المفاهيم الجديدة في التسويق
26-10-2009, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بحث حول
المفاهيم الجديدة في التسويق

خطة البحث

مقدمة
الإشكالية
في ظل تطور الفكر التسويقي لدى الباحثين و المفكرين و ما صاحبه من تطور تقني :
ما هي المفاهيم الجديدة في التسويق .
و كيف يمكن التقدم التكنولوجي في ممارسة الوظيفة التسويقية ؟
المبحث الأول
: مدخل للتسويق .
المطلب الأول : نشأة التسويق .
المطلب الثاني : تعريفات التسويق المختلفة .
المبحث الثاني : تطور التسويق.
المطلب الأول : مراحل تطور التسويق .
المطلب الثاني : أهمية التسويق في الوقت الحاضر .
المبحث الثالث : حقائق و أساليب حديثة للتسويق .
المطلب الأول : أسرار نجاح اليابانيين في التسويق .
المطلب الثاني : أسرار نجاح اليابانيين في التسويق .





المقدمة :
من الواضح أن الأوضاع الاقتصادية العالمية في تغير مستمر و تطور متسارع ، و أنه قد تكون هذه التغيرات كما يمكن أن تكون تهديدات بالنسبة للمؤسسة ، و خير مثال على ذلك : " أزمة الكساد الاقتصادي العالمي " سنة 1929 ؟ حيث سقطت حينها فكرة اليد الخفية للسوق لـ " أدم سميث " وقانون المنان لـ " جون باستيه ساي " و غيرها من نظريات الفكر الكلاسيكي عندها أدركت المؤسسات و المفكرين أهمية تسويق المنتجات و منذ ذلك الحين و التسويق آخذ في التطور ، حيث اتجهت المؤسسات على البحث و التطوير في هذا المجال ، و عدم التركيز فقط على زيادة الإنتاج .
و نحن نهدف من خلال هذا البحث إلى تدعيم قدراتنا المعرفية في مجال التسويق و الاطلاع على تطور المفهوم التسويقي و هذا من خلال محاولة تحليل للتساؤل التالي :
في ظل تطور الفكر التسويقي لدى الباحثين و المفكرين و ما صاحبه من تقدم تقني : ما هي المفاهيم الجديدة في التسويق ؟ و يمكن التقدم التكنولوجي في ممارسة الوظيفة التسويقية ؟
















المبحث الأول : مدخل إلى التسويق
المطلب الأول
: نشأة التسويق .
يشير كوتلر Kotler نقلا عن دراكر Druker إلى أن البداية الأولى لنشأة أو ظهور التسويق كان في القرن 17 ففي عام 1650 على وجه التقريب قامت عائلة سيسوي اليابانية بإنشاء أول أو متجر Dept-store في طوكيو
و منذ ذلك الوقت ظهرت سياسات تقسيم المنتجات ، و تنمية الموارد اللازمة للإنتاج ، وظهور إعلانات و رسائل إعلانية من شأنها جذب المستهلك و شده
: " لا تسأل .... اشتري منّا و إذا لم ترضى بما نقدمه لك يمكننك استرداد نقودك " كما ظهرت فكرة الكتالوجات ، و البيع بالحزم...
و يشير داركر إلى أن الغرب لم يعرف شيئا عن التسويق إلا في منتصف القرن التاسع عشر على يد شركة هار فيستر العالمية و كان "سيروس ماكورميك" أوّل من أشار إلى أن التسويق يعتبر جوهر أو مركز النشاط الرئيسي الوحيد للمنظمة ، كما أن إصلاح التسويق ظهر لأول مرة كمقرر دراسي بجامعة بنسلفانيا أوائل القرن العشرين و تم تدريسه تحت عنوان " تسويق المنتجات " و في عام 1910 قام بتلر بتدريس " أساليب التسويق " في جامعة ويسكنسون " Wisconsion " ، أما منظمات الأعمال فقد ظهر أول" قسم للتسويق و بحوث التسويق " في أوائل القرن العشرين حيث قامت شركة كيرتس curtis بإنشاء قسم بحوث التسويق في 1911 و ذلك تحت مسمى " البحث التجاري " و منذ عام 1917 بدأت الشركات الصناعية و التجارية الأمريكية في إدراك لهيئة هذا النشاط " التسويق " بمجالاته المختلفة و استمر هذا الاهتمام حتى الآن .
ظهور التسويق:
ستيسري اليابان أنشأت أول متجر .
1850
شركة هارفستر العالمية حيثاعتبر للتسوية جوهر نشاطات المنظمة .
1900
بداية ظهور التسويق في الغرب .
1911
ظهور التسويق كمقرر دراسي بالجامعات الأمريكية .
1955
دخول التسويق إلى البنوك في تشكيل الإعلان و الترويج للخدمات المصرفية .
و تتلخص أهم الأسباب التي أدت إلى اكتشاف منظمات الأعمال إلى إدراكها لجدوى التسويق في الآتي :
تدهور مبيعات المنظمة .
انخفاض معدلات النمو الاقتصادية .
الرغبة في دخول أو اكتشاف أسواق جديدة داخلية و خارجية .
تغيير أنماط سلوكيات الشراء و حاجات للمستهلكين .
ارتفاع حدة المنافسة بأنواعها المختلفة .
ارتفاع التكاليف البيعية .
ظهور الشركات المتعددة الجنسيات وغزوها الأسواق العالمية .
التقدم التكنولوجي .
ظهور جمعيات حماية المستهلك .
و نظرا لهذه الأسباب و غيرها من الأسباب و العراقيل الأخرى أصبحت نظرة منظمات الأعمال لأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه التسويق في الوقت الحالي و كذلك في المستقبل تختلف عن نظيرتها سواء في مرحلة الثورة الصناعية أو ما بعدها حتى أوائل الثمانينات ، ففي الوقت الذي كان المديرون بالمنظمات (خاصة سيرو التمويل و الإنتاج ) ينظرون إلى التسوية باعتباره ضيفا غير مرغوب فيه تحوله النظرة إلى اعتباره نشاطا أساسيا لمنظمات الأعمال ، وهذا ما توضحه الأشكال التالية :













تطور النظر إلى دور التسويق
















>









و فيما يتعلق بمنطق بناء أو تكوين و ظهور النظرة الموضحة في الشكل الخامس على الخصوص يمكن ذكر ما يلي :
إن جميع أصول المنظمة (وجود المنظمة) ليس له قيمة بدون وجود المستهلك .
إن اجتداء المستهلكين و المحافظة على علاقاتهم بالمنظمة بل و توظيفها لا يتم أو يتحقق إلا من خلال تحقيق رضاهم .
إن مهمة التسويق هي تحديد النقص في إشباع حاجات للمستهلك و للسعي بإشباعها بطريقة تحقق رضاه .
إن الرضا الحقيقي للمستهلك يتأثر بمدى جودة أداء الأقسام و الإدارة الأخرى (الانتاج والتمويل و الأفراد بالمنظمة ) .
يجب أن يمارس رجال التسويق رقابة أو تأثيرا على الأقسام الأخرى لضمان تحقيق رضا المستهلك.
المطلب الثاني
: مفهوم التسويق
.

