الدوليون الجزائريون تأثروا بسحر وإبداعات مارادونا؟!
27-11-2020, 05:16 PM





إذا كان الشارع الكروي الجزائري قد تأثر برحيل أحد أساطير الكرة العالمية، ويتعلق الأمر بالنجم الأرجنتيني مارادونا الذي ترك بصمته في أوروبا والعالم، طيلة الثمانينيات ومطلع التسعينيات، فإن الجماهير الجزائرية قد عاد بها الحنين إلى أيام زمان، حين كان مارادونا يصنع لوحات كروية جميلة في المستوى العالي، ما جعله قدوة المواهب الكروية في مختلف بلدان العالم، بما في ذلك الجزائرية، بدليل بروز عناصر مميزة (مواكبة له أو بعد اعتزاله) تمتاز بإمكانات فنية عالية ولعب شبه استعراضي، على غرار بلومي وماجر وعجيسة وقشير وغيرها من الأسماء التي يبدو أنها أخذت شيئا من سحر مارادونا.
صحيح أن قصة مارادونا بالجزائر تعود إلى نهاية السبعينيات، وبالضبط في مونديال اليابان 79 أواسط، حين واجه منتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا صغار “الخضر” بقيادة رايكوف وسعدان، في إطار الدور ربع النهائي، وهو اللقاء الذي انتهى بخماسية أرجنتينية، إلا أن سحر مارادونا بقي حاضرا عند الجزائريين الذين تابعوا بصمته الكروية بألوان منتخب بلاده خلال 4 دورات متتالية من منافسة كأس العالم (من 82 إلى 94)، حيث أبدع في اسبانيا، وقادر منتخب بلاده إلى التتويج باللقب الغالي والعالي في مكسيكو، ونشط نهائي دورة 90 بروما، قبل أن يخرج من الباب الضيق في دورة 94 بسبب المنشطات، وعلاوة على ذلك فإن بروزه مع نادي برشلونة ومع نادي نابولي الذي صنع فيه الفارق جعله بمثابة القدوة لدى الجماهير والمواهب الكروية في مختلف بلدان العالم.
هل تأثرت نجوم الكرة الجزائرية بمكر وسحر مارادونا؟

ويظهر أن اللاعبين الجزائريين قد حاولوا أن يأخذوا شيئا من سحر مارادونا، بدليل أن الكرة الجزائرية لا تختلف في أناقتها عن تقنيات الكرة اللاتينية، ما سمح ببروز لاعبين من جيله يتصفون باللعب الإبداعي الذي يجمع بين الاستعراض والفعالية، وفي مقدمتهم ثنائي المنتخب الوطني بلومي وماجر، حيث أن هذا الأخير أتيحت له فرصة البرهنة في أوروبا من بوابة نادي بورتو البرتغالي، مثلما شهدت الملاعب الجزائرية تألقا لافتا للاعبين يحملون إلى حد ما بصمة مارادونا على الأقل في النطاق المحلي أو بألوان المنتخب الوطني، خاصة وان بعض الأسماء تنافست على حمل الرقم 10، في صورة نجم مولودية الجزائر علي بن شيخ ومدلل وفاق سطيف في الثمانينيات عجيسة ولاعب شباب بلوزداد حسين ياحي، دون نسيان لاعب اتحاد الحراش عبد القادر مزياني وابن القل عبد العزيز قشير الذي سطع نجمه بألوان شباب باتنة، وصولا إلى ابن الشلف عامر بن علي الذي تألق بألوان مولودية الجزائر وكذا فيصل باجي وفيصل شنوفي وغيرها من الأسماء التي أرادت الإبداع والإقناع على طريقة مارادونا أو بكيفية لا تختلف عن مهارات ومكر أسطورة الأرجنتين والعالم خلال الثمانينيات ومطلع التسعينيات.
