حديث الصباح.. أعيان المدينة؟
21-02-2018, 06:16 AM
أشعر بالإشمئزاز كلما أسمع عبارة "أعيان المدينة"، رحت ابحث عنهم فلم أجدهم، اقولها بكل موضوعية و بدون خلفية، في تصوري أن أعيان المدينة هم رجالٌ عقلاء واعون ، موثوق فيهم من حيث التدين، لا يرشون، لا يسكتون عن الحق، لا يشهدون شهادة الزور، ينصرون المظلوم، و لا يقفون مع القوي طمعا في ماله و جاهه، أو من اجل الحصول على امتيازات، يتدخلون في القضايا الصعبة بإرادتهم أو بطلب من المسؤولين أو المتخاصمين، يُستشارون ويقيدمون النصح و الحلول للمشاكل الإجتماعية..
لا أتكلم على "تاجماعت" عند سكان منطقة القبائل أو في مناطق الجنوب، و إنما على أعيان المدينة الذين حظوا بهذا اللقب أو الصفة إن صح القول في مدينتي، كنت يوما قد حضرت لقاءً شارك فيه أعيان المدينة ( هكذا يسمونهم)، كنت أنتظر أنني ساقف أمام قامة من القامات.. رجال كبار تظهر عليهم علامات الوقار و الوعي و النضج الفكري، و لكني تفاجأتُ، فواحد يغني المالوف، و آخر مسرحي، و الثالث رئيس جمعية ثقافية، و وقفت على أشخاص ( يحير مخك فيهم)، ما زلت أذكر أيام كان الوالي نور الدين بدوي، و شاركنا كمنتحبين في لقاء ثقافي، لا أذكر مضمونه ، و قدم أحد الأشخاص لا أدري من منحه صفة "المثقف" ملخصا عن تاريخ المدينة القديمة السويقة و رحبة الصوف و الشارع و كيف كان اليهود يتعايشون مع سكان المنطقة و..و..الخ..
الغريب أنهم حاولوا أن يستخفوا بالوالي ، حين اسمعوه مقزعات من أغاني المالوف ( الفرقاني) و تظاهر شخص أنه يغني يتحريك شفتاه، كنت أتابع حركتهما، لم يخيبني إحساسي طبعا، و أنا ألاحظ أن حركة الشفاه لم تكن منسجمة مع الأغنية، أما الوالي نور الدين يدوي لم يكن غبيا أو ساذجا، فقد تفطن هو الآخر لهذه الحيلة ، و سألهم : هل الأغنية مسجلة؟ و رحت أتساءل و نفسي ، اين هم أعيان المدينة، العقلاء الذي يتميزون عن الآخرين بروح التعقل و التدبر في المسائل الشائكة، طبعا شيئ مؤسف عندما نظن أن الناس أغبياء أو سذج لا يفهمون شيئا، و يمكن التلاعب أو الإستخفاف بهم ، المسألة في نظري مرتبطة بروح المسؤولية و يقظة الضمير، لو كان لهم ضمير و إحساس لما تصرفوا بهذا الغباء و لا تجرأوا في التحايل على المسؤولين
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..