تعريف كلمة التسويق
:

إن كلمة تسويق Marketing هي كلمة مشتقة من المصطلح اللاتيني Marcatus و الذي يعني السوق، و كذلك تشتق من الكلمة اللاتينية Mercari و التي تعني المتجرة (Tikmund and d’Amico 1986 ) .
تطور تعريف النشاط التسويقي
:

هناك الكثير من النصوص في معنى النشاط التسويقي فقد يستغرق الوقت منا فترة طويلة لمعرفة المعنى الحقيقي و ليس ذلك مستغربا فهناك الكثير من الخلط في المفاهيم بين الدارسين والممارسة على السواء حول ماهية النشاط التسويقي منذ الخمسينيات و حتى الآن بتطوير كبير جعلها تختلف اختلافا كبيرا بين فترة و أخرى .
فقد كان التسويق يعني قبيل هذا القرن تداول السلع بين المنتج و المستهلك ، كما كانت تعرف بأنها تلك الوظيفة التي تحقق منافع حيازية من خلال نقل الملكية ز منافع زمنية من خلال التخزين و منافع مكانية من خلال النقل .
و لعل كثرة الإعلانات التي تراها أو تسمعها تجعلنا نفكر في التسوية على أنه في الإعلان عن منتجات المنظمة أو المؤسسة .

