ألكاراز يشكو "الفاف" لدى "الفيفا" ويُطالبها بـ 16مليارا!
04-02-2018, 02:21 AM


أودع المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم، الاسباني لويس لوكاس ألكاراز غونزاليس شكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم ضد الاتحاد الجزائري للعبة للمطالبة بمستحقاته المالية كاملة والتي تقدر بمليون و260 ألف يورو (حوالي 16 مليار سنتيم) وتعويضات مالية أخرى، ردا على فشل صيغة الطلاق بالتراضي بين الطرفين، عقب فسخ الفاف عقد المدرب الأندلسي من طرف واحد يوم 18 أكتوبر الماضي، وإعلان الفاف في اليوم الموالي عن تنصيب اللاعب الدولي السابق رابح ماجر خليفة له.
كشفت مصادر متطابقة للشروق بأن المدرب الاسباني لوكاس ألكاراز نفذ تهديداته، ولجأ إلى الفيفا قصد استعادة حقوقه عقب فسخ عقده في شهر أكتوبر الماضي إثر مغامرة مع الخضر لم تتجاوز الستة أشهر.
وحسب مصادرنا فإن ألكاراز استعان بمحام سويسري كبير للدفاع عن قضيته مع الفاف، حيث أودع شكوى لدى "لجنة قانون اللاعب" على مستوى الفيفا مثلما تنص على ذلك القوانين، وحسب مصادرنا فإن ألكاراز يطالب بنيل مستحقاته كاملة، إضافة إلى تعويضات مادية عن الضرر المادي والمعنوي، بعد أن فشلت كل محاولات إنهاء علاقة ألكاراز والفاف بالطرق الودية وفي الآجال القانونية التي يتضمنها العقد الموقع بين الطرفين في شهر أفريل من العام الماضي. وبالمقابل قام رئيس الفاف خير الدين زطشي بتفويض محام فرنسي من مدينة مرسيليا قصد التكفل بهذه القضية لدى الفيفا.
الفاف وقعت في أخطاء فادحة عند صياغة العقد
وأبرمت الفاف مع ألكاراز عقدا يمتد إلى غاية كأس أمم إفريقيا 2019 المرتقبة بالكاميرون، لكنها وقعت في أخطاء فادحة خلال صياغة العقد، حيث لم تذكر تاريخ نهايته بالتحديد (اليوم، الشهر والسنة)، (المادة 3 من العقد)، واكتفت بوضع عبارة "إلى غاية كأس أمم إفريقيا 2019)، وقام الاتحاد الإفريقي للعبة بعدها بإحداث تغييرات على موعد اجراء البطولة من الشتاء (جانفي/فيفري)، إلى الصيف (جوان/جويلية)، وهو ما يعني "تمدد" عقد ألكاراز من نهاية شهر جانفي إلى غاية نهاية شهر جويلية بزيادة قدرها 6 أشهر إضافية للعقد. وحسب العقد الذي تحوز "الشروق" نسخة منه فإن ألكاراز كان يتقاضى أجرا شهريا صافيا يقدر بـ60 ألف يورو.
فسخ الفاف لعقد المدرب يلزمها بدفع كل مستحقاته
ويواجه الاتحاد الجزائري لكرة القدم ورئيسه خير الدين زطشي ورطة حقيقية بسبب تداعيات هذه القضية، حيث يلزم العقد، الفاف بمنح الإسباني كل مستحقاته المالية من شهر نوفمبر الماضي وإلى غاية شهر جويلية 2019 (21 شهرا) مثلما تنص عليه المادة التاسعة من العقد المبرم بين الفاف والمدرب الأندلسي يوم 19 أفريل الماضي، إضافة إلى مطالب الإسباني بتعويضات أخرى قد تصل إلى نصف المبلغ الذي يطالب به ما سيرفع المبلغ من 16 مليار سنتيم إلى 24 مليارا. وتشير المادة الخامسة من عقد ألكاراز مع الفاف على أن المدرب يتقاضى مبلغ 60 ألف يورو شهريا كأجر صاف وخال من الضرائب، وبالتالي فإنه يطالب بمبلغ مليون و260 ألف يورو (حوالي 16 مليار سنتيم) وقد يضاف إليها راتبا مساعديه الإسبانيين اللذان كانا يتقاضيان 5 آلاف يورو شهريا، حيث تبلغ مستحقاتهما سويا (210 ألف يورو)، وفي حال لم تكن الفاف قد قامت بتسوية مشكلتهما فإن المبلغ الإجمالي للمستحقات سيصل إلى حوالي 20 مليار سنتيم، إضافة إلى التعويضات الأخرى.
هذه مبررات الفاف لفسخ عقد ألكاراز...
وتنص المادة التاسعة "بوضوح" تام على أنه وفي حال قيام الفاف بفسخ عقد المدرب من طرف واحد ودون مبرر مقبول فإنها ملزمة بمنحه كل رواتبه الشهرية إلى غاية نهاية عقده. وهو الأمر الذي قامت به الفاف، حيث أنهت تعاقدها مع ألكاراز دون مبرر واضح، كون عقده يلزمه فقط بالتأهل إلى (كان2019) والتأهل إلى نصف النهائي، لكن وحسب مصادرنا فإن الفاف ستلجأ إلى توظيف "ورقتين" لتبرير فسخ عقد المدرب من طرف واحد، وهما عدم التزام الاسباني بالإقامة في الجزائر أسبوعين شهريا، فضلا عن عدم احترامه لبند في عقده ينص على برمجة تربص أو اثنين كل شهر لفائدة اللاعبين المحليين.
وكان زطشي قد تفاوض في نوفمبر الماضي مع المدرب ومحاميه، وحاول إقناعهما بضرورة إيجاد صيغة لإنهاء المشكلة بالتراضي، لكنهما رفضا ذلك جملة وتفصيلا، مطالبين بضرورة الحصول على المستحقات كاملة غير منقوصة، قبل ان يلجأ المدرب الأندلسي إلى الفيفا.
اللجوء إلى "التاس" آخر الحلول
كما تنص المادة 11 من العقد، أنه وفي حالة وجود صعوبات لتجسيد بنود العقد فإن الطرفين يلجآن في حدود الإمكان لحل النزاع بالتراضي في أجل مدته 30 يوما، وفي حل فشل هذه الخطوة فإن النزاع سيتم حله على مستوى لجنة "قانون اللاعب" على مستوى الفيفا تماشيا مع قوانين هذه الأخيرة (وهو الأمر الذي قام به المدرب)، مع الإشارة إلى أن قرارات هذه اللجنة يمكن الطعن فيها لدى المحكمة الرياضية الدولية التي يوجد مقرها بمدينة لوزان السويسرية.
لكن خسارة القضية سيكلف الفاف أموالا إضافية، خاصة وأن مصادرنا أكدت بأن ألكاراز طلب التعويض عن الضرر المادي والمعنوي جراء فسخ عقده من طرف واحد، فضلا عن الطريقة التي غادر بها الجزائر والتي اعتبرها "مهينة" في حقه بعد ما اكتشف بأن الفاف اتفقت مع خليفته رابح ماجر قبل إنهاء مهامه بشكل رسمي، وتعاقدت مع صاحب الكعب الذهبي ساعات فقط بعد إعلان الفاف على موقعها الرسمي "إنهاء مهام ألكاراز مع الخضر" يوم 18 أكتوبر الماضي دون أن يتحدث إليه أي مسؤول في الاتحادية عن مستقبله.