."الله لا تردكم"!
14-11-2017, 07:18 PM






جمال لعلامي


مواطنة "زعفانة" صرخت بأعلى صوتها مخاطبة بعض المترشحين من المنتخبين السابقين الذين قضوا 5 سنوات في اللعب والتلاعب بمشاعر المواطنين ومصالح الشعب والدولة: "روحوا الله لا تردّكم"!
فعلا، يكاد العاقل من المتابعين أو المتفرجين على "مسرحية" المترشحين في "الهملة" الانتخابية، أن يُسارع إلى شنق نفسه بشلاغم القط، أو رمي نفسه من أعلى جسر المعدومين، وهو يستمع رغم أنفه، ولا يستمتع، إلى خطاب المنتخبين والأميار المنقضية ولايتهم، أو السابقين الذين يريدون العودة في كلّ اقتراع، وعلى ظهر أيّ حزب، بعدما "والفوا.. وذاقوا البنة"!
الواقع المعيش، يفضح حصيلة الكثير من تلك الكائنات الطائرة والزاحفة والحلزونية. فالمنتخبون في مختلف الأحزاب، باستثناء قليلهم أو بعضهم، أنهوا عهدتهم بلا أرقام ولا مشاريع ولا برامج ولا نتائج، تشفع لهم، الآن، وتحرّض المواطنين على تجديد الثقة فيهم، أو إعادة انتخاب المنتخبين السابقين الذي ينطبق عليهم المثل القائل: "ألـّي راح وولّى واش من البنة خلـّى"؟
لو كانت نية هؤلاء خدمة المواطن في بلديتهم، لأظهر "حنة اليدين" خلال العهدة المنقضية، لكن لأن هذا النوع "ما يحشمش"، فإنه يتجاهل الماضي ويطمس فضائحه ومهازله، ولا يتكلّم إلاّ عن المستقبل، فيُطلق مثلما تعوّد، الوعود والعهود وحتى "الأرانب" بغية النصب والاحتيال على الناخبين!
أولئك المشوّهون والمتورّطون والمتواطئون والمنبوذون، هم الذي أفسدوا للودّ قضية، ويحرّضون "بقايا" الناخبين على التغيّب وعدم الاكتراث بالمحليات وتجديد عضوية المجالس "المخلية"، البلدية والولائية، وتصوّروا كيف يُمكن لـ "هفّاف زفـّاف" أن ينجح في إقناع مواطنين غضبانين، وهو المتهم رقم واحد في هذا الغضب واليأس والقنوط؟
الكثير من البلديات، عاث فيها منتخبوها، أو جزء منهم، فسادا في التسيير وخدمة المواطن والاستماع إلى انشغالاته وحلّ مشاكله، وكلّ شيء شاهد على هذه الوضعية الكارثية، لكن هؤلاء الفاشلون في التسيير والتدبير والتنفيس والتحسيس وامتصاص الغضب، يعودون الآن ويخرجون إلى الحملة بلا حياء، ويطلبون صوت المستائين منهم.. فعلا، إن لم تستح فافعل ما شئت!
المتسلـّقون والانتهازيون و"الطمّاعون" والمحتالون والنصّابون و"الغمّاسون" الذين لا يقنعون ولا يشبعون، هم الذين شوّهوا الحملة، وكرّهوا المواطنين في مسعى تجديد أعضاء المجالس الشعبية المنتخبة بالبلديات والولايات، وهذا النوع من "المتحرّشين" هو سبب "خلاها" و"دعاوي الشرّ". والغريب أن العديد من الأحزاب تعرفهم، أو تلقت شكاوى بشأنهم، لكنها تصرّ على "تطويل عمرهم" بمجالس حوّلوها في أحسن الحالات إلى شركات "صارل" لتسمين المصالح الضيقة، وبعدها لكلّ مقامة مقال، ولكلّ حادث حديث!