ب1 : قد أخذ مفهوم التسويق يتبلور بشكل تدريجي حيث عرفته الجمعية الأمريكية للتسويق The American marketing association بأنه القيام بأنشطة المشروع التي توجه تدفق السلع والخدمات من المنتج إلى المستهلك النهائي أو إلى المتعامل الصناعي و ذلك في سنة 1948إلى 1960 م
و الواقع أن ذلك التعريف أصبح موضعا لكثير من الانتقادات من جانب كتاب التسوية ، الأمر الذي دعا البعض إلى وضع تصوره لتعريف أفضل للنشاط التسويقي و من أهم العيوب الموجهة إلى هذا التعريف مل يلي
:
1.
بمقتضى هذا التعريف يقتصر نشاط التسويق على أنشطة المشروع أي منظمة الأعمال التي تهدف إلى تحقيق الربح . و في الواقع العملي فإن التسويق يعد من الوظائف الأساسية التي تؤدي بواسطة جميع أنواع المنظمات سواء كانت هذه المنظمات تعمل بغرض تحقيق الربح من عدمه بل فإن نشاط التسويق يمكن أن يمارس حتى على مستوى الفرد .
2.
يذكر هذا التعريف أن التسويق يكون من أنشطة الأعمال ، و لكنه لا يحتدي هذه الأنشطة ، فهو يطق الأمر بالقول بأنها تلك الأنشطة التي تمارس بغرض توجيه تدفق السلع و الخدمات ، و تقليديا هذه الأنشطة تحصر في أنشطة استمالة الطلب ، وعملية تسليم المنتجات و نقلها من مكان لآخر، وبطبيعة الحال تتطلب هذه الأنشطة القيام بالإعلان و التعليق و البيع الشخصي واختيار تجار الجملة ،و تجار التجزئة .
3.
هذا التعريف يقلل من أهمية ودور المسوق و المستهلك في العملية التسويقية ، فهو يركز على العمليات التي تتم بينهما و لكن لا يهتم بالدور الذي يلعبه كل منهما .
فهو يهمل الكثير من الأنشطة التي يقوم بها المسوق مثل مساهمته في تصميم منتجات جديدة ، أو للقيام ببحوث السوق ... و غيرها .
4.
إن هذا التعريف يعرف التسويق من وجهة نظر بسيطة و غير متكاملة ، و فهو يأخذ عملية التدفق التي تحذف في السلع ، أي جانب واحد هو جانب المنتج ، أي أن هذا التعريف يوضح أي نشاط للتسويق هو نشاط ذو اتجاه مفرد أو واحد و هو الاتجاه من المنتج على المستهلك ، ولكن فالواقع العملي فإن العملية التسويقية لا تأخذ شكل الاتجاه الواحد و لكنها تأخذ شكل التفاعل المستمر بين كل من المنتج و المستهلك.
5.
لا يوضح هذا التعريف ضرورة الاهتمام بالمستهلك و العمل على معرفة رغباته و حاجاته حيث انه يفترض أن التسويق نشاط يبدأ بعد عملية الانتاج و ليس قبلها ، و من هنا فإن هذا التعريف لا يركز على درجة رضا المستهلك عما يقوم به المنتج .
ب2 : أما في سنة 1965 فعر التسويق أنه العملية التي توجد في المجتمع و التي بواسطتها يمكن التنبؤ، و زيادة إشباع هيكل الطلب على السلع و الخدمات الاقتصادية من خلال تقديم وترويج ، وتبادل و التوزيع المادي لهذه السلع و الخدمات
ب
3 : أما في 1980 فعرف التسويق من طرف كوتلر Kotler على أنه النشاط الإنساني الذي يهدف إلى إشباع الرغبات و الحاجات من خلال عملية التبادل .
ب4 : عرف التسويق سنة 1981 من طرف Mc carthy أنه العملية الاجتماعية التي توجه التدفق الاقتصادي للمنتجات و الخدمات من المنتج إلى المستهلك بطريقة تصمين التطابق بين العرض والطلب وتؤدي إلى تحقيق أهداف المجتمع .
ب5 : نظرا للانتقادات السابقة الموجهة لتعريف الجمعية الأولى ، قامت الجمعية الأمريكية للتسويق سنة 1985 بتقديم تعريف جديد للنشاط التسويقي و وفقا لهذا التعريف يعرف التسويق على أنه : العملية الخاصة بتخطيط ، و تنفيذ ، و خلق و تسعير و ترويج أو توزيع الأفكار أو السلع أو الخدمات اللازمة لإتمام عمليات التبادل و التي تؤدي إلى إشباع حاجات الأفراد وتحقيق أهداف المنظمات .
و يمكن القول إن أهم مزايا التعريف الجديد للتسويق بواسطة الجمعية ما يلي :
يفترض هذا التعريف أن التسويق كنشاط يتم ممارسته بواسطة المنظمات المختلفة في إطار أخلاقي و لذا فإنه سوف يكون نافعا للأفراد و المنظمات و يعمل على تحقيق أهدافهم .
يحدد التعريف الأهداف التي تدخل في نطاق الوظيفة التسويقية و هي أنشطة المنتج ، وللترويج، و التسعير و التوزيع ، تلك الأنشطة التي تعرف باسم المزيج التسويقي والتي تؤدي ممارستها بصورة فعالة إلى إشباع رضاء المستهلك على المنظمة .
يفترض هذا التعريف أن قطاعات المستهلكين و التي سيتم إشباع حاجاتهم قد تم اختيارهم ، وتم تحليل رغباتهم و حاجاتهم ، و ذلك قبل البدء في العملية الإنتاجية ، ومعنى ذلك أن المستهلكين هم الذين يحددون البرنامج التسويقي للمنظمة .
يركز هذا التعريف على أن أساس النشاط التسويقي هي عمليات المبادلة التي تتم بغرض إشباع حاجات طرفي التبادل .
يعرف هذا التعريف بوجود النشاط التسويقي بمفاهيمه و أساليبه الحديثة في كل أنواع المنظمات سواء كانت تهدف على تحقيق الربح من عدمه ، و من كل ذلك يتضح أن هذا التعريف تصف بالشمول و الوضوح و أنه من أفضل التعاريف التي قدمه حتى الآن في مجال التسويق .
المبحث الثاني : تطور مفهوم التسويق .
المطلب الأول : مراحل تطور المفهوم التسويقي
.
يشير استقرار الفكر التسويقي إلى تباين النظرة إلى التسويق من فترة زمنية إلى أخرى ، و لقد لعبت التغيرات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية ، الأدوار الفعالة و المؤثرة في إجلاء هذه الاختلافات فمنذ كما زيد على مائتي عام إبان الثورة الصناعية و حتى الثلاثينات من القرن العشرين ، كان الطلب على السلع و الخدمات يفوق المعروض منها و فيما بين الفترة التي تتراوح بين الثلاثينات القرن المنصرم و الخمسينات منه فإن العرض أخذ يتزايد عن الطلب في أعقاب الحرب العالمية الثنية تلاحقت التغيرات التكنولوجية و الاقتصادية و الاجتماعية و تدفقت كميات كبيرة من السلع و الخدمات وزادت درجة التنويع ، الأمر الذي استدعى ممارسات تنسيق معها .
و يتضح من هذا العرض أن كل متغيرات حياته تستدعي الإشباع و تتطلب التوجيه المناسب معها ، وفيما يلي : نفصل هذه التوجيهات :
1.
المفهوم أو التوجه الإنتاجي : 1900 1930
كان الاعتقاد السائد في تلك المرحلة أن المستهلكين يفصلون المنتجات التي تتوافر بشكل كبير في السوق و بأقل تكلفة ، و في هذه المرحلة كان لطلب على المنتجات أكثر من العرض ، وكان اهتمام الإدارة (إدارة المؤسسة ) مرتكز على زيادة كميات الإنتاج و رفع كفاءاته لمواجهة الطلب المتزايد على السلع و الخدمات ، مما دفع رجال التسويق إلى حث المنتجين على زيادة القدرة الإنتاجية إلى أقصاها أو إضافة وحدات إنتاجية جديدة إضافة على ذلك فإن داع الربحية دفع أصحاب رؤوس الأموال إلى استثمار رؤوس أموالهم في إنتاج سلع و خدمات بديلة أو متشابهة إذن السوق في هذه المرحلة هي سوق تكون الهيمنة للبائعين إضافة إلى كل هذا المعطيات فإن ظهور الأزمة الاقتصادية العالمية (أزمة الكساد) سنة 1929 إذن على تكدس المنتجات التي كان سببها تدفق المنتجات بكميات هائلة ، فعجزت طرق التوزيع عن تصريفها ، فأصبح الطلب أقل من العرض و بذلك اتجه المنتجون إلى تخزين الفائض من منتجاتهم .
فأصبحت مشكلة تصريف المنتجات هي العائق الأساسي من جهة و من جهة أخرى فإن العيب الواضح في التوجه المبني على أساس الانتاج هو أنه من الصعب تقديم سلعة ترضي حاجات العدد الأكبر من المستهلكين لأن الخصائص التي يبحث عنها المستهلك في السلعة تختلف من شخص لآخر .
و د كان في هذا التوجه مبررته ، حيث كان من خصائص هذه المرحلة :
التركيز على الطاقة الإنتاجية .
الطلب كان أكبر من العرض .
لم تكن السوق سوق منافسة .
السيطرة كانت الإدارة الهندسية و إدارة التصميم و الانتاج .
مصلحة المؤسسة تفوق كل المصالح .
نشاط البيع لم تكن له أهمية .
لم تكن هنالك حاجة لوسائل الترويج .
التركيز على الإنتاج بغض النظر عن حاجات و رغبات المستهلك .
2.
مرحلة التوجه نحو المبيعات (المفهوم البيعي ) : 1930 1950
أدت زيادة المخزون من المنتجات و مخاطر تعرضها للتلف و التقادم " القدم " إلى اتجاه المنتجين والموردين و الموزعين إلى إيجاد الطرق الكفيلة للتخلص من الفائض فلجئوا إلى " التسويق " واستخدمت بعض أنشطته للتعريف بالمنتجات حيث تم التركيز على الإعلان والدعاية و اتبع هذا المجال أسلوب الغش و الخداع من أجل إقناع الجمهور بأن المنتجات صنعت خصيصا لخدمة المستهلك و إشباع حاجاته ، و كان الهدف هو تحويل هذه المنتاجات إلى سيولة نقدية و تحقيق أرباح و بذلك اتجه التسويق بكل نشاطاته لخدمة عملية البيع لتحقيق أكبر كمية من المبيعات و من تم تحقيق أقصى ربح ممكن ، إذن مكن القول أن الاهتمام بالمبيعات بدأ عندما بدأت المنافسة بالإزدياد حيث أصبح عرض السلع يفوق الطلب عليها، ومؤدى مفهوم مرحلة الاهتمام بالمبيعات بدأ عندما بدأت المنافسة بالازدياد حيث بدأ عرض السلع يفوق الطلب عليها ، و مؤدى مفهوم مرحلة الاهتمام بالمبيعات هو أن المستهلكين إذا ما تركوا و شأنهم فإنهم لن يقوموا بشراء كميات كافية من سلعة ما ، لذلك وجب على منتج هذه السلعة أن يقوموا بحث و ترغيب و دفع المستهلكين إلى شرائها بمختلف الوسائل ، ومن بين هذه الوسائل و أكثرها شيوعا إعطاء المشتري أشياء إضافية مع أي كمية معينة يشتريها من السلعة، و من أهم خصائص هذه المرحلة :
التركيز على عنصري التوزيع و الترويج (الدعاية و الإعلان ) .
ظهور الحاجة لمنافذ جديدة للتوزيع و ذلك لزيادة حجم المبيعات .
وضع مصلحة المؤسسة في المقدمة .
أصبحت السوق سوق منافسة .
3.
المفهوم أو التوجه التسويقي : 1950 إلى يومنا هذا :
لقد وجد رجال التسويق بعد مرحلة معينة أن المستهلكين قد ارتفعت أذواقهم و مستويات توقعاتهم نتيجة التحسن الملحوظ في دخولهم و ارتفاع مستوياتهم التعليمية و الثقافية و كنتيجة منطقية لذلك فإن مرحلة الضغط على المستهلكين من أجل تحقيق مبيعات أكبر لم تعد أسلوبا مناسبا ، بل عن الأفضل للبائعين أن يقوموا بمحاولة التعرف على ما يريده المستهلك ، وبالتالي تقديم السلع التي ينتجونها بالشكل الذي يلبي حاجات و رغبات المستهلك ، إذن من هذه المرحلة يعتبر المستهلك الأساس الذي تخطط في ضوء حاجاته و رغباته الحالية و المستقلة أنشطة المؤسسة و المتمثلة في الإنتاج و التسويق و إدارة الأفراد المتكاملة مع وظائف التسويق الأساسية (التسعير ، الترويج .... ) إذن يقوم هذا المفهوم على أساس التكامل أي تكامل كافة الأنشطة و الجهود داخل المؤسسة لتحقيق أهدافها المزدوجة و تحقيق الأرباح المخططة من جهة أخرى .
و من بين أهم خصائص هذه المرحلة :
التركيز على التسويق و ذلك عن طريق تحديد حاجات و رغبات المستهلك أولا .
عرض السلع بطريقة أفضل .
مراعاة تصميم السلع التي تتناسب مع رغبات المستهلكين .
استخدام بحوث التسويق لتحديد هذه الحاجات و الرغبات .
بروز أهمية إدارة التسويق .
هناك موازنة بين مصلحة المؤسسة و مصلحة المستهلك .


