مقال مميز : كيف دخلوا الفلوجة ؟
02-07-2016, 12:50 AM
[b]كيف دخلوا الفلوجة ؟
لم تكن خطة عسكرية مُحكمة ، ولم تكن شجاعة مفرطة ، ولم تكن عقيدة مجنونة ، ولم تكن ببركة المهدي ولا بنُصرة الحسين (رضي الله عنه) .. كيف دخلوا الفلوجة وهي معقل الدولة الإسلامية ، وعاصمتها الجنوبية ، ومدينة المساجد ، ومركز أهل السنة في العراق ، وفخر المسلمين ، المدينة التي أذاقت الأمريكان والبريطانيين الويلات .. كيف استطاع جيش الحشد الشعبي – الذي لم يُحسن حتى اختيار اسمه فصار مختصره (جحش) – دخول الفلوجة ؟ كيف استطاع الجيش العراقي والشرطة العراقية والقوات الخاصة العراقية بقيادة المجوسي الفارسي “قاسم سليماني” دخول الفلوجة المدينة الأبيّة الشامخة العصيّة ؟
ليس الأمر سراً ولا طلسماً ولا تعقيدات في القضية ، بل هي عملية عسكرية واضحة جليّة لا تحتاج إلى عظيم ذكاء ولا كبير فكر ، فخطّتهم مكشوفة معروفة رأيناها رأي العين في كثير من المناطق (تكريت وعين العرب وتل أبيض والرمادي) ، وهي بكل بساطة : اقصف ، واقصف ثم اقصف حتى تقتل وتقتل ثم تقتل ، فتضغط على المقاتلين كي يخرجوا من المدينة أو تدمّرها عن بكرة أبيها فلا تكون صالحة للبقاء ولا للسكنى ولا قيمة لها فلا يتمسّك بها من كان داخلها ، والأمريكان يقصفون بسخاء كون الطلعات الجوية والقذائف مدفوعة القيمة من قبل الحكومات العربية ، والرافضة يقصفون بسخاء كون القذائف المدفعية والصواريخ من صدقات الحكومات العربية دعماً للشعب العراقي الشقيق ..
العملية المتّبعة ، وبكل بساطة : قصف مركّز في الخطوط الأمامية المواجهة للأصدقاء حتى يتراجع من يواجههم ، ثم يتقدّم الأصدقاء ويدخلوا المناطق المقصوفة بكل أريحية ليُعلنوا تحريرها من الإرهابيين ، ثم قصف مركّز للمنطقة التي بعدها بكل ما لديهم من قوة حتى يتزحزح العدو عن تلك المنطقة فيتقدّم الأصدقاء خطوة أخرى فيعلنوا تحرير المنطقة ، وكلما أرادوا تحرير منطقة تقصفها الطائرات الصليبية العربية حتى لا تُبقي فيها شجر ولا حجر فضلاً عن إنسان إلا وناله القصف ، ثم يتقدّم الرافضة الأشواس – بعد القصف الصليبي العربيّ – ليعلنوا تحرير المنطقة باسم الحسين والخامنئي والمهديّ ..
أكثر الحشد الشعبي الذي حاصر الفلوجة جاء للنهب والسلب ولم يأت لقتال ، ومثل هؤلاء المرتزقة لا يصلحون لحرب ولا يثبتون في موقع ، والشرطة والجيش العراقي لا يختلفون كثيراً عن “جحش” ، ولذلك كلما جاءتهم ضربات المجاهدين : انسحبوا سريعاً واتصلوا بالطائرات الصليبية-العربية لتبدأ القصف في أماكن تواجد جثث أصحابهم خوفاً وجزعاً من تقدّم المجاهدين اتجاههم ، حتى أن بعض القادة الأمريكان ضاق ذرعاً بهم واتّهمهم علناً بالجُبن والخور ..
