الكشف عن "فضيحة" لمومياوات الحيوانات في مصر القديمة
11-05-2015, 06:34 PM
ربيكا موريل
مراسلة للشؤون العلمية



الباحثون اكتشفوا أن هذه المومياء لأحد القطط لم تكن كاملة

أعلن خبراء بريطانيون أنهم اكتشفوا ما وصفوه بالفضيحة في صناعة مومياوات الحيوانات في مصر القديمة.
وكشف مشروع للمسح الضوئي في متحف مانشستر وجامعة مانشستر بأن نحو ثلث لفافات الأقمشة التي كان من المفترض أن تحوي المومياوات كانت فارغة من الداخل.
ويعتقد الباحثون أنه كانت هناك رغبة شديدة للحصول على هذه المومياوات كقرابين دينية، وربما تجاوز الطلب على هذه المومياوات الكميات المتوفرة منها.
ورصد برنامج "هورايزون" على تلفزيون بي بي سي هذه الدراسة لفحص المومياوات.
وأجرى فريق البحث أكبر مشروع من نوعه للمسح الضوئي.
وجرى تحليل أكثر من 800 من المومياوات لحيوانات تضم قططا وطيورا وتماسيح باستخدام الأشعة السينية والأشعة المقطعية بالكمبيوتر.
وأظهرت الدراسة أن نحو ثلث اللفافات التي جرى فحصها تحتوي على حيوانات كاملة وكانت محفوظة جيدا بصورة لافتة.
وهناك ثلث آخر يحتوي على بقايا لمومياوات حيوانات ليست كاملة، لكن باقي اللفافات كانت فارغة.
وقالت ليديا ماكنايت، أستاذة المصريات من جامعة مانشستر، "كانت هناك بعض المفاجآت."
وأضافت: "كنا نعلم دائما بأن جميع مومياوات الحيوانات لا تحتوي على ما كنا نتوقع أن تحتوي عليه، لكننا وجدنا نحو الثلث منها لا يحتوي على أي مادة حيوانية على الإطلاق، ولذا لا وجود لبقايا هياكل عظمية."
وأوضحت أن الأقمشة في المقابل كانت مبطنة بأشياء أخرى.


فريق الخبراء فحص هذه المومياء لتمساح من بين مئات المومياوات التي خضعت للدراسة

وتابعت: "كانت توجد هناك بشكل أساسي مواد عضوية مثل الطين والعصي والقصب، والتي كانت متناثرة في ورش عمل المحنطين، وأيضا أشياء مثل قشر البيض والريش المرتبطة بالحيوانات، لكنها ليست الحيوانات نفسها".
وعلى عكس المومياوات البشرية، التي صنعت من أجل الحفاظ على جسم الإنسان بعد وفاته، كانت مومياوات الحيوانات تقدم كقرابين دينية.
وأوضح كامبل برايس، أمين قسم الآثار المصرية والسودانية في متحف مانشستر، والذي سيقيم معرضا لمومياوات الحيوانات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، :"نعلم أن المصريين كانوا يعبدون الآلهة في صورة حيوانات، والمومياء الحيوانية كانت تمنح الشخص (المصري القديم) نوع من العلاقة مع عالم الآلهة."
وقال: "كانت مومياوات الحيوان هدايا للنذر. اليوم لديك شمعة في الكاتدرائية، أما في مصر القديمة كان لديك مومياء حيوانية."
وأضاف: "كان يمكنك (في مصر القديمة) أن تذهب إلى مكان خاص وتشتري مومياء حيوان وتستخدم نوع من المقايضة، ثم تمنحها (المومياء) إلى أحد الكهنة الذي يجمع مجموعة من المومياوات الحيوانية ويدفنها."
وكشفت الحفريات أن الطلب على هذه القرابين المقدسة كان كبيرا.
وجرى اكتشاف حوالي 30 سردابا كبيرا للموتى في مصر ممتلئة عن آخرها من الأرض حتى السقف بملايين المومياوات. وكانت كل مقبرة مخصصة لنوع واحد من المخلوقات، مثل الكلاب والقطط والتماسيح وأبو منجل والقردة.
ويعتقد العلماء أن المصريين القدماء حنطوا ما يصل إلى 70 مليون حيوان.
وقال الدكتور برايس: "حجم تحنيط الحيوانات بين عام 800 قبل الميلاد تقريبا والعصر الروماني كان هائلا."
وأضاف: "في ما يخص طريقة تريبة الحيوانات وقتلها، لقد كان ذلك على نطاق صناعي، فقد كانت الحيوانات صغيرة ويجري إعدامها وهي صغيرة جدا. لكن من أجل الحصول على هذه الأعداد (من المومياوات الحيوانية) كان يجب أن يكون لديك برنامج محدد لتربيتها."


سرداب الموتى هذا يحتوي على حوالي مليوني من أفراد طائر أبو منجل محنطة

ويعتقد الباحثون أنه بالرغم من حقيقة أن الحيوانات كانت تربى بأعداد غفيرة، فإن صانعي المومياوات على الأرجح كانوا يواجهون مصاعب لمواكبة الطلب المتزايد عليها.
لكن الباحثين لا يعتقدون أن المومياوات الجزئية أو الفارغة كانت بغرض الاحتيال، ويرون أن الحجيج الذي يزورها ربما كان على علم بأنهم لا يدفنون حيوانا كاملا.
وقال الدكتور ماكنايت لبي بي سي: "نعتقد أن الأمر على الأرجح يتجاوز ذلك."
وأضاف: "نعتقد أنهم كانوا يحنطون أجزاء من الحيوانات التي كانت متناثرة، أو مواد ترتبط بالحيوانات خلال فترة حياتها، مثل مواد الأعشاش أو قشر البيض".
وتابع: "لذا لا نعتقد أنها كانت تزويرا أو تزييفا، فالأمر فقط هو أنهم كانوا يستخدمون أي شيء يمكنهم العثور عليه، وفي أغلب الأحيان فإن معظم المومياوات الملفوفة بشكل جمالي لا تحتوي بقايات الحيوانات ذاتها."