قتلى وجرحى.. والأمطار تجرف حملة الأميار!
11-11-2017, 10:52 PM





س. ع / المراسلون / ع. تڤمونت


تدخلت وحدات الحماية المدنية، إثر التقلبات الجوية التي عرفتها المناطق الشمالية للوطن من تساقط أمطار غزيرة خاصة بولايات الجزائر وتيبازة وبومرداس وعنابة، حيث سجلت سقوط شجرتين على مستوى القرية الفلاحية سيدي فرج ببلدية زرالدة وببلدية بئر مراد رايس دون تسجيل ضحايا.
كما تدخلت مصالح الحماية المدنية عند حدوث انهيارين، الأول على مستوى ولاية بومرداس يتمثل في سقوط جدار خارجي لمستوصف بلدية دلس، والثاني بولاية عنابة يتمثل في انهيار سقف غرفة لمنزل بحي بلعيد بلقاسم ببلدية عنابة دون تسجيل ضحايا.
هذا، ولقي ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب 39 آخرين بجروح متفاوتة خلال الـ 48 ساعة الأخيرة حسب ما أفاد به بيان للحماية المدنية. وسجلت أثقل حصيلة على مستوى ولاية البويرة بوفاة شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح على إثر انقلاب سيارة على مستوى الطريق الوطني رقم 5 ببلدية لعجيبة. كما تدخلت وحدات الحماية المدنية من أجل إطفاء 8 حرائق حضرية وصناعية ومختلفة في كل من ولايات بومرداس والشلف ومعسكر وسكيكدة وميلة.
وحسب البيان أدت هذه الحرائق إلى إصابة 3 أشخاص بحروق خفيفة على مستوى ولاية سكيكدة واختناق شخصين جراء الدخان بولاية الشلف. كما قامت مصالح الحماية المدنية بتقديم الإسعافات الأولية لـ 12 شخصا مختنقين بغاز أحادي الكربون المنبعث من أجهزة التدفئة ومسخن الحمام داخل مساكنهم منهم 6 أشخاص بولاية معسكر و6 أشخاص بولاية جيجل، حيث تم تحويلهم إلى المستشفى.

مرعوبون وطرقات مقطوعة وبلديات تغرق في الظلام
الأمطار تعري بريكولاج "الأميار" وتفسد حملة المترشحين
أزمة تموين بالمناطق المعزولة ومواطنون غاضبون على المسؤولين
تسببت التقلبات الجوية والسيول الجارفة، خلال اليومين الماضيين، بشل عدة طرقات ولائية وبلدية في مناطق مختلفة من البلاد، في حين تم تسجيل 5 جرحى على الأقل في حوادث انحراف المركبات، وأفسدت الأمطار الغزيرة حملة المترشحين في عز الحملة الانتخابية، في وقت غرقت أحياء وقرى بأكملها في ظلام دامس اثر انقطاع التيار الكهربائي.
وتسببت الأمطار الغزيرة، التي شهدتها ولاية بجاية، في انقطاع التيار الكهربائي ببلديتي ذراع القايد وخراطة جراء سقوط الكابل الرئيسي بضواحي درقينة، وهو ما أجبر العديد من التجار بالبلديتين المذكورتين على غلق محلاتهم التجارية، فيما ندد قاطنو عديد بلديات الولاية بـ"بريكولاج" المسؤولين المحليين، بعد تحول شبكة الطرق إلى سيول ووديان جارفة.
أما بولاية تيزي وزو، فقد تسببت السيول والفيضانات بشل بعض الطرق الولائية والبلدية، في مقدمتها الطريق الولائي رقم 100 الرابط بين عاصمة الولاية وبلدية معاتقة، والطريق الولائي رقم 11 الرابط بين بني يني وآيت بومهدي، وكذا شل شبكة الطرق على مستوى بلديات والى افرحونان، امسوحال، بوغني، واسيف، آيت تودرث، وقرى عين الحمام. ومن جهتها، سجلت مصالح الحماية عشرات التدخلات، بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة بوقوع حوادث مرور عبر عدة مسالك جبلية خلفت 3 جرحى حسب مصادر "الشروق"، ناهيك عن أزمة التزود بالمواد الغذائية وانقطاع متكرر للكهرباء التي مست عدة مناطق بالولاية.
وتسببت كميات الأمطار الكثيفة المتساقطة على مدينة البليدة، في زرع الرعب في نفوس نزلاء السكنات الهشة والبنايات الآيلة للسقوط، التي أصبحت تعرف بـ"بازارات الموت" المنتشرة عبر أهم شوارع وأزقة البليدة القديمة، كزنقة القاضي والجون والدويرات وشارع عبد الله، حيث رافق ذلك مطالبة قاطنو البنايات الهشة بكل من باب السبت وأحياء ببني مراد وبوفاريك، الجهات المسؤولة بضرورة إعادة النظر من جديد في التقارير المستخلصة من ملفّ البنايات الآيلة للانهيار والتي تقرّ بضرورة ترحيلهم مع التحذيرات المتواصلة من وقوع انهيار مفاجئ في أيّ لحظة، خاصة بعد تصنيفها عام 2003 في الخانة الحمراء دون إعادة ترميمها او ترحيل أصحابها من تلك البنايات التي تعدّ ضمن المعالم التاريخية والحضارية المهددة بالزوال .
كما تسببت الأمطار المتساقطة خلال اليومين الماضيين، في إصابة شخصين في الثلاثينات من العمر بجروح متفاوتة اثر تعرضهما لحادثي مرور متفرقين، الأول وقع ببلدية اولاد يعيش وتحديدا حي سيدي عيسى، حيث انحرفت سيارة سياحية عن الطريق كان على متنها الضحية بعد أن فقد هذا الأخير السيطرة على المركبة بسبب غزارة الأمطار، كما أصيب شخص آخر في حادث ثان بالطريق الرابط بين حي خزرونة وبني مراد بعد ما انقلبت سيارته بمجرى للمياه على حافة الطريق، وتدخل مواطنون لانتشال الضحية الذي كان محصورا بالمركبة.

