تقول الكاتبة هالة وردي بإن الصحابة أمضوا معاهدة ضد إسناد الخلافة لعلي ؟؟؟
05-12-2018, 07:42 PM
)تقول الكاتبة :أمضى كبار الصحابة معاهدة سريّة تسميها بالمعاهدة الملعونة ورفضوا رغبة محمّد إسناد الخلافة إلى عليّ في غدير خمّ :

و ليس في تاريخنا الاسلامي معاهدة بهذا الاسم إلا ما كان من إفك الشيعة و افترائهم ، وهذا كلام مصدره شيعي خالص ، و أنا نبهت في بداية هذا الرد المتواضع بأن الكتاب يشي بأن الكاتبة لم تعتمد على مصادر المسلمين المعتدلين المنصفين و هم أهل السنة و الجماعة ، و يظهر تحاملها على الرسول صلى الله عليه و سلم أنه نابع من كتابات الصليبيين (الاستشراق المنحاز) و أن تحاملها على أصحابه رضوان الله عليهم (أبو بكر و عمر ) و على عائشة أم المؤمنين نابع من كتابات الروافض الشيعة ، و ربما كان اختيار هذه المصادر –مع تغييب المصادر السنية- متماشيا مع رغبة الكاتبة في توجيه خطابها للغرب لتقبله .

و لتفنيد هذه الشبهة ، نشير إلى أن الشيعة يعتقدون أن هذه الخطبة (خطبة الوداع ) قد تضمنت أيضا دليلا على أولوية آل بيت رسول الله وبالخصوصعلي بن أبي طالببالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و يزعم الشيعة، أن النبي صلى الله عليه و سلم قصد بقوله "قد تركت فيكم الثقلين" إلا أن أهل السنة حرفوا الخطبة، وأن النص الأصلي كان يقول فيه النبي "يَا أَيُّهَا النَّاس، إِنِّي تَركتُ فيكُم الثَّـقَلين، كِتابَ اللهِ وَعِترَتِي أهلَ بَيتي" يدعمون به أقوالهم حول أن آل البيت أولى بخلافته وأولى بقيادة الأمة من سائر أصحابه.
بينما الوارد كما هو في حديث جابر أعلاه أن النبي قد قال : " و إني قد تركتُ فيكم ما لن تضلُّوا بعدُ إن اعتصمتُم به كتابَ اللهِ .

وروى الترمذي والطبراني من طريق زَيْد بْن الحَسَنِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي).

وقال الطبراني لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَّا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَنْمَاطِيُّ "
و عن زيد بن الحسن قال أبو حاتم : منكر الحديث

وروى الحاكم في "المستدرك" (318)من طريق إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ:

(إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا كِتَابَ اللَّهِ ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) .

وقال الحاكم عقبه : " وَذِكْرُ الِاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ غَرِيبٌ " .
وإسماعيل بن أبي أويس ، قال عنه أحمد: لا بأس به.
فحديث خطبة عرفة فيه الوصاية بكتاب الله فقط ، ليس فيه زيادة السنة ، ولا أهل البيت ؛ هذا هو المحفوظ .
والوصية بالسنة وبأهل البيت محفوظان أيضا ، ولكن ليس في خطبة عرفة .
لا تنافي بين الوصية بكتاب الله ، والوصية بالسنة ، والوصية بآل البيت ، بل الكل متلازم ، فالوصية بكتاب الله تتضمن الوصية بالسنة ، كما في قوله تعالى : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)وقوله تعالى(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).

كما تتضمن الوصية بكتاب الله الوصية بآل البيت ، كما في قوله تعالى :(قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) .

و تقول – دون دليل- في إرسال غزوة بقيادة أسامة بن زيد إلى جنوب فلسطين، لمحاربة الروم، أنّ القرار لم يلق ترحيبًا من الصحابة؛ فلم يحرصوا على تطبيق أمر الرسول؛ فكيف لأبي بكر وعمر أن يذهبا في جيش قائده غلام لا يتجاوز سنّ العشرين؟ وتستنتج الباحثة: أنّ محمّدًا لم يكن يثق في هذين الصحابيين، وأراد إبعادهما عن المدينة، حتّى يكلّف عليًّا بالخلافة ، ولكنّ الصحابة أدركوا هذا المخطّط، وعادوا خفية إلى المدينة، ووقفوا حجر عثرة أمام كتابة الرسول لوصيّته الأخيرة.
نقول هذا مما أخذته الكاتبة من المصادر الشيعية الضالة و المضلله ، و إليكم الحقيقة من المصادر الصحيحة :
لما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام من حجة الوادع، كان أول ما قام به صلى الله عليه وسلم أن جهز جيشًا لغزو الروم .