كانت خطة المجاهدين منذ البداية : الإنسحاب الآمن من الفلوجة بعد الإثخان في العدو الرافضي ، وحصلت فوضى في بداية إنسحاب بعض المسلمين من الفلوجة ، فاتجه هؤلاء جهة الرافضة فذاقوا الأمرّين منهم بعد أن وثقوا بوعود “عبد الفرس العبادي” ، ثم اتفق المجاهدون على أن يُخرجوا جميع النساء والأطفال والشيوخ من الفلوجة بعيداً عن متناول الرافضة ، فكان الإنسحاب منظماً ، إلا أنه لم يكن خالياً من المخاطر كون أكثر الفلوجة محاصرة ، والأماكن التي استطاع هؤلاء النزوح إليها ليست مثالية ، والحقيقة أن هذا الإنسحاب كان أشبه بالمستحيل ويذكّرنا بانسحاب المسلمين في مؤتة بقيادة سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وبقيت مفرزة من المجاهدين تبايعوا على الموت لتمكين المسلمين من مغادرة المدينة ، فبقوا فيها يُثخنون في العدو ويؤخّرون تقدمه ..
كانت من خطط “الدولة الإسلامية” الفاعلة : إشغال الرافضة والصليبيين بجهات أخرى للتخفيف عن الفلوجة ، فكانت العمليات في بيجي وهيت والرمادي وغيرها ، وحصل تشتيت للطيران الصليبي العربي وللجيش العراقي بسبب هذه العمليات ، فاستطاعات الدولة التخفيف من الحصار لإخراج الأهالي ، بل زادت حدة المعارك في مطار “دير الزور” بالشام فخاف الصليبيون والعرب سقوط المطار فانشغلوا قليلاً عن الرافضة في الفلوجة بقصف المطار ، فكانت المجازر الدولاوية في الفلوجة ، ولكن “عبد المجوس العبادي” أصرّ على دخول الفلوجة رغم الخسائر الفادحة في جيشه ، ورغم تحذير أسياده الأمريكان ، وضحّى بالكثير من “الجحوش” التي لا قيمة لها في سبيل تحقيق الرغبة الفارسية بإظهار “سليماني” بمظهر المنتصر ، فكانت فاتورة دخول الفلوجة : آلاف الرافضة العرب القتلى وأضعافهم من الجرحى لأجل عيون الفرس ، واستطاع العبادي التصوير من داخل الفلوجة على عجل لعلمه بأن المعركة لم تنته بعد ، ثم فرّ راجعاً إلى بغداد بالسرعة التي دخل بها الفلوجة ..
الحقيقة أن الفلوجة لم تكن معقلاً للدولة الإسلامية بالمعنى المتعارف عليه ، وخاصية الفلوجة تكمن في أنها مدينة إسلامية خالصة لا تكاد تجد فيها رافضي ولا غيره ، وأهل الفلوجة على درجة كبيرة من الإلتزام بالدين ، وعشائر الفلوجة من أكرم عشائر العراق وأشدّها شكيمة وأنفة ، فدخول الفلوجة أمر رمزي للرافضة والصليبيين أكثر منه عسكري ، فالرمادي – مثلاً – أهم من الناحية العسكرية من الفلوجة ، وما حدث في الفلوجة من إظهار مظاهر الرفض دلالة على مدى الحنق الرافضي على هذه المدينة المسلمة ..
ليس الغريب أن يدخل الرافضة الفلوجة ، ولكن الغريب أن يثبت المجاهدون لشهر رغم قلة عددهم – قرابة الثمانمئة مجاهد – أمام أكثر من ثلاثين ألف رافضي بقصف صليبي عربي فارسي مركّز متواصل ، والأغرب من هذا : أعداد قتلى الروافض التي بلغت أكثر من خمسة آلاف ، أي أن المجاهدون قتلوا أكثر من خُمس الجيش الرافضي ، ودمروا دباباتهم وعرباتهم في حرب أشبه ما تكون بحروب المسلمين الأوائل التي قرأنا عنها في كتب التاريخ ولم نستطع استيعابها حتى رأينا هؤلاء الرجال يعيدونها جذعة فيقتلون “المناذرة الجدد” ومن خلفهم أسيادهم المجوس في معارك العراق الخالدة ..