مارادونا.. أمتع في الملاعب وصنع الجدل خارجها

وقد عرف اللاعب الأرجنتيني المثير للجدل مارادونا كيف يكسب شهرة عالمية خلال فترة لعبه التي استمرت قرابة الـ20 عاماً، فقد كان الظهور الأول له مع فريق أرچنتينوس چونيور عام 1976، ليبدأ مشوار المجد من بوكا چونيورز 1981، لينتقل إلى برشلونة 1982، ثم نابولي 1984، وإشبيلية 1992، قبل أن يعود للأرجنتين من بوابة نيولز أولد بويز عام 1993. وخلال هذه التنقلات المتتالية حصل “مارادونا” على 9 ألقاب وبطولات في دوريات أرجنتينية وأوروبية هامة. كما يملك مارادونا تاريخا حافلا مع المنتخب الأرجنتيني، بدليل مشاركته في 4 دورات متتالية من نهائيات كأس العالم، حيث حقق اللقب في مونديال 1986، وحصل على الوصافة عام 1990، وهو صاحب أشهر هدفين في تاريخ كأس العالم، أحدهما حين راوغ 6 لاعبين من المنتخب الإنجليزي، قبل أن يضع الكرة في الشباك، والآخر أحرزه بيده في نفس المباراة. وقد امتلك “مارادونا” سرعة عجيبة وقدرة على مراوغة أكبر عدد ممكن من اللاعبين في أضيق مساحة، كما أجاد تسديد الضربات الثابتة بدقة شديدة، وهو ما ساعده في تسجيل 292 هدفاً خلال مسيرته الكروية مقسمة بين الأندية والمنتخب الأرجنتيني، وهي مسيرة جعلته يبدع ويمتع الجماهير في الملاعب، في الوقت الذي صنع الكثير من الجدل خارجها، بسبب عديد القضايا التي أثرت سلبا في مشواره الكروي، وفي مقدمة ذلك تعرضه للتوقيف والمتابعات الأمنية والقضائية بسبب تناول المخدرات.
وفي الوقت الذي برز لاعبون آخرون في الساحة الكروية العالمية على غرار كرويف وبيكنباور وزيدان… ومؤخرا ميسي ورونالدو، إلا أن التنافس في صدارة أفضل اللاعبين في العالم على مر السنين، حيث بقي التنافس على صفة أحسن لاعب في العالم محتدما حسب الكثير من النقاد بين مارادونا والنجم البرازيلي بيلي، وهذا رغم صعوبة اختيار واحد على حساب الآخر، ما يعكس البصمة التي تركها مارادونا في الملاعب العالمية على مدار سنوات طويلة من التميز والتألق والإبداع.
الفاف تعزي الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم
رحيل مارادونا خسارة.. وذكراه ستبقى راسخة إلى الأبد


نشر الاتحاد الجزائري لكرة القدم بياناً رسمياً ينعى فيه وفاة أسطورة كرة القدم، الأرجنتيني، دييغو أرماندو مارادونا، ، إثر تعرضه لأزمة قلبية في بيته في العاصمة بوينس آيرس.
وجاء في بيان اتحاد الكرة الجزائري: “بعاطفة كبيرة وحزن شديد تلقى رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، وكذلك أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء الجمعية العمومية، خبر وفاة أسطورة كرة القدم، الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا عن عمر 60 سنة”.وتابع البيان: “يشعر الرئيس خير الدين زطشي وأعضاء مكتب اتحاد الكرة وكذلك جميع أفراد أسرة كرة القدم في البلاد بالحزن الشديد لهذه الخسارة الفادحة، ونغتنم هذا الظرف المحزن لتقديم تعازينا وتعاطفنا والمواساة للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، والشعب الأرجنتيني الصديق”.وأضاف: “سيبقى الجزائريون في أذهانهم إلى الأبد ذكرى هذا اللاعب الاستثنائي الذي ميّز تاريخ كرة القدم، والذي تأثيره كذلك تجاوز حدود الملعب، وبالإضافة إلى موهبته الخالصة التي لا توصف، فقد جسّد دييغو مارادونا في عصره حرية اللعب والجرأة وفن التعامل مع الكرة”.وسبق للراحل مارادونا أن زار الجزائر عام 2013، وذلك من أجل تسجيل إعلان دعائي لإحدى شركات الهاتف النقال في البلد، كما سبق له أن واجه مع منتخب “التانغو” للشباب نظيره الجزائري في بطولة كأس العالم لذات الفئة عام 1979 والتي عرفت فوز منتخب الأرجنتين بخمسة أهداف نظيفة.