إن كبرياء دولة الروم و طغيانها تمنع كل من أراد أن يدين بدين الإسلام، وقد حملها هذا الموقف المتجبر والمتنعت على قتل كل من كان يريد أن يدخل في الإسلام من أتباعها، كما فعلت ب فَرْوَة بن عمرو الجُذامي ، الذي كان والياً على مَعَان من قِبَلِ الروم ‏.‏ونظراً إلى هذه الجراءة والغطرسة ، فقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشًا عظيمًا للحد من كبرياء هذه الدولة، فشرع في شهر صفر من السنة الحادية عشرة من الهجرة، بتجهيز هذا الجيش، وأمَّر عليه أسامة بن زيد بن حارثة ، وأمره أن يتوجه نحو البلقاء من أرض الشام، بقصد إرهاب دولة الروم، ومن ثَمَّ إعادة الثقة إلى قلوب العرب المقيمين على حدود تلك الدولة ‏.‏ ولما كان أسامة شابًا، لا يتجاوز الثامنة عشر من العمر، فإن المنافقين أكثروا القول في تأميره وتوليته أمر قيادة الجيش الإسلامي، وشاع بينهم القيل والقال، واعترضوا على أن يقود الرجال الكبار شاب لم يبلغ مبلغ الرجال في مثل سنه رضي الله عنه ، فخرج الرسول صلى الله عليه و سلم على الناس، وقال: ( إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله، إن كان لخليقًا للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده ) ‏‏رواه البخاري ، وفي رواية أخرى، أنه صلى الله عليه وسلم أمر بتنفيذ بعث أسامة ، فقال: ( فأنفذوا بعث أسامة ) فحسم صلى الله عليه وسلم الموقف، وأمر بالمضي في تسيير جيش أسامة . ثم أخذ الناس يلتفون حول أسامة ، وينتظمون في جيشة، وخرج معه جميع المهاجرين والأنصار،منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وأبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، في رجال آخرين من الأنصار عدة، مثل قتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش ،ونزلوا مكانًا يسمى ( الجُرْف ) على نحو خمسة كيلومترات من المدينة المنورة، إلا أن الأخبار المقلقة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألزمتهم التريث، ... ثم أتاهم نبأ وفاته عليه الصلاة والسلام .

و بعد أن استقر الأمر لأبي بكر رضي الله عنه، وكانت الردة قد انتشرت في صفوف بعض قبائل العرب أشار كثير من الناس على الصديق أن لا يبعث جيش أسامة ؛ لاحتياجه إليه فيما هو أهم. إلا أن أبا بكر لم يبالِ لم يبال بالأقوال و لم يكترث بالآراء التي ارتأت أن يستبدل ب أسامة غيره؛ بل أطلق قولته المشهورة، التي تدل على صلابة موقفه، وقوة عزيمته، قائلاً: ( والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله، ما رددت جيشًا وجَّهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله ) وفي رواية أنه قال: ( لو ظننت أن السباع تخطفني، لأنفذت بعث أسامة ، كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته ) ووجه أسامة لإتمام المهمة التي أوكلها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وخرج الصِّديق يودع الجيش أسامة ماشيًا رافضا أن يركب كما طلب منه أسامة ولما أراد أسامة أن ينزل اعترضه أبو بكر قائلاً: والله لا نزلتَ، ولا ركبتُ. وما عليَّ أن أغبَّر قدمي في سبيل الله ساعة، فإن للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة تكتب له، وسبعمائة درجة ترتفع له، وتُرفع عنه سبعمائة خطيئة. ثم ودع أبو بكر الجيش، وأوصاهم خيرًا فيما هم مقدمون عليه، وقال ل أسامة : اصنع ما أمرك به نبي الله صلى الله عليه وسلم، ولا تقصرن في شيء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

كان أسامة لا يمر بقوم ولا قبيلة يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوة ومنعة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن نَدَعُهم حتى يلقَوا الروم. فلقوا الروم، فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين غانمين وقد ثبَّت الله بهذا الموقف من أبي بكر رضي الله عنه أقوامًا كثيرة على الإسلام، وعاد كثير من الذين ارتدوا إلى إسلامهم. وكان خروج بعث أسامة في ذلك الوقت من أكبر المصالح للإسلام والمسلمين .

ويُستخلص من هذا البعث الكريم عِظَم ومدى المحبة التي كان الصحابة رضي الله عنهم يحملونها في قلوبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وقد تجلت هذه المحبة من خلال تريثهم في التحرك لملاقاة الروم عند اشتداد مرضه، وانتظارهم لما سيسفر عنه هذا الأمر .

إخلاص أبي بكر الصديق رضي الله عنه لرسول الله بعد وفاته و ثباته على المبدأ ،وموقفه الصلب في إنفاذ أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، رغم كل الصعاب والظروف التي ترافقت وتزامنت مع إرسال بعث أسامة إلى مشارف بلاد الشام لمواجهة الروم. فلم يلتفت أبو بكر لتلك الآراء والأقوال التي كانت تريد أن تثنيه عن المضي في إرسال جيش أسامة إلى الوجهة التي أرادها له رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إن عمر رضي الله عنه عندما أراد أن يبدي رأيًا في هذا، وثب عليه - وكان جالسًا - فأخذ بلحيته، وقال له: ( ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب ! استعملَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وتأمرني أن أنزعَه
بلادي و إن جارتْ علي عزيزة ٌ** و قومي و إن ضنوا علي كِرامُ
التعديل الأخير تم بواسطة بلحاج بن الشريف ; 05-12-2018 الساعة 07:48 PM