لعل من أغرب ما رأينا في حرب الفلوجة : الجنون الذي أصاب أعداء المجاهدين في الإعلام والشبكة العالمية والبرامج الإجتماعية : فبعد إعلان “عبد الفرس العبادي”بدء عملية “تحرير الفلوجة” : أعلن البعض أن “الدولة الإسلامية” ما دخلت الفلوجة إلا ليُدمّرها الرافضة !!
ثم بعد الضربات الأولى للمجاهدين ، وظهور الرافضة بمظهر المهزوم ، أعلن هؤلاء بأنه لا وجود للدولة الإسلامية في الفلوجة ، وأن الذي يقاتل هم العشائر العربية الحرة الأبيّة !!
ثم تقدّم الرافضة في بعض مناطق الفلوجة ، فقال هؤلاء : “الدولة الإسلامية” تنسحب “كعادتها” من أمام الرافضة ليدخلوا الفلوجة فيقتلوا المسلمين ..
ثم حصل التفاف للمجاهدين وأثخنوا في الرافضة أيما إثخان ، فقال هؤلاء : حيّا الله عشائر الفلوجة الأبطال فقد سطروا ملاحم عظيمة في الفلوجة ، نسأل الله أن ينصرهم ويثبّت أقدامهم !!
ثم حصل الإنسحاب الشامل بعد خروج أهل الفلوجة منها ، فقال هؤلاء : انظروا ، ألم نقل لكم بأن “الدول الإسلامية” ستسلّم الفلوجة للرافضة !!
كل هذه المواقف والتصريحات المتناقضة حصلت في غضون شهر فقط ، والمصيبة أن الناس لم تستوعب حقيقة هذه التناقضات ، وفي كل مرّة تصدّق ما يمليه عليهم هؤلاء من أكاذيب ، وما يمارسونه من تضليل متعمَّد ، لا لشيء إلا لحنقهم على “الدولة الإسلامية” التي سحبت البساط من تحت الجميع لتنفرد في الساحة بقوة عقيدتها وعزة رجالها وبذلها الغالي والنفيس لتحفظ حياة المسلمين في الفلوجة وغيرها ..
لا شك أن عشائر في الفلوجة شاركت في هذه المعركة ، ولا شك أن الدولة الإسلامية شاركت في هذه المعركة ، والحقيقة التي أراد هؤلاء إخفائها : أن أكثر أفراد “الدولة الإسلامية” في الفلوجة هم من عشائر الفلوجة ذاتها ، والحقيقة التي يجهلها البعض : أن أكثر الذين ثبتوا في الفلوجة وانغمسوا في الرافضة بسياراتهم المحملة بأطنان المتفجرات هم من المهاجرين الذين بذلوا أرواحهم ليحفظوا أهل الفلوجة ، والخبر المرّ الذي نزفّة للرافضة الجحوش : أن هؤلاء الرجال المهاجرون لم يتنهوا بعد من تفجيراتهم ، فكثير منهم لا زال في دهاليز الفلوجة ، والأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجئات ..
