الروابة الجزائرية الجديدة...شرخ القرءة...الممكن واللاممكن
12-10-2012, 10:38 AM
by بن ساعد قلولي on Friday, October 12, 2012 at 5:43am ·

تابعت بإهتمام شديد الحوار الذي أجراه الصحفي والروائي حميد عبد القادر مع الدكتور حبيب مونسي وردود الأفعال التي تلته من هنا وهناك بما في ذلك ما كتبه حميد عبد القادر ومفتي بشير وآخرين وفيما أرى أن توقيت نشر هذا الحوار الذي تزامن مع المعرض الدولي للكتاب والتقليد الذي شهدته أجنحة المعرض المتمثل في ظاهرة البيع بالتوقيع التي إستهجنا القاص سليم بوفنداسة وقدم رأيا بشأنها يبقى قابلا للأخذ والرد ككل الآراء هذالتوقيت الذي لا يتحمله حميد عبد القادر فهو يؤدي عمله المهني وليس من حقنا أن نمنعه من ذلك أو نحوله إلى قسم آخر لأن عملا من هذا النوع هو من صلاحيات مسؤولي المؤسسة التي يعمل بها وعلى هذا الأساس فحبيب مونسي هو وحده الذي يتحمل مسؤولية كلامه وآراءه في الرواية الجزائرية الجديدة وهو نفسه قد أعترف بذلك وشخصيا أعتبر أن كلام حبيب مونسي فيه الكثير من التعميم ووضع الجميع في سلة واحدة كما لوأن كل الروائيين الشباب وغير الشباب أيضا من الروائييين الذين تجاوزوا محددات الرواية الواقعية الملتبسة بالصراع الطبقي الذين كان سائدا في السبعينيات يكتبون بنفس المستوى ولهم نفس الهواجس فهذا التطابق في إعتقادي لا وجود له لأن الرواية الجزائرية الجديدة بالمعنى الزمني ولا علاقة لذلك بتيار الرواية الجديدة في فرنسا الذي مهده له كل من ناتالي ساروت وآلان روب غرييه وميشال بوتور على صعيد التنظير روايات فهناك مثلا رواية المجتمع مثلما هو الشأن مثلا لعيسى شريط في " لاروكاد " ومحمد ساري في " الورم " وبوفاتح سبقاق في " الإعصار الهادئ " وخليل حشلاف في " أقصى الأشياء "وعبد الباقي قربوعة في " مضغة النار "وغيرها وهناك أيضا رواية العالم الماورائي والفانتازيا حيث العودة إلى بعض الإحداثيات التي تشكل المكون الأساسي للتراث الشفوي كما في " تلك المحبة للحبيب السائح " والتراس" لكمال قرور "وعلى جبال الحناء "لعبد القادر برغوث و" حروف الضباب" للخير شوار "والغيث" لمحمد ساري و "ملائكة لافران "ليبرير إسماعيل و "هلابيل " لسمير قاسيمي و"وحده يعلم " لعايدة خلدون "ترفدها في ذلك خبرة الروائي السيوسيولوجية وثقافته التي تجمع الأسطوري بالواقعي بالمتخيل بالفانتازي ثم هناك رواية " التاريخ ونقد المشروعية " بتعبير السوسيولوجي الجزائري عمار بلحسن ..التاريخ كمعطى إبداعي في الرواية طبعا كما في " مرايا الخوف" لحميد عبد القادر و" كتاب الأمير مسالك أبواب الحديد "للأعرج واسيني و" متاهات ليل الفتنة لأحميدة عياشي كتوجه روائي تجاوز مطلق الخطاب الروائي الملتبس بالثنائية الطبقية التي كرس لها وطار دون أن يكون التاريخ هو العنصر المحوري في منجزه الروائي فهو جزء منه لا غير مثلما تجاوز مسبق النقد التاريخي السوسيولوجي بنقل البياض الذي نسيه المؤرخ إلى فضاء السرد ضمن بنية روائية منسجمة أو "كأثر منحول " بتعبير أمبيرتو إيكو بعيدا طبعا عن الحشو والإطناب للاحداث والوقائع التاريخية الذي حذر منه بلزاك وهو يسخر من رواية " ليو" لكاتبها لاتوش حين قال لا شئ يسئ إلى الرواية مثل تكديس الأحداث التاريخية دون ضرورة فنية "ثم الرواية الذاتية الوجودية في تجربة مفتي بشير على وجه الخصوص كملمح من ملامح " الدزاين" الفردي والجماعي بتعبير هايدغر في ظلال كافكاوية وبخصوصية جزائرية محضة داخل كينونة الرؤية السوداوية للواقع والراهن السياسي والإجتماعي بعيدا عن هدير اليومي والحراك الشعبي وإنزياحات التاريخ ومكره ثم أخيرا رواية رواية عودة المكبوت الديني والسياسي والجسدي كما في تجربة أمين الزازوي وهي تجربة خاصة تكاد تشكل الإستثناء وفيما أعتقد أن مدونة روائية بهذا الحجم والتنوع والتعدد والثراء لا يمكن أن يحتويها حوار صحفي مع أن وجوده مهم للغاية لإثارة سؤال الكتابة الروائية وحث المثقفين على ضرورة الخروج من حالة السبات الثقافي مثلما لا يمكن أيضا أن يحاصر الأسئلة التي تنطوي عليها الكتابة الروائية نقد صحفي لا يتجاوز في معظم الأحيان حدود العرض والتلخيص والتأثيرات التي تفرضها ظاهرة الشللية والتكتلات الإعلامية وغيرها إنها في حاجة لدراسات معمقة لفريق من النقاد من الذين أولوا إهتماما مبكرا ونوعيا بالنقد الروائي على غرار السعيد بوطاجين وآمنة بالعلى وغيرهما بعيدا عن الإختبار الشكلي الأداتي في خضوعه للإملاءات والمتعاليات المدرسية التي يفرضها المنهج على مستخدميه أي بنوع من الليونة والإستقلالية في تلقي النص الروائي لأن الهدف من النقد هو إضاءة الجوانب الداجية في النص الروائي وليس الإغراق في الجداول والإحصائيات وهو عمل ليس في وسع فرد واحد أن يقوم به مهما بلغ من الأهمية العلمية ومن الكفاءة النقدية
الديمقراطيه الأمريكيه أشبه بحصان طرواده الحريه من الخارج ومليشيات الموت في الداخل... ولا يثق بأمريكا إلا مغفل ولا تمدح أمريكا إلا خادم لها !