تسجيل الدخول

ألوف من الحُجّاج في العـالم الإسلامي ، إذا لم يُنادَ الواحدُ
منهم : ياحاجّ ، يا الحاجّ ، يا حاجّي ...
يغـضبون ، ويعـتبرون ذلك إهانة مقصودة ومـسًّا بكرامتهم !
وممّا سمعـتُه هـنا في الجزائر منذ سنين أنّ أحدهـم نُوديَ باسمه دون لقب الحاجّ ، فأبرقَ وأرعـد ،وقال قولتَه :
« أعـلاه أنا ادفعـتْ ملاينْ للسعـودية باشْ اتعـيَّط لي انتَ بَاسمي » !!
ورَوَى لنا أحد الأصدقاء أنّ حاجّين تخاصما وتنازعا بسبب
الركوب عـلى المقعـد الأول مع السائق ، الذي توقف لإركابهما في سيّارته !
وواضح أنهما فهما أن الركوب في المقعـد الخلفي إهانة ما بعـدها
إهانة ، رغـم أنّ كلّ واحد منهما حجّ بيت الله الحرام !

"الحج جامعـة متنقلة" هـكذا وصف المسلم الألماني مراد هوفمان الحج، لأن حجاج كل إقليم يجلبون معـهم معـارفهم، وثقافاتهم، وبضائعـهم، ويتبادلون هذه المعـارف والثقافات، ويعـقدون فيما بينهم الصلات، وكم قرأنا أن الكتاب الفلاني، أو الفكرة الفلانية انتقلا من منطقة إلى أخرى نتيجة لقاء تم في الحج، أو في الطريق إلى الحج، ألم يتعـرف الإمامان ابن باديس والإبراهيمي عـلى بعـضهما في الحج، ويتفقا هناك عـلى العـمل لإقالة الجزائر من عـثرتها، وإنهاض شعـبها؟




( عـن الأستاذ : محمد الهادي الحسني )