لا يكاد يوجد في الفلوجة من عوام المسلمين أحد ، ومن فيها اليوم هم جحش وإخوانهم ، فالميدان مثالي لحرب استنزاف لا يمكن توقّع حجم الخسائر فيها في ظل تحييد الطيران بسبب دخول الرافضة في قفص الفلوجة الكبير ، فالإخوة الآن في وضع استعداد ينتظرون ساعة الصفر ، وسيعلم الرافضة ما هي الفلوجة قريباً بإذن الله ، ولعلنا نقرأ في الأيام القادمة – في مواقع الرافضة – عن الجنّ في أزقة الفلوجة ، وعن العفاريت التي تخرج من تحت الأرض لتحوّل العربات براكين متفجّرة تمزّق الأجساد فتتطاير الأشلاء .. والله ناصر دينه ومعزّ أولياءه {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (المنافقون : 8) {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (الشعراء : 227) ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
24 رمضان 1437هـ[/b]
لم تكن خطة عسكرية مُحكمة ، ولم تكن شجاعة مفرطة ، ولم تكن عقيدة مجنونة ، ولم تكن ببركة المهدي ولا بنُصرة الحسين (رضي الله عنه) .. كيف دخلوا الفلوجة وهي معقل الدولة الإسلامية ، وعاصمتها الجنوبية ، ومدينة المساجد ، ومركز أهل السنة في العراق ، وفخر المسلمين ، المدينة التي أذاقت الأمريكان والبريطانيين الويلات .. كيف استطاع جيش الحشد الشعبي – الذي لم يُحسن حتى اختيار اسمه فصار مختصره (جحش) – دخول الفلوجة ؟ كيف استطاع الجيش العراقي والشرطة العراقية والقوات الخاصة العراقية بقيادة المجوسي الفارسي “قاسم سليماني” دخول الفلوجة المدينة الأبيّة الشامخة العصيّة ؟
ليس الأمر سراً ولا طلسماً ولا تعقيدات في القضية ، بل هي عملية عسكرية واضحة جليّة لا تحتاج إلى عظيم ذكاء ولا كبير فكر ، فخطّتهم مكشوفة معروفة رأيناها رأي العين في كثير من المناطق (تكريت وعين العرب وتل أبيض والرمادي) ، وهي بكل بساطة : اقصف ، واقصف ثم اقصف حتى تقتل وتقتل ثم تقتل ، فتضغط على المقاتلين كي يخرجوا من المدينة أو تدمّرها عن بكرة أبيها فلا تكون صالحة للبقاء ولا للسكنى ولا قيمة لها فلا يتمسّك بها من كان داخلها ، والأمريكان يقصفون بسخاء كون الطلعات الجوية والقذائف مدفوعة القيمة من قبل الحكومات العربية ، والرافضة يقصفون بسخاء كون القذائف المدفعية والصواريخ من صدقات الحكومات العربية دعماً للشعب العراقي الشقيق ..
العملية المتّبعة ، وبكل بساطة : قصف مركّز في الخطوط الأمامية المواجهة للأصدقاء حتى يتراجع من يواجههم ، ثم يتقدّم الأصدقاء ويدخلوا المناطق المقصوفة بكل أريحية ليُعلنوا تحريرها من الإرهابيين ، ثم قصف مركّز للمنطقة التي بعدها بكل ما لديهم من قوة حتى يتزحزح العدو عن تلك المنطقة فيتقدّم الأصدقاء خطوة أخرى فيعلنوا تحرير المنطقة ، وكلما أرادوا تحرير منطقة تقصفها الطائرات الصليبية العربية حتى لا تُبقي فيها شجر ولا حجر فضلاً عن إنسان إلا وناله القصف ، ثم يتقدّم الرافضة الأشواس – بعد القصف الصليبي العربيّ – ليعلنوا تحرير المنطقة باسم الحسين والخامنئي والمهديّ ..
أكثر الحشد الشعبي الذي حاصر الفلوجة جاء للنهب والسلب ولم يأت لقتال ، ومثل هؤلاء المرتزقة لا يصلحون لحرب ولا يثبتون في موقع ، والشرطة والجيش العراقي لا يختلفون كثيراً عن “جحش” ، ولذلك كلما جاءتهم ضربات المجاهدين : انسحبوا سريعاً واتصلوا بالطائرات الصليبية-العربية لتبدأ القصف في أماكن تواجد جثث أصحابهم خوفاً وجزعاً من تقدّم المجاهدين اتجاههم ، حتى أن بعض القادة الأمريكان ضاق ذرعاً بهم واتّهمهم علناً بالجُبن والخور ..