واجهه سنة 1979… اللاعب الدولي السابق محمد شعيب:
مارادونا لاعب متكامل.. وأسطورة كروية حقيقية


استرجع القائد السابق للمنتخب الجزائري لكرة القدم (أواسط)، محمد شعيب، ذكريات نهائيات كأس العالم 1979 باليابان، حينما واجه في الدور ربع النهائي منتخب الأرجنتين، بقيادة آنذاك الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، والذي وافته المنية، أمسية الأربعاء، عن عمر يناهز 60 عامًا إثر سكتة قلبية تنفسية.
وقال المدافع السابق لرائد القبة قائلا: “كان شرفا لي أن ألعب ضد مارادونا في مونديال الأواسط باليابان. والذي أصبح من بعده أحد أفضل لاعبي كرة القدم عبر كل العصور، فقد كنت محظوظا. مع وفاة مارادونا، ذهب جزء من تاريخ كرة القدم العالمية. كانت لديه هالة وشعبية كبيرتين، تأكدت عند وفاته التي حزن عليها العالم كله اليوم. أعلنت الأرجنتين الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، مما يدل على قيمة هذا الرجل في بلاده”.
في 2 سبتمبر الماضي، تذكر مارادونا مباراة الجزائر والأرجنتين في طوكيو 1979، عبر منشور في حسابه على انستغرام، مرفوقا بصورتين مع قائد “الخضر” محمد شعيب، قبل انطلاق اللقاء الذي انتهى بهزيمة ثقيلة للتشكيلة الوطنية (5-0).
وكتب نجم نادي نابولي الإيطالي السابق في منشوره: “كنا في ربع نهائي كأس العالم للأواسط 1979، لعبنا ضد الجزائر. أدوا مباراة جيدة، لكننا تمكنا من الفوز عليهم 5-0. أعتقد أنها كانت المباراة الوحيدة في هذا الدور التي لم تذهب إلى الوقت الإضافي. سجلت الهدف الأول من ركلة حرة”.
وكان يشرف على المنتخب الجزائري كمدرب في ذلك الوقت الراحل عبد الحميد كرمالي، بمساعدة رابح سعدان، حيث لم يتمكن زملاء رشيد صبار، من مقاومة قوة الأرجنتينيين.وقال شعيب: “خلال تلك المباراة، لم نتمكن من إيقاف مارادونا، وكان علينا تسليح أنفسنا لمنعه (يضحك). لقد كان لاعباً متكاملاً بالمعنى الحقيقي للكلمة:التقنية والقوة والسرعة. في ذلك اليوم واجهنا فريقًا أرجنتينيًا كبيرًا ، مكونًا من عدة لاعبين موهوبين صنعوا أفراح الأندية الأوروبية الكبيرة بعد سنوات قليلة”.
وتابع بطل أمم إفريقيا-1979 مع منتخب الجزائر: “كنا مع فريق الأرجنتين في نفس الفندق لمدة شهر. حيث كان مارادونا خاضعًا لإشراف جيد ومنضبط من جميع النواحي، وكان ودودًا يتحدث إلى الجميع. مونديال الأواسط باليابان كان نقطة انطلاق لهذا اللاعب، الذي أصبح فيما بعد أسطورة حقيقية”.