بضع قطرات من الغيث تكشف عيوب المشاريع
أمطار البركة تحرج الأميار "الطامعين" في عهدة جديدة ببجاية
تهاطلت أخيرا أمطار الخير والبركة بعد الجفاف الذي عرفته جل مناطق الوطن، وقد تزامنت الاضطرابات الجوية مع الحملة الانتخابية لمحليات الـ23 نوفمبر، لتكشف بذلك بعض القطرات من المطر عيوب المنتخبين في تسيير شؤون بلدياتهم على غرار ما يحدث بولاية بجاية، حيث أظهرت الأمطار الأخيرة فشل المنتخبين في تجسيد مشاريع بالمواصفات اللازمة، حيث غرقت في هذا الصدد العديد من الأحياء بعاصمة الولاية في الأوحال والبرك المائية، فيما تحولت طرقات وشوارع المدينة إلى وديان، كما تحول مدخل المدينة ببئر السلام إلى بحيرة مترامية الأطراف.
نفس المشاهد عرفتها مداخل جامعة بجاية وكأن علم البحار قد حل بالجامعة رغم عدم إدراج ذات التخصص ضمن فروعها، وفي نفس السياق فقد عاشت بلديات أخرى نفس السيناريو على غرار تالة حمزة وتيمزريت ودرقينة وسوق الاثنين وغيرها، الى درجة أن هذه الأمطار قد أحرجت الأميار الطامعين في عهدة جديدة، أمام المواطنين بعد ما كشفت بركة الخالق عيوب التسيير الذي غرقت فيه البلديات في ظل تواصل مسلسل التلاعب بالمشاريع، وقد عاش الأميار العائدين لحظات جد حرجة لمواجهة غضب المواطنين ولم يجدوا من حيلة للإفلات من حسابهم سوى بالتأكيد على برمجة مشاريع مستقبلية للقضاء على هذه المشاهد التي نغصت على المواطنين حياتهم وتنقلاتهم، يحدث هذا في الوقت الذي تتخذ فيه الوزارة الوصية وكذا الولاة موقع المتفرج وكأن الأمر لا يهمهم، رغم أن الدولة قد صرفت الملايير من أجل القضاء على هذه "المسابح الشتوية" وتحسين ظروف معيشة المواطن، فمن سيحاسب بريكولاج هؤلاء الأميار، يتساءل المواطن؟