كانت خطة المجاهدين منذ البداية : الإنسحاب الآمن من الفلوجة بعد الإثخان في العدو الرافضي ، وحصلت فوضى في بداية إنسحاب بعض المسلمين من الفلوجة ، فاتجه هؤلاء جهة الرافضة فذاقوا الأمرّين منهم بعد أن وثقوا بوعود “عبد الفرس العبادي” ، ثم اتفق المجاهدون على أن يُخرجوا جميع النساء والأطفال والشيوخ من الفلوجة بعيداً عن متناول الرافضة ، فكان الإنسحاب منظماً ، إلا أنه لم يكن خالياً من المخاطر كون أكثر الفلوجة محاصرة ، والأماكن التي استطاع هؤلاء النزوح إليها ليست مثالية ، والحقيقة أن هذا الإنسحاب كان أشبه بالمستحيل ويذكّرنا بانسحاب المسلمين في مؤتة بقيادة سيف الله خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وبقيت مفرزة من المجاهدين تبايعوا على الموت لتمكين المسلمين من مغادرة المدينة ، فبقوا فيها يُثخنون في العدو ويؤخّرون تقدمه ..
كانت من خطط “الدولة الإسلامية” الفاعلة : إشغال الرافضة والصليبيين بجهات أخرى للتخفيف عن الفلوجة ، فكانت العمليات في بيجي وهيت والرمادي وغيرها ، وحصل تشتيت للطيران الصليبي العربي وللجيش العراقي بسبب هذه العمليات ، فاستطاعات الدولة التخفيف من الحصار لإخراج الأهالي ، بل زادت حدة المعارك في مطار “دير الزور” بالشام فخاف الصليبيون والعرب سقوط المطار فانشغلوا قليلاً عن الرافضة في الفلوجة بقصف المطار ، فكانت المجازر الدولاوية في الفلوجة ، ولكن “عبد المجوس العبادي” أصرّ على دخول الفلوجة رغم الخسائر الفادحة في جيشه ، ورغم تحذير أسياده الأمريكان ، وضحّى بالكثير من “الجحوش” التي لا قيمة لها في سبيل تحقيق الرغبة الفارسية بإظهار “سليماني” بمظهر المنتصر ، فكانت فاتورة دخول الفلوجة : آلاف الرافضة العرب القتلى وأضعافهم من الجرحى لأجل عيون الفرس ، واستطاع العبادي التصوير من داخل الفلوجة على عجل لعلمه بأن المعركة لم تنته بعد ، ثم فرّ راجعاً إلى بغداد بالسرعة التي دخل بها الفلوجة ..
الحقيقة أن الفلوجة لم تكن معقلاً للدولة الإسلامية بالمعنى المتعارف عليه ، وخاصية الفلوجة تكمن في أنها مدينة إسلامية خالصة لا تكاد تجد فيها رافضي ولا غيره ، وأهل الفلوجة على درجة كبيرة من الإلتزام بالدين ، وعشائر الفلوجة من أكرم عشائر العراق وأشدّها شكيمة وأنفة ، فدخول الفلوجة أمر رمزي للرافضة والصليبيين أكثر منه عسكري ، فالرمادي – مثلاً – أهم من الناحية العسكرية من الفلوجة ، وما حدث في الفلوجة من إظهار مظاهر الرفض دلالة على مدى الحنق الرافضي على هذه المدينة المسلمة ..
ليس الغريب أن يدخل الرافضة الفلوجة ، ولكن الغريب أن يثبت المجاهدون لشهر رغم قلة عددهم – قرابة الثمانمئة مجاهد – أمام أكثر من ثلاثين ألف رافضي بقصف صليبي عربي فارسي مركّز متواصل ، والأغرب من هذا : أعداد قتلى الروافض التي بلغت أكثر من خمسة آلاف ، أي أن المجاهدون قتلوا أكثر من خُمس الجيش الرافضي ، ودمروا دباباتهم وعرباتهم في حرب أشبه ما تكون بحروب المسلمين الأوائل التي قرأنا عنها في كتب التاريخ ولم نستطع استيعابها حتى رأينا هؤلاء الرجال يعيدونها جذعة فيقتلون “المناذرة الجدد” ومن خلفهم أسيادهم المجوس في معارك العراق الخالدة ..
