حزب امّك وبّاك للفوز بالباك
03-07-2017, 12:33 AM



عمار يزلي


"ولّف عادة، واترك عادة، عليها تتعادى". هذا مثل يؤكد أن الإنسان من شأنه أنه إذا تعود على شيء، صار التعود سُنّة، والسنة فرض عين!
عض جمعيات أولياء التلاميذ، المحلية والوطنية، تسهم في كثير من الأحيان، مثلها مثل بقية النقابات وجمعيات المجتمع المدني في الالتفات أكثر إلى المطالب ولا تلتفت إلى التكوين والتربية والواجبات! أولياء التلاميذ، وجمعياتهم، من المفروض أن تهتم أولا بالتلميذ في البيت، تكونه وتربيه في البيت، وتتابعه في المدرسة، وليس العكس! أن تهمل الأبناء على طول مسافة التعليم، ولا تتذكر الابن أو البنت إلا إذا فشل في الامتحان، فتسارع لترمي باللائمة على المعلم والأستاذ والمدرسة وتطالب بحل مشكلة الأسرة وأولياء التلاميذ، وهم من ساهموا فيها أصلا!
ADVERTISEMENT
مشكل التأخر في امتحان مصيري كالبكالوريا، هذا مشكل أولياء التلاميذ ومسؤوليتهم حتى قبل مسؤولي التلميذ! التلميذ اليوم صار لا يعرف مصلحته ولا يرى الباك مصلحة ولا التعليم ولا الشهادة! مصلحته في أن ينهض قبل موعد الامتحان بربع ساعة لكي يصل ربع ساعة متأخرا.. نووورمال! مصلحته في أن يسهر إلى السادسة صباحا، ربما بحثا عن وسيلة للغش أو في الفيس بوك عن تسريب للأجوبة أو ربما خارج مجال التحضير لامتحان أصلا: الغناء والأفلام.. وكأنه ليس مقبلا على اجتياز عائق درس 12 سنة لكي يصل إليه! الأولياء هم من عليهم مسؤولية أبنائهم وبناتهم ولو تطلب الأمر إيصالهم باكرا والبقاء معهم إلى غاية فتح أبواب المركز! هكذا، كان آباؤنا يفعلون معنا! لأنهم يخافون علينا لقلة الوعي والتجربة!
اليوم، يترك أولياء التلاميذ أبناءهم بلا ولي، ويوم يفشلون أو يغشون أو يصلون "روطار" إلى الباك، يسارعون إلى المطالبة بحق المراجعة والإعادة والحق والواجب فيها! وهذا، مشكل من شأنه أن يربي قابلية وتطور مفهوم "الحق الباطل"! حق الروطار وحق الغش وحق النقل وحق الاستراحة وسط ساعة الامتحان، وحق الحصول على المعدل.. وحق الحصول على الباك ولو بلا عمل! سياسة المطالب هذه، ستضعف المستوى التعليمي أكثر! نحن نتفهم مطلب الاستقرار السياسي ومطلب تهدئة الأوضاع والفئات المشتعلة داخليا في كل القطاعات، لكن، هذا قد يجلب نتائج أخرى، لا يمكن حتى مع طول الوقت أن تعيد الأمور إلى مجراها الطبيعي! فالسيارة التي تخرج عن مسارها في منعرج، لا يمكنها أن تعود إلى وضعها الأسبق وحالتها السابقة بسهولة!
نمت على "الباك 2" لهذه السنة، الذي لم أجد فرقا بينه وبين العام الماضي على أساس أن العام الماضي كان إعادة بسبب التسريب واليوم الإعادة بسبب الروطار، وغدا الإعادة بسبب ضعف المستوى وبعده الإعادة بسبب قلة النوم..
نمت لأجد نفسي رئيس إحدى جمعيات أولياء التلاميذ وأنا أقول للوزيرة في اجتماع مغلق على المفتوح: نحن نطالب ومعنا بقية الجمعيات بحق الغش وحق النقل، وقد أسسنا فرع "جمعية أولياء الناقلين"، وفروعا أخرى لجمعية أولياء الخاسرين في الباك ونقابة لأولياء التلاميذ "اللي جاهم الباك واااعر"، وجمعية الدفاع عن العتبة المقدسة التي تعتمد تسقيفا لأقل من ثلاثة مواضيع في كل مادة، وجمعية أولياء التلاميذ "الفيبل" في كل المواد، ونقابة لأولياء التلاميذ من أجل باك للجميع.
قالت لي الوزيرة: وعلاش ما تزيدوش تشكلوا حزب سياسي بعنوان "حزب امّك وابّاكْ من أجل الحصول على الباك"؟ قلت لها: والله هذه فكرة، سنطلب من الداخلية اعتماد حزب سياسي يطالب بالباك للجميع يرأسه عاشور العاشر!
وأفيق وأنا لا أعرف ماذا أقول!