وفي الأخير ، حرص محمد شعيب، على الإشادة بشخصية مارادونا، مشيرًا إلى أنه “لاعب خرج من رحم الشعب”.
وقال: “رحلت عنا أسطورة كرة القدم العالمية. لقد أحب الجميع. فرؤية رد فعل الشعب الأرجنتيني بعد وفاته دليل على المكانة الخاصة التي احتلها في قلوب مواطنيه. الحياة ليست كرة القدم فحسب، فهناك أيضًا القيم والمبادئ، وأعتقد أن مارادونا فهم ذلك جيدًا. لقد كان شخصًا يعرف من أين أتى، فقد خرج أوساط الشعب”.وبهذا ختم بطل الجزائر عام 1981 مع رائد القبة، ذكرياته مع النجم الراحل دييغو أرماندو مارادونا في مونديال الأواسط 1979 باليابان.
قاد لوحده الأرجنتين ونابولي إلى حصد الألقاب
مارادونا “اللاعب الفريق” الظاهرة الذي نافس بيتهوفن وبيكاسو


مثل أساطير الفن، رحل الظاهرة الكروية مارادونا تاركا وراءه ألغازا في حياة مبدع شغل الناس وهو بينهم وسيشغلهم أكثر وهو بعيد عنهم. لاعب كرة جمع في فنياته فلسفة أن أكون مهما كانت الظروف، وخارج الملعب جنون يذكرنا بكبار الفن الذين رحلوا وتركوا سنفونيات ولوحات زيتية خالدة.
إذا سألت أهل نابولي عن لقبي إيطاليا ولقب الاتحاد الأوروبي، فسيقولون أنها جميعا من قدم مارادونا اليسرى، وإذا سألت أهل الأرجنتين عن لقب كأس العالم سنة 1986 فسيقولون بأنه من صنع مارادونا ولن يذكر أهل نابولي ولا أهل الأرجنتين لاعبا أو مدربا كان إلى جانب الظاهرة الذي شكّل لوحده فريقا من لاعب واحد، ونجم ليس بالضرورة أن نصنفه كلاعب كرة.
مارادونا الذي غادر العالم في الستين من العمر، هو لاعب خارق للعادة كان يصنع لوحده ربيع فريق نابولي والمنتخب الوطني الأرجنتيني من دون أن يكون إلى جانبه أي نجم آخر ولو من العيار المتوسط.
فإذا كان بيلي قد صنع عظمة البرازيل في زمنها الذهبي بثلاث تتويجات مونديالية، فإنه عاصر في البرازيل لاعبين كبار وهم أيضا أساطير ومن بينهم طوسطاو وجيارزينو وريفيلينو، فحتى في مونديال شيلي سنة 1962 عندما أصيب، أكمل رفاقه المهمة وحصلوا على الكأس من دون تعب كبير في نهائي تغلبوا فيه على تشيكوسلوفاكيا بالأداء والنتيجة، مما يعني بأن البرازيل كانت قوية حتى من دون بيلي، وإذا كان ميسي قد صنع عظمة برشلونة في زمنها الذهبي بألقاب رابطة أبطال أوربا والعالم للأندية، قد شاركه فيها أيضا لاعبين من طينة إنييستا وبويول وتشافي، بدليل أنه يشتكي حاليا من غيابهم وما خسارته بثمانية أهداف أمام بيارن ميونيخ سوى دليل على أن ميسي برغم إمكانياته، لا يمكنه لوحده أن يصنع الحدث الكبير. لكن مارادونا يختلف عن الجميع فقد حل على نابولي قادما من برشلونة التي تعرض فيها لإصابة كادت تنهي مشواره الكروي، ولم تكن نابولي تزخر بأي لاعب جيد، ولم تكن تشكل أي شيء في الكرة الإيطالية، وباشر نحت المستحيل بقدمه اليسرى حتى تغلبت نابولي على كبار البلاد مثل الإنتير الذي كان يضم رومينيغي وجوفنتوس الذي كان يضم بلاتيني وبونياك والميلان وغيرهم، عفي زمن كان أشهر لاعبي العالم ينشطون في إيطاليا مثل سقراطس وشيفو وزيكو، ولا يكاد العالم يذكر سوى لاعبين عاديين في نابولي كانوا إلى جانب مارادونو مثل كاريكا وأليماو، ومع ذلك قاد الفريق للتربع على عرش إيطاليا وفاز مع الفريق أيضا بكأس الإتحاد الأوربي فكان اللقب الأول والأخير للنادي، وعندما غادر مارادونا نابولي منذ ثلاثين سنة انتهت التتويجات المحلية نهائيا من تاريخ نادي الجنوب، الذي قام في السنوات الأخيرة بانتدابات كبيرة فلعب له كافاني وهيغوايين وإينسيني، ولكن نتائجه بقيت دون ما حققه الداهية مارادونا.
