تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > منتدى العلوم والمعارف > جديد الكتب والدراسات

> نظرة على تراثنا:كتاب "حِلْيَةُ الفُرْسَانْ وشِعَارُ الشُّجْعَانْ"

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أرسطو طاليس
زائر
  • المشاركات : n/a
أرسطو طاليس
زائر
نظرة على تراثنا:كتاب "حِلْيَةُ الفُرْسَانْ وشِعَارُ الشُّجْعَانْ"
19-10-2009, 04:45 PM
نظرة على تراثنا:


كتاب "حِلْيَةُ الفُرْسَانْ وشِعَارُ الشُّجْعَانْ"




لـ: علي بن عبد الرّحمن بن هذيل الأندلسي


اطلعت على هذا الكنز التراثي أول الأمر وأنا أنقّب في مكتبة المدرسة العليا للأساتذة بالقبة القديمة الجزائر (ENS Kouba) في شهر مارس من سنة 2002، فهي تحوي الكثير من الكتب الأدبية والتراثية باللغتين العربية والفرنسية جلبت إليها بعد تأسيسها سنة 1964، وهي اليوم منسية على الرفوف تأكلها الرطوبة بعد أن اقتصر تكوين المدرسة على التخصصات العلمية وحدها. فكما اكتشفت الكثير من الكنوز التراثية في طبعاتها الأولى والأصلية كرسالة الغفران للمعرّي، وقع بين يديّ هذا الكتاب ذو الغلاف البالي دون أن تشق حتى صفحاته يحمل الرقم (LA1/6) أي أنه من أوائل المقتنيات الأدبية باللغة العربية في المكتبة.
نشرته دار المعارف سنة 1951 من خلال سلسلة ذخائر العرب (6) تحت رقم (2987/1951) بتحقيق وتعليق الأستاذ محمد عبد الغني حسن، لم ينشر قبلا سوى بطريقة الـ: "فوتو تيب" من طرف قنصل فرنسا في المغرب "لويس مرسيي-Louis Mercier" سنة 1922 في فرنسا، وبحسب المحقق تميزت المخطوطة المصوّرة المكتوبة بالخطّ المغربي الدّقيق في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي بكثرة أخطائها. ما تسبب في محدودية انتشار هذه الطبعة وصعوبة قراءتها، كما لم يشر إلى مؤلفها بكلمة واحدة عدا بأنه عالم أندلسي من علماء القرن الرابع عشر الميلادي.
تمت قرصنة هذه النشرة من قبل "تجّار" بيروت سنة 1997 حيث طبعته "مؤسسة الانتشار العربي" بلا تقديم ولا تحقيق، والغريب أن اللجنة التي أعدّت "الموسوعة الشعرية" الالكترونية (إصدار 2003) بالإمارات العربية المتحدة لم تنتبه للنشرة الأصلية للكتاب واعتمدت على النشرة "المقرصنة"، بالرغم من اعتمادهم على "سلسلة ذخائر العرب" مثلا في إدراج "مجالس ثعلب" تحقيق عبد السلام هارون، و"رسالة الغفران" تحقيق الدكتورة بنت الشاطئ.

