احتمالات قد تلجأ إليها طهران إذا انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي
05-04-2018, 06:38 AM


رجح خبير إسرائيلي في شؤون الأمن والدفاع أن تنسحب الولايات المتحدة الشهر المقبل من الاتفاق النووي الإيراني، دافعا باحتمالات يمكن أن تلجأ إليها طهران ردا على ذلك.
ورصد عومير كرمي، مدير الاستخبارات في شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية "سيكسجيل"، مؤشرات على إمكانية اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمثل هذه الخطوة، بخاصة تعيينه مؤخرا اثنين من أشد خصوم إيران في منصبين رفيعين، الأول جون بولتون، الذي عين مستشارا رئاسيا للأمن القومي، والثاني مايكل بومبيو، الذي تولى وزارة الخارجية.
ولفت كرمي في هذا الصدد إلى أن رد طهران على هاتين الخطوتين كان خافتا، وأرجع ذلك إلى أن الدوائر الحكومية الإيرانية "توقفت عن العمل فعلياً لمدة أسبوعين خلال فترة الاحتفال بعيد النوروز الذي صادف أواخر مارس. لكن بعد العطلة، من المرجّح أن تبدأ إيران بالاستعداد بفاعلية أكبر لقرار أمريكي محتمل يقضي بإعادة فرض العقوبات القديمة وإبطال خطة العمل المشتركة الشاملة بشكل أساسي".
الخبير الأمني الإسرائيلي استشهد بتصريح لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشأن دعوات بولتون عام 2017 إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قال فيه إن "سياسة كهذه ستكون بمثابة فشل ذريع لواشنطن وستسفر عن عزلة دولية إضافية للولايات المتحدة".
وأكد ظريف بهذا الخصوص أيضا "أن سياسات بولتون أثبتت خطأها في العقد الماضي، زاعما أنها شجعت إيران على زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من 200 إلى 20 ألفاً في غضون عشر سنوات"، مضيفا "لهذا السبب لم يعد أحد في واشنطن يستمع إلى هذه الاقتراحات".
وأفاد كرمي بأنه من المقرر أن تجتمع "اللجنة الإيرانية المعنية بالإشراف على تطبيق خطة العمل المشتركة الشاملة، المكونة من مسؤولين مثل محمد جواد ظريف والرئيس حسن روحاني والأمين العام لـ(المجلس الأعلى للأمن القومي) الإيراني علي شمخاني ورئيس (وكالة الطاقة الذرية الإيرانية) علي أكبر صالحي - مجدداً في وقت قريب".
وافترض الخبير الاستخباراتي الإسرائيلي أن هذه اللجنة "ستولي اهتمامها بكتابات جون بولتون من أجل فهم تأثيره المحتمل على سياسة الولايات المتحدة. وفضلاً عن "خارطة الطريق" التي وضعها عام 2017 لإلغاء الاتفاق النووي، لا بد من أن أعضاء تلك اللجنة على دراية بمقالته الافتتاحية في صحيفة "وول ستريت جورنال" في يناير التي تنادي بالإطاحة بالنظام الإيراني، وكذلك بخطابات بومبيو المماثلة على مر السنين".
وطرح كرمي احتمالات يمكن أن تلجأ إليها طهران في حال قرر ترامب الشهر المقبل الخروج من الاتفاق النووي الإيراني، متمثلة في التالي:
1- إعداد البرنامج النووي الإيراني لإعادة تشغيله، وذلك بأن تتخذ طهران عمليا في وقت قريب "خطوات ضرورية لتجهيز منشآتها النووية من أجل استئناف سريع لعملها بعد الموعد النهائي في مايو، متجنبةً بحذر في الوقت نفسه أي إجراءات قد تنتهك خطة العمل المشتركة الشاملة".
2- ردع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، وذلك من خلال "ممارسة منطق القوة" بوسائل ذاتية وأخرى إقليمية.
3- دق إسفين بين واشنطن وأوروبا، وذلك بأن "تواصل إيران محادثاتها مع دول الاتحاد الأوروبي الثلاث ( بريطانيا وفرنسا وألمانيا) وتقدّم نفسها على أنها الطرف المظلوم، على أمل استمالة الأوروبيين إلى جانبها ومنع بروز جبهة غربية موحدة، إذا أُعيد فرض العقوبات في مايو القادم".
4- التنسيق مع روسيا والصين.
5- إعداد الجمهور والاقتصاد لعقوبات جديدة.
وبشأن ماذا ستفضل طهران، الانتقام أم ضبط النفس، ردا على خروج أمريكي محتمل من الاتفاق النووي الإيراني، توصل الخبير الإسرائيلي إلى أن خامنئي وروحاني ربما "استخلصا درسهما، فكان ردّ فعلهما هادئاً بشأن ما يرانه من (انتهاكات الولايات المتحدة للاتفاق) من أجل تجنب الوقوع في (الفخ الأمريكي) الذي برأيهما سيمنح واشنطن مبرراً لإلغاء خطة العمل المشتركة الشاملة. وهما يبحثان الآن عن المسار الوسطي الأمثل: عن طريقة لثني الرئيس ترامب عن تكثيف الضغوط، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الدعم الدولي الكافي لإحباط أي تحالف موحّد ضد إيران".
المصدر:washingtoninstitute