وزير الفلاحة في حوار خيالي للشروق: "لست وزيرا للبطاطا.. طلّعو النيفو شويا"!
11-04-2017, 10:17 PM


لا حديث قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات التشريعية، إلا عن أسعار الخضر والفواكه، ليس المستورد منها، وإنما المنتج محليا، وليس الذي يصنّف ضمن الكماليات، وإنما لبّ الضروريات، السيد عبد السلام شلغوم الذي يحمل _ والله أعلم_ حقيبة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يقدّم لنا وعدا آخر وربما ليس الأخير، عن استقرار الأسعار قبل رمضان، من دون أن نفهم إن كان الاستقرار في الارتفاع أم الندرة أم ماذا؟.

انتظرنا هبوط سعر البطاطا في مارس كما وعدتم، ونحن في أفريل، ولم ينزل بعد؟
الخطأ مجرد شهر واحد، لقد وعدكم هواري بومدين في 1974 بثورة زراعية ولا أحد سأله أين هي هذه الثورة، وأنا تحاسبوني على بضعة أيام، ومع ذلك أعدكم بأنه قبيل شهر رمضان ستستقر الأسعار.

لم يحدث في الجزائر وأن نزل سعر أي شيء في رمضان، ولا نظن أن ذلك سيحدث في رمضان 2017؟
هو عادة في الأسبوعين الأولين من رمضان، لا نقيس عليهما بسبب جشع بعض التجار، ولهفة المواطنين، الأمر يتجاوزنا في الأسبوعين الأولين.

والأسبوعان الأخيران من رمضان، يزداد الجشع واللهفة مع اقتراب العيد، يعني أن الحديث عن انخفاض الأسعار في رمضان لن يصدقه أحد؟
أنا وزير، ولست مراقبا للأسعار، لماذا لا تسألوني عن استرجاع وزارتنا لمئة ألف هكتار من مستثمرين وهميين؟

طيب سيدي تفضّل بالحديث عن هذا الفتح المبين، بالرغم من أن الأرقام تتحدث عن وجود مليون هكتار بأيدي البزناسية؟
نحن بصدد نزع الأراضي التي استعملت من طرف مستثمرين لا علاقة لهم بالفلاحة، وسنمنحها لفلاحين ومستثمرين آخرين.


نقاطعه..عفوا سيدي، هذه العملية تابعناها في عهد الوزير الذي سبقك، حيث نزع أراضي، ومنحها لمستثمرين، قال بأنهم من الفلاحين، وأنت تنزعها الآن وستبقى العملية تتكرر.
يقاطعنا.. نحن سنوزعها من خلال إعلان مناقصة وطنية، وسنباشر الاستثمارات الكبيرة جدا، وليس تربية الدواجن والبيوت البلاستيكية الصغيرة؟


فهمنا جيدا، ستنزعها من السردين الصغير، وتمنحها لبعض الحيتان الكبيرة، نسينا سيدي أنت أيضا وزير للصيد البحري، وإذا كانت البطاطا غالية الثمن، فإن الحوت من المستحيلات؟
الخطأ ليس من الوزارة، الصيادون تقاعسوا، شواطئنا مليئة بالسردين وهم يتقاعسون عن اصطيادها؟


يقولون بأن سمك الجزائر صار يموت بالشيخوخة، والناس يشتاقون فيتاميناتها؟
لا يمكنني أن أحرث الأرض لوحدي، وأن أشق البحار في الليالي لأصطاد لكم السمك، أرجو أن توجه أسئلتك السهمية للفلاحين والصيادين.

لماذا لا تجرب الجزائر زراعة الموز والقطن وقصب السكر وحتى الأرز وعبّاد الشمس، كما يفعل الجيران؟
ماتزيدش الهمّ عليّ..نحن حائرون في الزيتون وأرضنا عاصمته الأولى، وفي التمر وصحراؤنا بلاده الأولى، وتريدنا أن نزرع الكيوي والأناناس، دعنا أولا نحل مشكلة البطاطا التي صارت تؤرقنا، وبعد ذلك نتحدث عن هذه الفواكه العابرة للقرارات.

هل ستقدّم وعودا، تريد أن نختم بها حوارنا الخيالي؟
هي نفسها التي قطعتها على نفسي منذ حملي لحقيبة البطاطا عفوا لقفة الفلاحة، وهي أن تستقر الأسعار قبل رمضان، وتصبح البطاطا في متناول الطبقة البسيطة، وأن أمنح الأرض الفلاحية لمستحقيها، وأن لا تحرجوني بهذه الأسئلة.


الشروق الساخر