترك لعبث الجهلة والمخادعين ويتفق مع العلاجات والعلوم الأخرى في المقدمات الثلاثة الرئيسية وهي : البحث ’ التشخيص و العلاج وفق التشخيص .
أما بالنسبة للميزات الرقية الخاصة فهي :
1- البحث في سلوك الشخص
2- دراسة مقدمات المرض
3- تحليل الأعراض المصاحبة للمرض
4- الفحص الدقيق للمريض .
5- التشخيص الكلي والمحدد
6- وضع برنامج محدد للعلاج
وأقول من لم يعرف هذه المبادئ العلمية لن يستطيع تحديد مصدر الإضطراب وتحليل الأمراض إذ أن الأمراض الروحية والنفسية متشابهة في أعراضها ومن كان هذا حاله لا يصل إلى علاج علمي فعال بل ضرره أكثر من نفعه والواقع يشهد على صحة كلامي .
وللموضوع تتمة إن شاء الله تعالى والله أسأل أن يفيد القارئ الكريم وأن يجعل هذا الجهد خالصا لوجهه الكريم وفي ميزان حسناتنا يوم نلقاه .
ملاحظة - الموضوع القادم بعنوان صفات المعالج بالرقية الشرعية فاحرص ألا يفوتك منه شيئ .