4.
المفهوم أو التوجه الاجتماعي للتسويق:
بدا هذا المفهوم في الانتشار منذ سنة 1970 م ، حيث يبرز المسؤوليات الاجتماعية للتسويق .
إن سعي المنظمات على تلبية ما يرغب به المستهلك أدى إلى ظهور سلع و خدمات و أفكار تضر بالمجتمع و البريئة و تتعارض مع الكثير من الضوابط الاجتماعية و الاقتصادية والعادات و التقاليد ، الأنماط الاستهلاكية المتزنة مما دفع بعض الحكومات و المنظمات إلى على الدعوة نحو تحقيق نوع التوازن ما بين مصلحة المجتمع و البيئة و البيئة و ما بين تلبية الحاجات والرغبات التي يطلبها ويحددها المستهلكين .
ففي هذه المرحلة لتطور التسويق بدأت المؤسسات بالعناية بما يقتضيه مسؤوليتها الاجتماعية نحو المستهلك .
كما أن في هذه المرحلة أيضا مثلت توسعا لمجال التسويق عن الإطار التقليدي أي الإطار التجاري ، إن المجالات غير الربحية ،و منها التسويق الاجتماعي .
و من أهم خصائص هذا التوجه :
الاهتمام بالمستهلك بوصفه محورا أساسيا لأي جهد تسويقي تقوم به المؤسسة .
من حق المستهلك على المؤسسة التسويقية أن تزوده بالمعلومات المناسبة و اللازمة لاتخاذ قرارات استهلاكية تحقق للمستهلك الإشباع .
إن المستهلك يثمن إيجابيات المؤسسة التي تعمل من أجله .
إن مؤسسات الأعمال يجب أن تولي المجتمعات التي توجد فيها اهتماما أكبر .
المفهوم الاجتماعي للتسويق يهتم بالمؤسسة و المستهلك و المجتمع و يسعى لتحقيق التوازن بين مصالح هذه المجموعات على المدى البعيد .
5.
مرحلة التسويق الاستراتيجي:
من اجل البقاء في لسوق تحتاج المؤسسات إلى وضع إستراتيجية عمل إي خطة عمل لأجل تحقيق أهدافها التسويقية على المدى البعيد .
لكن من الضرورة أن تضع المؤسسة برنامج تسيري تسعى المؤسسة من وخلاله إلى تحقيق المنتجات حسب أذواق و إمكانات المستهلكين المستهدفين ، و يقوم هذا التوجه على فرضية مفادها انه لا بد على المؤسسة أن تقوم باختيار السوق ثم تجزئتها إلى قطاعات ، و بعدها إنتاج المزيج التسويقي السلعي أو الخدمي الموافق و المنسجم للحاجات و الرغبات و التوقعات التي يتم تقديرها بناءا على دراسات وبحوث التسويق و بصورة منتظمة و دورية لمختلف المستجدات البيئية .
و من أبرز خصائص هذه المرحلة :
التركيز على المستهلك كعنصر أساسي لأي إستراتيجية تسويقية للمؤسسة .
الاهتمام بدراسات و بحوث التسويق .
التأكيد على تجزئة السوق .
التركيز على الترويج .
السعي لتحقيق الأرباح في الأجل الطويل .
دراسة مفهوم التمييز و التفرقة بين المفهوم التسويقي و المفهوم البيعي:
يختلط كثيرا بين هاذين المفهومين و يمن أن نميز الفرق بجملة من المعايير و هي كالآتي :
معيار التركيز:
المفهوم التسويقي يركز على الحاجات و الرغبات الفعلية للمستهلك قبل أن يقوم بالعملية الإنتاجية ، أما البائع فإنه يركز على ما يمكن بيعه .
معيار الفرضية:
الفكر التسويقي: الفرضية التي ينطلق منها هي أنه ينتج ما يمكن تسويقه .
الفكر البيعي : فرضيته هي بيع اكبر كمية ممكنة و في أقصر وقت ممكن .
معيار الربحية:
المفهوم التسويقي : يهدف إلى تحقيق الربح و البقاء في السوق لمدة طويلة أما بالنسبة للبائع فهو تعظيم الأرباح .
معيار التخطيط:
المسوق يقوم بالتخطيط الطويل الأجل و هذا لأنه يسعى للبقاء في السوق أطول مدة ممكنة ، أما البائع ن فالتخطيط لمدة قصيرة و لو ليوم واحد .
معيار النشاط:
في النشاط التسويقي هناك برامج متنوعة (المنتوج ، التسعيرة ، دراسة السوق ، المستهلك ، السوق ....) كل هذه النقاط تحتاج لعملية تسويق ، أما بالنسبة للمفهوم البيعي فهو يحتاج إلى برامج مركزة أي على عملية فقط .