المؤلّف:
هو علي بن عبد الرحمن بن هذيل من علماء الأندلس في القرن الثامن، زامل بن الخطيب وابن زمرك، والشاطبي في التتلمذ على القاضي الشريف أبي القاسم الحسني شيخ علماء الأندلس في ذلك العصر، لا نعرف عنه الكثير لعدم ورود ترجمته في كتب التراجم الأندلسية، حيث لم يرد في "نفح الطيب" للمقري، ولا في "الإحاطة في أخبار غرناطة"(1) للوزير لسان الدين الخطيب. يلاحظ أنه يشترك في بعض من الاسم مع الحكيم الأندلسي "يحيى بن أحمد بن هذيل التجيبي" الشهير بأبي زكريا بن هذيل الذي يعد من أشهر علماء الأندلس في القرن الثامن من الهجرة، كما أن الرجلان تعاصرا وعاشا في مدينة غرناطة عاصمة دولة بني نصر، فقد ورد اسم سلطان بني نصر بن الأحمر الذي عاش المؤلف في عصره حيث ألف هذا الكتاب إشادة بجهاده ورفعه إليه.
يترجمه أصحاب "الموسوعة الشعرية" بـ: "أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هذيل الفزاري المتوفى سنة 763 هجرية/1361 للميلاد، أديب أندلسي من علماء الاجتماع، من كتبه: "عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرياسة" و"حلية الفرسان وشعار الشجعان"، ومقالات الأدباء ومناظرات النجباء" و"الفوائد المشطرة في علم البيطرة"، دون ذكر مصدر هذه الترجمة المختصرة. أما كنيته "أبو الحسن" التي لم يوردها محقق الكتاب فيشترك فيها مع القارئ الأندلسي أبو الحسن بن هذيل، كذلك نسبة "الفزاري" يشترك فيها مع عبد الملك بن عبد الله وعبد الله أخوه بن هذيل الفزاري اللذان توليا الوزارة في الدولة الحبوسية ثم القيادة بثغور الأندلس، وأيضا عبد القهار بن مفرج بن عبد القهار بن هذيل الفزاري الأديب الشاعر والنحوي وله معرفة بالطب(2). على هذا فنسبة الكتاب تحتاج إلى إعادة تحقيق.
أما شيوخ المؤلف، فقد ذكر في فصل "تعليم العمل بالرمح والدربة" شعرا في "الرماح" (3) ينسبه إلى: "شيخنا القاضي الشريف أبي القاسم الحسني رحمه الله"، حيث توجد له تراجم مفصلة وافية في "نفح الطيب" و"الإحاطة" و"اللمحة البدرية في الدولة النصرية".