لم يكن الأمر كذلك في نابولي فقط، بل كان أيضا مع منتخب الأرجنتين الذي افتقر في ثمانينات القرن الماضي للنجوم، وواجه عمالقة العالم وخاصة البرازيل، فكان في أول مونديال سنة 1982 سنفونية حقيقية قبل أن يسقط أمام البرازيل العملاق، وفي 1990 قاد منتخب بلاده المتواضع إلى النهائي وخسر بهدف من ركلة جزاء أمام ألمانيا بعد أن أقصى إيطاليا على أرضها والبرازيل، أما في سنة 1986 في المكسيك فقد كان الأقوى، وفاز لوحده بالمونديال وسط لاعبين أرجنتينيين ما كانوا ليشتهروا لولا وجود مارادونا، مثل فالدانو وبوريتشاغا، في مونديال ضمت فيه فرنسا بلاتيني وجيراس، وألمانيا، رمينيغي وشوماخر، والبرازيل ضمت سقراطس وزيكو وفالكاو وحتى الجزائر كانت تزخر ببلومي وماجر والمغرب بالتيمومي وعزيز بودربالة.
والعارفون بلعبة كرة القدم مازالوا لحد الآن مقتنعون بأن ألمانيا فازت بالمونديال والبرازيل وفرنسا وإسبانيا، لكن الأرجنتين في سنة 1986 لم تفز، أبدا، وإنما مارادونا هو الذي فاز ولوحده، وبأن الإنتير والميلان وجوفنتوس فازوا بالألقاب في إيطاليا ولكن نابولي لم يفز أبدا، وإنما مارادونا هو من فاز ولوحده.
مات ماردونا ولكنه مثل بيتهوفن وبيكاسو ودي فينشي وباخ، ترك زادا من الإبداع مكتنزا في أرشيف من ألعاب الساحر مارادونا، كلما شدّنا الحنين للعب الجميل تابعنا فنيات دييغو أرماندو مارادونا.
رابح ماجر يحكي قصة أيقونة كرة القدم العالمية
مارادونا رجل طيب متواضع.. ويحترم الكرة الجزائرية


قال رابح ماجر، أسطورة كرة القدم الجزائرية، إنه لم يصدق في البداية نبأ وفاة صديقه، أيقونة كرة القدم العالمية، الأرجنتيني دييغو مارادونا.
وأوضح ماجر لوكالة الأنباء الألمانية، “خبر وفاة مارادونا أحزنني جدا، لدرجة انني لم أصدقه في البداية، إلا بعدما تأكدت من وسائل إعلام عديدة”،وأضاف “مارادونا أيقونة وأسطورة كرة القدم العالمية، وهو الأفضل لكل الأوقات، سيبقى حيا في قلوبنا، رغم أن الملاعب ستفتقده.. تعازي الخالصة لعائلته ولكل الأرجنتين، وكل محبيه وعشاق الكرة واللعب الجميل”.