الاتجاهات الحديثة في التسويق
يعد التسويق ميدان دراسة يتصف بالديناميكية فبشكل دائم و مستمر هناك العديد من الأفكار والفلسفات هناك العديد من الأفكار و الفلسفات الجديدة و المتعلقة بالتوصل لطرق أفضل لمقابلة حاجات و رغبات المستهلك و الحصول على أعلى درجة رضا و هذه الاتجاهات هي
:
التوجه بالسوق : أي تطبيق المفهوم التسويقي و ذلك عن طريق التوجه بالمستهلكين .
التسويق الصناعي : يقصد به تسويق منتجات و خدمات إلى مؤسسات أخرى .
التسويق الدولي : أي التسويق خارج حدود البلد .
التسويق الحديث .
تسويق الخدمات .
التسويق السياسي .
التسويق الأخضر .
التسويق العالمي .
و غيرها من الاتجاهات كتسويق العلاقات ....
المطلب الثاني : أهمية التسويق في الوقت الحاضر :
من خلال استعراض التسويق و مختلف التغيرات التي مر بها عبر مراحله اكتشفت بعض الأسباب الهامة من وراء دراسة التسويق في العالم هذه الأيام :
استنزاف تكاليف التسويق للجزء الأكبر من دخل المشتري:
إن دراسة التسويق تجعل المستهلك أكثر وعيا للأنشطة التسويقية المتعددة التي أصبحت ضرورة لتحقيق الإشباع و الرضا للاستهلاك أو الاستفادة من السلع و الخدمات ، فلو اشتريت قميصا بمبلغ 15 دينارا فإن نصف المبلغ المدفوع تقريبا يذهب لتكاليف التوزيع و تكاليف محلات التجزئة و هامش الربح . فإذا كانت الأنشطة التسويقية تسترزق هذا النصيب من دخل الفرد ، فإن من باب أولى أن يعي المستهلك كيف ينفق دخله .
إن التسويق يستخدم في جميع المؤسسات:
تشير الدراسات أن ما بين 25 % إلى 33 % من القوى العاملة المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية تمارس أنشطة تسويقية ، فمخصص التسويق يوفر العديد من المهن و الوظائف الجاذبة و الممتعة و التي توفر فرضا للتحدي و الارتقاء للمناصب العالية مثل : البيع الشخصي، الإعلان ، النقل ، التخزين ، بحوث التسويق ، تطوير المنتجات ، تجارة الجملة و التجزئة ، اصف على ذلك ألأفراد الذين يزاولون أعمالا في المؤسسات غير الربحية و يمارسون أنشطة تسويقية متعددة . و لهذا فإن معرفة الأفراد بالتسويق و مهاراته يعتبر صيدا فرديا ذا قيمة لجميع الأفراد و في معظمهم المن و الوظائف .
التسويق ضروري للأعمال و الاقتصاد:
يساعد التسويق منظمات الأعمال على بيع منتجاتهم بهدف البقاء و النمو ، فالموارد المالية يتم تحصيلها من المبيعات لاستخدامها في تطوير المنتجات الجديدة . فالمنتجات تسمح للمنظمة بتقديم ما يشبع حاجات و رغبات الزبائن الدائمة التغيير و التي بدورها تساعد المنظمة على الحصول على أرباح جديدة و مستمرة . كما تحتاج المنظمات غير الربحية على بيع خدماتها حتى تستمر في البقاء .
و من جانب آخر تؤدي الأنشطة التسويقية إلى تحقيق الأرباح و التي تعتبر ضرورية ليست بغرض البقاء لمنظمات الأعمال ، و إنما لصحة و عافية الاقتصاد بشكل عام فالأرباح الناتجة عن الأنشطة التسويقية توجه إدارة التسويق على شراء المزيد من الموارد الأولية لاستمرار إنتاجها و تطوير منتجات جديدة ، توظيف أفراد آخرين ، جذب رؤوس أموال جديدة ، وجميعها تؤدي إلى النمو الاقتصادي .
التسويق يغذي الاقتصاد العالمي:
تساهم الأرباح الناتجة عن تصريف المنتجات في تطوير المنتجات الجديدة و التكنولوجيا ، فالتقدم التكنولوجي المصاحب لانهيار الحواجز السياسية و الاقتصادية في العالم جنبا إلى جنب تكشف عن الرغبة العالمية لدى الأفراد في تحسين مستويات معيشتهم و التي جعلت التسويق يخترق الحواجز العالمية ، و أصبح شائعا .
في تحفيز نمو الاقتصاد العالمي ، فقد ساهمت تكنولوجيا الاتصالات و زيادة أسفار الأفراد بين أقطار العالم إلى تقبل المنتجات الأجنبية ، إن استخدام الانترنت قد جعل الأمر سهلا للوصول على الزبائن عبر العالم .
المعرفة التسويقية تغزو و تزيد من الوعي الاستهلاكي:
بالإضافة إلى مساهمة الأنشطة التسويقية في رفع المستوى الاقتصادي فإنها أيضا تساهم وتساعد في تحسين نوعية و مستوى حياة الأفراد . فالوعي الاستهلاكي يزيد من معرفة المستهلكين لحقوقهم حيال المنتجين و ما هي ضمانات المنتجات و ما هي التشريعات اللازمة لصيانة حقوقهم و المعلومات الواجب توفيرها من قبل المنتجين مثل : عملية شراء المنتجات ، كما تمكنهم المعرفة التسويقية التنبه للممارسات الأخلاقية و غير القانونية كالغش و الخداع الذي تمارسه المؤسسات .
مسؤولية التسويق في تحقيق الرفاه للزبائن و المجتمع:
يعتمد نجاح النظام الاقتصادي على المسوقين و قيمهم في بناء الثقة و العلاقات التعاونية من خلال الاحترام و المعاملة الجيدة للزبائن ، فعامة الناس أكثر اهتماما بضرورة تبين المسوقين للمسؤولية الاجتماعية و الاعتبارات الأخلاقية عند تخطيط و تنفيذ أنشطتهم التسويقية المختلفة .
حقائق و أساليب حديثة في التسويق:
غالبا ما تؤسس النظريات و الأفكار في مجالات الأعمال ، بالاستناد إلى تجارب ميدانية ، وكأن خير طريقة لفهم مجال أعمال معينة كالتسويق مثلا : هي الإطلاع على تجارب واقعية وجاءت تجربة اليابان لإثراء موضوع بحثنا من هذا الجانب ، هذا في المطلب الأول من الفصل. أما في المطلب الثاني فسوف نعرض ما توصلت إليه تكنولوجيا الاتصال في ممارسة التسويق و هو الانترنت .
المطلب الأول :
1.
مجالات التفوق الياباني
.
لا خلاف أن اليابانيين حققوا معجزة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن ، ففي وقت قصير نسبيا ، حققوا السيادة في الأسواق العالمية بالنسبة لصناعات عديدة مثل السيارات والساعات و الكاميرات و الأجهزة البصرية و السفن و الأجهزة الموسيقية و كثير من الأجهزة الكهربائية المنزلية كما تحتل الشركات اليابانية المركز الثاني في مجال صناعة أجهزة الحاسب الآلي و المعدات كما أنها تدخل بقوة في مجال صناعة الأدوية و الإطارات و الماكنات الضخمة كما أنهم يتجهون الآن إلى الدخول في سوق صناعة الطائرات .
و قد ظهرت نظريات كثيرة تحاول تفسير و شرح أسباب المعجزة اليابانية ، و ترجع واحدة من هذه النظريات نجاح التجربة اليابانية على تفوقها في مجال الإدارة ، بينما يرجع البعض الآخر هذا النجاح للدعم الذي تقدمه الحكومة ، إلا أننا يجب أن نعترف أن ارتفاع مستوى الأداء الياباني يرجع بصفة أساسية إلى وضع إستراتيجية جديدة للتسويق و الالتزام بتطبيقها .
بدأ اليابانيون بدراسة أساليب التسويق في الولايات المتحدة الأمريكية و بعد أن استوعب تلك المبادئ قاموا بتطبيقها في بلادهم و كانوا من ناحية التطبيق أفضل من الأمريكين أنفسهم ، ويتميز اليابانيون بالقدرة على اختيار الأسواق الواعدة و الدخول إليها ثم الحفاظ على مركزهم المتقدم في تلك الأسواق ضد هجمات المنافسين ،و تعمل الشركات اليابانية بكل جهودها لتجديد الأسواق الرابحة في العالم ، و يفضل اليابانيون الصناعات التي تحتاج إلى استثمارات ضخمة ، سواء في رأس المال أو المعلومات و لكنها نفس الوقت تتطلب موارد طبيعية محدودة ، وخير مثال على ذلك بالإلكترونيات و الكاميرات و الساعات و الأدوية .
2.
إستراتيجية التسويق اليابانية:
يفضل اليابانيون عادة الدخول في الأسواق التي يتصف عملائها بعدم الرضا و يتجهون إلى الصناعات التي لا تجيدها الشركات العالمية المسيطرة على الأسواق في العالم ، و بذلك يتبعون إستراتيجية تهدف إلى السيطرة على تلك الصناعات و تخفيض بل و تدمير المنافسة .
و لليابان إستراتيجية تسويق عند دخول سوق جديدة نجملها في النقاط التالية :
تقسيم السوق الكلي إلى شرائح و قطاعات .
تحديد قطاع معين من السوق يتميز بعدم وجود أي نوع من المنافسة .
تصميم السلعة التي تفي باحتياجات المستهلك في ذلك القطاع .
دخول السوق بسلعة مميزة ذات جودة عالية و مدعمة بالخدمات المختلفة التي يرغبها المستهلك بالإضافة على تخفيض السعر في الوقت المناسب .
اختيار منافذ التوزيع المناسبة و التي تتوافر ل جديها القدرة على خدمة أسواقها بأعلى كفاءة ممكنة .
تقديم النتائج للسوق مدعما بالمزيج الترويجي الفعال .
و يبرز السعر كأداة فعالة من أدوات المنافسة التي استخدمت في الشركات اليابانية بشكل مؤثر في إستراتيجية التسويق ، و كان تطبيق شعار التصدير أو الموت ينص على أن تحقيق هدف الكمية لا يتم من خلال الأسعار المنخفضة ، و من خلال تركيز جديد على المنافسة السعرية والتي تتعارض مع من يدافعون على إستراتيجية العوامل بالنسبة للشركات البريطانية المشتغلة بالتصدير .
و يلخص التقرير الذي أعده مجلس التنمية الاقتصادية بالولايات المتحدة الأمريكية و المتعلق بدراسة الموقف التنافسي للشركات الأمريكية في دول العالم الثالث . و أن السبب الرئيس لتفوق الشركات اليابانية على قرينتها الأمريكية في السوق يرجع بالضرورة إلى عامل السعر ، و يتضح مما سبق أن السعر يعتبر أحد الأساليب الفعالة التي مكنت الشركات اليابانية من المنافسة في الأسواق المحلية و العالمية ، و رغم ذلك فقليلا ما يشبه اليابانيون إلى أن السعر أحد الأساليب الأساسية التي يتم استخدامها في إستراتيجية المنافسة ، حيث أن شعارهم هو هزيمة المنافسين من خلال التقدم التكنولوجي و خدمة المستهلك ، و دون التركيز على السعر بمفرده .
و تعطي الشركات اليابانية اهتماما متزايدا لخدمة المستهلك و خاصة في حالة بيع منتجاتها في سوق جديد ، مما ي عكس وعيها الكامل بهذه الطريقة ، فلا أهمية للمنتج إن لم يكن المستهلك على دراية بكيفية استعماله و إصلاحه في حالة توقفه .
المطلب الثاني : التسويق عبر الانترنت.
إن التسويق هو الرافد الذي يمد الأعمال بمستلزمات بقائها و نموها و ازدهارها ، بدأ السباق على أشده لتطوير تكنولوجيا المعلومات في مضار التسويق بالذات ، سعيا وراء تفعيله ، وتعزيز كفاءته للظفر بالمزيد من المكاسب ، و جاء الإنترنت الثمرة المدللة لتكنولوجيا المعلومات ليكون بمثابة أداة تمكينية لتحقيق الكفاءة الفعالة ، و إذا كانت البلدان المتقدمة بحاجة إلى مثل هذه التقنيات التمكينية لتعزيز و تعميق رفاهيتها ، فنحن في بلداننا النامية أكثر حاجة لمثل هذه التقنيات فينبغي أن أكثر استجابة لها من غيرنا .
مدخل إلى التسويق عبر الانترنت:
ما مدى أهمية التسويق عبر الأنترنت بالنسبة للأعمال ؟ إن الإجابة على هذا السؤال تتباين بشكل كبير طبقا للطرف المسؤول على الإدلاء بالإجابة فبالنسبة لشركات مثل "سيسكوCISCO" المختصة في مجال الصناعات الإلكترونية ، يعتبر التسويق عبر الانترنت مهما و حيويا للغاية ، فهذه الشركة تبيع يوميا ما قيمته 10 ملايين دولار من عتاد الحاسوب المرتبط باستخدامات الانترنت (internet related hard ware )
أما بالنسبة لشركات تصنيع الأغذية السريعة (Unilever ) ، فإن التسويق عبر الانترنت ، ليس بالنشاط المهم إطلاقا ، فالنسبة الأكبر لهذه الشركة تتم من خلال قنوات التجزئة التقليدية ، أو ذلك استجابة لمحلات ترويجية مقتصرة على وسائل تقليدية . ففي عام 2000 م بلغ إجمالي الإنفاق على الإعلان من خلال الإنترنت في المملكة المتحدة ما مقداره 21 باوند إسترليني مقارنة بأكثر من 4 مليار باوند إسترليني أنفقت على الإعلانات التلفزيونية التقليدية .
فهل أن عدم النسبية للانترنت بالنسبة للشركات مثل (Unilever ) تشير على كون التسويق عبر الانترنت مجرد نشاط متخصص فحسب ؟
إننا لا نرى ذلك ، لأن السؤال المثير للاهتمام هو
" ما مدى الأهمية المستقبلية للتسويق عبر الانترنت ، بالنسبة للأعمال بعد سنتين ، 5 سنوات ، 10 سنوات من الآن ؟ "
هذا هو في الواقع السؤال الذي يشغل بال القائمين على العديد من الشركات في العالم اليوم ، وهو أيضا السبب الذي يدعونا إلى التعمق في فهم هذه الظاهرة التسويقية الجديدة نسبيا .
ففي عام 1998 بدأت شركة (Unilever ) باستخدام الانترنت كجزء من بناء الصنف (Brand Building ) لمنتجاتها الجديدة . فقد شنت الشكة معجون الأسنان معروف باسم (Mentadent ) في الولايات المتحدة ممستخدمة الحملات الترويجية التقليدية ، بينما عرضت عينات من معجون الأسنان هذا استجابة لأكثر من (40000 ) طلب ورد لها من زائري موقعها الشبكي على الانترنت ، و هو رقم لم تكن الشركة تتوقعه من هذه الوسيلة الترويجية المبتكرة .
هذا يعني أن الشركات الغير قادرة على فهم و البدء في تطبيق الأساليب و التقنيات التسويقية الجديدة بهذه الطريقة ستفقد ليس فقط فرص أعمال جديدة ، و إنما أيضا قد لا تصمد على البقاء في عصر الانترنت و الاقتصاد الرقمي ، و تحاول وسائل الإعلام تصوير الأنترنت على أنه مجد بديل عن الإعلان التقليدي .
و في الحقيقة يمكن تطبيق الأنترنت في كافة جوانب الاتصالات التسويقية بالإضافة إلى قدرة الانترنت على دعم و إسناد العملية التسويقية برمتها ، و بمرور الوقت سيصبح بإمكان المنظمات استخدام تكنولوجيا الأنترنت على شكل شبكات انترنت و اكسترنت لدعم و تشغيل القيمة الداخلية و الخارجية .
مفهوم التسويق عبر الانترنت:
من الممكن تعريف التسويق عبر الانترنت أو التسويق المستند للانترنت على أنه استخدام الانترنت و التقنيات الرقمية ذات الصلة لتحقيق الأهداف التسويقية ، و إسناد المفهوم التسويقي الحديث ، و تتضمن التقنيات أشياء مثل وسائل الانترنت و الوسائل الرقمية الأخرى مثل الكابل و الساتليت جنبا إلى جنب عتاد و برمجيات الحاسوب التي تساعد في تشغيله و استخدامه أما مصطلح التجارة الالكترونية فهو غالبا ما يستخدم في سياق مشابه للتسويق عبر الانترنت ، فهو عبارة عن المتاجرة بالسلع و الخدمات و ذلك باستخدام الأنترنت و الوسائل الرقمية ألأخرى .
إستراتيجية التسويق عبر الانترنت:
يرى كل من كوبلت و كلين (1996) أن العديد من الشركات تتبع أسلوب الخطوات المتعاقبة الطبيعية لتطوير مواقعهم الشبكية لدعم و إسناد نشاطاتهم التسويقية بدلا من اتباع استراتيجية واضحة المعالم فقرار إنشاء الموقع الشبكي في حالات كهذه ، أو بمعنى آخر بمثابة استجابة لقيام شركات جديدة في نفس القطاع أو قيام المنافسين القائمين بتطوير مواقع شبكية أو استجابة لطلبات العملاء .
و بعد انقضاء فترة زمنية على وجود الموقع الشبكي ، يقوم الرؤساء و المديرون في الشركة بالتساؤل عن فعالية هذا الموقع و من هنا تبدأ الحاجة الإستراتيجية متماسكة التسويق عبر الانترنت . و كنتيجة منطقية لهذا المدخل ، فإن الضرورة تقتضي التنويه على أن الحكمة تكمن في إنشاء أو تكوين إستراتيجية لموقع شبكي جديد تماما فقط ، و إنما أيضا تقييم الموقع الحالي و الوقوف على مدى فعاليته ، و ذلك بهدف إجراء تحسينات مستقبلية عليه .
و من الضروري أن تتبع إستراتيجية التسويق عبر الانترنت مسارا مشابها لعملية التخطيط الاستراتيجي التسويقي التقليدية من حيث تضمينها الخطوات التالية :
وضع الأهداف .
مراجعة الموقف .
صياغة الإستراتيجية .
تخصيص الموارد و المتابعة .
و تصنف عملية وضع الأهداف بالخطوات التالية :
1.
وضع أهداف الأعمال التي يكون الانترنت قادرا على المساعدة في تحقيقها .
2.
تقييم و توضيح المساهمة التي يقوم بها الأنترنت في مجال الأعمال مستقبلا معبرا عنها بنسبة العائد المتحقق أو الذي سيتم تحقيقه ،3. و أيضا تحديد فيما إذا كان الانترنت سيكمل أو يستبدل بوسائل الاتصال و التواصل الأخرى .
4.
توضيح جميع المنافع التي تسعى الشركة في الحصول عليها مثل تحسين صورتها في أذهان أصحاب المصلحة و تقليص التكاليف وزيادة معدل المبيعات و تحسين خدمة العملاء .
5.
أما مراجعة الموقف فتتضمن مراجعة و تدقيق الموقع الشبكي القائم لتأكد من مساهمته في دعم جهود الشركة و تصميم و اعتماد معايير لمقارنة أداء الموقع الشبكي مع المواقع الشبكية التابعة للمنافسين . و تتم عملية تقويم الفرص والتهديدات من خلال هذه المرحلة أيضا .
6.
و تنطوي خطوات صياغة الإستراتيجية على ضرورة توضيح مدى التزام الشركة بالانترنت و وضع عرض قيمي ملائم لمستخدمي الموقع الشبكي وتشخيص دور الانترنت في استغلال الأسواق الجديدة و الفضاءات السوقية وقنوات التوزيع و كيفية تسليم السلع و الخدمات الجديدة .
و من الضروري تخصيص الموارد المالية و البشرية و التكنولوجية المطلوبة .
أهمية الانترنت في المستقبل:
مما لا شك فيه أن الانترنت كوسيلة اتصال و تواصل مبتكرة ، قد ساهم في دعم نشاطات الأعمال ، و تواجد عوامل تؤثر على مدى وقع الأنترنت على منشآت الأعمال و من أبرز الأعمال هذه الأعمال ما يلي :
الانترنت كقناة بيعية:
بالإمكان تطبيق بعض النماذج لتقييم مدى وقع أو تأثير الانترنت على الأعمال ، و من أبرز النماذج بهذا الصدد النموذج الرائد " كومار" (KUMAR MODEL 1999 ) حيث يقترح قيام تجارة التجزئة و الصناعية بأخذ الملاحظات التالية بعين الاعتبار :
مستوى وصول المستهلكين (نسبة المستهلكين المتواجدين على الأنترنت )
العرض القيمي للانترنت : بمعنى قدرة الانترنت على توفير السلع و الخدمات والتحفيزات بشكل أفضل من الوسائل التقليدية .
قدرة الانترنت على تسليم المنتجات .
إمكانية توحيد أو معايرة المنتجات .
و يسعى دي كير سلفر (1998) إلى تبسيط هذا النوع من التقييم حيث يؤكد أنه بالرغم من وجود عوامل تحدد حجم المشروبات عبر الأنترنت ، مثل خصائص المنتج و قوة الصنف ، وخاصيات و سلوك المستهلكين ، إلا أن الاعتبار الأهم هو دسية الجمهور المستهدف الذي يشتري أو يقرر بواسطة الأنترنت . يرى " سلفر " أن الأنترنت سيتحول على قناة بيعية فعالة حقا عندما يتنامى بشكل ملحوظ حجم الجمهور الذي يتوجه إلى الانترنت للشراء ، فقط لطلب المعلومات ، فالشراء عبر الانترنت مازال محدودا ، و ستشهد السنوات القادمة تنامي عدد الزوار الذين يتوجهون للانترنت خصيصا لاقتناء سلع و خدمات عبره ، ففي الدول المتقدمة تبلغ نسبة الوصول إلى الانترنت حوالي 50 % و هي نسبة متواضعة جدا .
إلا أن التكهنات تشير إلى احتمالية ازدياد هذه النسبة لتصل إلى 80 % خلال السنة الجارية 2007 . و يرى خبراء سلوك المستهلك أن هذا الوضع سيستمر ما لم تحصل تحولات جوهرية في سلوك الشراء لدى المستهلكين .
أو عندما يشعر المستهلك أن استخدام الأنترنت يقدم له قيمة مضافة يشعر بها و تكون هذه القيمة أكبر بكثير من تلك التي يحصل عليها في حالة التعامل مع القنوات التقليدية .
الانترنت كقناة اتصال:
تبرز أهمية الأنترنت كقناة اتصال و تأثير على عملية الشراء في الحالات التي يكون فيها سعر السلعة أو الخدمة المراد شراؤها غاليا . و هنا تلعب الأنترنت دورا في تقليص مستوى المخاطرة في الشراء ، و ذلك من خلال تزويد الزائر بمعلومات كافية ، ليس فقط عن السلعة على الخدمة المطلوبة و إنما أيضا على السلع على الخدمات المنافسة .
و غالبا ما يساهم الانترنت كقناة اتصال في التأثير على مبيعات السلع و الخدمات في العالم الواقعي ، فالزائر قد يبحث عن معلومات عن خدمة أو سلعة من خلال الأنترنت ، و إذا ما اقتنع بها فإنه يشتريها ، أما عبر الأنترنت أو من المتاجر التقليدية ، و هذه الحالة تفسر أهمية وضرورة الاستثمار في الاتصالات التسويقية عبر الأنترنت ، ليس لأن الزائرين يشترون عبر الأنترنت ، بل لأن هؤلاء الزائرين سيتخذون قرار الشراء عبر الأنترنت أن يركزوا على توفير عمق اتساع معلوماتي لمساعدة الزائرين على المقارنة ما بين السلع و الخدمات .
و عندما نفكر بالتأثير المستقبلي للانترنت ، علينا أن نتذكر أنه مع مرور الوقت أنه سيتنامى من إدراك الجمهور لأهمية التكنولوجيا ، فالمستخدمون الشباب للانترنت لديهم فرصة أفضل للوصول إلى التكنولوجيا علاوة على امتلاكهم لمهارات استخدام تكنولوجيا المعلومات .
و الأمر المؤكد أن فئة الشباب أكثر ميلا للتسويق عبر الأنترنت مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، فالطالب المتآلف مع التكنولوجيا ، سيشتري قرضا مضغوطا أو كتابا عبر الأنترنت ، لأنه يرتاح للتكنولوجيا ، أما كبار السن الذين يبحثون قرص مضغوط لموسيقى كلاسيكية ، فإنهم قد يفضلون شراؤه شخصيا من متجر تقليدي ، لأنهم قد لا يكونون قادرين على الوصول إلى التكنولوجيا المناسبة .