الكتاب:
ألفه كما أشرنا لأبي عبد الله محمد، ثامن ملوك دولة بني نصر بن الأحمر بالأندلس، الذي بويع له بعد وفاة أبيه أبي الحجاج يوسف سنة 755 هجرية، وهو الذي تسبب في نكبة لسان الدين بن الخطيب واستمر في الملك إلى أن توفي سنة 793 هجرية.
أما مصادر الكتاب فيوردها المؤلف في تقديمه: "وجمعت هذا الكتاب من جملة تواليف، وانتقيته من غير ما تصنيف، ككتاب "يقظة الناعس لتدريب المجاهد الفارس" و"كتاب تهذيب الإمعان، في الشجاعة والشجعان" و "كتاب راحة القلوب والأرواح، في الخيل والسلاح" و"كتاب الدمياطي في الخيل" و"كتاب رسالة الفرس" و"كتاب طبائع الحيوان" لأرسطاطاليس؛ إلى غير ذلك من التواليف التي لنزارة المنقول منها هنا لم تكتب، ومن الأجزاء لصغر جرمها لم تنسب."
لا يختص هذا الكتاب بالخيل فقط كما صنع "أبو عبيدة" في كتابه "الخيل" الذي طبع بالهند، ولا كما صنع الإمام "شرف الدين الدمياطي" في كتابه "فضل الخيل" المطبوع بحلب، ولا يختص بناحية واحدة منها كما صنع "ابن الكلبي" في كتابه "أنساب الخيل" طبع دار الكتب المصرية تحقيق "أحمد زكي باشا"، بل هو يجمع بين الخيل وبقية أنواع السلاح. فهو يتناول: خلق الخيل وفضائلها وحفظها وأسماء أعضائها، وألوانها وما يستحب منها، وعيوبها خلقة وعادة، واختيارها، والفراسة فيها، وتعلم ركوبها، والمسابقة بها، وأسماء خيل الرسول صلى الله عليه وسلم، وخيل العرب المشهورة ومأثورات الشعر العربي في إيثار العرب الخيل وافتخارهم بها، وفي ذكر السيوف والرماح وصفاتها وما قيل من الشعر فيها، والقسيّ والنبال والدروع والترسة. والمؤلف يستشهد بشعر كثير أغلبه للمشارقة، كما روى للأندلسيين كـ: "ابن الزقاق" البلنسي الذي وصلنا ديوانه مخطوطا من خلال نسخة محفوظة في برلين (4).
في الكتاب وصف للقوس الإفرنجية التي كانت مستعملة في بلاد الأندلس مكان القوس العربية. وهي فائدة يختص بها الكتاب عن غيره فلم يصفها "النويري" ولا "ابن عبد ربه" ولا "ابن قتيبة" ولا "الثعالبي" في كتاب "فقه اللغة"، ولا "ابن سيده" في "المخصص". فالأسماء والصفات الكثيرة جدا الدائرة حول الخيل والسلاح تجعل منه معجما لغويا ذا قيمة في هذه الناحية، ففي الكتاب ألفاظ في الدرع والقوس ليس لها وجود في المعاجم التي بين أيدينا، وهي أندلسية محلية كـ: "الشبر" لنوع من الشجر، و"الدردال" و"اللمط" لنوع من الحيوان في بلاد المغرب.
يورد المؤلف في "الباب السابع عشر: ذكر القسيّ والنبل" أصناف الحديد الذي تصنع منه السّهام:
"واعلم أن الحديد سبعةَ عَشَرَ صِنفاً، أربعة منها للصيد، وذلك: الزجُّ، والشلياط، والمرجفلي، والمجنَّح. وثلاثة للدرع وذلك: السّبط، والمربَّع الطويل، والمثلّث. وأربعة للتُّرس وذلك: المربَّع القصير، والقطرال، والبلُّوطة، والشبري. وأربعة للدَّرق: وذلك الشِّلياط، وهو أصغر من الصيد، والطموح، والمجواف، والملحاني واثنان لمعنيين آخرين: وهما: البجوق وهو لقطع البشت وسهم الحمى وهو لخرق السفن وأبراج العود. فلا تخل من هذه الأصناف المذكورة، ولْتُعلَّم على أفواقها لتكون معلومة عندك أن تمد يدك إلى كنانتك في وقت الحاجة وتخرج الذي تريد منها. وقد قيل: (قبل الرمي تراش السهام). والكلام في هذا الباب يطول، إذ لو تتبعنا الكلام في القوس والنبل والرمي لخرجنا عن مقصود التأليف."
وقد عند اطلاعي على الكتاب أول الأمر لاحظت كلمة "الشلياط" متداولة في اللهجة العامية الجزائرية، بطبيعة الحال نتيجة أصولها العربية والأندلسية(5) بخلاف ما يروّج هنا وهناك.
ربما الكتاب يحتاج التفاتة وعودة من جديد إليه، فهو لم يلق العناية والاهتمام اللازمين من قبل المهتمين بالتراث سواء أثناء تحقيقه لصعوبة الوصول حينها إلى المصادر التي كان أغلبها لم يطبع بعد أو حتى بعد نشره أول الأمر، والعودة إليه من خلال دراسة تحليلية معجمية أكثر من ضرورية فهي ستحمل دون شك إضافة قيمة إلى المكتبة اللغوية العربيّة.

18/10/2009


فارس بوحجيلة


مهتم بالتراث

--------
(1) بحث عنه المحقق في القسم المطبوع من الإحاطة آنذاك، وأعدت مراجعة الإحاطة بكامله فلم أجد له أثرا بهذا الاسم.
(2) راجع الإحاطة.
(3) الصفحة 69 من المخطوطة المصورة، بحسب المحقق.
(4) المحقق يشير لابن الزقاق كشاعر غير معروف، وهو أمر مثير للاستغراب كوننا نجد شعره منثورا في العديد من التصانيف كـ: "المطرب من أشعار أهل المغرب" و"المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر" و"خريدة القصر وجريدة العصر" و"الخزانة" و"ديوان الصبابة"...، كما نجد له ترجمة في "فوات الوفيات" لابن شكر الكتبي.
(5) كنت قد سجلت حينها ملحوظة هامشية عن ورود هذه الكلمة في قصيدة شعبية من أداء "الهاشمي القروابي" مطلعها "آيلي ومالي".

__________________
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
  • تاريخ التسجيل : 29-03-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 43,268

  • زسام التحرير 

  • معدل تقييم المستوى :

    61

  • دائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the roughدائمة الذكر is a jewel in the rough
الصورة الرمزية دائمة الذكر
دائمة الذكر
مشرفة سابقة
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:46 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى