الحداثيون وأحكام الإسلام: تونس نموذجا !!؟
24-08-2017, 04:58 PM
الحداثيون وأحكام الإسلام:تونس نموذجا !!؟
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
ليس خافيا على الكثيرين تلك:" الهجمات المغرضة الحاقدة المتتابعة " منذ عقود خلت على أحكام الإسلام ممن يدعون الحداثة والتنوير في عالمنا الإسلامي!!؟، وكان من آخر حلقات تلك:" الحملات المغرضة الحاقدة":
ما بلغنا من نبأ:" تونس الخضراء: بلد الزيتونة"، فقد سمع الكثيرون بـ:" الخرجة السبسية الداعية للمساواة بين الجنسين في المسائل الإرثية وإباحة زواج المسلمة بالكافر!!؟"، وذلك أمر غير مستغرب إذا علمنا بأن:" السبسي تلميذ بورقيبة: الذي دعا لتحرر المرأة التونسية المسلمة من الحجاب وأغلال الدين - كما توهمه بفكره العقيم ونظره السقيم!!؟-،" وقد وجد من عارض مشروعه، ووقف له بالمرصاد حينها، وأقصد العلامة:" الطاهر بن عاشور" رحمه الله، وأما:" السبسي"، فوجد اليوم: معينا له باسم الدين!!؟، وأقصد:" بطيخ: مفتي تونس!!؟" في فتوى فيها مضادة صريحة ومحادة فاضحة لله ورسوله دون خشية أو حياء!!؟.
ألم يخش:" بطيخ تونس": أن يصدق عليه قوله عليه الصلاة والسلام كما في الحديث المتفق عليه من رواية حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، وفيه:
" وعنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، قال: قلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟، قال: " نعم "، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟، قال:" نعم وفيه دخن"، قلت: وما دخنه؟، قال:" قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر "، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟، قال:" نعم، دعاة على أبواب جهنم: من أجابهم إليها قذفوه فيها"، قلت: يا رسول الله: صفهم لنا، قال: " هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا... ".
إن المنادين بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث: قد نظروا بعين عوراء لآيات المواريث، فجهلوا أو تجاهلوا بأن: أخذ الذكر ضعف ما للأنثى تقابله مسؤوليات ملقاة على عاتقه نحو الأنثى، فهو لا يأخذ ضعفها دون مقابل، وهذا بغض النظر طبعا عن حالات كثيرة تأخذ فيها المرأة أكثر مما يأخذه الرجل كما هو معروف في:" علم المواريث"، ولعلنا نشير إلى ذلك في مرة قادمة إن شاء الله.
لقد جهل:" دعاة المساواة في الميراث": بأن دعوتهم تلك هي: عين الظلم للمرأة!!؟، لأنها فيها سلبا لحقوقها في تلك الحالات التي تفضل فيها على الرجل، وفرق عظيم جدا بين العدل الإلهي في قسمة المواريث، وبين دعوى المساواة الخرقاء العرجاء التي ينادي بها هؤلاء!!؟.
ولم يكتف:" حداثيوا تونس ومؤيدوهم: المفتي بطيخ" ببائقة دعوتهم للمساواة بين الجنسين في الإرث حتى أضافوا إليها فاقرة أخرى، وهي:
" إباحتهم للمسلمة التونسية الزواج بالكافر!!؟": دعما لحريتها زعموا!!؟.
وحق هنا: لكل مسلم عاقل أن يقسم قائلا: تالله[إِنَّهَالَإِحْدَى الْكُبَرِ]، وفي هؤلاء ومن تبعهم: يصدق قول الجبار القهار في كتابه المختار:
[ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْيَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ].
ولمن أطاع السادة والكبراء فيما يضاد شريعة الرحمن من الأتباع عالما مختارا غير مكره: هذا الوعيد من العزيز المجيد:
[ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا. وَقَالُوارَبَّنَاإِنَّاأَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَافَأَضَلُّونَاالسَّبِيلَا . رَبَّنَا آَتِهِمْضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ].
إن صدور تلك:" الدعوة الخرقاء المعوقة من أدعياء الحداثة والتنوير!!؟": أمر غير مستغرب، لأن:" الشيء من معدنه: لا يستغرب"، فسعي هؤلاء الوحيد الأوحد دائما هو:" محاربة الإسلام وأهله في صور متعددة متجددة"، ولكن الغريب العجيب المريب: أن يساند هؤلاء من يلبس عباءة الدين: كذبا وزورا من شاكلة:" بطيخ: مفتي تونس!!؟".
ويشاء الله: أن لا يمر ما يقارب الأسبوع على:"خرجة المفتي: بطيخ" حتى تفضحه الصحافة التونسية بكشفها: بأنه مدعو إلى محاكمة قضائية بسبب:" فساد مالي!!؟، يعني: حاميها حراميها!!؟"، فهل يعقل أن يؤتمن على دين المسلمين من خانهم في شؤون دنياهم!!؟.
" فضيحة في الدنيا قبل الآخرة!!؟".
ولعل في ذلك:" عبرة لمن أراد أن يعتبر ممن يبيع دينه بدنيا غيره، وهو أسوأ الناس غبنا في بيعه!!؟".
و:" الأكثر غرابة، وهو ما يدعو إلى العجب والحيرة والحسرة!!؟" هو: التصريح المدهش لنائب رئيس حركة النهضة:" الشيخ: عبد الفتاح مورو": الذي أجاب عن سؤال حول حكم زواج المسلمة من الكافر، فقال:
" المرأة التونسية تعرف الحكم، وهي حرة في اختيارها، فذلك أمر شخصي!!!؟؟؟".
سبحان الله!!!؟؟؟:
أين أنت يا:" شيخ:مورو" من قوله تعالى!!!؟؟؟:
[وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ].
ومن قوله تعالى:
[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا].
يا:" شيخ: مورو":
هل أوصلتكم السياسة إلى أن تبيعوا الدين بالدنيا!!!؟؟؟.
ذلك ما رأيناه وسمعناه من خلال تصريحك السابق، وكذا مواقف حركتك:" النهضة" بخصوص مقترح رئيسكم، والتي جاءت ضبابية لتربحوا مواقف سياسية من حليفكم في مقايضة أسقطت ما تبقى من مياه وجوهكم!!؟.
فتبا لهذه السياسة التي أضاعت الدين!!؟.
وتجدر بنا هنا: الإشارة والإشادة بموقف أحرار تونس من علماء الزيتونة ودعاتها الذين وقفوا وقفة صادقة ضد مشروع الحداثيين المسخ، فجزاهم الله خير الجزاء.
وختاما:
إن حملات المغرضين على دين المسلمين: لن تزيد الدين إلا علوا وتألقا، ولن تزيد المسلمين إلا ثباتا عليه وبه تعلقا، ولن تزيد المغرضين إلا كمدا وزهوقا.
[وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ].
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
من مواضيعي
0 مهما.. ومهما!
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل
0 عالمية الدور الحضاري للعربية
0 صانعة الأجيال
0 هام جدا: مجتمعنا أمانة في أعناقنا
0 كيف نتعامل مع المشكلات الأخلاقية!!؟
0 23 تغريدة في رحلة مع حياة نوح وأسلوبه في التأثير والتواصل
التعديل الأخير تم بواسطة أمازيغي مسلم ; 24-08-2017 الساعة 05:01 PM