لعل من أغرب ما رأينا في حرب الفلوجة : الجنون الذي أصاب أعداء المجاهدين في الإعلام والشبكة العالمية والبرامج الإجتماعية : فبعد إعلان “عبد الفرس العبادي”بدء عملية “تحرير الفلوجة” : أعلن البعض أن “الدولة الإسلامية” ما دخلت الفلوجة إلا ليُدمّرها الرافضة !!
ثم بعد الضربات الأولى للمجاهدين ، وظهور الرافضة بمظهر المهزوم ، أعلن هؤلاء بأنه لا وجود للدولة الإسلامية في الفلوجة ، وأن الذي يقاتل هم العشائر العربية الحرة الأبيّة !!
ثم تقدّم الرافضة في بعض مناطق الفلوجة ، فقال هؤلاء : “الدولة الإسلامية” تنسحب “كعادتها” من أمام الرافضة ليدخلوا الفلوجة فيقتلوا المسلمين ..
ثم حصل التفاف للمجاهدين وأثخنوا في الرافضة أيما إثخان ، فقال هؤلاء : حيّا الله عشائر الفلوجة الأبطال فقد سطروا ملاحم عظيمة في الفلوجة ، نسأل الله أن ينصرهم ويثبّت أقدامهم !!
ثم حصل الإنسحاب الشامل بعد خروج أهل الفلوجة منها ، فقال هؤلاء : انظروا ، ألم نقل لكم بأن “الدول الإسلامية” ستسلّم الفلوجة للرافضة !!
كل هذه المواقف والتصريحات المتناقضة حصلت في غضون شهر فقط ، والمصيبة أن الناس لم تستوعب حقيقة هذه التناقضات ، وفي كل مرّة تصدّق ما يمليه عليهم هؤلاء من أكاذيب ، وما يمارسونه من تضليل متعمَّد ، لا لشيء إلا لحنقهم على “الدولة الإسلامية” التي سحبت البساط من تحت الجميع لتنفرد في الساحة بقوة عقيدتها وعزة رجالها وبذلها الغالي والنفيس لتحفظ حياة المسلمين في الفلوجة وغيرها ..
لا شك أن عشائر في الفلوجة شاركت في هذه المعركة ، ولا شك أن الدولة الإسلامية شاركت في هذه المعركة ، والحقيقة التي أراد هؤلاء إخفائها : أن أكثر أفراد “الدولة الإسلامية” في الفلوجة هم من عشائر الفلوجة ذاتها ، والحقيقة التي يجهلها البعض : أن أكثر الذين ثبتوا في الفلوجة وانغمسوا في الرافضة بسياراتهم المحملة بأطنان المتفجرات هم من المهاجرين الذين بذلوا أرواحهم ليحفظوا أهل الفلوجة ، والخبر المرّ الذي نزفّة للرافضة الجحوش : أن هؤلاء الرجال المهاجرون لم يتنهوا بعد من تفجيراتهم ، فكثير منهم لا زال في دهاليز الفلوجة ، والأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير من المفاجئات ..
لا يكاد يوجد في الفلوجة من عوام المسلمين أحد ، ومن فيها اليوم هم جحش وإخوانهم ، فالميدان مثالي لحرب استنزاف لا يمكن توقّع حجم الخسائر فيها في ظل تحييد الطيران بسبب دخول الرافضة في قفص الفلوجة الكبير ، فالإخوة الآن في وضع استعداد ينتظرون ساعة الصفر ، وسيعلم الرافضة ما هي الفلوجة قريباً بإذن الله ، ولعلنا نقرأ في الأيام القادمة – في مواقع الرافضة – عن الجنّ في أزقة الفلوجة ، وعن العفاريت التي تخرج من تحت الأرض لتحوّل العربات براكين متفجّرة تمزّق الأجساد فتتطاير الأشلاء .. والله ناصر دينه ومعزّ أولياءه {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (المنافقون : 8) {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (الشعراء : 227) ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
24 رمضان 1437هـ[/b]
للمتابعة عبر حسابي في الفيسبوك
https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01
قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .
https://www.facebook.com/Benaceur.Houari01
قال العلامة المفكر مالك بن نبي -رحمه الله - : الأُمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها .
