فكر الامير عبد القادر من اجل تأسيس دولة
02-01-2016, 12:01 PM
نقف اليوم أمام خمسين سنة من مسيرة الجزائر المستقلة الحديثة تحت تراكمات جسيمة لمسارات لا ديمقراطية هددت بانهيار الدولة و تفكيكها الى دويلات، لانه و في مؤسسات الدولة حكم الفاشلون و أصحاب الثقة و غييب اصحاب الكفاءت و القدرات و انعدم الايمان بهم، في كل هذا انهارت مؤسسات الدولة و أصبحت ترضخ لسلطة أو نظام أسسه عصبة من جنرالات الجيش، ولم تعد الدولة تقوم بواجباتها كالوزارات و مؤسسة الرئاسة و المؤسسة القضائية الا باعاز من عصبة السلطة، التي لا تنتمي لا الى العلمانية و لا الى الليبرالية و لا الى شيء أخر، حينها أصبحت قدرات الدولة اليوم فاشلة تنقصها المصداقية و الكفاءة، بحيث استوطنها الفاسدون حتى اخلاقيا، و لانها تعتمد كليا على ثقة في الاشخاص لا يملكون القدرات او في بعض الاحيان لا يملكون حتى الشهادات العلمية، فبدات تنهار هذه المؤسسات و تفقد سيطرتها على مجالاتها الحيوية من بلدية الى ولاية حتى مؤسسة الرئاسة صارت مرتعا لاصحاب اللا افكار اللا مبادئ، لتزحف الى المؤسسة العريقة في الدولة و هي المؤسسة العسكرية كالفيروز للاسف تعتمد على القدرات الصفرية فاشلة.

لقد شاهدت مؤسسات أو وزارات غير قادرة على مراقبة أو متابعة المشاريع أو حتى تسييرها، و هي رهن وزراء و مدراء فاشلين على كل الاصعدة، لأنهم دخلوا من باب الثقة و الرشوة و المعرفة، و هناك مجالات سواء كبرت او صغرت على هذه الشاكلةفحدث و لا حرج.
ان الفكر الذي تركه الامير عبد القادر و من بعده الشيخ ابن باديس و الشيخ الابراهيمي من بعدهما، يعتير لنا مقبص و منارة ننتهجها و نسير عليها في درب التفوق، من اجل بناء دولة حديثة و متأصلةبتاريخها الحضاري مقاسه و أساسه العقيدة و الشريعة الاسلامية كقاعدة بناء تكتسي حلة الحداثة من جهة التطور و التقدم في مجالات العلم و المعرفة و علم الاجتماع الذي أسس له المفكر الجزائري "مالك بن نبي"، هذهالأسس نجتهد في وضعها واحدا واحدا، في برنامج صناعة دولة تملك المقومات و المرجعيات للاقلاعنحو النمو، خاصة بتاريخ الجزائر النابع من الامة و تاريخها الاسلامي العريق، هذا الفكر المتسلسل و الذي بناه مفكرون و شيوخ جزائريون هو مسيرة و منهاج مليء بالقيم، ينير طريقنا الى مستقبل يجتمع فيه كل الجزائريين بمختلف مشاربهم و اعراقهم و معتقداتهم نتجرد فيه من كل الخلافات، التي شابت تاريخنا الحديث القريب منذ الاستقلال و نضرب بذلك القبضة الحديدة الغير معقولة و الغير مقبولة للمؤسسة العسكرية على الحكم، و تحييدها تماما عن تسيير شؤون الدولة، لانها أفشلت ميكانزمات و معاني الدولة الراسخة و جعلتها تكاد تكون دولة فاشلة.