وواصل ماجر: “أعرف مارادونا شخصيا منذ عام 1988، أول مرة التقيته كانت بمناسبة مباراة اعتزال النجم الفرنسي، ميشيل بلاتيني”. وأردف “كانت لي حادثة طريفة معه حينها، لأننا كنا نلعب في نفس الفريق، حيث تقدمت دون قصد لاعبي فريقنا قبل الدخول للملعب، رغم أن مارادونا كان هو القائد، ولما اكتشفت الأمر عدت للخلف وطلبت منه التقدم، لكنه اعتذر وقال لي بلطف: لا يهم تقدم أنت الأكبر سنا، بيد أنني اقنعته في النهاية”. وتابع: “ثم التقيته في دبي، المرة الأولى بمناسبة ملتقى حول الاحتراف داخل الأندية الإماراتية، ومرة ثانية بمناسبة البرنامج التلفزيوني (اكتشاف المواهب العربية) الذي سمح لنا بمعرفة بعضنا البعض جيدا، لأننا مكثنا ثلاثة أشهر معا”. وأوضح ماجر أن مارادونا حدثه عن تفاصيل المباراة، التي تغلبت فيها الأرجنتين (2/1) على إنجلترا، في كأس العالم بالمكسيك عام 1986، واعترف له بأن هدفه الأول جاء باليد.كما نوه أن مارادونا، أبدى إعجابه بالشجاعة التي تحلى بها ماجر، ومكنته من تسجيل هدف بـ(عقب القدم) في مرمى بايرن ميونخ، بنهائي دوري أبطال أوروبا عام 1987.
وأضاف ماجر: “أصبحت أنا ومارادونا أصدقاء.. إنه رجل طيب، متواضع، وحنون جدا.. ببساطة مارادونا استثنائي جدا”.
وتأسف نجم بورتو السابق لعدم تواجده في الجزائر، حينما زارها مارادونا نهاية عام 2013، مؤكدا أنه يحترم الكرة الجزائرية كثيرا.
محامي مارادونا يطالب بإجراء تحقيق حول ملابسات الوفاة

طالب ماتياس مورلا وهو محامي دييغو مارادونا فتح تحقيق عاجل في ملابسات وفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية في منزله بحي تيجري بالعاصمة بوينس إيريس،وانتقد مورلا بطء وصول المُسعفين إلى منزل مارادونا، واصفًا استغراق ست سيارات إسعاف للوصول بعد نصف ساعة من البلاغ بـ الغباء الإجرامي ودعا إلى تحقيق فوري.قال محامي مارادونا فيما نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: “وفقًا لتقرير مكتب المدعي العام لمنطقة سان إيسيدرو، استغرقت الإسعاف أكثر من نصف ساعة للوصول،يكمل ماتياس مورلا: “لا يمكن تفسير أن صديقي قضى 12 ساعة من دون اهتمام أو رعاية طبية من الموظفين المخصصين لهذا الأمر”.
وأضاف المحامي الشهير: “لا يمكن التغاضي عن هذه الحقيقة، سأطالب بإجراء تحقيق في الأمر حتى نهايته كما كان يقول لي دييغو “أنت الجندي الخاص بي”.
وقال مورلا في تصريحاته إلى التلفزيون الأرجنتيني خلال تشييع الجنازة: “إنه يوم ألم عميق، يؤلمني قلبي حقًا لفراق صديقي الذي تشرفت بصحبته حتى أيامه الأخيرة”.
الحكم التونسي بن ناصر يستذكر يد مارادونا في مباراة القرن:
لا أحد في الملعب كان قادرا على التفطن إلى الخطإ


رغم كثرة أهدافه التي سجلها في مرمى المنافسين سواء مع منتخب الأرجنتين أو مع الأندية التي حمل أقمصتها طوال مسيرته، إلا أن هدف مارادونا الأول في شباك حارس منتخب إنجلترا بيتر شيلتون في مباراة ربع نهائي كأس العالم 1986 ظل لحد الآن أحد أشهر الأهداف لا فقط في تاريخ نهائيات المونديال وإنما أيضا في تاريخ الكرة العالمية.
