أهمّية الضّمير في القُرآن
02-02-2010, 03:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته

أخوتي إذا وجدت مبلغا من المال في الطريق ماذا نسمع ؟

من الطبيعي سنسمع صوتا في نفسنا يقول :_ ابحث عن صاحب المال ورده إليه وإن لم تجده فذهب وتصدق به ولا تأخد ما ليس لك فيه حق !
فإذا أصغيت إلي هذا الصوت وأستجبت له أحسنت رضا وسرورا وذاق قلبك حلاوة الخير

وإذا أبقيت المال عندك وخالفت هذا الصوت مدعيا ومبدعا أنه رزق آتك من السماء وسيبقا هذا الصوت يؤنبك ويشتد في تأنبك ويعنفك ويبالغ في تعنفك وانت تحاول أن تسكت هذا الصوت فلا يسكت أبدا ومازال يقول :_ كيف تستحل هذا المال وصاحبه ملهوف عليه الأن ؟ ولا تدري ماذا يحدث له ضياعه منه ؟ ولعله دين عليه ؟ ولعله أمانة عنده ؟ وليس له بعد هذا المال ما يفي عليه حقوقه ؟

وهكذا يبقي يزعجك ويقظك هذا الصوت من منامك ولا يدعك تستريح إلا إذا رددت المال إلي صاحبه

إن هذا الصوت وضعه الله في قلوبنا ليدعونا إلي الخير ويزجرنا عن فعل الشر ويلومنا إن أخطأنا لنندم ونتوب عن الإثم وهذا الصوت مايسميه العلماء الضمير أو النفس اللوامة
قال تعالى " لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن "

والضمير في أكثر الأحوال هاد حكيم مرشد لا يضل ومن الخير لنا أن نستمع إلي هذا الصوت ونستجيب إلي هديه ونصغي إلي تأنيبه لأنه يصل بنا إلي الصلاح وبمجتمعنا إلي الخير والفلاح...وفي بعض الأحيان يفسد الضمير وينحرف عن الحق فيستسيغ الشر متأثرا بجهل صاحبه أمور الدين أو بما شاع في عصر من فساد وانحلال كالذي نراه فيمن يميلون إلي الجريمة والمنكر من قتل وسرقة وغيرها من الجرائم الأخرى لذلك كان الضمير الإنساني في حاجة إلي تربية ليكون حكمه صادقا دائمنا فيشع الخير ويقل الشر برقابته المستمرة

ولتربية الضمير وسائل عني بها الإسلام

أكبر عناية :_

1_ صحة العقيدة والإخلاص في العبادة فيؤمن الإنسان بأن في الكون إلها مطلعا
" يعلم خائنة الأعين وما تخطى الصدور "
ويعلم السرائر ويحاسب عليها " وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء "

وهو معنا أينما كنا " ما يكون من نجوى ثلثه إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذالك ولا أكبر إلا هو معهم أين ماكانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم "
وايضا هو يخوفنا من الشيطان الذي يزين لنا الخطايا ويدعونا إلي أن نلجأ إليه لينجينا من شر وسوسته وأعوانه

" قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الواسوس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس "

إننا إذا وعينا ذلك استقرت في قلوبنا خشية الله ومراقبته في السر والعلن فأحسنا أعمالنا طلبا لمرضاته تعالى وخوفا من غضبه وقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "

2_ طاعة الضمير فيما يدعو إليه من خير ومخالفة النفس الأمارة بالسوء فيما تميل إليه من شر

استجابه لله تعالى " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "

فإننا بطاعة الله المستمرة وعدم مخالفته ننمي الضمير ونقوي سلطانه ونصبح قادرين على حساب أنفسنا فنحملها على فعل الخير ونصرفها عن فعل الشر وإلي ذلك يدعونا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني "

3_فتح باب التوبة أمام التأئبين فالإنسان إذا عرف أن باب التوبة مفتوح أمامه وأن الله يغفر له ذنوبه إذا تاب وندم على مافعل صميره إلى الخير رجاء مغفرة الله ورحمته

وهكذا نرى أن الإسلام يحرص على تربية الضمير الإنساني ليكون رقيبا لأعماله مهيمنا على سلوكه فيستقيم على الطريق الذي رسمه الله لعباده يسعى في الخير لنفسه وللناس ويكف يده ولسانه عن إيذاء الخلق


أهمّية الضّمير في القُرآن ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ)



هو الضمير كما ورد في القران الكريم من خلال مجموعة من الأمثلة والنماذج، ويبين كيف يحيا الإنسان وفقا لما يمليه عليه ضميره، وكيف يوجه فكره طبقا لهذاالضمير. وهو كتاب يمكن أن يساعدكم بطريقة جيدة للتمييز بين صوت الضمير في داخلكم وبين بقية الأصوات الأخرى المنطلقة من جنبات النفس




[النحل:14]

لتحميل كتاب أهمية الضمير في القرآن

إظغط على احدى الرابطين




او


http://209.85.229.132/search?q=cache...&hl=fr&ct=clnk





سيتحدث في هذا الكتاب عن هذا الصوت الذي يحرك فيك العدالة ··· مكارم الأخلاق ··· التواضع ··· الاستقامة ··· الإخلاص وكل ما هو صالح · هذا الصوت الذي يلازمك أينما كنت وأنت غير دارٍ به ·


وربما سأل سائل ··· إلى من ينتمي هذا الصوت؟ هو صوت يخصك ويعيش داخلك ··· إنه صوت ضميرك ·

وكلمة الضّمير شائعة وكثيرة الاستعمال، إلاّ أن معناها الحقيقي وأهميتها في الدين وكيف يكون السلوك الشخصي لأصحاب الضمائر، وبماذا يتميزون عن غيرهم بشكل عام، كلها حقائق غير معروفة · فمعنى الضّمير محدود بما تعارف عليه المجتمع، فعلى سبيل المثال: يُعَدُّ من يمتنع عن رمي القمامة في الشوارع، ويتصدق بالمال على المحتاجين، ويهتم لأمر الحيوانات الضالة، شخصاً حيّ الضمير ·

غير أنّ المعنى الحقيقي للضمير أدق وأشمل من ذلك· والهدف في هذا الكتاب هو تعريف الضمير من خلال القرآن الكريم، والإشارة إلى طريقة تفكير أصحاب الضمير الحي، والتعريف برؤيتهم، وكشف أهمية الضمير في الحياة الأخروية · سوف تجد في هذا الكتاب ما يلزمك من معلومات لتتمكن من التّعرف إلى صوت ضميرك وتمييزه من غيره من الأصوات والإيحاءات الداخلية· وسوف نشرح بعض الأمور التي يحملك ضميرك على التفكير فيها والقيام بها، وكيف يمكن للإنسان إذا اتبع ضميره أن يصل إلى حالة من الصّفاء الكلي ·


والهدف الرئيسي ليس مجرد الإخبار، بل إنّ هدفنا هو استصراخ الضمير في نفس الإنسان لحثه على أن يعيش ما تبقى من حياته وفقاً لما يمليه عليه ضميره، وليكشف له الضّياع الذي يمكن أن يتردى فيه إذا لم يفعل ذلك ·



التعديل الأخير تم بواسطة nadir35 ; 02-02-2010 الساعة 03:21 PM