22قتيلا وأكثر من 700 جريح في تجدد المواجهات بالڤرارة الجيش يتدخل في غرداية لإطفاء نار الفتنة
09-07-2015, 04:06 AM


  • وزير الداخلية يأمر بالتحقيق في طبيعة السلاح الناري وملاحقة المتورطين
علي خلايف / الشيخ زڤاي / حكيم عزي


سقط 19 شخصا بغرداية، تتراوح أعمارهم بين 16 و45 سنة ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، مع تسجيل 700 جريح، من المنتظر تحويل بعضهم إلى مستشفيات خارج الولاية، بعد تجدد المواجهات بين الإخوة الفرقاء في دائرة القرارة لوحدها، لتصل حصيلة القتلى إلى 22 قتيلا بين دائرتي بريان والقرارة خلال اليومين الماضيين، معظمهم شباب في مقتبل العمر.

وجدت عناصر الأمن صعوبة كبيرة في السيطرة على الأوضاع ميدانيا، بسبب "انسحاب" عدد من أفراد الشرطة، تنديدا بالاعتداءات المتكررة على زملائهم، وهو ما أحدث انفلاتا في عدة مناطق من بلديات القرارة، بريان وبنورة، فيما أمر قائد الناحية العسكرية الرابعة بورڤلة الجيش بالتدخل، حيث انتشرت الأربعاء، فرق من نخبة القوات الخاصة وأحكمت سيطرتها نهائيا على الوضع في جيوب المدينة، كما حلقت طائرات هيلكبوتر مزودة بكاميرات رقمية تابعة لجهاز الدرك الوطني لرصد تحركات الملثمين .
وذكرت مصادر لـ"الشروق" أن سبب الوفيات المسجلة، يعود إلى استعمال بعض المتظاهرين لبنادق صيد غير مرخصة، وفحص عناصر الشرطة العلمية بالدرك الوطني، جثث الضحايا بمستشفى القرارة، للتأكد من دواعي الوفاة، لاسيما بعد استعمال المتصارعين جميع أنواع الأسلحة البيضاء والنارية.
وسجل في بداية المواجهات سقوط 5 ضحايا في حي أولاد السايح وأصولهم من ورڤلة، ثم قتيل في حي أولاد سيدي محمد، و4 قتلى في حيي المؤذن ومحمود.
مطالب بالحماية
وفي بلدية بنورة بغرداية، أسفرت المواجهات عن سقوط قتيل يبلغ من العمر 16 سنة، فضلا عن عشرات الجرحى في اشتباكات عنيفة بين شباب حي سيدي عباز وبنورة. وامتدت الاشتباكات بين شباب من قصر مليكة وشباب حي الثنية، أين تم حرق وتخريب العديد من المحلات والمنازل وتهجير عائلات.
واستنادا إلى مصدر طبي، فقد سجل شبه عجز بمستشفى الشهيد شريفي محمد بالڤرارة، للتكفل بالجرحى، نظرا لنقص الأدوية والمعدات الطبية كونه مرفقا طبيا متواضعا.
وعرفت المواجهات حرق وتخريب مئات المحلات التجارية والمنازل في مشهد مروع أجبر عشرات السكان على الفرار نحو ولايات ورڤلة والجلفة والأغواط، ومناطق أخرى مجاورة على غرار منطقة قطارة الحدودية مع الجلفة.
ولوحظ غياب شبه كلي لعناصر الشرطة، وتم تعويض الفراغ بعناصر درك احتياطية قدمت من حاسي مسعود والأغواط وقوات من الجيش الوطني الشعبي من مدرسة بسكرة للقوات الخاصة.
واستعملت في عمليات التحريض على القتل مآذن المساجد التي تسلّقها بعض الملثمين، دون موافقة من اللجان الدينية وأطلقوا دعوات للخروج إلى الشارع والقصاص، في شهر التوبة، وهو ما اعتبر بمثابة تجاوز لحدود والله. وحسب شهود عيان، فقد تحولت العديد من أحياء بلدية القرارة الأربعاء إلى حلبة صراع وتراشق بين الملثمين.
ودعا كبار المشايخ والدعاة بالجنوب الإخوة الفرقاء، إلى وجوب تحكيم العقل والتحلي بالصبر والسكينة لتجاوز المحنة، وضرورة مساهمة الجميع في إخماد نار الفتنة، وتفويت الفرصة على أعداء البلاد.
وزير الداخلية يترأس جلسة مغلقة بمقر الولاية
وقد ترأّس أمس، بمقر ولاية غرداية، وزير الداخلية نور الدين بدوي، جلسة مغلقة، حضرها اللواء عبد الغني هامل واللواء عبد الرزاق شريف، قائد الناحية العسكرية الرابعة بورڤلة، وممثل الفريق أحمد بوسطيلة والسلطات الأمنية والولائية.
وحسب ما تسرّب من الجلسة، فإن وزير الداخلية أمر بوجوب التعامل مع الوضع بحزم وجدية وتحكيم العقل، وإشراك العقلاء في خطوة لتهدئة الأوضاع، وفتح تحقيق حول هوية الملثمين ومن يقف وراءهم، وطبيعة الأسلحة النارية المستعملة ومصدرها قبل رفع تقرير مفصل لرئيس الجمهورية اليوم الخميس.