وفي تلك المباراة التي احتضنها ملعب “ازتيكا” في مكسيكو يوم 22 جوان 1986، وأدارها الحكم التونسي علي «بن ناصر، نجح دييغو مارادونا في خداع الجميع عندما سجل هدفا بيده احتسبه الحكم التونسي رغم احتجاجات الحارس الإنجليزي “بيتر شيلتون”.وبعد أربع دقائق سجل مارادونا هدفا ثانيا حسم به أمر التأهل للدور قبل النهائي، واختير هدفه الثاني في تلك المباراة أجمل هدف في تاريخ المونديال.
وبعد المباراة شنت الصحف البريطانية حملة انتقادات لاذعة على الحكم التونسي علي «بن ناصر لاحتسابه هدفا باليد، لكن مارادونا قال إثر ذلك قولته الشهيرة: “يد الله هي التي سجلت ذلك الهدف” في إشارة إلى أن أحدا ممن كانوا داخل الملعب لم ير الخطأ الذي ارتكبه مارادونا آنذاك.
وقال علي بن ناصر لسكاي نيوز عربية عن قصة الهدف الأول، أو هدف “يد الله” مثلما أطلقت عليه الصحف العالمية: “كانت تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم واضحة في ذلك المونديال تجاه الحكام، وهو أن قرار الحكم المساعد له الأسبقية إذا كان في مكان أفضل لمعاينة اللقطة، لم أشأ أن أعارض قرار مساعدي وهو البلغاري “دوتشاف” بالرغم من أن حارس إنجلترا بيتر شيلتون هرع نحوي لإعلامي بأن الهدف سجل باليد، لكن لم يكن أحد في الملعب قادرا على التفطن للخطأ.”
وأكد الحكم التونسي السابق في تصريحات خص بها سكاي نيوز عربية: “هدف مارادونا في شباك شيلتون من أشهر الأهداف بل إن المباراة ذاتها تعد من أفضل المباريات التي أدرتها فقد منحتني الفيفا آنذاك عددا مميزا، ورغم الخطأ أعتقد أن تلك المواجهة ستظل هي الأبرز في مسيرتي، فقد شهدت أيضا هدفا ثانيا خارقا لمارادونا حسم به بطاقة التأهل للأرجنتين.”
وكشف بن ناصر أن مارادونا يدين له بتسجيله هدف القرن وأجمل هدف في تاريخ كأس العالم وهو الهدف الثاني لمنتخب الأرجنتين في تلك المباراة والذي سجله “دييغو” عندما اخترق كامل دفاع إنجلترا وقطع نصف الملعب ليضع الكرة في الشباك.
وأضاف: “لم يحرز مارادونا هذا الهدف بمفرده، لقد ساعدته في ذلك بأن منحته إتاحة الأسبقية رغم أني كنت أضع الصفارة في فمي وأتأهب للإعلان عن خطأ لمصلحته أو عن ضربة جزاء عندما دخل المناطق المحرمة، كنت أركض وراءه وكنت سأتدخل لإيقاف الهجمة ولكني لم أفعل لأن مارادونا انطلق كالسهم ولم يترك الكرة إلا بعد أن وضعها في الشباك، أنا فخور بأني شاركت في مباراة خالدة”.
وقال بن ناصر إنه سعد كثيرا بتلك الزيارة التي أبانت عن شخصية متواضعة وجميلة لمارادونا الذي أهدى الحكم التونسي قميص منتخب التانغو الذي خاض به نهائيات كأس العالم 1986 وتوج بها بعد الفوز في الدور النهائي على حساب ألمانيا الغربية (3 ـ 2).
ومن جانبه، قدم بن ناصر لمهاجم الأرجنتين السابق، صورة جمعتهما بقائد إنجلترا في المباراة بيتر شيلتون قبل إطلاق صافرة البداية للمباراة التاريخية.