خاتمة:
يعتبر التسويق من أهم الوظائف في المؤسسة خاصة في الوقت الراهن ، في ظل انفتاح الأسواق و زيادة حدة المنافسة ، حيث أصبحت المؤسسة تعمل في عصر السرعة تحت ضغط الوقت ، فالفرص و التهديدات تحتاج إلى اتخاذ القرارات المناسبة في وقت محدد ، فضلا عن ذلك أصبح هاجس " تقادم السلع " أمرا لا يمكن تجاهله ، فالمنتوج أصبح ذو دورة حياة قصيرة و يفقد سمته بسرعة بفضل إصدار منتجات جديدة بديلة أكثر تقدما و أقل تكلفة و أجود من المنتجات السابقة .
و المفهوم التسويقي كما عرضنا في بحثنا المتواضع مر في تطوره بمراحل انتقالية ، أدت على تعدد مفاهيمه و تباينها عبر السنوات ، هذه السنوات بدورها شهدت تطورات حاصلة على الصعيد الاقتصادي و الاجتماعي بدرجة أساسية ، مما جعل هذه الوظيفة " التسويق " تكتسب حلة التطور من المستوى البسيط " المقايضة " إلى نظام أكثر تعقيدا واكب الازدهار أو ظهر كتحصيل حاصل للتقدم التكنولوجي كما لاحظن في القفزة اليابانية و النجاحات التي حققها اليابانيون في مجال التسويق خصوصا ، و أيضا في مجال المعلوماتية و العالم الرقمي ، كنموذجين حيين ذوا دلالة كافية عن تطور المفهوم التسويقي .




انتهى تحيات [email protected]